الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المملكة العربية السعودية لا تعترف بمغربية الصحراء

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


" البوليس السياسي يقطع الكونكسيون عن منزلي لعرقلة اشتغالي . سأخرج لإرسالها من Cyber " .
" زيدْ نْهارْ – تسْمعْ خْبارْ " . " ما حدْهَ كتْقَقِي كتْزيدْ في البيْض " الدجاجة ..
أصدرت المملكة العربية السعودية ورقة نقدية ، عرضت فيها خريطة المغرب ، مفصولة عنه الصحراء الغربية . أي هناك فهم واحد لا اثنان ، انّ المملكة العربية السعودية لا تعترف بمغربية الصحراء ، ولا تعترف بالجمهورية الصحراوية ، لكنها تعترف بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، كحركة تحرير ، وحركة كفاح مسلح ، وهو نفس الموقف عبرت عنه صراحة الولايات المتحدة الامريكية ، ويعبر عنه الاتحاد الأوروبي ، ويعبر عنه الاتحاد الافريقي الذي تجاوز قرارات الشرعية الدولية ، التي تنص على الاستفتاء وتقرير المصير، حين اعترف بالجمهورية الصحراوية ، من دون ان يكون وراء هذا الاعتراف القانون الدولي ، والمشروعية الدولية..
وبالرجوع الى القرارات التي اتخذها مجلس الامن الدولي ، واتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ، التي تبحث قضية الصحراء الغربية ضمن اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار ، التي تعتبر الوضع القانوني للصحراء بالاحتلال وبالاستعمار ، خاصة وان الجمعية العامة للأمم المتحدة أصدرت قرارا مشهورا تعتبر فيه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوية / القرار 34/37 السنة 1979 . فإننا لا نجد ما يفيد من نص او نصوص اممية ، تعترف بالجمهورية الصحراوية ، لكن الاعتراف كان ولا يزال بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، التي تعتبر كحركة تحرير ، وتعتبر كحركة كفاح مسلح ..
ان الموقف الدولي من نزاع الصحراء الغربية ، هو موقف واحد ، منذ ان طرح النزاع للتحكيم السياسي والدبلوماسي ، مجلس الامن ، والجمعية العامة . ومنذ ان وافق النظام المخزني المغربي على قرارات المشروعية الدولية ، لكنه كان يجد طرقا شتى للتهرب من تنزيل القرارات الأممية ، متذرع طبعا بحجج تتناقض مع نفسها ، لان ورطته في نزاع الصحراء ، كلفته وجوده الذي اصبح قاب قوسين اذا أضاع الصحراء ، خاصة ان يكون وراء استقلالها المنتظم الدولي بالاستناد على المشروعية الدولية ، وبالاستناد على الحرب التي تدور اليوم في الصحراء منذ 13 نونبر 2020 ، لان الحرب الدائرة اليوم ستعرف تغييرات بدخول أسلحة نوعية الى دائرة الحرب ، وخاصة ان الإدارة الامريكية ، والاتحاد الأوربي ، والأمم المتحدة ، يعترفون بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كحركة تحرير وكفاح مسلح ، وهذا يعني تفسيرا واحدا لا اثنان ، ان الأمم المتحدة خاصة قرارات مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، إضافة للاتحاد الأوربي .. انهم يؤيدون الحرب الدائرة اليوم بالصحراء ، ويعتبرونها بالحرب المشروعة التي تخوضها جبهة البوليساريو ، لتحرير الصحراء الغربية التي لا يعترفون بمغربيتها ، ويؤكدون جماعة على الحل الاممي الذي هو الاستفتاء وتقرير المصير ، كحل ديمقراطي وحده تحدد نتيجته جنسية الأراضي المتنازع عليها . بل سنجد ان موقف الاتحاد الأوربي ، ذهب بعيدا في تحديد موقفه من نزاع الصحراء الغربية ، عندما سمح بفتح مكاتب سياسية ، ودبلوماسية ، وإعلامية للجبهة بجميع العواصم الاوربية ، وبكل المدن الاوربية ، وهو نفس التمثيل للجبهة بواشنطن ، وبالأمم المتحدة ب New-York ..
ان القرارات التي يتخذها مجلس الامن ، وتتخذها الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن نزاع الصحراء الغربية ، ليست وليدة المنظمة الدولية ، بل ان هذه القرارات تكون كتكملة ، او تعبيرا عمّا اتخذته حكومات هذه الدول ضمن السيادة الوطنية ، وهي طبعا نفسها المواقف المعبر عنها من قبل حكومات هذه الدول ، عندما تتصرف كدبلوماسيين دوليين تابعين للأمم المتحدة ، سواء كدول أعضاء بمجلس الامن يمتلكون حق النقض / الفيتو ، او عندما يشتغلون كأعضاء بالجمعية العامة . أي هناك ترابط بين موقف الحكومات الغربية من نزاع الصحراء الغربية ، عندما يعالجون المشكل كحكومة ، فيتخذون قرارات تعبر عن قناعتهم بحقيقة الصراع الجاري ، وهي نفس القرارات يتم التعبير عنها من قبل هذه الحكومات ، سواء كدول عضوة بمجلس الامن ، وكدول عضوة بالجمعية العامة للأمم المتحدة . وتفسير هذا ، انّ من يملك الاقتصاد القوي ، والدبلوماسية القوية ، والجيش القوي ، طبعا سيكون بمن يسيطر على المنظمة الأممية ، من خلال السيطرة على مجلس الامن ، والسيطرة على الجمعية العامة ..
من هذا المنطلق ، سنرى ان طريقة تعامل الدول الكبرى بالقضايا الاستراتيجية الدولية ، مثل نزاع الصحراء الغربية ، فرغم ان موقف الغربيين واضح لا يتضمن اشكالا ، الاّ ان مجال التصرف والتحرك ، كان يأخذ بعين الاعتبار ، نوع التأثير الذي قد تسببه تلك القرارات رغم وضوحها البين ، في الوضع القانوني والسياسي ، للأنظمة السياسية التي تتنازع القضايا ، وبما فيها موقف النظام المخزني من نزاع الصحراء الغربية ، وهو موقف عشوائي لا يستند على أسس مشروعة تقنع المخاطبين بصحة الموقف الذي يتبناه . بل سنجد ان بين موقف وموقف للنظام ، سنجد موقفا اخرا يناقض المواقف السابقة .. لكن ، وأخذا بعين الاعتبار بهذه الحقيقة التي كانت تعطي للنظام المخزني بعض الوقت للتصرف ، دون تجاوز القرارات الأممية ، فالدول الصديقة للنظام داخل الاتحاد الأوربي ، كانت تركز على الخلل الذي يطل من الأبواب ، وقد يكون التعامل المباشر مع المشروعية الدولية في وقت من الأوقات ، يتطلب الحذر ، وعدم التسرع لضمان الاستقرار ، وضمان النظام العام للنظام المخزني .. وهي سياسة اوربية مكيافيلية ، تجيز التصرف رغم تعطيل تنزيل القرارات ، الى حين نضج الصراع المحلي والجغرافي ، خاصة التغيير الذي يطبع السياسة الدولية ، دون مواكبة النظام المخزني لهذه التطورات التي تجاوزته بالكثير .. ففرنسا كدولة من دول مجلس الامن الدولي التي تتمتع بالفيتو ، كانت تصوت لصالح قرارات مجلس الامن ، التي تنص على حل الاستفتاء وتقرير المصير لنزاع الصحراء الغربية . أي انها لا تعترف بمغربية الصحراء ، وفي عدم الاعتراف هذا ، وحين تتشدد على الحل الاممي ، فهي تعتبر تواجد النظام المخزني بالصحراء ، بالاحتلال ، وبالاستعمار الذي يجب حله بواسطة الاستفتاء ، ومن هنا تكون فرنسا التي تحتفظ بعلاقات خاصة مع النظام المخزني ، تعترف من خلال دعوتها للحل الاممي ، بجبهة البوليساريو كحركة تحرير شعبية ، وحركة كفاح مسلح . وهذا يعني ان فرنسا ذات الصداقة المتميزة مع النظام المخزني ، ومثل الولايات المتحدة الامريكية ، ودول الاتحاد الأوربي ، كلهم مع الحرب التي تدور اليوم بالصحراء ، كما دارت من 1975 الى 1991 ، أي يدعمون الحرب ضد جيش النظام المخزني ..
هنا ، سنجد ان فرنسا التي تصوت لصالح قرارات مجلس الامن ، الذي تربط حل نزاع الصحراء الغربية بالاستفتاء وتقرير المصير، لا تتردد في التهديد باستعمال الفيتو ، ضد قرارات من مجلس تسهل تنزيل القرار المتخذ من مجلس الامن ، مثل التهديد الفرنسي باستعمال حق النقض ، عندما دعت الولايات المتحدة الامريكية زمن الديمقراطي Barak Obama ، بتوسيع صلاحيات " هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية " ، " La Minurso " ، في مجال حقوق الانسان ، وفي مجال الاختيارات السياسية التي لها علاقة بممارسة حقوق الانسان في الصحراء الغربية ، كأن تصبح " المينورسو La Minurso ، سلطة كاملة الذات في التقرير في كل قضايا حقوق الانسان ، لان هنا ستصبح La Minurso بمثابة مقيم عام جديد يضبط تجاوزات النظام المخزني في مجال خرق حقوق الانسان ..
ان لعب فرنسا مثل هذا الدور المزدوج ، من جهة التصويت على قرارات مجلس الامن التي تنص على حل الاستفتاء ، وتنشط ضمن الجمعية العامة ، وخاصة ضمن " اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار " ، التي تعتبر وجود جيش النظام المخزني ، بالمحتل ، وبالمستعمر للصحراء ، لكنها فرنسا تتدخل لتعطيل تنزيل قرار صوتت عليه ، اذا تبين لها انه سيخلق مشاكل خطيرة للنظام المخزني .. خاصة اذا كان يمر بضائقة خطيرة ... لكن هل بقيت السياسة الفرنسية مطبوعة بالازدواجية في التعامل مع النظام المخزني ، وفي التعامل مع قضية الصحراء الغربية ؟
لقد تغير الموقف الفرنسي من نزاع الصحراء الغربية ، عندما وجدت فرنسا نفسها امام معطيات جديدة تفرض تغيير التعامل ، وتفرض المواكبة للصراع ، طبعا بالتطور السلبي للعلاقات بين النظام المخزني ، وبين فرنسا العميقة ، مع الاخذ بعين الاعتبار الموقف بين النظام المخزني وبين الأمم المتحدة التي تنص فقط على حل الاستفتاء ..
هكذا ستتحول فرنسا العميقة ، الى اكبر تهديد لمواقف النظام المخزني المتضاربة من نزاع الصحراء الغربية .. بل وفي خضم الصراع الذي نشب بين محمد السادس ، وبين الرئيس Emanuel Macron ، وبين الدولة الفرنسية ، والدولة المخزنية ، بسبب برنامج التجسس الإسرائيلي Pegasus ، الذي يقف من وراءه البوليس السياسية المخزني ، الذي اقنع الملك بالتصرف على هواه .. ، تغير الموقف الفرنسي من النظام المخزني ، ومن نظام محمد السادس الذي اعتبره غير جدير بالثقة ، غدّار ، أساء لنوع العلاقات التي كانت متميزة ، ولتنحدر الى الحظيظ ، أصبحت فرنسا هي من يقف وراء تعقيد وضع النظام المخزني ، سواء مع الأمم المتحدة ، او مع الاتحاد الأوربي . واصبح قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، أي فرنسا العميقة ، هي من يشرف على تصفية الحسابات مع شخص محمد السادس ، ومع نظامه المعزول في العالم .. ففرنسا الآن تتحرك لتنزيل قرارات الشرعية الدولية ، بنزاع الصحراء الغربية ، وبسبب الهجوم الغير أخلاقي للبوليس السياسي المخزني ، على شخص الرئيس الفرنسي الذي وصفه ب " البرهوش " ، و ب " المثلي " ، تكون العلاقات بين محمد السادس الشخص ، ونظامه البوليسي الذي أوقعه في الزلات ، وبين الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، قد بلغت اللاّرجعة واللاّعودة .. وفي وضع كهذا الذي تسبب فيه أطفال ومراهقو البوليس السياسي ، الذين وهبهم محمد السادس الدولة ليعيثوا فيها الفساد والدمار والخراب ، سيكون لفرنسا دور أساسي في بلورة قرارات جذرية في الدورة التي ستعقدها الأمم المتحدة في غضون شهر أكتوبر ، تدعو الى الحق التاريخي والثابت للشعب الصحراوي ، في ممارسة حقه الغير قابل للتصرف ولا للتنازل ، لوضع حد لنزاع عمر لأكثر من سبعة وأربعين سنة ، بفضل تآمر فرنسا الدولة العادية وليس العميقة ، مع النظام المخزني ، فحان اليوم حق الاعتراف الصريح بالدعوة لتنزيل المشروعية الدولية التي تعكسها قرارات مجلس الامن ، وقرارات الأمم المتحدة ، كما يعكسها موقف الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي الذي سبق القرارات الأممية عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية ..
فعندما استقبل الاتحاد الأوربي السيد إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية بعاصمة الاتحاد الأوروبي Bruxelles ، ورفرفت راية الدولة الصحراوية فوق سماء عاصمة الاتحاد الأوربي ، كان الاستقبال والحدث ، موقفا واضحا ، وليس برسالة مشفرة موجهة .. بل ان القرار الأوربي الحقيقي من نزاع الصحراء ، وهذا الموقف الذي يعكسه قرار الإدارة الامريكية ، الذي اعتبر الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، بمنظمة تحرير وكفاح مسلح ، هو تأييد واضح للحرب التي تدور اليوم منذ 13 نونبر 2020 ، ورفض بالمطلق لأطروحة النظام المخزني بمغربية الصحراء .. وهذا يمكن تلمسه بسهولة من الصمت الأوربي والامريكي مما يجري اليوم من حرب تدور بالمنطقة ..
لكن إضافة الى هذا الوضع المختل للنظام المغربي ( تذكروا خطاب محمد السادس . " اللهم كثر حسادنا " ) ، ستخرج المملكة العربية السعودية بتثبيت دورها الحقيقي من نزاع الصحراء الغربية ، وتوجه بذلك رسالة الى المنتظم الدولي ، بانها مع المشروعية الدولية لحل نزاع الصحراء الغربية ، وهي مثل الكبار الذين يرسمون السياسة الدولية ، فان إصدارها ورقة نقدية بها خريطة المغرب مفصولة عنه الصحراء الغربية المتنازع عليها ، هو اعتماد المملكة العربية السعودية للخريطة الدولية ، ومنها اعتراف السعودية كغيرها من الدول القوية بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ، بحركة تحرير وحركة كفاح مسلح .. والموقف السعودي ليس بالجديد ، لأنه سبق للمملكة العربية السعودية ان اشارت الى جبهة البوليساريو ، والى حرب الصحراء التي اعتبرتها بحرب تحرير ، ووصل الموقف بولي عهد السعودية الأمير سلمان ، وحاكم الامارات العربية المتحدة ، ان هددوا بتنظيم انقلاب على نظام محمد السادس . طبعا سيؤدي اخراج النظام المخزني لعلاقاته السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل ، الى تخلي حاكم الامارات عن المخطط السعودي الذي يرفض شخص محمد السادس ويرفض نظامه ، ولتخرج اليوم السعودية بإصدارها هذه الورقة النقدية ، متضمنة خريطة المغرب دون الصحراء الغربية ، وفي هذا الظرف بالذات ... بانه موقف سياسية وحقوقي ( المشروعية الدولية ) ، مع اغلاق منافد الدولار الموجهة لشخص محمد السادس باسم الشعب الذي لم يستفد شيئا ..
فإذا اخذنا الدول العربية التي تعترف بالجبهة الشعبية كحركة تحرير ، او تعترف بها كجمهورية بطريق مباشر وبطريق غير مباشر . الجزائر ، موريتانية ، تونس ، سورية ، اليمن صنعاء ، مصر ، السعودية ، قطر ... الخ .. إضافة الى موقف مجلس الامن والجمعية العامة للأمم المتحدة ، الاتحاد الأوربي ، الاتحاد الافريقي ، روسيا الاتحادية ، كندا ، استراليا ، الصين ... الخ .. يكون نزاع الصحراء الغربية قد دخل عده العكسي الأخير ، ويكون النظام البوليسي الذي يحكم الدولة العميقة ، سبب هذه الفشل والافلاس .. وسبب النكسة التي ستصيب النظام المخزني الذي سيرضخ للمشروعية الدولية .. وتكون نهاية الصحراء بعد سبعة وأربعين سنة / اللاعودة واللارجعة .. الاستقلال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية