الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(المثلية) ما بين النظرة الاجتماعية والمعالجات القانونية

عبدالقادربشيربيرداود

2023 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


تتوالى جرائم القتل المتعمد بحق مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي من صناع المحتوى الهابط، بسبب إطلالتهم النسائية؛ من شعر طويل مستعار، وملابس نسائية فاضحة. مستخدمين أقبح الألقاب مثل (ملك الإثارة) أو (قاهر البنات)؛ تشبها بالنساء من دون خجل، معللين فعلتهم بأنها من متطلبات طبيعة عملهم التي تحتِّم عليهم القيام بما يقومون به، متناسين ثقافة مجتمعهم التي ترفض هذه الأعمال جملةً وتفصيلًا.
أثار هذا الموضوع جدلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن حقيقة هويتهم الجندرية، خاصة وأنهم - المثليون - يشاركون أفكارًا غير نمطية في موضوع الهويات الجندرية والجنسية، لذلك يُعِدُّهم المجتمع صورة مشوهة، وسببًا لتفكيك نسيجه، لأن أفعالهم المشينة لا تتوافق مع عاداته وتقاليده وأعرافه، برغم تأكيد بعضهم عبر القنوات الفضائية وفي مقابلات خاصة أنهم "ليسوا من العابرين جنسيًا".
اليوم وبعد أن تحولت المشكلة إلى ظاهرة، صار لزامًا علينا القيام بدراسات مستفيضة على مستوى النخبة أصحاب الرأي والاختصاص؛ للوقوف بحزم على حيثيات الموضوع، وإيجاد الحلول الناجعة لوقف هذا المد المنبوذ المرفوض بين أوساط شبابنا النبيل الأصيل قادة المستقبل. كي لا يتحول العراق العظيم بحضاراته العريقة إلى ساحة ميدانية لتنفيذ أحكام الإعدام بحق أي شخص، مهما كان مختلفًا، وإلا فما جدوى الدين والقانون إذا كان القتل العمد هو عقوبة كل من أساء أو أخطأ في المجتمع.
فلنستنير بسِيَر الأولين في تعاملاتهم مع المسيئين، فهذا (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه، يوقف إقامة حد السرقة في (عام الرمادة) حين شاعت المجاعة بين الناس؛ مجتهدًا في ذلك بقوله: "هل سرق لضرورة قوية؟ أم حبًا في السرقة؟" وذلك حتى يقر هو بالسرقة مرتين لا مرة واحدة. أي إقرار الشخص لأكثر من مرة، هو قول الفصل بإنزال العقوبة عليه.
أتساءل هنا: هل عقدنا حوارًا هادئًا وعقلانيًا مع هذه الثلة المخطئة من الشباب؟ وفي هذا الحوار هل استحضرنا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: «كلُّ بني آدم خَطَّاءٌ، وخيرُ الخَطَّائِينَ التوابون»؟ لأن أكثرهم بعمر الورد قليلو تجربة في الحياة، ويقول المثل "إذا عُرِفَ السبب بطل العجب".
من هذا المنطلق العقلاني؛ لا بد لنا أن نقف بجد على مفهوم (المثلية)، حيث تشير بعض الدراسات العلمية إلى أن "المثليين أشخاص ينجذبون إلى من هم من نفس جنسهم، ذوي هويات جنسانية تختلف عن الجنس الآخرحدد لهم عند الولادة، ويندرجون في التصنيف الجنسي الثنائي الذي لا يتلائم مع خصائصهم الجنسية وفق التعريفات النموذجية للذكر والأنثى"، ومنهم من يقول بأن (المثلية الجنسية) فعل محرم ومجرَّم في التصور الإسلامي والمسيحي، إلا أن الله تعالى وبرحمته على الناس على اختلاف أخطائهم، لم يفرض عقوبة دنيوية عليهم، والدليل حديث المصطفى صل الله عليه وسلم: "لَعَنَ اللَّهُ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ..."، أي أن عقوبته (اللعن) وهو (الخروج من رحمة الله تعالى) والحاكمية في العقوبة لله تعالى. ولعدم الفهم الصحيح للضابط والناظم لهذا الموضوع يشهد العراق موجة من خطاب الكراهية واسع النطاق، لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي، وكثيرًا ما يتحول هذا الخطاب الناري إلى طلقات نارية تودي بحياة هؤلاء المخطئين، لتتحول السلطات بذلك إلى جزء من المشكلة، لأنها لا زالت تستخدم قوانين آداب غامضة لملاحقة مجتمع (م)، وتعتبر اغتيالهم جريمة معلقة لحين كتابة هذا المقال.
يجب تَشارُك المسؤولية، وتحمُّل التقصير مع السلطات المختصة والجهات ذات العلاقة والمسؤولية التشاركية في هذا الموضوع، فاذا اعتبرنا (المثلية) من المنظور العلمي اضطراب في الشخصية لم يعالج في حينه، والسبب وعكسه هي المعالجات؛ يكون غياب الوازع الديني - الأخلاقي باكورة الأسباب والمعالجات، وتأتي بعدها الأساليب الخاطئة في التربية منذ الطفولة، وغياب الدور الإرشادي للشباب من قبل الأسرة والمدرسة، بعدها الدور السلبي للفضائيات والانترنت، والتقنيات المتطورة مثل مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد اليوم ساحة اغتيالات مشرعة ذات طابع سياسي، أو إقصاء المختلف وإعدامه افتراضيًا قبل تنفيذ الحكم على أرض الواقع... وللحديث بقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران