الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لَا فَااااائِدَة

عبد الله خطوري

2023 / 10 / 2
الادب والفن


إذا قدر له أن يختار من كل هذه الأحلام آلمتناسلة لَفَضَّل أن يظل منهمكا في مشروع هام لم يخطر على باله في كل الأبحاث التي قام بها في أراضي ما وراء آلبراري والبحار .. فعلا، مادام قد فضل البلاد والعباد، فليتحمل تبعات عواطفه، فليقنص ما يصادف من يرابيع في مطارح نفايات الأنام مخافة ينتشرَ الطوفان .. وعند كل صباح، يشنق يربوعا أو يربوعيْن، ومن الأفضل أن يكونا زوجَيْن طويلَي الذنَب ليُنَفس عن ذنوبه في حق نفسه وذويه ويخفف عن صدمة آنتكاسته بنجاعة أكبر، أو يخصص أويقات غير قليلة في شواء رؤوس أوام فاضت عن الحاجة يربح بها ما يسدد به فاتورة الهواء الذي تتنفسه أليتاه دون فائدة .. لا فائدة ترجى في بلاد آلعباد .. لقد أفسد رجوعه كل شيء، فليتحمل ...
يستفيق ظهرا مهندس الكيمياء .. يرش رشاشا على بدنه الضامر الموشوم بآثار تعذيبهم .. يصنع شيئا يشبه أطياف قزح .. ينفخ في دائرة صغيرة صَنَعَتْها حذاقة سبابته ورشاقة إبهامه، فخرجت فقاعات صغيرة ملونة ذكرته أنفاس شراغيف متلاحقة في بِرَك باديته الضحلة .. يغتسل .. يصلي عله يسلو أو ينسى .. ثم .. ينام من جديد كما دأب يفعل مرات ومراااات .. وفي نومه آعتاد أخذ نفَس عميييق يسرح فيه محلقا بعيدا هاربا من نباهته سبب المصائب، فيلحق رأسُه به يقفو أثره يتبعه كقرينة كحلاء أينما حل آرتحل ممعنا في مناوشته .. يقف .. يتملاه .. يمسح على الناصية .. يخلل يديه في الشعر الأغبر .. يحكم إمساك كتل القصاصات .. مفتوح الفم والعينين بدا هامة جُعْل مأخوذا بدهشةٍ ما آعترته ليس يدري ما سببها .. لم يبال .. لولاكَ لَمَا وقع الذي وقع .. يأخذ مدية لا يدري أين وجدها، رآها ربما في زمن غير محدد من أزمنته المتشابكة المتداخلة، فآلتقطها دون مواربة ثم بدأ يجز الرقبة يغرس الشفرة في القاع ينزع يذبح فتنفصل الكتلة الملتبسة بسهولة بالغة .. يمعن في لملمة الشعر على بعضه بتُؤَدَةٍ يطويه حول يمناه .. يعفر في العراء المنخارَ والجبهة والخدين المجدورين والأنف المعقوف واللحية المشاكسة وخيوط التجاعيد المتسلطة ثم على مهل يضع الرزمة وسط قدر مليئة بالقطران .. يجعل القدر على ثلاثِ أثافٍ يوقد النار بكل الخبرة التي راكمها طيلة سنين اليفاعة والطفولة المشاكسة .. هوووف .. يبتعد عالِم الكيمياء عن .. طق طق طق .. لظى أتونه المحترق محملقا جعل يتأمل فحمة رأسه تتراقص تهتز تتشظى .. تحدجه العينان .. يزداد الفم آنفتاحا .. تنبعث صرخة مدوية من حَنجرة تاهت معالمها أتاحت الخروج لآآآآلاف الزواحف المرقطة ترفرف بأجنحة رعناء في الهواء ثم تغيب .. تهتز الشفتان .. تهمسان بخفوت أصواتا غير ملموسة فتنبجس ديدان صغيرة تتقيأ ديدانا أصغر بلون أزرقَ فاحم ترتعد فرائصُها تميل مترنحة بأبدانها في كل آتجاه تحت وميض لهب يتفاقم يشتد .. تزداد زرقة فحيح الزواحف في الموقد العملاق ..لا فائدة .. آن أوان الصعود إلى آلجبال .. انتهى كل شيء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان