الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراكمة القوى من أجل الثورة (الجزء الثاني)

مرتضى العبيدي

2023 / 10 / 5
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


لقد أكدنا في الجزء السابق أن انتصار الثورة البروليتارية لن يكون ممكنا إلا إذا انضمت مجموعات كبيرة من الجماهير إلى النضال السياسي لوضع حد لنظام الاستغلال والاضطهاد القائم. وأنه، لكي تنضم الجماهير إلى النضال السياسي الثوري، يتطلب ذلك من الحزب عملًا أيديولوجيًا وسياسيًا صبورًا ومنتظمًا بين الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وأشباه البروليتاريا الحضرية والشباب الشعبي وجميع قطاعات المجتمع المستغلة والمضطهدة. والهدف من هذا العمل هو كسب الجماهير للأفكار الثورية وتنظيمها حولها.
هذا العمل، الذي يسمح لنا ببناء الجسور وتعزيز العلاقة الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية مع الجماهير، ينفذه الحزب بأكمله من خلال الآليات والأدوات المختلفة التي نعتمد عليها، مثل المنظمات والمؤسسات الجماهيرية التي نعمل فيها. إن ربط العلاقات مع الجماهير ليس "شيئا اختياريا"، بل هو التزام ثوري. ففي وثائقنا المركزية، تم التأكيد على أن المناضلين، وخلايا الحزب، لكي يتم اعتبارهم كذلك، يجب أن يكونوا مرتبطين بقطاع محدد من الجماهير، يمارسون فيه نشاطهم السياسي.
ينص النظام الأساسي لـلحزب الشيوعي الماركسي اللينيني بالاكوادور PCMLE، في مادته 42، على أن “خلايا الحزب يتم بناؤها بشكل عام في كل مصنع، منجم، شركة، مزرعة، بلدية، تعاونية، مركز تعليمي، حي، إلخ..."، وهذا يعني دائما في قطاع معين من الجماهير. والخلية، في تحديد المهام التي تتولى إنجازها (المادة 43)، تطرح أولاً مهمة أساسية «الارتباط الوثيق بالجماهير على المستوى الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي؛ والعمل من أجل أن "تستوعب الجماهير سياسة الحزب وتحولها إلى قوة مادية من خلال النضال". وهذا يعني أنه لا يمكن أن تكون هناك خلايا لا تقوم بعمل جماهيري في قطاع معين لنا تواجد به. ممّا يتكون هذا العمل الجماعي؟ كما أسلفنا، نشر سياسة الحزب بكل الوسائل، وتنظيم النضال من أجل مطالب الجماهير وحقوقها، وتنظيمها في نقابات وجمعيات وألوية ونوى، واستقطاب شيوعيين جدد الى صفوف الحزب.
إن العمل الدعائي ضروري لإقامة وتعزيز العلاقات السياسية مع القطاعات التي نعمل فيها؛ يجب أن تقوم الخلية بإعدادها للقطاع الخاص بها، وبهذه الطريقة تتاح لنا الفرصة للتحدث مباشرة عن المشكلات التي تهم الأشخاص الذين نعمل بينهم. لدينا أداة ذات قيمة كبيرة لتسييس الجماهير: صحيفة "إلى الأمام" الأسبوعية، التي تكشف في كل طبعة منها مقاربات الحزب لما يحدث في البلاد وفي العالم، وترفع رايات النضال للحركة الشعبية وتسمح لنا بتوحيد المنظمة بأكملها حول سياستنا العامة. تعتبر صحيفة "الى الأمام" أداة مفيدة للغاية للتثقيف السياسي للمرشحين للعضوية ومناضلي الحزب، ولكنها في الوقت نفسه مادة لا غنى عنها للعمل الجماهيري. ووفقا لما سبق، يجب على خلية الحزب، لكي تعتبر كذلك، أن توزع صحيفتنا بين الجماهير.
العمل من أجل وحدة الطبقة العاملة والجماهير
دعونا نعود إلى الموضوع العام المتمثل في مراكمة القوى من أجل الثورة. إن تجميع وتوحيد القوى الثورية يعني العمل من أجل وحدة الطبقة العاملة وغيرها من الطبقات الكادحة المستغلة والمضطهدة. "لا يمكن للطبقة العاملة أن تحقق أهدافها المتمثلة في إنهاء هيمنة رأس المال ما لم يكسب الحزب ثقة الشرائح المتنامية من الطبقة العاملة، التي هي القوة الرئيسية للثورة، فضلا عن الطبقات المضطهدة والمستغلة الأخرى - المكونة أساسا من العمال وأشباه البروليتاريا في المناطق الحضرية والريفية، والفلاحين الفقراء والقوميات المضطهدة، وكذلك نساؤهم وشبابهم - الذين يشكلون جزءًا من القوى المحركة للثورة، والقوى الاحتياطية التي يمكن أن تتغير من لحظة إلى أخرى في النضال السياسي الثوري. إن وجود وتطور حركة نقابية قوية تحت قيادة الحزب هو أيضا شرط لكسب كل الجماهير المضطهدة والمستغلة وحتى نضمن لنضالها الموحد التقدم في الاتجاه الصحيح. (1)
يجب على حزب البروليتاريا أن يتجذّر في الحركة العمالية وأن يعمل معها من أجل الوحدة مع حركة العمال في القطاعات الشعبية الأخرى. إن سياسة الوحدة أساسية لزيادة قوى الثورة، لكن سياسة الوحدة هذه، تبقى رهينة تعزيز وتطوير القاعدة الاجتماعية للحزب، ولقوى الثورة.
وبقدر ما تؤكد هذه القوى نفسها وتقدمها، يصبح من الممكن خلق مرجعية وإظهارها للجماهير ككل، أي قطب جذب للقادة الشعبيين، قوة سياسية ثورية تتقدم في الواقع، وترسم الطريق، وتعطي المثال، وتلعب دور الطليعة في عملية تنظيم الثورة. (2)
ويتطلب تنظيم الثورة تطبيق سياسة الجبهة المتحدة، وهي مهمة تتجسد في تنفيذ سياسة التحالفات المبدئية والصائبة التي تنطوي، قبل كل شيء، على توحيد وتنظيم الطبقات وأهم الشرائح الثورية في مجتمعنا تحت قيادة الطبقة العاملة، والعمل على توسيع وتطوير هذه الوحدة مع القطاعات الأخرى والمجموعات الاجتماعية الديمقراطية والمناهضة للإمبريالية، ومع كل هذه القوى الاجتماعية والمنظمات السياسية والأشخاص الذين يتوافقون مع المبادئ الأساسية لبرنامج الثورة.
“إن الجبهة المتحدة التي يجب أن نبنيها هي جبهة تنظيم الثورة والقيام بها. وبطبيعة الحال، لا يمكن للبرجوازيين المؤيدين للإمبريالية الذين تستهدفهم الثورة أن يكونوا ضمنها، وبالتالي، لا يمكن للأحزاب السياسية التي تمثل مصالح هذه الطبقات، ولا عملاء البرجوازية والإمبريالية أن يكونوا طرفا في الجبهة.
إن العمود الفقري للجبهة الثورية المتحدة هو التحالف بين العمال والفلاحين. إن وجودها يعتمد على انضمام أشباه البروليتاريا والبرجوازية الصغيرة إلى الثورة، وعلى فوز الطبقة العاملة بقيادة الثورة والمحافظة عليها، وأن انتصارها يعني قيام السلطة الشعبية والاشتراكية. (3)
الهوامش
1. العمل اليومي والمنظم والمستمر للحزب العمالي بين الجماهير. CIPOML 2022
2. الخط السياسي PCMLE
3. نفسه
صحيفة "الى الأمام"، العدد 2067، من 04 الى 10 أكتوبر 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل