الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مصر

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2023 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مصر الجمهورية منذ نشأتها تعقد انتخابات لكنها، رغم ذلك، لم تعرف انتخابات تنافسية حقيقية سوى مرة وحيدة- تلك التي جرت في عام 2012 عقب ثورة أطاحت برئيس سابق ونظامه وأتت بآخر جديد، حتى لو تبين فيما بعد أنه كان أسوأ من سابقه ألف مرة. لماذا؟ لأن 25 يناير كانت التحدي الأقوى على الإطلاق لجمهورية يوليو منذ نشأتها في 1952، للحد الذي خلع نظامها وانتخب آخر في محله لتصبح ما يشبه كعب أخيل في نظام مبنى على القوة الخام. كيف؟ حين نجحت قبضة 25 يناير 2011 في تفتيت احتكار السلطة وتوزيع منابع شرعيتها بين العديد من الفصائل والتيارات والجماعات والأحزاب والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المختلفة والمتصارعة على الأيديولوجيا والمصالح فيما بينها. من هنا أتت الاصطفافات والتوازنات الضرورية والطبيعية والحتمية فيما بين هذه الكتل المتنافرة، التي أفضت إلى الانتخابات التنافسية الحقيقية الوحيدة في تاريخ الجمهورية المصرية.

في عهودها المتأخرة، خاصة أثناء الاحتلال الإنجليزي، شهدت مصر الملكية العديد من الانتخابات التنافسية الحقيقية. لماذا؟ لأن السلطة في ذلك الوقت كانت موزعة بين أطراف عدة، من ضمنها الملك والمحتل والجاليات الأجنبية والباشوات المصريين، من جملة آخرين. وكانت السلطة موزعة بطبيعتها وبالضرورة على هذا النحو بالنظر إلى متغير جوهري يتمثل في توزع قوة السلاح بين طرفين رئيسيين: الإنجليز والملك. ومن ثنايا هذا الصراع على شرعية السلطة والحكم في ذلك الوقت، تغلغلت ونمت وأثمرت توجهات وميول ديمقراطية لم يشهدها القطر المصري من قبل قط، إلى حد كبير بتشجيع من النموذج السياسي البريطاني وفي محاكاة له. لذلك، لم يكن مستغرباً أن ينقطع هذا الاتجاه فجأة وتعود مصر- من حيث المضمون- أدراجها إلى نفس صيغة الحكم المتبعة سلفاً قبل تعرفها على الدساتير والبرلمانات والأحزاب والانتخابات وما إلى ذلك من مظاهر الشكل الديمقراطي.

قوة السلاح والديمقراطية
مثل كل أنظمة وصيغ الحكم الأخرى، لا يمكن لأي نظام أن ينشأ أو أي حكم أن يستقر من دون قوة السلاح. ومثل كل الديكتاتوريات والنظم الاستبدادية، لا يمكن أن تستغني الديمقراطيات عن جيوشها. الفارق الجوهري بين الديكتاتوريات والديمقراطيات أن الجيش في الأولى هو باب السلطة وأداة الحكم، بمعنى أنه المنبع والأداة الأساسية لفرض النظام الحاكم والمحافظة على استدامته؛ بينما الجيش في الديمقراطيات لا يُستخدم على هذا النحو، بمعنى أنه لا يتدخل في فرض نظام سياسي دون آخر، أو يتدخل لصالح هذا الفصيل السياسي ضد الآخر. في الديكتاتورية، الجيش يأتي- بشكل مباشر أو غير مباشر- بالنظام الحاكم ويحرسه؛ بينما في الديمقراطية، الجيش يحرس النظام السياسي الذي يأتي به الناخبون. في قول آخر، قوة السلاح في الديكتاتورية هي مُنشئ النظام السياسي القائم ومنبع شرعيته وسبب بقاءه شبه الوحيد؛ بينما في الديمقراطية، هي ليست مُنشئ النظام السياسي ولا منبع شرعيته ولا سبب بقاءه، بل هي فقط حارس يقظ له إلى أن تحين الانتخابات المقبلة واستبداله بآخر من اختيار المواطنين.

إذا كانت مصر الملكية قد نظمت العديد من الانتخابات النزيهة والحرة، بينما لم تنظم مصر الجمهورية سوى واحدة يتيمة في 2012، هل تستطيع مصر الجديدة تنظيم انتخابات حرة ونزيهة؟ ولماذا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حاله مصر والسرقه
محمد سعيد ( 2023 / 10 / 2 - 20:16 )
من المؤسف والمحزن ان يكون الوضع فى مصر اسود كارثى ومحزن بشع بسبب انفراد مجموعه من بلطجيه العسكر القتله المجرمين المستبدين اللصوص الانجاس بحكم ديكتاتورى دموى باطش وسادى وغير اخلاقى حيوانى , يتم تزوير الانتخابات فى مصر بشكل منهجى بأستمرار منذ عام 1952 ابان ثوره يوليو الكارثيه المشؤومه وحتى الان , هؤلاء ليسوا بحكام بل عصابه مجرمه ومزوره وفاجره ومحتاله واكيد منهم النشال وحرامى المساكن والعربجى , هم اكيد سعداء بهذا الحكم الطويل المستبد التعسفى والذى يدر عليهم الملايين من جراء السرقات والابتزاز والاحتيال وسرقه الاراضى والمناجم وحتى قناه السويس فأن الشعب لايعرف حقيقه اين يذهب ايراد هذه القناه وانا متأكد انه يذهب الى جيوب اللواءات الحراميه وارهاب الناس واعتقالهم وتعذيبهم وحتى قتلهم , هذه العصابه السافله المنحطه يجب القضاء عليها بل وتقديمهم الى المحاكمه العادله وشنقهم

اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر