الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثقال على كاهل العراق

واثق الجابري

2023 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أثقالٌ على كاهل العراق
حان الوقت لرفع الأثقال عن كاهل العراق، وآن الزمان لتغيير الصورة النمطية المخيفة التي انطبعت في أذهان الأمم عن العراق، ولا مجال سوى التعامل معه بصورته الحقيقية، التي تمثل شعبًا ينهض من كبواته، ويُعرِّفُ العالم عن جديده وحيوية شعبه.
يحتاج العالم الى العراق، مثل حاجة العراق الى العالم، والمُلِحُّ منهما، أن يتعرَّفَ العالم عن قرب على شعب مسالم يحب الحياة.
عُدَّتْ مشاركة العراق في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بالغة الأهمية، وعلى هامشها التقى رئيس مجلس الوزراء بعدد من رؤوساء الدول والوفود والشركات ورجال الأعمال، ومن خلالها الاتفاق على زيارات متبادلة وشراكات اقتصادية واستثمارات، إلا أن الأهم هي كلمة السوداني، التي أشار فيها الى أمور بالغة الأهمية، تعبر عن سعيٍ عراقي لإستعادة دوره الاقليمي والدولي، الذي غُيِّبَ بسبب التجاذبات الإقليمية والدولية، والتي انعكست سلباً على الواقع السياسي المحلي، لذا آن أوان صورة طالما غيَّبها الاعلام وإتخذت الدول مواقف ازاءها وهي لا تمثل واقعه.
واجه العراق أعتى هجمة إرهابية شُنَّتْ على دولة عبر التاريخ، وبمواقف لا يمكن نكرانها، ولولا تضحيات ابنائه لضرب الارهاب في أنحاء المعمورة، وتغيرت التحالفات والحدود والتوازنات الدولية، ودفع تضحيات لوحده مهما كانت المساعدات والمساهمات الدولية، وبخسائر لا تعوض أن استطاع تفادي الخسائر المادية الهائلة، إلا أن البشرية منها لا تعوض وتأثيراتها المجتمعية حاضرة، ورغم كل ما دفعه لاستقرار محلي ودولي، ما يزال يُنْظَرُ له كبلد غير مستقر، وبصورة مختلفة عن واقع من يدخل مدن العراق، يرى حركة الحياة الى الصباح، كتعبير عن حيوية وسلام شعب.
إن الآثار التي خلفها النظام الشمولي، ما تزال عالقة في اذهان كثير من الدول، ومنهم من يراه دولةً متمردة على المجتمع الدولي ومعاديًا لجيرانه، ويعاقَبُ شعبُهُ على هذا الأساس، وكأنه يشبه البلد بالمفترض الذي لابد من وضعه في قفص، وكأنه ليس ذلك الأسد الذي افترس الإرهاب للحفاظ على المنظومة الدولية، ويسعى للعودة بقوة لتجسير العلاقات الاقليمية، وتبادل المصالح مع الدول دون استثناء أو إملاء أوميل الى محور بعينه، ووفق هذه المعطيات لابد للعالم أن يعرف أن حق العراق منقوص وعلى العالم دين لابد أن يعود إليه.
العراق ليس عدوًّا لأحد وهو عنصر استقرار اقليمي ودولي، بلد لا تربطه بالماضي الأسود صلة، ولا يريد أن يكون مصدر قلق ولا يقبل أن يقلقه أحد، شرَّع ابوابه للعالم وحمله مسؤولية الاطلاع عن كثب على طبيعة شعبه الذي لا يحمل ضغينة لأحد، وقالها بتضحيات لا يمكن للتأريخ إنكارها، ودفع عن العالم تلك الغمامة السوداء التي أرادت اجتياحه وتغيير مفاهيمه، لكن التوجس من العلاقة مع العراق هو أثقال على كاهل ابنائه، وقد أوفى كل ما بذمته للعالم، فلابد أن يرفع العالم هذه الأثقال عنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة