الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة بطاقة هوية -9- وأخيراً البطاقة الذهبية!

باسم المرعبي

2023 / 10 / 5
سيرة ذاتية


كمنتُ في مدينتي الديوانية لما يقارب الشهرين، كما مرّ ذكر ذلك في القسم السابع من هذه السيرة. دون أن يفارقني، خاصة في الأيام الأولى من وصولي، هاجس إمكانية اقتحام البيت عليّ، فليس من الصعب، بأي حال الحصول على عنواني السكني، من قبل رجال الأمن أو الحزبيين، في ظلّ الشبكة الأمنية للنظام. لكن ذلك لم يحدث. "والله غالب على أمره".
انقضت الأيام الأولى بين الحذر والهواجس المختلفة لكن مع الوقت، أخذ الاطمئنان والهدوء يعود إليّ، فصرتُ أمارس يومي باعتيادية، من خروج من البيت إلى المقهى للقاء الأصدقاء، أو الذهاب إلى محل الوالد ـ رحمه الله ـ لمساعدته في عمله، وكان يملك معرضاً لبيع الموبيليا.
في هذا الوقت كانت النسخ الخاصة بي من مجموعتي الشعرية الأولى "العاطل عن الوردة" والفائزة بجائزة يوسف الخال، في دورتها الأولى عام 1988، قد وصلت على عنواني الجديد في اتحاد الأدباء في ساحة الأندلس، بعد أن بعثت برسالة إلى الناشر رياض نجيب الريس، أشرت فيها إلى تغيير العنوان، لاستحالة الذهاب إلى الأكاديمية، لاستلام بريدي كما في السابق، بعد حادث المطاردة. كانت هذه النسخ تنتظرني دون أن أعرف بذلك، لانقطاع صلتي ببغداد خلال الفترة الماضية. وهو ما عرفته لاحقاً عند وصولي إلى مقر الإتحاد، فتلقاني الكاتب محمد شمسي، رحمه الله، مرحباً بلطف، ومستغرباً من عدم مراجعتي طوال الفترة الماضية، فبادرني بالقول: أين أنت يا أستاذ؟! ثم وضح لي كيف أن الكتب وصلت منذ فترة طويلة، والشيء الأهم والأجمل في وضعي الراهن الموسوم بـ "قلق الهوية"، أن بطاقة الهوية الخاصة بي والصادرة عن اتحاد الأدباء قد صدرت وهي أيضاً في انتظاري! وكنت قد قدمت للحصول عليها ضمن الضوابط والشروط المعمول بها في الاتحاد، وكان من ضمن الشروط، كما أتذكر هو إرفاق ما لا يقل عن عشر مواد منشورة للأديب، ولم يكن يُشترط صدور كتاب لصاحب الطلب للحصول على العضوية. كان فرحي بالحصول على بطاقة الهوية لا يعادله شيء، خاصة إن في حقل عنوان العمل قد كُتب: طالب/ كلية الفنون الجميلة، إضافة إلى صفة شاعر. بهذا تكون هوية كهذه منقذاً حقيقياً، فهي جواز مرور ساري المفعول، لا تاريخ لنفاده. وكان صدورها مؤرخاً في 28ـ6ـ1988. بهذا كانت هوية "الاتحاد العام للأدباء والكتاب في القطر العراقي"، كما تقول الترويسة في أعلاها أو عنوانها الرئيسي، هي الكارت الذهبي بحق في خضم عراق كان على المواطن العادي فيه أن يتحسّس جيبه متفقداً أوراقه الثبوتية بين لحظة وأُخرى، إذ أنّ كل خطوة في الشارع مستحيلة دون ذلك!
4ـ10ـ2023

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية


.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا




.. العالم الليلة | تجربة طيران مثيرة لقيادة الذكاء الاصطناعي لط


.. تفاعلكم | مقتطفات من أجمل أعمال الأمير الراحل بدر بن عبد الم




.. العالم الليلة | تجربة مثيرة لكمبيوتر -عملاق- تكشف عن ضربة ثل