الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر؛ الجزء الخامس : الظفر و الظفر

شادي الشماوي

2023 / 10 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الثورة : فرصة حقيقيّة للظفر
الجزء الخامس : الظفر و الظفر
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 817، 28 أوت 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/revolution-real-chance-win-part-5

"REVOLUTION: A REAL CHANCE TO WIN" is being published in a series. Part 1: We Are Serious was published July 31, 2023. Part 2: A Scientifically Based Strategy was published August 7, 2023. Part 3: Civil War and Revolution was published August 14, 2023. Part 4: Hard Core Youth and the Revolution was published August 21, 2023. Part 5: Winning and Winning was published August 28, 2023.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

مقدّمة : يحاجج بعض الناس بأنّ محاولة القيام بثورة فعليّة للإطاحة بالنظام الرأسمالي – الإمبرياليّ الحاكم في هذه البلاد، و مواجهة القوّات المسلّحة القويّة لهذا النظام ، سيكون بمثابة عمليّة إنتحاريّة . و هذا شيء تحدّثت عنه قبل عدّة سنوات الآن في خطاب " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " :
" يؤكّد عديد الناس بمن فيهم عديد الذين يقولون إنّهم يودّون رؤية حدوث تغيير جذريّ في المجتمع أنّ الثورة غير ممكنة لأنّ " هم " أقوياء جدّا و " الجماهير تختلط عليها الأمور جدّا ". حسنا ، صحيح أنّ الجماهير الشعبيّة متشكّلة كما شكّلها النظام ، في أيّ جزء من أجزاء المجتمع ، لا تعرف أي شيء تقريبا و رؤوسها في الوحل لمّا يتعلّق الأمر بفهم كيف هي الأمور حقّا و لماذا هي كما هي و ما يمكن و يجب القيام به بهذا المضمار . لكن هذا يقف في تناقض حاد مع حقيقة هامة أخرى – أنّ ملايين الناس يهتمّون حقّا لواحد أو أكثر و الكثيرون منهم يهتمّون حقّا بكل " أوقفوا الخمسة " . و هذا تناقض علينا أن نشتغل عليه لدفع الجماهير الشعبيّة بإتّجاه الثورة التي نحتاج إليها لنضع في نهاية المطاف نهاية لهذه " أوقفوا الخمسة " و الظروف الفظيعة التي تتعرّض إليها بإستمرار جماهير الإنسانيّة . [ و تحيل " أوقفوا الخمسة " على التناقضات الإجتماعيّة الكبرى و أشكال الإضطهاد و التدمير المبنية في هذا النظام الرأسمالي الإمبريالي و التي لا يمكن القضاء عليها إلاّ عبر ثورة تطيح بهذا النظام .] (1)
و صحيح كذلك أن السلطات الحاكمة لهذا النظام بآلة القتل و الدمار التي تستخدمها لفرض هذا النظام ، بالفعل هي قويّة للغاية . لكن جزءا كبيرا من الصعوبة التي يواجهها الناس في تصوّر أنّه بوسعنا عمليّا إلحاق الهزيمة بهم هو عدم قدرتهم على أن يرتأوا وضعا مختلفا راديكاليّا عن السير " العادي " لهذا النظام ، وضع حيث بالنسبة لأجزاء كبرى من المجتمع ، " قبضة " الطبقة الحاكمة على الشعب – قدرتها على التحكّم فيه و التآمر عليه و بثّ الرعب في صفوفه – تنكسر و تضعف بصفة كبيرة ، جوهريّا ، لا يقدر الناس على تصوّر هذا لأنّهم لا يقاربون الأشياء بنظرة و منهج علميّين . (2) ( التشديد مضاف )
و هذه السلسلة من خمسة مقالات تتحدّث بصفة أتمّ عن لماذا مثل هذه الثورة ليست ضروريّة بصفة إستعجاليّة الآن فحسب بل لماذا ، بواسطة المقاربة العلميّة الصحيحة ، يمكن لمثل هذه الثورة بالفعل أن تحصل على فرصة حقيقيّة للنجاح – و لماذا أي شخص يرغب حقّا في رؤية عالم مغاير راديكاليّا ، دون كافة الفظائع التي يفرزها بإستمرار و حتّى الفظائع الأكبر بالنسبة إلى الإنسانيّة التي يهدّد بها هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، يحتاج أن يشارك بنشاط في العمل بلا كلل و بتصميم مستند إلى العلم ، من أجل الثورة .
و فيما يلى مقتطف من خطاب ألقيته أمام تجمع للشيوعيّين الثوريّين في 2022 وهو الحلقة الأخيرة من سلسلة مختارات من خطاباتي و كتاباتي التي تتحدّث عن كيف نمضى إلى إنجاز ثورة في هذه البلاد، معبّئين ملايين الناس ، بهدف إلحاق الهزيمة العمليّة بالفارضين بعنف لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و مُلغين هذا النظام برمّته ، و منشئين نظاما مغايرا راديكاليّا وتحريريّا قائما على دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا. (3)
--------------------------------------------
مثلما قلت في الحوار مع كونال واست : من المهمّ أن نكون على حقّ و أن نتحلّى بالإستقامة – من المهمّ أن نقف إلى جانب المعذّبين في الرض و أن ننهض ضد إضطهادهم – لكن علينا أن نحقّق الظفر . علينا عمليّا أن نحطّم حكم هذا النظام الوحشيّ و ننشأ شيئا مغايرا راديكاليّا و أفضل بكثير . و إلاّ ، سنكون في أفضل الأحوال " قد خضنا المعركة الصحيحة " لكن الفظائع ستتواصل و ستسوء حتّى أكثر .(4)
جاء في النقطة السادسة من نقاط الإنتباه من أجل الثورة التالي :
" نمضى من أجل الإطاحة الفعليّة بهذا النظام و إرساء طريقة أفضل تتجاوز كلّيا النزاعات المدمّرة و الخبيثة القائمة اليوم فى صفوف الناس . و لأنّنا نتحلّى بالجدّية ، فى هذه المرحلة ، لا نبادر بإستعمال العنف و نعارض أيّ عنف يسلّط على الشعب أو يمارس فى صفوفه ." (5)
و قد شدّدت على الكلمات " لأنّنا نتحلّى بالجدّية " لأجل التأكيد على أنّ نقطة الإنتباه هذه ليست تصريحا ببعض الفهم السلمي المثالي بأنّ النضال ضد هذا النظام يمكن و يجب دائما أن يظلّ غير عنيف . قبل كلّ شيء ، بينما نحن ضد كلّ العنف الموجّه ضد الشعب و في صفوف الشعب ، و في هذه المرحلة لا نبادر ( و لا نشجّع آخرين على المبادرة ) بالعنف ، في الوقت نفسه نعترف بقوّة و ندافع عن حقّ الناس في الدفاع عن أنفسهم ضد الهجمات غير العادلة . و بصفة أكثر إستراتيجيّة، نفهم علميّا أنّ : المصدر الجوهريّ للعنف في العالم هو هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و أنّ بدرجة أكبر مقترفة العنف غير العادل هي الطبقات الحاكمة للقوى الرأسمالية – الإمبرياليّة و أهمّ هذه القوى هي هذه البلاد – و أنّ السبب الجوهري للماذا إلغاء هذا النظام لا يمكن أن يتحقّق سلميّا هو ، مرّة أخرى ، أنّ طبيعة هذا النظام ذاته و واقع أنّ الذين يحكمون فيه لن يسمحوا أبدا بكنس نظامهم دون محاولة القمع العنيف و السحق العنيف لأيّة محاولة للقيام بمثل هذا .
هذا ما نعنيه بأنّنا نتحلّى بالجدّية بشأن كلّ هذا .
و بهذا الفهم و هذا التوجّه ، لدينا مقاربة جدّية جدّا لمسألة كيفيّة الظفر عمليّا – الظفر في القتال الأكثر مباشرة ، تاريخيّا ، لإفتكاك السلطة – و الظفر بطريقة تعبّد السبيل للكسب بالمعنى الأوسع ، بهدف إجتثاث كلّ الإضطهاد و الإستغلال ، عبر العالم قاطبة ، منشئين علما شيوعيّا فيه يكون بوسع البشر حقّا أن يزدهروا بأتمّ التعبير عن إنسانيّتهم .
هذه المقاربة ل" الظفر – و الظفر " تطبيق لمبدأ أنّ " الشيوعيّة الجديدة تنبذ تماما وهي مصمّمة على أن تجتثّ من الحركة الشيوعيّة المفهوم و الممارسة السامين بأنّ " الغاية تبرّر الوسيلة ". وإنّه لمبدأ حجر أساس للشيوعيّة الجديدة أنّ " وسائل " هذه الحركة يجب أن تنبع و تتناغم مع " الغايات الجوهريّة لإلغاء كافة الإستغلال و الإضطهاد بواسطة الثورة المقادة على أساس علميّ ". (6)
لذا لنمض إلى كيف يمكننا و كيف سنحتاج إلى المضيّ إلى الظفر عندما تنشأ الظروف لذلك . و تنبع هذه المقاربة الإستراتيجيّة الضروريّة من الفهم العلمي لكون القوى الثوريّة ليس بوسعها أن تكسب أيّ نزاع تواجه فيه وجها لوجه كامل قوّة سلطة دولة موحّدة و مندمجة قائمة . ( و أطرح المسألة على هذا النحو ليتمكّن الناس من التفكير فيها ...).
و يتناول التالي من " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا " الموضوع بالحديث :
" و هنا مجدّدا ، ثمّة شيء حيويّ وجب فهمه ، شيء مميّز للمقاربة الجدّية ، المقاربة العلميّة للنضال من أجل الظفر لمّا يحين الأوان : لا يهمّ مدى تغيّر المجتمع عامة و لا يهمّ حتّى مدى تأثّر المؤسّسات الأقوى للقمع العنيف التابعة لهذا النظام، بإنشقاقات له دلالتها و يرجّح أنّها ستحدث في صفوفها ، ستواجه الثورة مع ذلك قوّاتا مسلّحة قويّة معادية للثورة متكوّنة من صفوف فئات من المؤسّسات الرسميّة و من صفوف " القوى المدنيّة " الفاشيّة المتخندقة معها . و سيكون غير مرجّح إلى أقصى الحدود و خاصة في البداية ، أن تتمكّن اقوّات الثوريّة المقاتلة من مواجهة و إلحاق الهزيمة بتلك القوّات المسلّحة المعادية للثورة في هجوم مباشر و وجها لوجه بأي شيء يقرب من قوّتها التامة . و لهذا ، في العقيدة و في التوجّه الإستراتيجيّ المطوّرين لتمكين القوى الثوريّة من خوض القتال و الظفر ، حالما يحين الأوان ، يقع التشديد على أنّ :
" تحتاج القوى الثوريّة إلى عدم القتال إلاّ في ظروف مواتية لها و إلى تجنّب المواجهات الحاسمة التي ستحدّد مآل الأمر كلّه ، إلى أن يتحوّل ميزان القوى بصفة طاغية إلى صالح الثورة ". (7)

و هذه العقيدة و هذا التوجّه الإستراتيجي جرى الحديث عنهما بشيء من العمق و توضيحهما بصفة أتمّ في " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " بتفكير إضافي يوفّره مقالي المعنون " ثورة حقيقيّة – فرصة حقيقيّة للظفر ، مزيدا من تطوير إستراتيجيا الثورة " ( و الذى يمكن العثور عليه أيضا على موقع أنترنت revcom.us ) . و يُرسى هذا أرضيّة العمل الأساسيّة لكيف ، عندما تكون الظروف اللازمة قد نشأت ، يكون بوسع قوّة ثوريّة ، معبّأة الجماهير الشعبيّة أن تقارب عمليّا الإطاحة بهذا النظام على نحو يمكّن من التحييد الفعّال و في نهاية المطاف تجاوز ما سيكون بالتأكيد، منذ البداية ، القوّة الطاغية للقوّات المسلّحة الباحثة عن إلحاق الهزيمة و سحق هذه المحاولة للإفتكاك الثوريّ للسلطة . يتحدّث عن كيف ، متى نضجت الظروف الثوريّة ، يمكن للقوى الثوريّة ، بعامود فقريّ قائم خاصة على الشباب الذين جرى كسبهم ليشكّلوا النواة الصلبة لهذه الثورة ، كيف يمكن أن يُنظّموا و يدرَّبوا و توفّر لهم وسائل الإشتباك مع و إلحاق الهزيمة بقوى الثورة المضادة في مواجهات ، بداية على نطاق ضيّق ، يكون مواتيا للقوى الثوريّة – و كيف ، على ذلك الأساس و أثناء القيام بذلك ، يمكن أن تنمو و تكسب أعدادا متنامية من ضمن الذين كانوا جزءا من القوى المعادية للثورة ، و بالتالى في نهاية المطاف إلحاق الهزيمة بالقوى الباقية للثورة المضادة .
في " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " ، ذكرت هذا الموقف الهام :
" لقد لاحظ روبارت سميث وهو قائد عسكري و إستراتيجي بريطاني أنّ قوّة منتفضة " محدّدة لأبعاد النزاع " " تمثّل في حدّ ذاتها قوّة و سلطة بديلة ". و هذا يعنى أنّه إذا كانت قوّة ثوريّة إلى درجة كبيرة تحدّد طابع النزاع ، لن تعتبر مجموعة " خارجة عن القانون " و إنّما قوّة شرعيّة تنازع النظام القديم سلطته و يرتبط هذا بلماذا من المهمّ جدّا أن تترافق العمليّات الأوّليّة للقوّات التاليّة الثوريّة بإعلان جريء إلى العالم ، " يوضّح أنّ هناك قوّة منظّمة مصمّمة على إلحاق الهزيمة بقوّات النظام القديم و على إنشاء نظام ثوريّ ، جديد ". و سيضطلع هذا بجزء حيوي من القضاء على " الرهبة التطيّريّة " التي لدى الناس تجاه النظام القائم ، الإيمان تقريبا الديني بأنّ هذا هو الطريق الأفضل أو على ألقلّ الأوحد الذى يمكن أن تكون عليه الأشياء و أنّ سلطة هذا النظام لا يمكن تحدّيها ؛ و هذا سيقوّض أكثر " شرعيّة " و " نفوذ " النظام القديم و طبقته الحاكمة و ولاء فئات واسعة من السكّان و يرسى المزيد من القاعدة لكسب حتّى فئات أوسع بما في ذلك من ضمن القوات المقاتلة لفائدة الجانب الآخر ."
مقاربة البحث عن الإنتصارات و تحقيقه ، في مواجهات محدودة أكثر ، لها كأحد أهدافها المفاتيح إيجاد وضع عام يحصل فيه تفكّك للجانب المقابل و إرتدادات لأجزاء هامة من ذلك الجانب المقابل إلى الجانب الثوريّ . و سيكون هذا جزءا هاما من سيرورة إحداث تغيير نوعيّ في " ميزان القوى " حيث يكسب الثوريّون اليد العليا -موقع منه سيتمكّنون بالتالي من إلحاق الهزيمة النهائيّة بالثورة المضادة .
و التالي من مقال " ثورة حقيقيّة – فرصة حقيقيّة للظفر ، مزيدا من تطوير إستراتيجيا الثورة " ، يشدّد على هذا :
" ستكون هناك حاجة إلى تشديد إضافي على حاجة القتال الثوري الشامل إلى أن يكون على نطاق البلاد برمّتها ، منذ البداية ، أو بسرعة كبيرة عقب الإنطلاقة ، كي تكون لدى القوى الثوريّة معاقل منظّمة من الدعم في أنحاء كثيرة و مختلفة من البلاد – و للتمكّن من التحرّك في وقت واحد ، أو بتتابع سريع في أنحاء كثيرة و مختلف من البلاد ( لإنشاء ظاهرة عمليّات إنفجار متكرّرة و متتابعة بشكل سريع عبر البلاد كافة )- لأجل المواجهة الفعّالة ل " تطويق و سحق " الثورة من قبل الثورة المضادة ، و بوجه خاص قدرة الثورة المضادة ليس على تركيز القوى ضد فحسب بل عمليّا إحتلال المناطق التي تمثّل معاقل دعم للثورة ( حتّى حينما لا تكون هذه المعاقل بعدُ تحت السيطرة الواضحة للثورة و إدارتها ) ، خاصة في المراحل الأولى لهذا القتال الشامل . "
مقاربة " عمليّات إنفجار متكرّرة و متتابعة بشكل سريع " هذه التي تبقى العدوّ فاقدا لتوازنه ، يمكن أن تساهم كذلك في تفكّك الجانب الآخر و في إرتدادات في صفوفه .
و لنقتبس مجدّدا من " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن حقّا أن ننجز ثورة " :
" و هناك مسألة هامة أخرى شدّد عليها روبارت سميث : ليست القوّة المطلقة بل " فائدة القوّة " هي المهمّة – ليس ما يمكن لأيّة دولة أو ايّة قوّات مسلّحة أخرى أن تملك من ذخائر و إنّما ما يمكن أن تستخدمه عمليّا لصالحها في نزاع مسلحّ معيّن . و من المبادئ العمليّة المفاتيح للقوى الثوريّة سيكون خوض النضال على نحو يمنع قوّات النظام القديم من التمكّن من إستخدام قوّتها التدميريّة الأسوأ على نحو يخدم مصلحتها العسكريّة و السياسيّة . و في الآن نفسه ، إزاء العمليّات الوحشيّة التي ستظلّ القوّات الحاكمة القديمة تنجزها ، سيكون من الحيويّ بالنسبة للقوّات الثوريّة أن " تحوّل العمليّات الوحشيّة للعدوّ ضدّه – أن تكسب قوى أكبر إلى جانب الثورة بما فيها أولئك الذين يأتون من صفوف العدوّ ". "
و يجدر بنا هنا أن نكرّر هذه النقطة الحيويّة :
" و صحيح كذلك أن السلطات الحاكمة لهذا النظام بآلة القتل و الدمار التي تستخدمها لفرض هذا النظام ، بالفعل هي قويّة للغاية . لكن جزءا كبيرا من الصعوبة التي يواجهها الناس في تصوّر أنّه بوسعنا عمليّا إلحاق الهزيمة بهم هو عدم قدرتهم على أن يرتأوا وضعا مختلفا راديكاليّا عن السير " العادي " لهذا النظام ، وضع حيث بالنسبة لأجزاء كبرى من المجتمع ، " قبضة " الطبقة الحاكمة على الشعب – قدرتها على التحكّم فيه و التآمر عليه و بثّ الرعب في صفوفه – تنكسر و تضعف بصفة كبيرة ، جوهريّا ، لا يقدر الناس على تصوّر هذا لأنّهم لا يقاربون الأشياء بنظرة و منهج علميّين . "
و في الوقت نفسه ، يؤكّد " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا " أنّ تطوّر العقيدة الأساسيّة و المقاربة الإستراتيجيّة لكلّ هذه المعركة الشاملة سيرورة مستمرّة . و أنّ
" أثناء هذه المرحلة من إعداد الأرضيّة و إعداد الجماهير الشعبيّة و إعداد القوى القياديّة لهذه الثورة ، العقيدة و المقاربة الإستراتيجيّة الأساسيّتين للقتال الشامل ينبغي بإستمرار تطويرهما و جعلهما " عمليّتين " أكثر في المفهوم – أي يجب مزيد تحليلهما و جعلهما ملموستين أكثر ، خاصة بمعنى ما سيمثّل طرقا عمليّة للظفر – تنبع من ذلك و تخدمه ، و الطبيعة و المظاهر الخاصتين للمواجهات مع الجانب الآخر ، خاصة في المراحل الأولى و ( بقدر الإمكان ) عامة .
و كما جرى الحديث عن ذلك آنفا ، عامل هام في ما يتعلّق بكلّ ها هو الإمكانيّة الحقيقيّة لحرب أهليّة بين الفئات المتعارضة من المجتمع ، و كيف يمكن لهذا أن يؤثّر في المؤسّسات المفاتيح لسلطة دولة هذا النظام . و إن كانت مثل هذه الحرب الأهليّة لتنشب – أو حتّى إن كانت الإنقسامات المتعمّقة في المجتمع تتحرّك بصورة مباشرة أكثر نحو مثل هذه الحرب الأهليّة – يمكن أن يكون لهذا تأثير على مثل هذه المؤسّسات بأفق حقيقي لإنقسامات في صفوفها ، و حتّى إمكانيّة إنفصالات عن مثل هذه المؤسّسات ، ببعض الأجزاء تقف إلى جانب الفاشيّين و أخرى إلى جانب الذين على الضفّة المقابلة للفاشيّين.
و هذه الإمكانية شيء ستحتاج العقيدة الأساسيّة و المقاربة الإستراتيجيّة للقوى المقاتلة الثوريّة أن تأخذه بعين الإعتبار و أن تستثمره . لكن لكي تحقّق القوى الثوريّة النصر و تُدمج في صفوفها أعدادا هامة من ضمن المؤسّسات الحاكمة و القمعيّة لهذا النظام ، و القيام بذلك على نحو يحافظ عمليّا على الطابع التحريري للقوى الثوريّة و يقوّيها على ذلك الأساس ، سيكون من الضروري للصفوف الثوريّة أن تُصهر ليس فقط بمعنى القدرة القتاليّة [ وهي بداية أمر غاية في الأهمّية ] بل بمعنى توجّهها الإيديولوجي و السياسي الجوهريّ ، كمقاتلين و مقاتلات من أجل تحرير الإنسانيّة .
و إلاّ ، حتّى لو تمّ كسب قوى منالجانب الآخر ، نظرا لكيفيّة تعويدها و تدريبها ، قد ينتهى الأمر إلى تحديد إطار الأشياء على أساس سيّء جدّا و يؤدّى إلى الهزيمة بشكل أو آخر ( إمّا هزيمة تامة على يد العدوّ ، أو هزيمة بمعنى أنّه حتّى و إن تمّ تحقيق إنتصار عسكري بشكل ما ، الطريقة التي تحقّق بها لن تؤدّي إلى نظام جديد و أفضل حيث يمكن أن يجري تغيير المجتمع و في نهاية المط-اف العالم قاطبة ، لإجتثاث كافة الإستغلال و الإضطهاد ).
و إليكم شيئا آخر للأخذ بعين النظر أيضا : المهمّ ، مع إقتراب المعركة الشاملة ، ليس حجم ( بالملايين ) الثوريّين و الثوريّات فحسب بل أيضا " مكوّناتهم " التي تشمل الجماهير من الأكثر عُرضة للإضطهاد ، لا سيما الشباب ، و كذلك أعداد كبيرة من أناس من فئات أخرى من المجتمع ؛ كيف سترتبط تلك " المكوّنات " من الثوريّين و الثوريّات بمكوّنات القوى المناهضة، كيف ، بدوره ، سيرتبط هذا بالتناقضات الإجتماعيّة الكبرى في المجتمع الأوسع ( على سبيل المثال ، الإضطهاد العنصري و الجنسيّ و الجندريّ ) .
كي يكون الأمر ملموسا أكثر ، و لمزيد تفكيك هذا : إنطلاقا من مصالحهم ، إضطرّ حكّام هذه البلاد إلى إلى أن يجلبوا أعدادا واسعة من المضطهدين إلى جيشهم ، بمن فيهم نساء و سود و لاتينو . و إلى درجة أنّ هذه الصفوف ستشاهد ضمن جماهير الثوريّين و الثوريّات " أناسا مثلهم " ، سيعزّز هذا القدرة الكامنة للقوّات الثوريّة على جعل القوى التي تبحث عن قمعها تتحلّل و تتسبّب في إرتدادات ذات دلالة من صفوفها إلى صفوف الثورة .
و طبعا ، كما وقعت الإشارة إلى ذلك في " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا " ، هذا العامل ( مكوّنات الثوريّين و الثوريّات في علاقة بالقوى المناهضة ) لن تتمّ ترجمته " آليّا " إلى دعم – أو حتّى إرتدادات إلى – جانب الثورة ؛ لكن هذا عامل موات كامن سيحتاج إلى أن نبني عليه بوعي و بالملموس عبر سيرورة القتال الشامل . و ستكون إمكانيّة هذا على الأرجح حتّى أكبر في إطار حرب أهليّة فعليّة ، بمرّة أخرى ، " أفق حقيقيّ لإنقسامات " في صفوف مؤسّسات الفرض العنيف لهذا النظام و " حتّى الإنفصال عن مثل هذه المؤسّسات ببعض الأجزاء تقف إلى جانب الفاشيّين و أخرى إلى جانب الذين على الضفّة المقابلة للفاشيّين " .
و في علاقة بهذا ، إليكم نقطة حيويّة أخرى : نحن ، الشيوعيّون الثوريّون و الجماهير الشعبيّة التي تنمو بإستمرار تحت قيادتنا ، يجب أن نتقدّم إلى الواجهة في خوض النضال ضد الفاشيّين و أن نقوم بذلك على أساس ثوريّ ، و ليس كمدافعين عن الديمقراطيّة – البرجوازيّة الإمبرياليّة . و ستكون لهذا كلّ الصلة بإمكانيّة إعادة الإستقطاب بصفة مواتية أكثر للثورة بما في ذلك القتال الشامل الفعليّ .
و خلال كلّ هذا ، سيكون ذا أهمّية كبرى أن نعتمد بصلابة على و أن نبقي بإستمرارفى الأذهان و نطبّق تطبيقا صريحا التوجّه و المقاربة الأمميّين الأساسيّين اللذين يمثّلان مكوّنا أساسيّا من الشيوعيّة الجديدة . و مثلما نبّهت إلى ذلك في " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا " :
" بطريق الحتم ، ستتأثّر هذه الثورة و بدورها ستؤثّر بصفة هامة في ما يحدث في البلدان الواقعة جنوبها ( و شمالها ) ، و التي كانت للولايات المتّحدة علاقات متداخلة وثيقة معها تاريخيّا و التي قد وقعت في عديد الحالات تحت سيطرة و نهب الإمبرياليّين الأمريكان . "
و هنا أودّ أن ألفت النظر إلى كتاب جديد هام جدّا نشرته المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة ، المكسيك ، " الأمل الثوريّ " [ La Esperanza Revolucionaria ] و قد جرت ترجمته إلى الأنجليزيّة وهو متوفّر على موقع أنترنت revcom.us ).
و يمضى " شيء فظيع أم شيء تحريري حقّا " ليسجّل هذه النقطة الهامة :
" و بصفة أعمّ ، ستوجد طرق تنظر بها إلى هذه الثورة و تتعاطى معها شتّى القوى، أبعد بكثير من الحدود الراهنة لهذه البلاد. ستكون لقتال جدّي من أجل الثورة في هذه البلاد – هذه البلاد – إنعكاسات سياسيّة قويّة مزلزلة ترسل برجّات زلزال عبر العالم . و صحيح أنّ من ردود الفعل ستكون أنّ الحكومات و القوى القمعيّة الإضطهاديّة عبر العالم ستنظر إلى هذا على أنّه تهديد جدّي لموقعها و أهدافها ، و ثمّة إمكانيّة حقيقيّة لحدوث تحرّكات من قبل بعض هذه القوى لدعم أو للإلتحاق بمحاولات سحق هكذا ثورة . و في الآن نفسه ، هكذا ثورة ستوقض كالزلزال و تزعزع إيجابيّا بقوّة تماما مليارات البشر في كلّ أرجاء كوكبنا مقطّعة أوصال فكرة عدم وجود إمكانيّة بديل لهذا العالم الرهيب . عامة ، ستساهم تقريبا بشكل مؤكّد و إلى درجة هامة جدّا في إعادة الإستقطاب على الصعيد العالمي . " [ فكّروا في التأثير ، حتّى على أناس السائرين الآن في تيّارات سيّئة جدّا ، مثل الأصوليّة الإسلاميّة . فجأة تصبح الأشياء مختلفة تماما في العالم – هناك نضال ثوريّ حقيقيّ ، تحريريّ ، بأفق إنتصار عملي ، يجري في هذه البلاد . فكّروا في التأثير على مئات ملايين الشباب و كذلك الآخرين عبر العالم . ]
كلّ هذا يحتاج إلى أن تأخذه بعين الإعتبار القوى القياديّة لهذه الثورة ، كجزء هام من توجّهها و أهدافها الإستراتيجيّين
يرتهن كلّ شيء بإيجاد شعب ثوريّ:
و قد تفحّصنا بشيء من العمق ، و في إطار شامل ، الأساس الضروري و خارطة الطريق الأساسيّة للثورة التي صارت ممكنة ( أكثر ) – و نحن في حاجة ملحّة إليها – الآن نعود مرّة أخرى إلى هذه النقطة الحيويّة :
" يرتهن كلّ شيء بإيجاد شعب ثوريّ من صفوف المضطهَدين بأكثر مرارة و من كافة أنحاء المجتمع ، بداية بالآلاف و تاليا بالملايين كقوّة ثوريّة عاتية منظّمة من البداية و في إنسجام مع أفق البلد بأسره ، تؤثّر في المجتمع كلّه و تغيّر إطار كيفيّة رؤية الجماهير الشعبيّة للأشياء و كيف يتعيّن على كلّ مؤسّسة أن تردّ الفعل . و عليه يجب تركيز كلّ شيء الآن على إنشاء هذه القوّة الثوريّة و تنظيمها تنظيما عمليّا . "(9)
هوامش المقال :
1. The 5 STOPS are:
STOP Genocidal Persecution, Mass Incarceration, Police Brutality and Murder of Black and Brown People!
STOP The Patriarchal Degradation, Dehumanization, and Subjugation of All Women Everywhere, and All Oppression Based on Gender and Sexual Orientation!
STOP Wars of Empire, Armies of Occupation, and Crimes Against Humanity!
STOP The Demonization, Criminalization and Deportations of Immigrants and the Militarization
of the Border!
STOP Capitalism-imperialism from Destroying Our Planet!
2. The film and text of Why We Need An Actual Revolution And How We Can Actually Make Revolution are available at revcom.us in BA’s Collected Works.
3. The Constitution for the New Socialist Republic in North America is available at evcom.us.
4. REVOLUTION AND RELIGION: The Fight for Emancipation and the Role of Religion A Dialogue Between CORNEL WEST & BOB AVAKIAN. This film of the Dialogue is available at revcom.us in BA’s Collected Works.
5. The Points of Attention for the Revolution are available at revcom.us.
6. This is from Breakthroughs, The Historic Breakthrough by Marx, and the Further Breakthrough with the New Communism, A Basic Summary, by Bob Avakian, that is also available at revcom.us.
7. Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating: Profound Crisis, Deepening Divisions, The Looming Possibility Of Civil War—And The Revolution That Is Urgently Needed, A Necessary Foundation, A Basic Roadmap For This Revolution, by Bob Avakian is available at revcom.us. The statement quoted here can be found in Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution this statement originally appeared in From the Central Committee of the Revolutionary Communist Party, USA: How We Can Win—How We Can Really Make Revolution, which is available at revom.us.
8. La Esperanza Revolucionaria [Revolutionary Hope] available at revcom.us.
9. This is from “Something Terrible,´-or-Something Truly Emancipating.”








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي