الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوب أفاكيان :كيلار مايك ، آيس كيوب ، لماذا لا يمكن للبرامج الرأسماليّة و التطلّعات البرجوازيّة أن تؤدّي إلى التحرير و لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة

شادي الشماوي

2023 / 10 / 4
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


كيلار مايك ، آيس كيوب ، لماذا لا يمكن للبرامج الرأسماليّة و التطلّعات البرجوازيّة أن تؤدّي إلى التحرير و لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة
بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 820 ، 18 سبتمبر 2023
https://revcom.us/en/bob_avakian/why-capitalist-programs-and-bourgeois-aspirations-cannot-lead-liberationandwhy-we-need

بداية ، لكي يكون لدينا الأساس الضروري لما سأتناوله بالبحث هنا ، لنوضّح بعض الأشياء الأساسيّة . ما معنى برجوازيّة؟ إنّها طريقة أخرى لقول (وهي عبارة فرنسية تعنى ) الطبقة الرأسماليّة . و ماذا تعنى " طبقة " ؟ " الطبقة " من الناس هي جزء من المجتمع يتحدّد بموقعه في العلاقات في المجتمع ، و بوجه خاص موقعه و دوره في الاقتصاد . لذا ما هي الطبقة الرأسماليّة ؟ مثلما أشرت إلى ذلك في مقالات عن الإستغلال ، الطبقة الرأسماليّة جزء صغير من المجتمع يهيمن على بقيّة المجتمع على أساس إستغلال الناس – يستعمل الرأسماليّون عمل الناس الآخرين لمراكمة الثروة لأنفسهم (1) . و تحكم الطبقة الرأسماليّة المجتمع الرأسمالي ككلّ بموجب دورها الهيمني في الاقتصاد .
ثمّ هناك البرجوازيّة الصغيرة . وهي تعنى تماما برجوازيّة " صغيرة " و عمليّا تحيل على الطبقة الوسطى – أناس ذوى مشاريع صغيرة الحجم ، أناس ذوى درجات في التعليم العالي ، أناس في الفنّ ، أساتذة و دعاة و آخرين يحتلّون موقعا وسطا بين المستغلّون اكبار ( الطبقة الرأسماليّة الحاكمة ) و البروليتاريّون ، الجماهير الشعبيّة التي يستغِلّها الرأسماليّون . (2)
بهذا كأساس ، لنتوغّل في جوهر الموضوع .
في مقال حديث ، حدذدت السلاسلالتى تقيّد الناس الذين يحتاجون بيأس إلى التحرّر و من ذلك البحث المحموم عن المال و الميزوجيني – كره النساء و إهانتهنّ بطرق لا حصر لها . و تحدّثت عن كيف أنّ كلّ هذا " يروّج له بإستمرار و يضخّ في " الثقافة الشعبيّة " و منها موسيقى الهيب هوب . ( و عرّجت كذلك على كيف أنّ هذه الزبالة قد شوّهت هذا الشكل الفنّي المبدع ، الهيب هوب ، الذى كان يمكن أن يكون و ينبغي أن يكون صوتا قويّا من أجل التحرير غير أنّه تحوّل إلى شيء آخر في ظلّ هيمنة هذا النظام الرأسمالي الإمبريالي ) (3).
في ظهور له كضيف شرف ، كنفسه ، في حلقة حديثة من برنامج عرض خيالي ، " مليارات " ، قدّم صاحب موسيقى الراب و الممثّل كيلر مايك مثالا مذهلا آخر بالذات عن المشكل العميق الذى كنت أشرت إليه . قبل كلّ شيء ، في حوار مع الشخصيّة مايك برنس ، ملياردار مالي طفيلي ، لم لم يشعر كيلر مايك حتّى بالحرج وهو يقول إنّه " معجب " بنوادى التعرّى – وهي تعبير مركّز للإهانة الجنسيّة للنساء .
ثمّ ، في ذات الحوار مع الشخصيّة برنس ، مضى كيلر مايك إلى طلب أن يستثمر برنس ( الذى يتقدّم كمترشّح للرئاسة ) في بعض بنوك السود . ( و وعد برنس بالقيام بذلك و بالمقابل وعد كيلر مايك بمساندة برنس ). و كما يصوّر ذلك هذا البرنامج ، يفكّر كيلر مايك و يتحدّث مثل مموّل طفيلي هو ذاته . و بصورة هامة ، كما شرحت في مقال آخر ، في النظام الرأسمالي ، البنوك مؤسّسات تكسب الأموال على أساس إستغلال الجماهير الشعبيّة . و ينطبق التالي على البنوك و على مؤسّسات رأسماليّة أخرى :
" و إليكم النقطة الأكثر جوهريّة : مصدر الثروة التي يراكمها مختلف الرأسماليّين هي إستغلال الناس المضطرّين إلى العمل لدي رأسمالي او آخر ( أو شركة رأسماليّة إلخ ) في سيرورة إنتاج السلع التي يستهلكها الناس . " (4)
و في تعارض مع ما يقع تقديمه بإستمرار في هذه البلاد بما في ذلك من خلال الأفلام و البرامج التلفزيّة ك " مليارات " :
" عمل هؤلاء المستغَلّين من طرف الرأسماليّين – و ليس " الذكاء الخارق " أو " العبقريّة التجريّة " للرأسماليّين – هو الذى يخلق الثروة التي يتملّكها الرأسماليّون ( يستحوذون عليها لفائدتهم و إستعمالهم الخاصّين ) . "(5)
و في الوقت نفسه ، لا تقوم الرأسماليّة على إستغلال بلا رحمة للجماهير الشعبيّة فحسب بل هي تحرّكها المنافسة الحادّة في صفوف الرأسماليّين أنفسهم . و الرأسماليّون الذين يكسبون في هذه المنافسة هم أولئك الذين يستغلّون الناس بأكثر فعاليّة و ربلا رحمة و لا شفقة . و إمّا يقومون بهذا أو يواجهون أفق إبتلاعهم أو تحوّلهم إلى تحت على يد الرأسماليّين الآخرين . و بالنسبة إلى الجماهير الشعبيّة التي يستغلّها الرأسماليّون ، فهذا يعنى أنّ الرأسماليّين سيدفعونهم بلا هوادة إلى ما هو أقسى أو يرمون بهم إلى الشوارع ، وفق حاجيات الرأسماليّين الذين هم أنفسهم تحرّكهم المنافسة بلا هوادة في ما بينهم . لهذا، بالرغم من ما قد يرغب بعض الرأسماليّين في القيام به ، لا يوجد و لا يمكن أن يوجد شيء مثل " الرأسماليّة العطوفة ".
و كما يؤكّد على ذلك كيلر مايك ، لا شكّ في أنّ بنوك السود تتعرّض إلى الميز العنصريّ ، كما هو حال السود عامة – و مثل هذا الميز العنصري تتعيّن معارضته – لكنّ هذه البنوك مع ذلك مؤسّسات رأسماليّة ، قائمة على إستغلال الجماهير و تحرّكها القوانين الأساسيّة للإقتصاد الرأسمالي .
على ما يبدو ، الفكرة التي يصرّح بها كيلر مايك هي أنّ بناء بنوك السود ( و برجوازيّة السود عامة ) سيُفضى بصورة ما إلى تحسّن له دلالته بالنسبة إلى جماهير السود . هذا فهم رثّ تروّج له البرجوازيّة و ممثّليها في كلّ مكان – أنّ دفع مصالحها سيخدم مصالح الشعب بصفة أعمّ . في الواقع، كما سأتحدّث عن ذلك أكثر لاحقا ، مصالح البرجوازيّة ، برجوازيّة أيّة أمّة، تختلف جوهريّا عن مصالح الجماهير الشعبيّة .
لكن قبل التوغّل في هذه النقطة العامة بصفة أتمّ ، من الضروري أن نشير إلى أنّ كامل مشهد أتلنطا هيب هوب الذى ظهر منه كيلر مايك ، بالوعةفيها موسيقى الراب متداخلة مع تجارة المخدّرات و إهانة النساء بما في ذلك نوادى التعرّى . لكن المشكل ليس محدّدا في كيلر مايك و مشهد أتلنطا هيب هوب . ففي إطار الانتخابات الرئاسيّة الفارطة (2020) ، خرج علينا صانع موسيقى الراب / الممثّل آيس كيوب ببرنامج لرأسماليّة السود و غازل فكرة مساندة صريحة و واضحة لدونالد ترامب الفاشيّ الذى عبّر عن " إهتمامه " بهذا التمشّى الرأسمالي .
و كلّ هذا مثال حاد عن النقطة التي أثرتها في كتاب " إختراقات ..." متحدّثا عن الوضع في صفوف السود و مضطهَدين آخرين :
" و إلى جانب هذه الظواهر ، ثمّة ظاهرة أنّ في مجال الثقافة ، على سبيل المثال ، قسم معيّن نسبيّا صغير لكن مؤّثّر ، من الناس قد نجح في الصعود من صفوف هذه الجماهير إلى موقع برجوازي أساسا ... هذا يشمل أناسا لم تستخدم فقط مجال الثقافة بل كذلك أحيانا مجال الجريمة ليحصلوا على موقع يصبحون بفضله أثرياء جدّا ، ثمّ يستثمرون في قطاعات مواد التجميل و الثياب و ما إلى ذلك - يمسون برجوازيين حقيقيين، حتّى و إن كان العديد منهم جزءا من أمّة أو شعب مضطهَد. و لديهم النظرة المناسبة إلى درجة ذات دلالة كبيرة . " (6)
و هذه " النظرة المناسبة " ليست نظرة يمكن أن تقود جماهير السود أو الجماهير الشعبيّة عامة إلى التحرّر .
لماذا لا يمكن لبرامج البرجوازيّة و البرجوازيّة الصغيرة و تطلّعاتهما أن تؤدّى إلى التحرير الحقيقيّ :
من المهمّ أن نبقي في أذهاننا أنّ البرجوازيّة البرجوازيّة الصغيرة من السود طبقتان ليس في هذه البلاد عامة لكن بصورة أخصّ ضمن أمّة السود المضطهَدَة في هذه البلاد . فمن جهة ، تتعرّض هتين الطبقتين من السود بطرق متنوّعة إلى المعاملة الضارة و التمييز العنصري الموجّهين ضد السود ككلّ في مجتمع تفوّق البيض هذا . و بالرغم من مكانتهم الإقتصاديّة و الإجتماعيّة ، الناس ضمن البرجوازيّة الصغيرة من السود ، و حتّى البرجوازيّة من السود ، قد يصبحوا ضحايا وحشيّة و جرائم الشرطة التي تفرض العلاقات الإضطهادية لهذا النظام ككلّ . و من الجهة الأخرى ، تحتلّ البرجوازيّة و البرجوازيّة الصغيرة من السود مواقعا فوق الجماهير الشعبيّة للسود – و إلى درجات متباينة ، لهما مواقعا ذات إمتيازات في المجتمع عامة ، حتّى مع الميز العنصري الذى تتعرّضان إليه – و رؤيتهما العفويّة جوهريّا تعبير عن مواقعهما الطبقيّة (7).
و إلى جانب الترويج لرأسماليّة السود على أنّها " المنقذ " المفترض للسود ، ثمّة الترويج الواسع الإنتشار ل " اليقظة " بما في ذلك من قبل فئات برجوازيّة صغيرة من السود (مثلا ، عديد السود في الوسط الأكاديمي و في الإعلام ). و كما قد نبّهنا، نحن الشيوعيّون الثوريّون ، إلى ذلك :
" كانت " اليقظة " تعنى ذات مرّة الوعي الشرعي بالإضطهاد العنصري لكنّها منذ مدّة طويلة تحوّلت إلى جنون متعصّب و عقليّة غوغاء خبيثة . محبّة لسفك الدماء و إستهداف الأشخاص و تمزيقهم ، بينما تتملّص بجبن و عادة تعرقل بنشاط النضال الحقيقي و الذى نحتاجه ضد النظام خاصة الإطاحة به بواسطة ثورة فعليّة ! "
و هذه " اليقظة " :
" تفرض تهديدات ثقافة المنع قوانينا غريبة و نزويّة . وهي تبثّ مزاعما مناهضة للعلم ب " تمثيل المهمّشين " و تشدّد على أن " يبقى الناس في مساراتهم " في النضال ضد الإضطهاد . جنون " اليقظة " يظهر الكثير من السلوكات الضارة ضمن النظام الرأسمالي – الإمبريالي و ثقافته المهيمنة ، معمّقا كابوس الإنسانيّة ! "(8)
و هذا تعبير آخر عن كيف أنّ ، اليوم ، الكثير من نظرة و أعمال المفترضة برجوازيّة صغيرة " تقدّميّة " بما في ذلك الكثير من البرجوازيّة الصغيرة من السود ، عمليّا ضارة للغاية – معارضة و تقف حاجزا دون القتال الحقيقي من أجل تحرير السود و المضطهَدين كافة .
في وسائل الإعلام السائدة و من خلال النظام الإنتخابي البرجوازي و بطرق عديدة أخرى ، ممثّلو البرجوازية و البرجوازيّة الصغيرة السود – و عديد ممثّلي هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي عامة – يحاولون تقديم الأشياء كم لو أنّ هذه الطبقات ذات الإمتيازات الأكبر ضمن السود " شخصيّات نموذجيّة " للسود ككلّ ( و الناس بصفة أعمّ ) ، و ما تسعى إليه هذه الطبقات هو إفتراضيّا طريقة تجاوز الميز العنصري و اللامساواة غير أنّ الحقيقة هي : أهداف و تطلّعات البرجوازية و البرجوازيّة الصغيرة من السود لا يمكن أن تؤدى إلى تحرير الجماهير الشعبيّة للسود – أو المضطهَدين عامة – لهذا السبب الأساسي : لا ينظرون أبعد و لا يسعون إلى تجاوز هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى يستغلّ بلا رحمة و لا شفقة و يضطهد إضطهادا إجراميّا الجماهير الشعبيّة ، هنا و عبر العالم . بدلا من ذلك ، يسعون إلى الإنضمام إلى صفوف هذا النظام الوحشيّ و الحصول على المزيد لأنفسهم ( حتّى و إن ترافق هذا أحيانا بدعوى أنّ تحسين موقعهم سيحسّن من و يعود بالفائدة على موقع الجماهير الشعبيّة للسود ). لكن الواقع هو أنّ هذا لن يغيّر و لا يمكنه أن يُغيّر ظروف إضطهاد الجماهير الشعبيّة من السود ، و المضطهَدين الآخرين . و لن يُغيّر حتّى واقع أنّه رغم موقعهم الأكثر إمتيازات ، البرجوازية و البرجوازية الصغيرة من السود ، كجزء من أمّة السود المضطهَدَة ، ستظلاّن عرضة و لن تقدرا على الفرار تماما من الميز العنصري و الوحشيّة التي يتعرّض لها السود ككلّ في ظلّ هذا النظام و تفوّق البيض مبنيّ في أسسه . و يحتاج التخلّص من كلّ ذا إلى التخلّص من هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي بواسطة ثورة فعليّة .
و هناك أيضا في صفوف البرجوازيّة و البرجوازيّة الصغيرة من السود – مثلا شخص مثل فراخان – من يبحث عن تركيز بلد سود منفصل و هو و من معه الطبقة الحاكمة لهذه البلاد . بهذا المضمار ، ثمّة مسائل هامة للفهم و مسائل مبدئيّة . أوّلا ، حقّ تقرير مصير أمّة السود المضطهَدَة بما في ذلك حقّ تشكيل بلد منفصل ، يجب الدفاع عنه – و جرى الدفاع عنه في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا " الذى ألّفته ( وهو متوفرّ على موقع أنترنت revcom.us ) . و في الوقت نفسه ، بلد سود منفصل تحكمه برجوازيّة من السود و يسير وفق مبادئ الرأسماليّة لا يمكن أن يسير إلا ّ بإستغلال الجماهير الشعبيّة للسود . و كبلد رأسمالي فىعالم يهيمن عليه النظام الرأسمالي – الإمبريالي و القوى العظمى الرأسماليّة الإمبرياليّة ، مثل هذا البلد الرأسمالي من السود لا يمكن أن يحتلّ إلاّ موقعا تابعا و مهيمن عليه ضمن النظام العالمي عامة .
كلّ هذه أسباب أساسيّة للماذا ، رغم مزاعمهما ، البرجوازية و البرجوازية الصغيرة لأيّة أمّة أو ّأيّ بلد ، لا يمكن أن يؤدّيا إلى تحرير الجماهير الشعبيّة و وضع نهاية لكافة العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة . و مرّة أخرى ، ممثّلو هذه الطبقات ليسوا حتّى يهدفون إلى وضع نهاية لكافة علاقات الإستغلال و الإضطهاد بل يهدفون بالأحرى إلى تركيز أو تحسين موقعهم ضمن مثل هذه العلاقات .
التحرير الحقيقيّ – ثورة تحريريّة حقاّ :
أكّد كارل ماركس ، مؤسّس الشيوعيّة ، على هذه النقطة الهامة للغاية : إنذ الممثّلين السياسيّين و الفكريّين لكلّ طبقة يدّعون أنّ المصالح الخاصة للطبقة التي هم جزء منها ، تمثّل كذلك المصالح العامة للشعب و المجتمع عامة . لكن الواقع هو أنّ هناك طبقة وحيدة مصالحها – ليس بالمعنى الضيّق بل بالمعنى الأشمل و الأكثر جوهريّة – تمثّل مصالح جماهير الإنسانيّة و في نهاية المطاف الإنسانيّة ككلّ . و هذه الطبقة هي البروليتاريا – من كلّ الأجناس و الأمم و البلدان – الطبقة المستغَلّة من الشعب في ظلّ هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، وهي لا تستطيع أن تضع نهاية لوضعها الإستغلالي إلاّ بالقضاء على هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و إجتثاث كافة العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة ، في كلّ مكان .
و مجدّدا ، بناء البرجوازية و البرجوازيّة الصغيرة من السود لم يُخلّص و لن يُخلّص و ليس بإمقدوره أن يخلّص من الميز العنصري و اللامساواة و الإضطهاد – لن يتمكّن و ليس بوسعه التخلّص من وضع السود ككلّ كشعب مضطهَد . لا يمكن التخلّص من هذا الإضطهاد ، في ظلّ هذا النظام للسبب الأساسي التالي ألا وهو أنّ تفوّق البيض مبنيّ في أسس هذا النظام و في كلّ جزء من هذه البلاد - في التشغيل و التعليم و الإسكان و ما إلى ذلك – و كلّ هذا تفرضه المؤسّسات الحاكمة بما فيها الشرطة المجرمة و فارضون عنيفون آخرون لهذا النظام .
في آن معا من الممكن و من المهمّ كسب أقسام لها دلالتها من البرجوازيّة الصغيرة إلى جانب الثورة التي نحن في حاجة إستعجاليّة إليها للتخلّص من الإستغلال و الإضطهاد كلّه – و هذا ينطبق نهائيّا على البرجوازيّة الصغيرة ،و حتّى البعض من ضمن البرجوازيّة ، من أمّة السود المضطهَدَة . لكن هذه الطبقات و المصالح التي تمثّلها في حدّ ذاتها لا يمكن أن تقود أبدا ثورة تخدم مصلحة الجماهير المضطهَدَة و المستغَلّة من السود ، و المضطهَدين و المستغَلّين عامة .
و من جديد ، يُعزى ذلك إلى النظرة و الأهداف و التطلّعات العفويّة و مساعى هذه الطبقات تنحو نحو الحصول على موقع أفضل لنفسها ضمن هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى هو المنبع الأساسي و السبب الأساسيّ لهذا الإستغلال و الإضطهاد – و القضاء على هذا الإستغلال و هذا الإضطهاد غير ممكن دون القاضاء على هذا النظام .
و في الوقت نفسه ، نقطة هامة في علاقة بكلّ هذا هي أنّ الناس بوسعهم تبنّى و يتبنّون وجهة نظر و أهداف تتناسب مع مصالح طبقة أخرى غير تلك الطبقة التي إليها ينتمون . و الآن ، مثلا ، لسوء الحظّ ، الحال ضمن طبقة البروليتاريّين المستغَلّين ( و المضطهَدين عامة ) في هذه البلاد ( و بلدان أخرى ) ، وقع تعويد الجماهير الشعبيّة على تبنّى و قد تبنّت نظرة و قيم النظام الرأسمالي – الإمبريالي الفاسد . هذا من ناحية و من الناحية الأخرى ، صحيح أيضا أنّه بينما الطبقة الحاكمة لهذا النظامستظلّ مصمّمة على الحفاظ على هذا النظام ، من خلال الوسائل الأكثر إجراما و تدميرا ، فإنّ الجماهير الشعبيّة – ليس ضمن البروليتاريا فحسب بل أيضا ضمن فئات أخرى من المجتمع – يمكن كسبها للإعتراف بالحاجة الماسة و بإمكانيّة الثورة للإطاحة بهذا النظام و إنشاء شيء أفضل بكثير . البشر كائنات مفكّرة و بما هم كذلك يمكن للناس بصفة واسعة أن يتوصّلوا إلى الإقرار بأنّ الطريق الوحيد للتخلّص من هذا الجنون و عذابات الحياة في ظلّ هذا النظام – الطريق الوحيد لمستقبل يستحقّ الحياة فيه بالنسبة إلى جماهير الإنسانيّة ، و في نهاية المطاف الإنسانيّة جمعاء – هو تبنّى هذه الثورة و إنجازها . لكن ، خاصة إعتبارا للثقل الكبير للنظام الرأسمالي – الإمبريالي و الطرق التي يعمل بها على تشكيل الناس لا يمكن كسب جماهير شعبيّة إلى هذا إلاّ إذا خاض الذين يعترفون بالحاجة إلى هذه الثورة نضالا شرسا لكسر سلاسل الناس و إخراجهم من الطرق الهراء التي عوّدهم هذا النظام على التفكير و التصرّف وفقها ، و كسبهم ليصبحوا محرّرين ثوريّين واعين للإنسانيّة ، يهدفون ليس إلى أقلّ من وضع نهاية و إجتثاث كلّ الإستغلال و الإضطهاد عبر العالم قاطبة .
كخلاصة لهذه النقطة الحيويّة : ثورة تحريريّة حقّا – تهدف عمليّا إلى القضاء على كلّ الإستغلال و الإضطهاد – لا يمكن إلاّ أن تكون و يجب أن تكون بقيادة الصفوف المتنامية للشيوعيّين الثوريّين ممثّلين المصالح الجوهريّة و الأوسع للبقة المستغَلّة في ظلّ الرأسماليّة ، البروليتاريا ، في الإطاحة بهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي و إنشاء نظام مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير – بقاعدة إقتصاديّة مختلفة جوهريّا ( نمط / أسلوب إنتاج ) و مؤسّسات سياسيّة تحريريّة و علاقات إجتماعيّة و ثقافة – مثلما جرى عرض ذلك بصورة شاملة و ملموسة في " دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في شمال أمريكا ".
هوامش المقال :
الهوامش التالية تحيل على مقالات و كتب لبوب أفاكيان ( بإستثناء 8 الذى صاغته مجموعة كتابة من وقع أنترنت
revcom.us . و هذه الأعمال متوفّرة جميعها على موقع الأنترنت هذا .
الهامش 4 : ... و ذلك الهامش يسجّل أيضا النقاط الهامة التالية :
إضافة إلى الذين هم معنيّون مباشرة بإستغلال الناس في سيرورة إنتاج ثروة النظام الرأسمالي ، هناك كذلك مستغِلّون رأسماليّون آخرون . مثلا ، هناك البنوك و المؤسّسات الماليّة الأخرى التي تستفيد من خلال القروض للشركات و الأعمال الأخرى التي تستغلّ الناس مباشرة . ( هذه القوض يجب إستعادتها بفائض إضافي من المال – " الفائدة " ) . و علاوة على ذلك ، عادة ما تستثمر هذه المؤسّسات الماليّة نفسها في الشركات التي تستغلّ مباشرة الناس . و بالمقابل ، تنخرط شركات كبيرة الحجم أيضا في المبادلات الماليّة . يصبح رأس المال المالي مترابطا مع رأس المال المستخدم مباشرة في إستغلال الناس في سيرورة الإنتاج . و هناك أيضا التجّار الرأسماليّون – مثلا ، أولئك الذين يبيعون الثياب أو الغذاء أو حاجيات ضروريّة أخرى . و تاليا هناك أولئك الذين يستثمرون في سوق البورصة – لكن هذا يعادل نوعا ن القمار – الرهان على أيّ من المؤسّسات الرأسمايليّة ستكون أنجح في إستغلال الناس .
الهامش 7 : ثمّة واقع أنّه حتّى مع الميز المنهجي و اللامساواة الذين يتعرّض لهما السود ككلّ في ظلّ هذا النظام ، يظلّوا يتقاسمون إلى درجات مختلفة غنائم طفيليّة الإمبرياطوريّة الأمريكيّة – الطريقة التي تتمتّع بها الرأسماليّة – الإمبرياليّة الأمريكيّة بإستغلال الشعوب حول العالم ، لا سيما في العالم الثالث لأمريكا اللاتينيّة و أفريقيا و الشرق الأوسط و آسيا . (الطفيلي يعيش على – و تماما أو بالفعل يمصّ دماء – كائنات حيّة أخرى . و الرأسماليّة – الإمبرياليّة الأمريكيّة إمبراطوريّة عالية الطفيليّة سيرها و مراكمتها للثروة و القوّة يعتمدان على الإستغلال الخبيث للناس عبر العالم قاطبة بما في ذلك منتهى إستغلال أعداد ضخمة من أطفال العالم الثالث ) . و كلّ شخص في هذه الولايات المتّحدة الأمريكية الطفيليّة يحصل على بعض " الفوائد " ( الغنائم ) من هذا الإستغلال العالمي، رغم أنّ التوزيع ضمن مختلف الطبقات يجرى بطريقة غير متساوية بدرجة عالية . و البرجوازية و البرجوازية الصغيرة من السود ، نظرا لموقعهما في الهيكلة الإقتصاديّة و الإجتماعيّة لهذه البلاد ، يحصلان بالملموس على قدر أكبر من الغنائم مقارنة بالناس في قاع المجتمع ، بمن فيهم جماهير السود التي ظروف قمعا الممنهج و العنيف و حرمانها تفوق بكثير أيّة غنائم تحصل عليها نتيجة العيش في هذا البلد الطفيلي .
1. “Exploitation: What It Is, How to Put an End To It” and “Putting an End to Exploitation, and All Oppression.”
2. There is discussion of the position and role of different sections of the petite bourgeoisie in Breakthroughs: The Historic Breakthrough by Marx, and the Further Breakthrough with the New Communism, A Basic Summary.
3. “State of Emergency: Chains on People Who Desperately Need to Be Free, A message from Bob Avakian, revolutionary leader, author and architect of a whole new framework for human emancipation: the new communism.” A video based on a recording I made of this article is also available as part of the YouTube The RNL—Revolution, Nothing Less!—Show (episode #164).
4. “Exploitation: What It Is, How to Put an End to It,” footnote 2. That footnote also makes the following important points:
Besides those who are -dir-ectly involved in exploiting people in the process of producing the wealth of the capitalist system, there are also other capitalist exploiters. For example, there are the banks and other financial institutions that make profit through loans to the corporations and other businesses that -dir-ectly exploit people. (These loans have to be repaid, with an additional amount of money—the “interest.”) Plus, often these financial institutions themselves invest in the corporations that are -dir-ectly exploiting people. And, in turn, large-scale corporations also become involved in financial transactions. Finance capital becomes woven together with capital -dir-ectly used to exploit people in the process of production. There are also merchant capitalists—for example, those who sell clothing,´-or-food and other basic necessities. And then there are those who invest in the stock market—but that just amounts to a kind of gambling—betting on which capitalist enterprises will be more successful in exploiting people.
5. “Exploitation: What It Is, How to Put an End to It” (emphasis added).
6. Breakthroughs.
7. There is the fact that, even with the systematic discrimination and inequality that Black people as a whole are subjected to under this system, they still share, to different degrees, in the parasitic spoils of the American empire—the way American capitalism-imperialism feasts off the exploitation of people around the world, especially in the Third World of Latin America, Africa, the Middle East and Asia. (A parasite lives off—and literally´-or-in effect sucks the blood of—other living beings. American capitalism-imperialism is a highly parasitic empire, whose -function-ing and accumulation of wealth and power is based on viciously exploiting people all over the world, including by super-exploiting huge numbers of children in the Third World.) Everyone in this parasitic USA receives some of the “benefits” (the spoils) of this worldwide exploitation, although this is distributed among different classes of people in a highly unequal way. The Black bourgeoisie and petite bourgeoisie, because of their position within the economic and social structure of this country, receive substantially more of these spoils than the people on the bottom of society, including masses of Black people, whose conditions of systematic and brutal oppression and deprivation far outweigh any spoils they receive as a result of living in this parasitic country.
8. A Seven Point Indictment: “WOKE” IS A DESTRUCTIVE FORCE in the political, intellectual, artistic and ethical life of society.
9. This important point from Marx is discussed in Hope For Humanity On A Scientific Basis, Breaking with Individualism, Parasitism and American Chauvinism, in the section “Particular Interests and General Interests—Differing Class Interests and the Highest Interests of Humanity.” This is available at revcom.us in the section BA’s Collected Works. (The work by Marx being discussed is The Eighteenth Brumaire of Louis Bonaparte.)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي