الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال أخير في السياسة (نهاية انتفاضة)

صوت الانتفاضة

2023 / 10 / 2
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بالأمس مرت الذكرى الرابعة لانتفاضة أكتوبر-تشرين 2019، تلك الانتفاضة التي أحدثت هزة داخل المنظومة الإسلامية الحاكمة، منظومة استبدادية قاتلة وناهبة، استخدمت فيها كل وسائل الترهيب والتخويف، اغتيالات واعتقالات واختطاف وتغييب وتشويه وعمليات اعدام مباشر وغير مباشر، انتفاضة مجيدة قدمت الالاف من الضحايا والجرحى والمغيبين، من شبيبة عفوية "اقتحمت السماء" لتحارب أعتى نظام حكم ديني وقومي وعشائري.

مرت على هذه الانتفاضة أربع سنوات، شاهدنا مسارها، وكيف أضحت "انتفاضة مضادة"، فاغلب من شارك فيها التحف بغطاء السلطة، وهم اليوم يبحثون سبل المشاركة في الانتخابات، فتراهم يلهثون مسرعين لتسجيل كياناتهم لدى مفوضية الانتخابات، والاسلاميين فرحين مستبشرين بمن اتاهم من هذه القوى المضادة.

لم يكن الحضور قويا او ملفتا، فلم يتعدى الالف، جاءوا فقط لتقديم الامتنان لأولئك الذين قدموا حياتهم لنيل الحرية، فقط رفعوا صورهم وزرعوها داخل الساحة، هؤلاء كانوا الجزء الأقل من الحضور، هؤلاء التزموا الصمت، فقد جلسوا على مدرجات ساحة التحرير، بسبب دخول قوى الانتفاضة المضادة، الجزء المتخلف والرجعي، جماعة "ضرغام ماجد"، الذين سمحت لهم السلطة بدخول السيارة حاملة السبيكر، وقد حولوا الذكرى الى "نواح ولطم وشعارات دينية وعشائرية"، فمردد النواح يقول في احداهن: (يگول البهادلي: الاخو الما يبچي على اخوه مو زين)، وقد حاولنا تفكيك هذه "الشذرة الهيرقليطية" فلم نستطع، وحاولنا إيجاد ربط بينها وبين الحدث فلم نستطع؛ وبعد هذا النواح الديني والعشائري خرج الجزء الأكبر من المتظاهرين، وكأنهم ادركوا "نهاية الانتفاضة"، فقد دفنتها قواها المضادة.

البعض يقول "لا يحق للثوري وخصوصا الماركسي اليأس"، وفي بعض الأحيان ترى هذه الاطروحة ليست صحيحة، فالواقع الحالي لا يبشر ابدا باحداث تغيير ما، ولهذا فأن طروحات "التغيير من الخارج" او "الانقلاب العسكري" او "الخراب من داخل النظام" هي الماشية جدا، وهي ما يلجأ لها القسم الاعم والاغلب؛ فقط رؤية "ضرغام ماجد او علاء الركابي" ومن لف لفهم تصيبك بالإحباط ويتملكك اليأس، وتذهب لتزرع الحديقة.
طارق فتحي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا


.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا




.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2


.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع




.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم