الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المئات السود وتنظيم الانتفاضة - لينين

سعيد العليمى

2023 / 10 / 3
الارشيف الماركسي


جذبت الأحداث التي وقعت في نيجني نوفجورود وبالاشوف الاهتمام العام . نشرنا في العدد السابق وصفا تفصيليا لمذبحة نيجني نوفغورود؛ وفي هذا العدد نقدم وصفًا للمذبحة التي وقعت في بلاشوف. إن آثام المائة السود آخذة في التزايد، ومن الأفضل للاشتراكيين الديمقراطيين أن يحولوا انتباههم إلى هذه الظاهرة وإلى أهميتها في المسار العام للتطور الثوري. كملحق للمراسلات الواردة من سامارا، فإن المنشور التالي، الصادر عن مجموعة بوريسوغليبسك التابعة لحزب ع ا د ر مثير للاهتمام
:
"يا عمال وسكان مدينة بوريسوجليبسك! إن أحداث بلاشوف ونيجني نوفجورود، التي أثبتت فيها الشرطة قدرتها على تنظيم مذبحة ضد كل من يحمل آراء معارضة، قد أظهرت لكم خطورة الوضع الذي تواجهه الثورة . لقد ولى زمن الكلمات والنقد الأفلاطوني. وبقوة الظروف، تدفعنا الحكومة من الأقوال إلى الأفعال. وهي ترى أن الحركة الثورية قد تقدمت إلى ما هو أبعد من النقطة التي يمكن محاربتها فيها ، كما كان الحال حتى الآن "، من قبل الشرطة والدرك وحدهما. وهي تدرك أن القوات المسلحة النظامية التابعة لوزارة الداخلية لن تكون كافية في الصراع ضد "العدو الداخلي". لقد أصبح جميع سكان الإمبراطورية الروسية "عدوًا داخليًا". "و"متمردين"، والحكومة مضطرة لتجنيد متطوعين للجيش النظامي. ولكن في هذا التجنيد بالجملة في "الخدمة الحكومية للمتشردين، المشاغبين، الباعة المتجولين، وما شابه ذلك من الشخصيات سيئة السمعة، الذين لا يعترفون بأي قيود بيروقراطية مهما كانت، فإن حكومتنا لديها وفي الوقت نفسه، اضطرت إلى تغيير أساليبها العريقة في التأثير على الجماهير والأساليب السرية العريقة للنضال المباشر ضد الثورة. ومايصلح لهذا يصلح لذاك . حتى الآن اقتصرت حكومتنا على شن النضال ضد الكلمة المطبوعة. وهي الآن تنشر بنفسها إعلانات في موسكوفسكي فيدوموستي، وروسكوي ديلو، وأوريزجدانين، وداين، وغيرها من الصحف الرسمية . حتى الآن، كانت حكومتنا تطارد المحرضين فقط. وهي الآن ترسل بنفسها الأساقفة، والجنرالات، وأمثال شارابوف، وجرينجموت، وغيرهم من المحرضين التابعين لها للقيام بالتحريض بين الناس. حتى الآن، قامت حكومتنا فقط بخنق كل التنظيمات. وهي الآن تنظم بنفسها اتحادات الشعب الروسي، ورابطات الوطنيين، ونقابات الملكيين. حتى الآن كانت حكومتنا ترتجف عند مجرد التفكير في الانتفاضة. وهي الآن تنظم بنفسها انتفاضات المئات السود، وتأمل في إثارة حرب أهلية. خوفًا من احتمال الثورة الوشيكة، استولت الحكومة على أسلحة هذه الأخيرة مثل التنظيم والدعاية والتحريض. وبمساعدة هذه الأسلحة ذات الحدين وبمساعدة المئات السود، بدأت الحكومة في تمثيل مشاهد السخط الشعبي والثورة المضادة. وبعد "التجربة" في المقاطعات الهامشية، بدأت الآن جولة في قلب روسيا. لقد شهدنا مؤخرًا مثل هذه المشاهد في نيجني نوفجورود وفي بلاشوف، ولا يمكن القول إن الاستبداد لم يحقق أي نجاح هناك. أثبتت أساليب النضال "الثورية" فعاليتها؛ تم قتل العديد من أعداء الاستبداد أو التعامل معهم بخشونة وتم ترويع السكان بسبب هذا الإرهاب القانوني من جانب حكومتنا“
.” "ليس هناك شك في أن التجربة ستمتد أكثر. إن الغار الذي فاز به بعض المئات السود لن يمنح الآخرين أي راحة حتى يختبروا هم أيضًا قوتهم . حيثما توجد ثورة، توجد ثورة مضادة أيضًا، وبالتالي، يجب على بوريسوجليبسك أيضًا أن تكون مستعدًة لتجربة المهارة التنظيمية للممثلين البارزين لتيار المائة السود. لدينا سبب لنتوقع أيضًا مذابح في بوريسوجليبسك ضد اليهود، وضد العمال، وضد المثقفين؛ لذلك، استعدادًا للمقاومة المناسبة لـ "الإجراءات غير القانونية" التي تبنتها الحكومة لقمع الحركة الثورية، بدأت مجموعة بوريسوجليبسك الاشتراك في تنظيم الدفاع المسلح عن النفس، وتدعو جميع أولئك الذين لا يتعاطفون مع الحكومة والمئات السود للمساعدة في تنظيم مجموعات الدفاع عن النفس بالمال والسلاح”.
في الواقع، يتم فرض الحرب الأهلية على السكان من قبل الحكومة نفسها. إنها لحقيقة أن "المتشردين، المشاغبين، والباعة المتجولين" يتم توظيفهم فى الخدمة الحكومية. في ظل هذه الظروف، لم يعد الحديث البرجوازي لرابطة أوسفوبوجدينيه عن جريمة وحماقة الدعوة إلى التمرد، وعن ضرر تنظيم الدفاع عن النفس (أوسفوبووجدينيه، العدد 74) مجرد تفاهات سياسية مفرطة، أو تبريرًا للاستبداد و(في الواقع) حقيقة) الخنوع لموسكوفسكي فيدوموستي. ولكن، بالإضافة إلى ذلك، هناك سخط عاجز من جانب المتجولين الذين أرسلتهم الحركة الثورية بلا هوادة إلى كومة الخردة أو إلى متجر قديم للفضول( اشارة الى رواية لتشارلز ديكنز old curiosity shop – وهو المكان الأكثر ملاءمة لهم. يمكن، بل ينبغي، إجراء مناقشات نظرية حول ضرورة الانتفاضة، ويجب أن تكون الحلول التكتيكية بشأن هذه المسألة نتيجة تفكير ومداولات متأنية؛ وفي الوقت نفسه لا ينبغي أن ننسى أن الأحداث العفوية تأخذ مسارها الرسمي الخاص بغض النظر عن كل الفلسفات. ولا ينبغي أن ننسى أن كل التناقضات الهائلة التي تراكمت في الحياة الروسية لعدة قرون تتطور الآن بقوة لا تقاوم، مما يدفع الجماهير إلى المقدمة ويحيل التعاليم البالية والميتة حول التقدم السلمي إلى كومة القمامة. يحب الانتهازيون من جميع الأنواع أن يقولوا لنا : تعلموا من الحياة. ولسوء الحظ، فإن ما يقصدونه بالحياة يعنى فقط المياه الراكدة في فترات السلام، في أوقات الركود، عندما لا تحرز الحياة أي تقدم على الإطلاق. هؤلاء العميان يتخلفون دائمًا عن دروس الحياة الثورية. إن مذاهبهم الميتة تتلكأ دائما خلف سيل الثورة العاصف، الذي يعبر عن مطالب الحياة الأبعد مدى، تلك التي تتعلق بالمصالح الأكثر حيوية للجماهير.
انظر، على سبيل المثال، كم هي سخيفة، في مواجهة هذه الدروس التي تقدمها الحياة، الشكاوى التي يقدمها قسم معين من الاشتراكية الديمقراطية حول خطر النظرة التآمرية للانتفاضة، وحول النهج "اليعقوبي" الضيق تجاه الثورة. مسألة ضرورتها، حول المبالغة في أهمية ودور القوى المادية في الأحداث السياسية المقبلة. بدأت هذه المطالبات عشية الانتفاضة التي أصبحت ضرورة حقيقية وحيوية للشعب، تمامًا عندما بدأت الجماهير، التي تقف بعيدًا عن كل "المؤامرات"، في الاتجاه إلى الانتفاضة بسبب آثام المئات السود. . إن العقيدة السيئة يتم تصحيحها بشكل رائع من خلال ثورة جيدة. يمكن للمرء أن يقرأ في "الإيسكرا" الجديدة نكتة واهية (أو ربما سخرية؟) من نوع بورينينى بحت[1] حول نشر كتيب عسكري خاص يناقش المسائل العسكرية للثورة، بل ويتطرق أيضًا إلى مسألة الهجمات الليلية والنهارية. ، حول ضرورة التفكير في مسألة المقر الرئيسي للانتفاضة، وحول وجود أعضاء في المنظمة "في الخدمة" للحصول على معلومات في الوقت المناسب عن أي مذبحة، وعن أي عمل "للعدو"، ولإصدار الأوامر المناسبة وفي الوقت المناسب إلى قواتنا المقاتلة، إلى البروليتاريا الثورية المنظمة. وفي الوقت نفسه، كما لو كنا نسخر من عقيدة المناشفة الميتة في الخارج، نرى تصرفات المناشفة في روسيا. نقرأ أنه في إيكاترينوسلاف (انظر بروليتاري، رقم 13) تم إبرام اتفاق بين البلاشفة والمناشفة والبوند[2] تحسبًا للعنف (كان من المتوقع حدوث مذبحة من قبل المئات السود! هل هناك مدينة أوقرية في روسيا اليوم لا تتوقع شيئا من هذا القبيل؟). "جمع مشترك للأموال لشراء الأسلحة، وخطة عمل مشتركة، وما إلى ذلك." ويتجلى نوع الخطة في حقيقة أنه في أعمال بريانسك، على سبيل المثال، دعا الاشتراكيون الديمقراطيون، في اجتماع ضم خمسمائة عامل، إلى تنظيم المقاومة. «ثم في المساء، تم إيواء العمال المنظمين في أعمال بريانسك في منازل مختلفة؛ تمركزت دوريات، وتم تعيين مقر، وما إلى ذلك - باختصار، كنا في حالة قتال كاملة" (بالمناسبة، سمحوا لبعضهم البعض بمعرفة "موقع المقر الرئيسي لكل منظمة" من المنظمات الثلاثة المذكورة أعلاه).
إن صحفيي الإيسكرا الجدد يسخرون من رفاقهم المنخرطين في العمل العملي.
مهما تعاليتم، أيها السادة، عن مسألة الهجمات الليلية وما شابه ذلك من مسائل عسكرية تكتيكية بحتة، مهما سخرتم من "خطة" تعيين أمناء المنظمات، أو أعضائها بشكل عام، للانتظام فى الخدمة بتوفير أي ضرورات عسكرية - فإن الحياة تسير بطريقتها الخاصة، تعلم الثورة، تمسك بيدها وتهز أكثر المتحذلقين رسوخًا . خلال الحرب الأهلية، يجب بالضرورة دراسة المسائل العسكرية حتى أدق التفاصيل، ويعتبر الاهتمام الذي يبديه العمال بهذه المسائل ظاهرة شرعية وصحية للغاية. يجب بالضرورة تنظيم المقر الرئيسي (أو أعضاء المنظمات المناوبة). إن تمركز الدوريات وحشد الفرق كلها تمثل وظائف عسكرية بحتة؛ إنها جميعها عمليات أولية للجيش الثوري وتشكل تنظيمًا للانتفاضة، وتنظيما للحكم الثوري، الذي ينضج ويصبح أقوى من خلال هذه الاستعدادات الصغيرة، من خلال هذه الاشتباكات الصغيرة، ويختبر قوته، ويتعلم القتال، ويتدرب على القتال. النصر - النصر الذي سيأتي عاجلا وأكثر احتمالا، كلما أصبحت الأزمة السياسية العامة أعمق، كلما زاد السخط والتردد داخل صفوف الجيش القيصري.
يجب على الرفاق الاشتراكيين الديمقراطيين في جميع أنحاء روسيا أن يحذوا حذو الرفاق فى إيكاترينوسلاف وبوريسوجليبسك، و يحذون حذوه على نطاق أوسع. إن نداء المساعدة بالمال والسلاح يأتي في الوقت المناسب. هناك أعداد متزايدة من الأشخاص الذين "تخطط" لهم جميعهم. وحتى وان كانت الأفكار الثورية ايا كان نوعها غريبة عليهم تمامًا، لكنهم مع ذلك يرون ويشعرون بضرورة الكفاح المسلح عندما يشهدون الفظائع التي ترتكبها الشرطة والقوزاق والمئات السود ضد المواطنين العزل. ليس هناك خيار، كل الطرق الأخرى مسدودة. لا يسع المرء إلا أن ينزعج مما يحدث في روسيا في الوقت الحاضر؛ لا يمكن للمرء أن يمنع نفسه من التفكير في الحرب والثورة، وكل من هو مضطرب، كل من يفكر، كل من يهتم، مجبر على الانضمام إلى هذا المعسكر المسلح أو ذاك. قد تتعرض للضرب أو التشويه أو القتل بغض النظر عن الطريقة السلمية والقانونية الدقيقة التي تتصرف بها. الثورة لا تعترف بالمحايدين. لقد اندلع الصراع بالفعل. إنه صراع حياة أو موت بين روسيا القديمة، روسيا العبودية والقنانة والاستبداد، وروسيا الشعبية الجديدة الفتية، روسيا الجماهير الكادحة، التي تمد يدها نحو النور والحرية، لكي يبدأ بعد ذلك مرة أخرى النضال من أجل التحرر الكامل للبشرية من كل اضطهاد وكل استغلال.
نرجو أن يأتي يوم انتفاضة الشعب قريبًا!
ملحوظات
[1] كان بورينين، ف. ب.، ضمن طاقم الصحيفة الإخبارية الرجعية "نوفوي فريميا"، وشارك في التشهير بممثلي جميع الاتجاهات العامة والسياسية التقدمية. يستخدم لينين اسمه كمرادف للأساليب غير النزيهة في إدارة الجدل.
[2] تأسس البوند (اتحاد العمال اليهود العام في ليتوانيا وبولندا وروسيا) في عام 1897 في المؤتمر التأسيسي للمجموعات الاشتراكية الديمقراطية اليهودية في فيلنا. في الأساس، كانت تتألف من حرفيين يهود شبه بروليتاريين في غرب روسيا. في المؤتمر الأول لحزب ع ا د ر . وفي عام 1898، انضم البوند إلى الأخيرة "كمنظمة مستقلة، فقط فيما يتعلق بالمسائل التي تؤثر على البروليتاريا اليهودية على وجه التحديد". (الحزب الشيوعي السوفييتي في قرارات ومقررات مؤتمراته ومؤتمراته واجتماعاته العامة للجنة المركزية، الطبعة الروسية، موسكو 1954، الجزء 1، ص 14.)
كان البوند تعبيرا عن القومية والانفصالية في حركة الطبقة العاملة الروسية. في أبريل 1901، قرر المؤتمر الرابع للبوند تغيير العلاقات التنظيمية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الاشتراكي، كما حددها المؤتمر الأول للأخير. أعلن مؤتمر البوند في قراره أنه يعتبر ح ع ا د ر . كاتحاد للمنظمات الوطنية، وأن البوند يجب أن يدخل في ح ع ا د ر . كقسم فيدرالي. بعد المؤتمر الثاني لحزب ح ع ا د ر . رفض. بعد مطالبة البوند بالاعتراف به كممثل وحيد للبروليتاريا اليهودية، ترك البوند الحزب، لكنه عاد إليه في عام 1906 على أساس قرار المؤتمر الرابع (الوحدة).
داخل ح ع ا د ر. لقد دعم البوند باستمرار الجناح الانتهازي للحزب (الاقتصاديون والمناشفة والتصفويون)، وخاض صراعًا ضد البلشفية والبلاشفة. في مقابل المطلب البرنامجي الأخير بحق الأمم في تقرير المصير، عارض البوند مطلب استقلال الثقافة الوطنية. وبينما كان رد فعل ستوليبين محتدمًا، اتخذ البوند موقفًا تصفويًا، ونشط في تشكيل كتلة أغسطس المناهضة للحزب. خلال الحرب العالمية الأولى، اتخذ البونديون موقفًا اشتراكيًا شوفينيًا، وفي عام 1917 دعموا الحكومة المؤقتة المناهضة للثورة وانحازوا إلى أعداء ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى. خلال التدخل العسكري الأجنبي والحرب الأهلية، توحد قادة البوند مع قوى الثورة المضادة. وفي هذه الأثناء، كان هناك تحول بين قواعد البوند للتعاون مع السوفييت. في مارس 1921 قرر البوند حل نفسه، وانضم جزء من أعضائه إلى الحزب الشيوعي الروسي (البلاشفة) على أساس القواعد العامة للقبول،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد


.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي




.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ




.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا