الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية الإعلامية والنضال التحرري (1 من 2)

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2023 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نهاد أبو غوش
بعد ورقة الاستاذ والاعلامي خالد الفقيه، كان علي أن أكتفي بإدارة هذه الجلسة مع نخبة من اساتذة الإعلام، ولكن غياب الضيفين العزيزين الدكتور فريد أبو ضهير والدكتور سعيد شاهين يدفعني إلى تلخيص ورقة الدكتور شاهين وعرض ما سبق أن ناقشناه معا في هذا المجال. في ورقته التي أعدها لهذا المؤتمر، يتحدث الدكتور سعيد شاهين عن تغلغل الإعلام الرقمي وتطبيقاته في كل مناحي حياتنا، وهو يحمل جوانب إيجابية يجدر بنا تعظيمها وجوانب أخرى سلبية ينبغي تجنب مخاطرها وتحصين النشء وحمايته من تأثيراتها. ويوضح أن التربية الإعلامية كحقل من حقول العلوم الانسانية نشأ حديثا، أي في أواخر الستينات من القرن الماضي، وهو يتركز على كيفية استخدام وسائل الإعلام وأدوات الاتصال كوسائل تعليمية لتحقيق منافع وفوائد تربوية واجتماعية.
ويشير إلى أنه في عالم اليوم، وبعد التطور التكنولوجي الهائل، نشأ جيل مدمن على استخدام الهواتف الذكية. وفي هذا العالم المزدحم بالتقنيات المعلوماتية لم يعد ممكنا حجب هذه النوافذ عن أبنائنا، وبالتالي بات من الضروري الانتباه لما يتعرض له الأبناء من طوفان الأخبار المتناقضة وبعضها سلبية جدا مثل انتشار خطاب الكراهية والعنصرية والأخبار المضللة، بالإضافة لما باتت تقوم به الحكومات من تعقب اليكتروني.
ويخلص شاهين إلى ضرورة تطوير برامج محو الأمية الاعلامية والرقمية، والتعريف بمبادىء التربية الإعلامية ومفاهيمها الرئيسية. وعلى التعرف على آليات عمل شبكات التواصل الاجتماعي ودور الخوارزميات في التحكم في المحتوى .
وإلى جانب ما ورد في ورقة الدكتور شاهين بات من الملح النظر إلى موضوع التربية الإعلامية في سياق المرحلة التاريخية التي يعيشها الشعب لفلسطيني ومؤسساته في ظل احتلال طويل يظهر تماديا في عدوانه وإصرارا على تحويل نتائج عدوانه العسكري إلى ثمار سياسية تنال من حقوقنا الوطنية الشرعية، واستمرار الهجمات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، الهادفة إلى تصفية القضية ومعها الحقوق الوطنية الفلسطينية، ومن هنا يطرح موضوع التربية الإعلامية لجهة تأثيرها الإيجابي/ او السلبي في تعزيز صمود الشعب، ووحدته الوطنية، وتضامن العالم معه وبخاصة العالم العربي بكل مقوماته ومركباته القومية والدينية والاثنية، وشعوب الدول الإسلامية وشعوب العالم الثالث التي قاست من نتائج الاستعمار مثلنا أو أكثر منا أحيانا، وتنمية القيم الإيجابية ومنها احترام قيم العمل والعلم والتطوع والمبادرة والتسامح والتعددية الفكرية والسياسية والعدل والمساواة بين المرأة والرجل، واحترام حقوق الفئات المهمشة والضعيفة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين والأطفال، وتغليب المصالح العليا على المصالح الفئوية والذاتية. وفي نفس الوقت التصدي لأفكار التعصب (الديني أو الطائفي أو السياسي الحزبي أو الجهوي أو العشائري) والعنصرية وخطاب الكراهية، وتطوير الثقافة الوطنية الديمقراطية والإنسانية القائمة على احترام الرأي والرأي الآخر ومبادئ النزاهة والشفافية والمساءلة والعدل الاجتماعي ومبدأ تكافؤ الفرص ومبدأ السيادة للأمة والشعب، ومبادئ المواطَنَة والمساواة في الحقوق والواجبات والحوكمة.
وإذا كانت التربية الإعلامية تمتع بأهمية متزايدة في جميع المجتمعات البشرية المعاصرة نظرا للدور المتعاظم الذي تلعبه في صنع الوعي العام، وتشكيل اتجاهات الرأي وبناء المواقف، إلى جانب أدوات التربية الأخرى من أسرة ومدرسة ووسائل إعلام، فإن التربية الإعلامية تكتسب أهمية متزايدة بالنسبة للشعب الفلسطيني سواء الجزء الرازح تحت الاحتلال في وطنه أو ملايينه المهجرة في المنافي والشتات. ويعود ذلك بشكل خاص إلى استهداف المشروع المعادي للهوية الوطنية الفلسطينية والحقوق الوطنية وما يرتبط بها من سردية (رواية أو طريقتنا في قول الحقيقة لأبنائنا وللعالم)، فالاحتلال الصهيوني لم يكتف بسرقة الأرض ومصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية ومحاولاته لشطب الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني، بل هو يحاول إلى جانب ذلك سرقة التاريخ وتزييفه، وسرقة التراث الشعبي من تقاليد وتراث وأزياء وأكلات شعبية، وسرقة الآثار الأوابد مع تخريب وطمس كل ما يشير إلى عناصر الحضارة العربية والتاريخ الكنعاني المستقل عن الروايات التوراتية المتخمة بالأساطير، واصطناع روابط تاريخية ثابتة وأزلية بين جماعات المستوطنين الغازية وأرض فلسطين وكل معالمها الطبيعية والحضارية.
لأغراض هذا البحث سوف نستخدم مصطلح "رواية" و" سردية" والمقصود فيه ما نقوله عن قضيتنا وتاريخنا وحقوقنا، مع أن ثمة من يعترض على مصطلح الرواية لكونه يوحي بأن الحديث هو عن شيء متخيل، وهو ما ينطبق على الرواية/ الأسطورة الصهيونية، على كل حال في التراث العربي وعلوم الفقه والحديث يرد معنى "الرواية" للدلالة على الجدية المطلقة وسرد الحقائق والوقائع المثبتة، ولعل جزءا كبيرا من هذا الالتباس ناشئ عن ترجمة المصططلح الأجنبي Narrative أو Narration








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟