الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتنة الكبرى لطه حسين فى عيون المسيرى

ناهض الرفاتى

2023 / 10 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


كتاب الفتنة الكبرى في ميزان المفكرين
كان-
عبد الوهاب المسيري مفكر وعالم اجتماع مصري، ومؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية. كان له رؤية فلسفية فريدة للعالم والإنسان، وأسس مشروعا فكريا تجديديا فيما يتعلق بالإنسان والإسلام.
ولقد ذكر
رأيه في طه حسين، فقد كتب عنه كتابا بعنوان "طه حسين: رائد التجديد أم مثير للفتنة؟"، والذي يقوم فيه بتقديم نظرة شاملة على حياة طه حسين وأفكاره وآثاره، موضحاً مواقفه من قضايا الإسلام والعروبة والثقافة. يعتبر المسيري أن طه حسين هو رائد التجديد الأدبي في العالم العربي، وأنه قام بإحداث ثورة في النقد الأدبي، وأنه أثر في جيل كامل من الأدباء والمفكرين. كما يشيد المسيري بجرأة طه حسين في مواجهة التقاليد والأصولية، وبحبه للحرية والعدالة، وبتفانيه في خدمة الإنسانية.
ولكن المسيري ينتقد أيضا بعض جوانب فكر طه حسين، خاصة فيما يتعلق بكتابه "الفتنة الكبرى"، الذي يتناول الأحداث التاريخية التي وقعت في عهد الخلفاء الراشدين عثمان وعلي رضي الله عنهما. يرى المسيري أن طه حسين ارتكب بعض المغالطات والأخطاء التاريخية في كتابه، وأنه تحيز لبعض الشخصيات على حساب أخرى، وأنه لم يستخدم المصادر الأصيلة بشكل صحيح. كما يعتبر المسيري أن طه حسين تأثر ببعض المذاهب الفكرية الغربية، مثل التاريخية والإشكالية، التي لا تتلاءم مع طبيعة التاريخ الإسلامي.
إذن، يمكن القول أن رأي عبد الوهاب المسيرى في طه حسين هو رأي موزون ومتزن، يجمع بين التقدير والانتقاد، بين التجديد والولاء .
ولتوضيح المسالة أكثر فيشير المذهب التاريخي والمذهب الإشكالي هما من المذاهب النقدية الغربية التي تهتم بدراسة الأدب في ضوء البيئة والتاريخ والمجتمع. ولكن هناك فرق بينهما في المنهج والغاية.
المذهب التاريخي يعتمد على دراسة الأدب كحصيلة للظروف التاريخية والاجتماعية والثقافية التي أنتج فيها، ويحاول تفسير النصوص الأدبية بالرجوع إلى مصادرها وسياقاتها وتأثيراتها. يرى هذا المذهب أن الأدب يعبر عن روح العصر والأمة التي نشأ فيها، وأنه يمكن فهمه بشكل أفضل من خلال معرفة خلفياته وظروفه. من أبرز ممثلي هذا المذهب في الغرب هو تين، وفولتير، وسانت بوق
ويعبر المذهب الإشكالي يعتمد على دراسة الأدب كحصيلة للصراعات والتناقضات التي توجد في المجتمع، ويحاول تفسير النصوص الأدبية بالرجوع إلى المشكلات والقضايا التي تطرحها أو تعكسها. يرى هذا المذهب أن الأدب يعبر عن نزاعات الإنسان مع نفسه ومع محيطه، وأنه يمكن فهمه بشكل أفضل من خلال معرفة دوافعه وغاياته. من أبرز ممثلي هذا المذهب في الغرب هو لوكاس، وغول دمان، وسارتر2.
إذن، يمكن تلخيص الفرق بين المذهب التاريخي والإشكالي بأن الأول يركز على الانسجام بين الأدب والواقع، بينما الثاني يركز على التضاد بين الأدب والواقع.
اما المذهب الإشكالي هو اتجاه نقدي غربي يهتم بدراسة الأدب في ضوء المشكلات والصراعات التي توجد في المجتمع، ويحاول تفسير النصوص الأدبية بالرجوع إلى القضايا والتناقضات التي تطرحها أو تعكسها. يرى هذا المذهب أن الأدب يعبر عن نزاعات الإنسان مع نفسه ومع محيطه، وأنه يمكن فهمه بشكل أفضل من خلال معرفة دوافعه وغايات.

ولتوضيح هذا المذهب، سأقدم لك نصاً من رواية “الغربال” للكاتب الجزائري رشيد بوجدرة2، وهي رواية تتناول قضية الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وتصور حالة الانقسام والتشتت التي عانى منها المجتمع الجزائري في ذلك الزمن. إليك النص:
حفر في ذاكرته، يحفر في أحداث كثيرة متشابكة، مختلطة، ملتبسة. كان يحفر في حقائق لم يستطع أن يفهمها. كان يحفر في أحلام لم تتحقق. كان يحفر في خيبات أمل لم تُطفَأ. كان يحفر في جروح لم تُبرَأ. كان يحفر في حروب لم تُنهَى. كان يحفر في حياته التي لم تُش
في هذا النص، نلاحظ استخدام الكاتب للفعل “يحفر” بشكل متكرر، وهو رمز على حالة البحث والتقصي التي يمارسها البطل عن حقيقة ماضيه وحاضره، وعن معنى وجوده وانتمائه. كما نلاحظ استخدام الكاتب للظروف “لم” و"ما"، وهي رموز على حالة النفي والإنكار التي تسود حياة البطل، وعلى عدم تحقق أمانيه وآماله. بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ استخدام الكاتب للصفات “متشابكة”، “مختلطة”، “ملتبسة”، وهي رموز على حالة التشوش والغموض التي تحيط بذاكرة البطل، وعلى صعوبة فهم مجريات التاريخ والثورة.
إذن، نستطيع أن نقول أن هذا النص يتبع المذهب الإشكالي في تقديم صورة عن المجتمع الجزائري في فترة مفصلية من تاريخه، بطريقة تستخدم الإشارات والإيحاءات بدلاً من التصريحات والوصفات
."
المذهب التاريخي هو اتجاه نقدي غربي يهتم بدراسة الأدب في ضوء البيئة والتاريخ والمجتمع. يعتمد هذا المذهب على دراسة الأدب كحصيلة للظروف التاريخية والاجتماعية والثقافية التي أنتج فيها، ويحاول تفسير النصوص الأدبية بالرجوع إلى مصادرها وسياقاتها وتأثيراتها. يرى هذا المذهب أن الأدب يعبر عن روح العصر والأمة التي نشأ فيها، وأنه يمكن فهمه بشكل أفضل من خلال معرفة خلفياته وظروفه.

لتوضيح هذا المذهب، سأقدم لك نصاً من رواية “الأخ الكبير” للكاتب الإنجليزي جورج أورويل، وهي رواية تتناول قضية الديكتاتورية والإرهاب السياسي، وتصور حالة القمع والرقابة التي يعاني منها المجتمع في عالم مستقبلي. إليك النص:

"لا توجد حقائق، إلا تلك التي تخلقها الحزب. لذلك فإن ما يقوله الحزب صحيح. ليس من المهم أن تفكر في ذلك. فالحزب هو من يفكر بدلاً منك. كل ما عليك فعله هو أن تطيع. أن تطيع دون شك أو تساؤل. أن تطيع حتى لو كان ذلك يعني أن تخون حقيقة ما كنت تؤمن به من قبل. أن تطيع حتى لو كان ذلك يعني أن تحب الأخ الكبير."

في هذا النص، نلاحظ استخدام الكاتب للفعل “تطيع” بشكل متكرر، وهو رمز على حالة الخضوع والانقياد التي يفرضها الحزب على المواطنين، وعلى عدم وجود حرية فكر أو رأي. كما نلاحظ استخدام الكاتب للجملة “لا توجد حقائق، إلا تلك التي تخلقها الحزب”، وهي رمز على حالة التلاعب بالحقائق والتاريخ من قبل السلطة، وعلى عدم وجود مصادر موثوقة أو مستقلة. بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ استخدام الكاتب للاسم “الأخ الكبير”، وهو رمز على شخصية الديكتاتور المطلق، وعلى حالة التبرج والتزكية التي يحظى بها من قبل جماهيره.

إذن، نستطيع أن نقول أن هذا النص يتبع المذهب التاريخي في تقديم صورة عن المجتمع في عالم مستقبلي مرعب، بطريقة تستخدم الحقائق والسياقات والتأثيرات التاريخية

جد حقائق، إلا تلك التي تخلقها الحزب. لذلك فإن ما يقوله الحزب صحيح. ليس من المهم أن تفكر في ذلك. فالحزب هو من يفكر بدلاً منك. كل ما عليك فعله هو أن تطيع. أن تطيع دون شك أو تساؤل. أن تطيع حتى لو كان ذلك يعني أن تخون حقيقة ما كنت تؤمن به من قبل. أن تطيع حتى لو كان ذلك يعني أن تحب الأخ الكبير.

ي هذا النص، نلاحظ استخدام الكاتب للفعل “تطيع” بشكل متكرر، وهو رمز على حالة الخضوع والانقياد التي يفرضها الحزب على المواطنين، وعلى عدم وجود حرية فكر أو رأي. كما نلاحظ استخدام الكاتب للجملة “لا توجد حقائق، إلا تلك التي تخلقها الحزب”، وهي رمز على حالة التلاعب بالحقائق والتاريخ من قبل السلطة، وعلى عدم وجود مصادر موثوقة أو مستقلة. بالإضافة إلى ذلك، نلاحظ استخدام الكاتب للاسم “الأخ الكبير”، وهو رمز على شخصية الديكتاتور المطلق، وعلى حالة التبرج والتزكية التي يحظى بها من قبل جماهيره.
إذن، نستطيع أن نقول أن هذا النص يتبع المذهب التاريخي في تقديم صورة عن المجتمع في عالم مستقبلي مرعب، بطريقة تستخدم الحقائق والسياقات والتأثيرات التاريخية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج


.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام




.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي


.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس




.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع