الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (3)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


3. بايدن.. و حديث البيادق المائلة

صلة بما دار في القمة الثلاثية الأمريكية اليابانية الكورية و صار؛ واشنطن لا تحيد عيونها عن المسار، فإزاء موسكو وبكين تحشد حلفاءها. و القمة لن تعدو واحدة من المحطات الجارية حثيثا لبحث ردع الصين رأسا.
فمن منطلق "واجب التشاور"؛ التعهد يرعى تبنيا؛ أن الدول الثلاث ستشترك في "بيئات أمنية مترابطة بشكل أساسي" وأن تهديد إحدى الدول هو "تهديد للجميع"، و بموجب هذا التعهد، المتشرب بعلة فادحة توجب انخرام حصول الظن منه. وافقت الدول الثلاث على التشاور وتبادل المعلومات ومواءمة رسائلها مع بعضها البعض في مواجهة تهديد أو أزمة.
و لتزداد في الأمر تبينا؛ سوليفان مستشار الأمن القومي لبايدن، كان واضح التعبير للغاية و هو يلملم أطراف أوراق التحضير قبل بدء القمة "يكفي أن نقول إنها صفقة كبيرة". ظاهر أن أدنى نظر منه أوقفه على هجين الموقف المرعي و أن ضعف قاهر يداخل الوضع، لن يلغى و لو إلى حين.
فالقمة هادفة الذهاب إلى أبعد من مجرد التركيز على كوريا الشمالية أو حتى آسيا فقط، في وقت تُعدّ طوكيو وسيول أهمَّ دولتين غير غربيتين داعمتين لأوكرانيا بعد الغزو الروسي؛ "فاليابان وكوريا الجنوبية حليفان جوهريان، ليس فقط في المنطقة بل في أنحاء العالم؛ بصريح عبارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
و تحصيل المفيد؛ نختبره بالمزيد؛ فلأول مرة منذ 40 عاماً.. رست غواصات أميركية نووية في كوريا الجنوبية.
صحيح أن قمة «كامب ديفيد» تحمل كبير أهمية لكل من سيول وطوكيو، بعد تاريخ مرير من العداوة التاريخية المرتبطة باستعمار اليابان لكوريا الجنوبية. و لكن التقاط صورة بابتسامة عريضة لن تنهي عداوة ارث يئن من وطأة التاريخ. لتبقى الخشية في وارد الاحتمال عند إثارة نعرتها.
و هو ما يدفع بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن كل دولة منفصلة عبر آليات تعاون ثنائي، برغبة مرعية تأمل منها كلا من طوكيو وسيول الحصول على التزام أميركي ثابت بالدفاع عنهما.
بلا مراء؛ حليفا واشنطن يخشيان حقيقة تراجع الرئيس الأميركي الذي قد يَخْلف بايدن في البيت الأبيض عن هذا الالتزام.
إن أسس المصالح الوطنية المختلفة، لا ترجح أن تشكل الدول الثلاث جبهة موحدة في منطقة المحيط الهادئ التي يزداد ميدانها تعقيداً، فالحسابات والأجندات السياسية تتباين بين واشنطن وطوكيو وتظهر أنّ تحالفهم يبنى على رمال متحركة. قبل هبوب أية عاصفة مربكة.
فطوكيو سبق لها أن أصدرت كتابها الأبيض في 510 صفحة، عن الصين تحدثت مطولاً بوصفها تهديداً حقيقياً لأمن المنطقة. لذا اليابان تسعى إلى التعاون مع تحالف العيون الخمس الاستخباراتي، وهو تحالف استخباراتي حصري لدول الأنجلو سفير (مجموعة من الدول الناطقة باللغة الإنكليزية والمتشابهة في التراث الثقافي)، يضم كلاً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا، مع الإشارة هنا إلى أن طوكيو تريد التعاون مع هذا التحالف لا الانضمام إليه. و هي خشية مبطنة بحكمة يابانية؛ أن الجار يبقى دائما في الاعتبار.
أما واشنطن، فهاجسها الأول احتواء الصين في منطقتي آسيا والمحيط الهادئ. و لسنوات انصرمت، جهدت الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف الذي يكرّس عالمية هيمنتها، ولو باعتمادها بيادقا مائلة و جرها كحليف إلى ناديها المناهض للصين.
و هذا لم يسقط سهوا من بال المسؤولين الأميركيين و هم يؤكدون قبل القمة أن الأطراف لا تريد الذهاب أبعد من تأسيس تعاون يخدم مصلحة مواجهة التحديات الإقليمية تحت رعاية أمريكية ظرفا.
في المحصلة؛ قناعة مبدأ الثالث المرفوع؛ تحقيقها رهن بتغليب ظن مهزوز.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا