الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيبر الراديكالي و البوصلة الغائبة

البشير عبيد

2023 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


البشير عبيد / تونس

الأوطان الجريحة لا تبنى بالصراخ و العويل..بل يجسد البناء الفكر الحر و الارادة و الثبات و الذهاب بالحلم الى الأقاصي....هكذا علمتنا دفاتر الناريخ بكل محطاته . المؤمنون بافكارهم ورؤاهم المستقبلية ليس في قاموسهم الخوف او الرهبة من خوض معركة الحرية و العدالة الاجتماعية و التقدم و الحداثة و تجسيد قيم المواطنة على ارض الواقع.......المستقبل للاحرار الشجعان وليس للسفهاء الجبناء........
هناك من يتقدم المشهد العام في تونس و الوطن العربي المثخن بالانكسارات و الهزائم ٫ و ليس في رصيده التاريخية آي مشروعية لأن يكون شخصا قياديا ٫ في كل الميادين...الثقافة و الإعلام و النقابة و السياسة و حقوق الإنسان و منظمات المجتمع المدني بشكل عام. هنا مربط الفرس مثلما يقول الأجداد ٫ من لا يمتلك مشروعا متكاملا للنهوض و التغيير و البناء محصنا بالفكر النقدي المستنير و الرؤية الإستشرافية البعيدة المدى ٫ لا يستطيع ان يذهب مسافات من أجل تأسيس و تركيز هذا المشروع مهما إدعى و توهم إنه من عباقرة هذا الزمن اللعين الموبوء بالخيبات.

إن المجتمعات الطامحة للتغيير الجذري و ضرب التخلف في معاقله ٫ لم تترقب هذا النهوض النوعي بل كان نتيجة طبيعية و ثمرة جهود جبارة قام بها اولادها و بناتها من كل الأجيال و الأطياف و الفئات الإجتماعية و من كل الأقاليم ٫ عواصم و مدن كبرى و قرى متاخمة للتهميش و النسيان....
الفكر النقدي المستنير هنا هو البوصلة الحاملة في زواياها و صفحاتها المضيئة بذور الزرع لافكار و برامج تنموية في أرض صالحة تربتها.
لا تستطيع السواعد المفتولة ان تؤسس البناء و خلق معمار جديد صلب و متين إذا كانت الأفكار المتسمة بالنقد و المعرفة و الرؤية الإستراتيجية و البعد الإستشرافي في حالة غياب تام. هذا ما نلحظه الآن على المستوى العربي ٫ مما جعل مواطن / إنسان هذا الوطن الكبير ٫ من المحيط إلى الخليج ٫ في دوامة الشعور بالانكسار و الخيبة و الخوف من الغد ...
ما تتطلبه المرحلة العربية الراهنة ٫ هو التاسيس الفعلي لمشروع التغيبر الراديكالي في كل القطاعات بعيدا عن المحاصصات السياسية أو الطائفية أو الفئوية للخروج من النفق المظلم و الدخول إلى الأفق الكوني / الإنساني بقيمه الحداثية و العقلانية و المواطنية لتركيز الدولة الإجتماعية ٫ هنا و هناك ٫ مشرقا و مغربا٫ قوامها الحكم الديمقراطي و تكريس قيم المواطنة بكل شموليتها و ابعادها مع العمل الجدي و الدؤوب على العدالة الإجتماعية و التنوير الفكري و الثقافي لمحاصرة الظلامية في كل مكان.

هذا العمل الجبار ٫ لا تقوم به اجساد لا تحمل مشروعا متكاملا للنهوض و الزحف على معاقل التخلف ٫ بل هذا هو الحلم المتنامي في اجساد رحلت عن الدنبا و اجساد تكافح بلا هوادة بعزيمة المحاربين الأشاوس الذين لا يعرفون و يعترفون بالهزيمة .....
الغد ٫ تصنعه العقول المستنيرة المحصنة بالفكر النقدي المؤمن بالمستقبل و إنسانية الإنسان مهما إختلفنا معه ٫ لونا و عرقا و دينا و لغة و حضارة......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو