الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظلمة ليلة . . ممطورة بالقذائف - ( عن ذاكرة قريبة بوهم الثورة )

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 4
الادب والفن


في بقايا الزمن القديم
ككل ليلة . . رتيبة
حين ينسكب النعاس
. . على جسد أنهكه التعب
ودبيب التنمل في الخلايا
- كفطر زئبقي –
يتنامى في المكان
أبعد من مساحة الرؤيا
. . وحمى الاعتقاد
حين تأتيك الذاكرة
. . بألم العقود الماضية
وخــز من وجع الضمير
عن أحلام لم تستوقفها منعطفات التحول
. . إلى الانحطاط
- كـكل ليلة رتيبة –

تنقطع فيــها الكهرباء
ورب ثوان . . تصدح مولدات . . تقطع سكون الليل الصامت
. . في حالته الطافرة . . من الخمول

هو التكرار ما أعتدناه في الآونة الأخيــرة
تتراءى لك في البعيد . . بعض النوافذ
. . نمارد تقاوم
تشد مئزرها كبقع ضوء
- خارج حدود الفقر الشعبي
الغارق في وحشة الظلام المتسربل امتدادات اللحظة
. . لطخات من الفسيفساء . . تراقب المحيط
تكسر الوجع المرائي خلف طائرات الموت
الراحلة بحمولتها إلى الساكنين في الخوف
. . أين يسقط منها الجحيم
نمارده تعاكس تهاوي روحك المحبطة
فتزرعك إعياء يتذبذب على فرشك المتهالك
. . في الركن البعيد عن مسال الرصاص
. . خارج حدود الحضور
بين الجنون . . والارتحال
. . داخل تضاريس انخماد الذاكرة

حين يتلاقح ليلك بنهار مستديم
فتقحم في عراك النوم المكبل
بأثقال لا تقوى على حملها
وسلطان يفرض عليك التنبه
- كـكل نهار –
لا تفوتك شاردة
فتقرأ الواردة
ورب منعطف يقدم في الدروب
. . يعبر على أناس غافلين
يعيد تكرار المسألة
- عـــراك . . وتسقط في التعب
حين تبدأ مولدات النور . . تنوح بانتهاء حمولتها
ويتعرى المكان بانطفاء
. . شبابيك مغايرة . . تسامرك الوقوف ضد الطاغية
. . وتغرق المدينة مجددا في السواد
- تقول رب ضارة نافعة –
لكن السكون . . مدى تتلاشى فيه حدود البيوت
. . والسماء الراجفة
. . تحت دوي صاعق الطائرات
مدى تتماهى فيه الجبال . . بالأرض المنبسطة
-
- قد يمنحك الوقت فسحة من الارتخاء
- هي ذات الأمنية
. . أن تغيب لحظة
لكن الكلاب الشاردة . . تعيدك الحضور
. . بين أصوات شاكية
ولعان في حرب ضروس . . تتناثر طول الأزقة المظلمة
. . حتى يصل أسفل النافذة
- سعار يعتصر المعركة
بين حشـود متقاتلة
فتطل برأسك . . لا ترى سوى أشباحا تتقافز على بعضها
بين عض . . ولهاث
. . وهروب للضعفــــاء
- وتسترقك فكرة عبرت في رأسك
وإذا المكان يصدح بالانفجار
- وصرخات رعب وبكاء –
وقعقاعات رصاص يمخر الظلام
. . قرب رأسك المطل عن النافذة
تلعن مروعات النظام
تتلو مستحضرات المولى


. . عسـاه يرفع الأذى
عسـاه . . يمرق لعنته على الجبناء
أو يحيل القاذفات عن مسارها
. . إلى الخلاء
. . لتهدأ نفوس كانت آمنة
- كـكل ليلة في البلد اليباب
في بقايا زمن الاسوداد
- منذ قرون –
لا تسكت القاذفات . . ليلا
. . حتى انبلاج الصباح
حين تطل عن شرفتك
ترى شارعا . . ميتا
لا تسرح فيه سوى الهائمات
وأوراق متطايرة تتراقص في الهواء المتسخ بالدخان
. . عن الليلة الفائتة
وركام الزبالة المرمية دون عناء
- مرسوم بالحاكم الأحد –
لا حياة تدب . . لا قبول لمن يعترض
فتفتح شاشة التلفاز قهرا
عساك تصحو عن وهم اعتراك

فترى في ليلتك الرتيبة
أبرياء قد نزعت عنهم الحياة
وترى أناس دون حياء
يمجدون القاتل
. . ويتألمون اتهامهم . . بالقتلة
- هي لحظات عابرة . . من النهار
تسقط قذائف . . جديدة
لتستقبل يومك الجديد
. . على آلام لا تنتهـــي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي