الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....17

محمد الحنفي

2023 / 10 / 3
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إهداء إلى:

القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.

الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.

المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟

محمد الحنفي

أليس الصراع بين الطموح والتطلع صراعا طبقيا؟

وبعد وقوفنا، على أن التطلع لا يكون إلا فرديا، وعلى أن الطموح لا يكون إلا جماعيا، نتساءل:

أليس الصراع بين الطموح، والتطلع، صراعا طبقيا؟

وللجواب على هذا السؤال، نعتبر أن طبيعة التطلع، تتناقض مع طبيعة الطموح، والعكس صحيح.

ولهذا، يمكن القول: بأن توجه التطلع، الهادف إلى خدمة المصالح الفردية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، يعمل على خدمة مصالح البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، إما مباشرة، وإما من خلال خدمة مصالح البورجوازية الصغرى، التي تتحول إلى بورجوازية، أو إقطاع، أو تحالف بورجوازي / إقطاعي متخلف، بعد تحقيق تطلعاتها الطبقية، والتحاقها بزمرة الأثرياء الكبار. وهو ما يتبين معه: أن خدمة المصالح الفردية، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى الفرز الطبقي، الذي يحكم المجال الذي يسود فيه التطلع، فتبرز إلى الوجود، الطبقة البورجوازية، والطبقة الإقطاعية، كما يبرز التحالف البورجوازي / الإقطاعي المتخلف، كنتيجة للفرز الطبقي، الذي يخدم مصالح الأثرياء الكبار، ومصالح المتطلعين، الذين تمكنوا من الالتحاق بالأثرياء الكبار.

وعلى عكس التطلع، نجد أن الطموح، يهدف إلى خدمة مصالح الجماعة، ولا علاقة له بخدمة مصالح الأفراد.

ولذلك، نعتبر أن الطموح، يعمل على إشاعة العمل المشترك، في المجتمع: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لجعل ذلك العمل المشترك، وسيلة للتعاون القائم بين الأفراد، ذكورا كانوا، أو إناثان في أفق استفادتهم جميعا، نفس الاستفادة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، مما يجعل العمل المشترك، كذلك، وسيلة للتوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، كتعبير عن ضرورة تعميم العمل المشترك، في جميع المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى يصير، ذلك، وسيلة لتعميم التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، بين جميع أفراد المجتمع، ليتقلص بذلك الفرز الطبقي، أو ينعدم، ولتختفي دواعي انتشار الفساد: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والإداري، وغير ذلك من أشكال الفساد الأخرى، كالفساد الانتخابي، والفساد الجماعي، والفساد السياسي، وفساد الإدارة الجماعية.

ومن خلال ما رأينا في الفقرتين أعلاه، نجد أن التناقض قائم، بين التطلع، والطموح.

وعملية التناقض، هي المدخل، للقول بوجود صراع قائم بين التطلع، والطموح. وهذا الصراع، عندما يأخذ هذا المنحى، لا يمكن أن يكون صراعا طبقيا، يقتضي منا أن لا ننتبه إليه، والعمل على توجيهه في الاتجاه الصحيح، حتى يؤدي دوره لصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ولصالح الجماهير الشعبية الكادحة، ولصالح الشعب المغربي الكادح.

وهذا الصراع بين التطلع، والطموح، عندما يأخذ أبعادا اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، ولا يأخذ بعدا تناحريا، منذ البداية، خاصة، وأن الاقتصاد لا يكون إلا موحدا، وأن الاجتماع كذلك لا يكون إلا موجها، من قبل الجهة المتحكمة في الحكم، وفي الواقع، الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

فإذا كانت تلك الجهة، المتحكمة في الحكم، وفي الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بورجوازية، فإنها توجه الواقع، من أجل خدمة مصالح البورجوازيين.

وإذا كانت، تلك الجهة المتحكمة في الواقع، إقطاعية، فإنها توجه الواقع، إلى خدمة مصالح الإقطاعيين.

وإذا كانت تلك الجهة، المتحكمة في الحكم، وفي الواقع، تحالف بورجوازي إقطاعي متخلف، توجه الواقع، إلى خدمة مصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

وإذا كانت تلك الجهة، المتحكمة في الحكم، وفي الواقع، بورجوازية صغرى، فإنها توجه الواقع، إلى خدمة مصالح البورجوازية الصغرى، المتمثلة في تحقيق التطلعات الطبقية، التي تمكن البورجوازية الصغرى من التحول السريع، في اتجاه البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف.

وإذا كانت هذه الجهة المتحكمة في الحكم، وفي الواقع، هي العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، الذين لا يناضلون من أجل أنفسهم، بقدر ما يناضلون من أجل المجتمع، ونضالهم: يتمحور حول تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

فنضال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أجل التحرير، الذي يمتد ليشمل جميع أفراد المجتمع، وليشمل تحرير الاقتصاد، من التبعية إلى الاقتصاد الأجنبي، وليشمل تحرير الأرض، أو ما تبقى منها، من الاحتلال الأجنبي، كسبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية؛ لأن الاحتلال، يبقى احتلالا، ولأن تحرير الأرض، يبقى تحريرا للأرض، وتحرير الأرض، في حاجة إلى المزيد من التضحيات، والذين حرروا المغرب، لم يعملوا على استكمال التحرير، لم يسكتوا عن ذلك، بعد الاستقلال الشكلي للمغرب، نظرا لكون الحكم حال دون ذلك، واستمروا في المطالبة بتحرير سبتة وامليلية والجزر الجعفرية، مما جعل الاحتلال، يعتقد أن المغرب استقل، وأن الجيوب التي لم يتم تحريرها، صارت جزءا من أرضه، ولا يحق للمغرب أن يطالب بهاـ مع أنها جزء لا يتجزأ منه تاريخيا.

ولذلك، فاستكمال تحرير الجيوب، التي لا زالت محتلة، واجب على المغرب، والمغاربة، سواء كان المحتل صديقا للمغرب، أو عدوا له، وسواء كان هذا المحتل، جارا، أو صديقا.

فماذا عن المغاربة الذين قضوا سحابة سنين الاستقلال، تحت احتلال تلك الأجزاء؟

ألم يشعروا أنهم ينفصلون عن المغرب؟

ألم يقوموا بأي مبادرة تعبر عن رغبتهم في تحرير الأجزاء المحتلة من المغرب؟

ألم ينشئوا تنظيما معينا، يهدف إلى تحرير الأجزاء المحتلة، التي ينتمون إليها؟

هل صاروا يقبلون بسكوت النظام المغربي عن المطالبة بها؟

هل أصبحوا يعتبرون أنفسهم، من البلد الذي يمارس الاحتلال؟

هل يعتبرون أن المبادرة، لا بد أن تأتي من الأجزاء المحررة من المغرب؟

ألا نعتبر أن ذلك، يعتبر مدعاة إلى طرد المطالبين بتحرير الأجزاء المحتلة، إلى خارج المغرب؟

أليس من الضروري، أن تكون المطالبة بتحرير الأجزاء، التي لا زالت تحت الاحتلال الأجنبي، من داخل تلك الأجزاء المحتلة، ومن داخل المغرب، من منطلق/ أنهم جميعا ينتمون إلى الشعب المغربي، وأن الأرض، جزء لا يتجزأ من الأرض المغربية؟

إن المغاربة المقيمين في الجيوب، التي لا زالت محتلة، كسبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، تعودوا على سلطة الاحتلال الأجنبي، وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من الشعب الذي تمارس سلطته الاحتلال الأجنبي، للجيوب المغربية، ولم يسبق لهم أن طالبوا بتحريرها، مع أن مختلف التنظيمات المغربية، طالبت، ولا زالت تطالب بتحريرها، وأن النظام المخزني المغربي، لم يقم بأية مبادرة، منذ استقلال المغرب، من أجل استرجاعها.

والمغاربة المقيمون في الأراضي المحتلة، لم يشعروا، قط، بأنهم ينفصلون عن الشعب المغربي، سواء تعلق الأمر بالداخل، أو بالخارج، وأن ارتباطهم بالشعب الإسباني، صار ارتباطا عضويا، وأن الارتباط التاريخي، بالشعب المغربي، لم يعد له ذكر عندهم، خاصة، وأن الجيل الذي عايش استقلال المغرب، لم يعد قائما.

والمغاربة الذين يقيمون في الجيوب، التي لا زالت محتلة، من المغرب، لم يقوموا بأية مبادرة، تعبر عن رفضهم للاحتلال الأجنبي، وعن رغبتهم في رجوع تلك الأجزاء المحتلة إلى المغرب، ولم يستغلوا احتلال تلك المناطق، إعلاميا، ولم يشعروا المغاربة، بأنهم جزء لا يتجزأ منهم، وأن على المغاربة أن يتعاونوا معهم، من أجل تحرير الأراضي، التي لا زالت محتلة، من قبل الإسبان، الذين لا زالوا، أو صاروا يعتبرون الأجزاء المحتلة، جزءا من الوطن الإسباني، مع أن الأمر ليس كذلك.

والمواطنون المغاربة، الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسباني، لم ينشئوا أي تنظيم، يهدف إلى تحرير الأجزاء المحتلة، ولو تم ذلك، لأمكن أن يؤيده المغاربة، من الشمال، إلى الجنوب، ومن الشرق، إلى الغرب، ولا التحق بذلك التنظيم، العديد من المغاربة، الذين يحرصون على تحرير تلك الأجزاء المحتلة، حتى الآن، وإرجاعها إلى الوطن الأم.

ومعلوم، أنه، إذا تم تحرير جميع الأجزاء المغربية المحتلة، يخصص يوم عطلة، للاحتفال بذلك التحرير، وسيعمل المغاربة على تحرير الاقتصاد من التبعية، ومن خدمة الدين الخارجي، حتى يصير الاقتصاد المغربي، في خدمة جميع المغاربة، مهما كانوا، وكيفما كانوا.

وهؤلاء المغاربة، يقبلون بسكوت النظام المخزني المغربي، عن المطالبة باسترجاع مختلف المناطق، التي لا زالت محتلة، من قبل الإسبان بالخصوص، إرضاء للاحتلال الأجنبي، باعتباره احتلالا رأسماليا، يسعى إلى جعل المناطق المحتلة، من المغرب، في خدمة الرأسمال المركزي، الأمبريالي، مباشرة، وفي خدمة الاستغلال الهمجي، المحلي، والعالمي. وقد كان المفروض، أن يطالب النظام المخزني المغربي، باسترجاع الأراضي المحتلة، من الإسبان/ وأن يدعم أي مبادرة، يقوم بها المغاربة، في المناطق المحتلة، من أجل تحرير تلك المناطق، ورجوعها إلى المغرب، حتى تتحرر جميع الأجزاء، التي لا زالت محتلة، كما يدعم أي مبادرة، يقوم بها مغاربة الداخل، في اتجاه تحرير الأراضي، التي لا زالت محتلة، إلى يومنا هذا.

وإذا لم يعمل المغاربة/ في المناطق المحتلة، على تحرير الأجزاء التي لا زالت محتلة إلى يومنا هذا، فإنهم صاروا يعتبرون تلك الأجزاء، جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإسبانية.

وكون النظام المخزني، لا يطالب بعودتها إلى الوطن الأم؛ لأنه قد يعتبرها جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإسبانية. ومغاربة الداخل الذين لا يطالبون بها، فهم قد يعتبرونها، كذلك، جزءا لا يتجزأ من الأراضي الإسبانية. وهو ما يتناقض مع الواقع، ومع التاريخ، ومع الجغرافية، لأن كل المعطيات التاريخية، والجغرافية، والواقعية، تشهد بأن سبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، جزء لا يتجزأ من المغرب، الذي لا يتم استكمال تحريره إلا برجوع الأجزاء، التي لا زالت محتلة، إلى الوطن الأم.

ويمكن أن نعتبر، أن المبادرة، لا بد وأن تأتي من مغاربة الداخل، الذين لا يعرفون سبتة، وامليلية، إلا عندما يتعلق الأمر بتهريب البضائع، خاصة، وأن العديد من التنظيمات المغربية، لا زالت، في بياناتها التي تصدرها، في مختلف المناسبات، تطالب بتحرير سبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، لأنهم {منشئوا تلك التنظيمات}، يدركون أن سبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية، جزء لا يتجزأ من المغرب، كما يدركون، أن استمرار احتلال تلك الأجزاء، دليل على أن المغرب، لم يستكمل استقلاله بعد.

وعدم قيام مغاربة الداخل، بمبادرة معينة، فإن على المغاربة المختلفين، أن يبادروا بتأسيس تنظيم، يطالب بتحرير الأجزاء المغتصبة، الذي يتلقى دعما ماديا، ومعنويا، من مغاربة الداخل، ومن مغاربة المهجر، ومن حركات التحرر، على مستوى العالم، ومن جميع الأحزاب، والمنظمات اليسارية العالمية، والقومية، والوطنية، لأن التحرر من الاحتلال الأجنبي، يجد دعما متنوعا، من كل أنحاء العالم، ويجعل التنظيم الذي يقود عملية التحرير، متكونا من مغاربة الأماكن المحتلة، ومن مغاربة الداخل، ومن مغاربة الخارج، باعتبارهم جميعا مغاربة، هدفهم هو استكمال تحرير المغرب. وهذا التصور الأخير، يكتسب المشروعية الوحدوية المغربية، التي تكتسب التأييد المطلوب، بدون شروط؛ لأن الأجزاء المحتلة، تبقى أجزاء محتلة، ومن حق الشعب المغربي، العمل على تحرير ما تبقى منه، تحت الاحتلال الأجنبي، وما تبقى تحت الاحتلال الأجنبي، من المغرب، هو سبتة، وامليلية، والجزر الجعفرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام