الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع الكاتبة والأديبة القاصة فوز حمزة حاورها / الكاتب والإعلامي وائل الحسني

فوز حمزة

2023 / 10 / 4
الادب والفن


من جديد، نطل عليكم أصدقائي الأعزاء، لنبحر سوية في عالم الأدب وأجناسه.. لنتحاور مع إحدى أديباتنا المعاصرات في مجال القصة القصيرة.. فنحن من أمة تعشق الأدب، تنام وتصحو على الحرف والكلمة، التي تنبثق من داخل الروح لتضمد جراحنا ببلسم شافٍ.
اليوم محطتنا مع كاتبة وأديبة عراقية مغتربة أثبتت جدارتها بأسلوبها المميز في كتابة القصة القصيرة، والتي كتبت عن الحنين للوطن وألم الغربة ولواعجها. معنا الكاتبة والأديبة القاصة فوز حمزة لتحدثنا عن رحلتها.
* بداية، بطاقة تعريفية عن الحياة الأدبية ومسقط رأس أديبتنا العزيزة.
- أنا فوز حمزة من بغداد، أقيم في بلغاريا منذ خمسة عشر عامًا. حاصلة على بكالوريوس إخراج مسرحي من كلية الفنون الجميلة. عضوة اتحاد أدباء وكتاب العراق.
لي أربعة إصدارات، الأول يحمل عنوان" الوشاح الأحمر" والثاني "مذكرات زوجة ميتة"، الثالث "مذكرات امرأة في سلة المهملات، الرابع "صباح كهرماني" أما الخامس والذي هو قيد الطبع فيحمل عنوان " أمي وذلك العشيق ".
حصلت على المركز الأول لمرتين من مهرجان همسة الدولي للآداب والفنون في القاهرة عن فئة القصة القصيرة، وجوائز أخرى من مجلات ومواقع ومؤسسات مختلفة.
بدأتُ الكتابة منذ عشر سنوات تقريبًا وكانت بداياتي عبر الفيس بوك وقد بدأت بكتابة الومضات والخواطر ثم لأجد نفسي في القصة القصيرة، وقد كتبت لحد الآن أكثر من ثلاثمائة قصة، توزعت بين القصة القصيرة والقصة القصيرة جدًا والقصة الطويلة، وكذلك عندي بعض المحاولات في كتابة القصيدة النثرية والعمودية.
* كيف بالإمكان أن يخدم الحرف قضايا المرأة اليوم قاصتنا العزيزة؟
- بإمكان الحرف أن يخدم قضايا المرأة حينما يتحول إلى قلم ذو حدين أو رأسين إن صح القول، الرأس الأول يحارب به كل ما من شأنه إهانة المرأة والتقليل من أهمية وجودها في هذا العالم كما أقرتها الطبيعة وكما ميزتها عن الرجل لممارسة دورها الطبيعي في الحياة كنصف أول يلد النصف الثاني. أما رأس القلم الآخر، فهو لتوعية المرأة وجعلها تؤمن أولا بنفسها وثانيًا إيمانها أن هناك أشياء في الحياة لا تمنح من قبل الآخرين، بل تحتاج إلى معارك لتحصل عليها.
* وما رأيك فيمن يرى أن النقد العربي ما يزال متخلفًا لأنه يستورد نظرياته النقدية من الخارج؟.
- نعم أنا أؤيد فكرة أن النقد العربي ما يزال متخلفًا، ليس فقط لأنه يستورد نظريات الغرب الجاهزة ليسقطها على المنجز العربي الذي ولد في بيئة مغايرة تجعل من هذا المنجز حامل لخصائص مختلفة، فيحتاج إلى أدوات مصنوعة من تربة الأرض التي انتجت المنجز ذاته، والسبب الآخر في رأيي هو عدم تمكين المرأة من عملية النقد وغياب رؤيتها حول ما يطرح في الساحة الأدبية، فالنقد باعتقادي في ظل غياب المرأة الناقدة يفتقر إلى الفرشاة التي تلون العملية النقدية، المنجز الذي يوضع على طاولة التشريح النقدي الرجولي إن صح التعبير كلوحة فنان ينقصها اللون لتكتمل.
* ما جدوى الإبداع القصصي والأدبي وما علاقته بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات كي يخفف عن كاهله ألم ومرارة الغربة وهو بعيد عن أرض الوطن؟.
- سأجيب عن الشق الأول من سؤالك الذي ينقسم هو الآخر إلى شقين، كأنك تسأل ما جدوى الحياة؟
الأدب رافق الحياة منذ ولادتها على الأرض لأن الإبداع سمة من سمات البشر، به استطاعوا أن يوثقوا الواقع بكل تفاصيله ليصل إلينا على شكل قصائد أو مسرحيات أو إلياذات أو أساطير، فهي بالمجمل تحمل تاريخ الشعوب المنجزة لهذا الأعمال. ينصح علم النفس أن تقوم بكتابة آلامك، التي تقض عليك مضجعك وتُقلق نهارك وتحويلها إلى نص كي تخفف من حدتها على ذاكرتك، باعتقادي أن الأديب قد سبق علم النفس في اكتشاف ذلك الدواء، وهو إفراغ ما في الوجدان على الورق،كي يخفف كثيرًا عن كاهل الكاتب .
* هل المثقف يكون مجنونًا في نظر الآخرين في مجتمع جاهل؟.
- بالتأكيد، فالمجتمع الجاهل يحاول إسقاط جهله على كل ما حوله ومنهم المثقف الواعي وإلصاق شتى التهم به وهذا الشيء منبثق من اللاوعي الجمعي في عدم منح هوية متفردة لأي فئة واعية وذلك بعدم الاعتراف بها، فالجهل دائمًا لا يحاول فقط البقاء في مستنقعه، بل يفعل كل ما باستطاعته أن يغرق الباقين معه.
* ما هي المقوّمات، التي تحدّد مدّة صلاحيّة القصة القصيرة وتطيل مكوثها في الذاكرة الحيّة قاصتنا العزيزة ؟.
- أنا أرى أن الكتابة الواعية هي التي تمنح القصة القصيرة مدة صلاحية غير منتهية على حد تعبيرك بالإضافة إلى امتلاك الكاتب أدوات الصنعة التي تمكنه من خلق منجز مؤثر عاكس للظروف التي رافقت ولادة المنجز، كل ذلك قد يطيل من مكوث القصة القصيرة في الذاكرة، بل ويجعل منها مصدرًا ومرجعًا لتاريخ أي شعب من الشعوب.
- هل يستطيع المبدع الحق إعادة تخيل الواقع المرفوض، وهدمه وترميمه وبناء عالم جديد على مستوى النص الأدبي، بعيدا عن القهر الإطاري السائد؟.
- بإمكان المبدع فعل أي شيء إن كان يعي ما يفعل، وعي الكاتب له الأهمية القصوى لتحقيق النجاح ولبناء عالم جديد لتحقيق قفزات جديدة على مستوى النص الأدبي، فكل شيء قابل للتطور والتغيير ما دامت سمة العالم التغير والتبدل.
* أين نجد أستاذتنا اليوم أكثر تواجدًا في عالم الأدب والشعر أم في عالم القصة والرواية؟ وما هي إصداراتكم القصصية والروائية؟.
- في الحقيقة، أنا أجد نفسي ومتعتي حينما أجلس لكتابة قصة قصيرة وفي رأيي في أن القاص يملك عينًا كعدسة مصور ماهر قادر على التقاط صور من الحياة ورصدها قبل أن تختفي. فالقصة القصيرة تتطلب من الكاتب أن يكون ملمًا بعملية التكثيف والتي هي أهم سمة تميز القصة القصيرة.
أما عن الشعر فقد كتبت ديوانًا يضم قصائد نثر وبعض القصائد من الشعر العمودي. أما فيما يخص الرواية فقد بدأت بكتابة رواية وربما العام القادم سترى النور .
* أنتم أحد أعضاء الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، هل يجد اليوم الأديب والقاص العراقي مساندة من هذا الاتحاد من ناحية طبع إنتاجكم الأدبي ودعوته لكم في مهرجانات أدبية على الصعيد القطري والعربي؟.
- في حقيقة الأمر أنا لم أعرض أي منجر أدبي لي على الهيئة المختصة في الاتحاد ربما لإقامتي خارج العراق، هذا السبب الأول والسبب الآخر هو تأخر الطبع لدى الاتحاد ربما بسبب الكم الهائل من المنجزات التي تنتظر الطبع. أما عن المهرجانات الأدبية التي تقام داخل وخارج العراق، فلم أتلق أي دعوة ربما لنفس السبب وهو عدم تواجدي المستمر في العراق أو أسباب أخرى خاصة بسياسة الاتحاد ومنهجيته.
* إلى أي مدرسة أدبية قصصية تميل قاصتنا العزيزة فوز حمزة؟.
- قد تستغرب إذا أخبرتك أنني أجد الجمال والتكامل في كل المدارس لأنها كانت وفية للزمن الذي ولدت فيه ومرآة صادقة لظروف ذلك الزمن وكل ما حدث فيه، لكن لو تسألني إلى أي مدرسة أدبية أميل، سأقول لك المدرسة الحديثة لأنها ببساطة تمثل الزمن الذي أعيش فيه برغم أني حاولت الكتابة في كل المدارس وقد نجحت في ذلك وذلك من باب التجربة وإثبات القدرات.
* بمن تأثرتم بكتابة القصة القصيرة من الأدباء العمالقة في الوطن العربي أو العالمي؟.
قد لا تصدق ولك الحق في ذلك لو أخبرتك أنني طوال حياتي لم أقرأ أية قصة قصيرة لأي كاتب عربي أو عالمي إذا استثنيت من ذلك قصص الأطفال. الروايات والمسرحيات ودواوين الشعر كانت مستحوذة على جل اهتمامي وهذه مفارقة كبيرة لا أجد لها تفسيرا لحد الآن.. !
* هل القصة القصيرة هي قلعة الأديب والقاص الدائمة والذي يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والاغتراب والشجن، أم نافذة يطل منها على خصوصياته السرية والحميمة؟.
- برأيي، أن الأدب بكل أجناسه نوافذ يطل منها الأديب على خصوصياته السرية الدفينة وفي ذات الوقت يحتمي بتلك النوافذ من الحزن والألم والكبت والاغتراب والشجن كما تفضلت، لكن مع ذلك يبقى الأدب وتبقى الكتابة جزءا من حياة الكاتب وليست كلها، فهناك دهاليز وممرات في حياة الكاتب لا يعرفها غيره وبرأيي، أعتقد أنها كالنبع الذي ينهل منها الكاتب إبداعه وسر وتجدده.
* ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل قاصتنا العزيزة؟.
- العيش في عالم مختلف عن عالمك كما أسميته حضرتك عزلة إجبارية تعني تجربة جديدة ووعي أكبر قد يكلفك خلع كل ما تعودت عليه من موروثات في بلدك كنت سابقا لا تفكر بمدى صحتها أو صلاحيتها للحياة الراهنة أما عن قولك ( حرية أقل ) فذلك غير صحيح، أنا أعيش في بلد يضمن حرية الإنسان والمرأة بالذات بل ويقدس تلك الحرية ويعتبرها حق مشروع مكفول.
* هل العزلة قيد، أم حرية بالنسبة للكاتب ؟.
- العزلة إن كانت اختيارية فهي بالتأكيد حرية، حرية اختيار طريقة العيش بما يتناسب مع حياتي وطريقة تفكيري وتفاعلي مع ما يحيطني، لكنها بالتأكيد ستكون قيد إن كانت تحد من انطلاقتي الفكرية والفنية. حرية الفكر ركيزة الكاتب وعكازه، بالتالي على الكاتب أو الأديب أو الفنان بصورة عامة اختيار طريقة العيش بما يمنح عقله ومشاعره مساحة كافية للإبداع والتجدد.
* ماذا يبقى حين نفقد الأشياء، الذكريات أم الفراغ؟.
- سؤال جميل، لكنه يثير الشّجن داخل النفس كما فعلت الآن معي، لكن مع ذلك سأجيبك: فقدان الأشياء يولد فراغًا تدور فيه الذكريات التي يكون دورانها لا نهائي كهذا الكون الفسيح!.
* في نهاية هذا اللقاء الشيق والممتع، ماذا تحب ان تضيف أديبتنا وقاصتنا العزيزة للأديب العراقي والعربي وخاصة نحن نخوض في مظلة هذه التغيرات الحياتية ووجع الغربة؟.
في البداية، أحب أن أقول أن تاريخ الشعوب يحفظه الكاتب أو الأديب الراصد لكل متغير ولكل صغيرة وكبيرة تطرأ على المجتمع الذي يعيش فيه،إذًا الأديب حامل لرسالة عظيمة واجبها السير بالناس صوب حياة تتسم بالإنسانية التي تحفظ للناس حقوقهم .الأدب هو رسالة تتضمن إشاعة روح الجمال وتوسيع رقعته في هذا الكون الفسيح لتصبح الحياة محتملة وقابلة للعيش ...
في النهاية أشكرك جزيل الشكر أستاذ وائل لإتاحة الفرصة للتحدث عن نفسي ومنجزاتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب