الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: المبحث الخامس :: اهم المشتركات بين سيناريو ما يسمى بالبيرويسترويكا وسيناريو التضامن مع الجندر. المطلب الاول :: اهداف السيناريوهات

نجم الدليمي

2023 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


منذ نهاية الأربعينيات من القرن الماضي ولغاية اليوم واجهت شعوب العالم كافة سيناريوهات عديدة ومنها، سيناريو ما يسمى بحقوق الإنسان والديمقراطية الذي ظهر في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي علما ان اميركا لم توقع على هذه الوثيقة والتي تعني بحقوق الإنسان...، وفي عام 1985 ظهر سيناريو ما يسمى بالبيرويسترويكا ( اعادة البناء) للمدة 1985-1991 ونتائجها معروفة للجميع.

بعد عام 1991، عام تفكيك الاتحاد السوفيتي، ظهرت عدة سيناريوهات هدامة تختلف في الشكل ( التسمية) ولكن الجوهر والهدف من حيث المبدأ هو واحد ونذكر منها :: سيناريو نهاية التاريخ، سيناريو صراع الحضارات، سيناريو ما يسمى بالعولمة، سيناريو الثورات الملونة والربيع اللاعربي، وسيناريو ما يسمى بمكافحة الإرهاب الدولي، وسيناريو الحروب الغير عادلة، ومنها الحروب الاقليمية، سيناريو تفشي الأمراض ( الايدز... فايروس كورونا... ) سيناريو ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني، وسيناريو ما يسمى بالجندر ولا يستبعد في القريب العاجل ان يظهر لنا سيناريو او سيناريوهات عديدة وجديدة.

ان (( صناعة)) هذه السيناريوهات تقف وراءها قوى ومؤسسات دولية وغيرها من الأجهزة الأمنية الاخرى وكان لهذه الجهات دوراً مهماً وكبيرا في صناعة وتنفيذ هذه السيناريوهات السوداء وتحمل هذه السيناريوهات اهداف محددة سواء كانت سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وايديولوجية... تصب وتخدم من حيث المبدأ دول المركز بالدرجة الأولى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تحديداً، بهدف معالجة ازمة نظامهم المازوم بنيويا ولو لفترة محدودة. ان هذه السيناريوهات تدار وتوجه ويتم متابعتها من قبل قوى الثالوث العالمي وحلفائهم من اجل تنفيذ مهام، اهداف، كل سيناريو ولفترته الزمنية المحددة لهذا السيناريو.

لقد تبنت هذه السيناريوهات شعارات عديدة و مفاهيم اقتصادية واجتماعية وايديولوجية بهدف نشرها على الصعيد العالمي ومنها :: نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية والعلنية، وفرض النهج الليبرالي والنيواليبرالي، وما يسمى بالخصخصة واقتصاد السوق الراسمالي والتبشير بما يسمى بالثورات الملونة ومنظمات المجتمع المدني.... وكما يتم الان نشر ثقافة ما يسمى بالجندر. ان جميع هذه الشعارات والمفاهيم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والايديولوجية قد تم فرضها، تمريرها على دول الاطراف وغيرها عبر استخدام القوة الناعمة او احياناً عبر القوة الخشنة وحسب ظروف كل بلد من بلدان الاطراف او غيرها. وتم استخدام هذه السيناريوهات السوداء وشيطنتها اسلوبا (( ناجحاً)) احيانا وفاشلا احياناً، وخاصة ضد الدول المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها واحياناً يتم فرض هذه الشعارات والمفاهيم على بعض حلفاء اميركا مثلاً اوكرانيا انموذجا حيا وملموسا على ذلك، فالنظام البنديري - النيونازي قد طبق برنامج الخصخصة السيئ الصيت في شكله ومضمونه، اي بيع الأرض الزراعية للشركات الأجنبية وبثمن بخس جدا اقرار قانون الجندر وتعاطي المخدرات... كحقوق (( مشروعة)) للمواطنين الاوكرانين.

نعتقد، ان من اهم الاهداف الرئيسية والحقيقة لهذه السيناريوهات المعدة من قبل قوى الثالوث العالمي وحلفائهم تكمن بالآتي ::

1- العمل الجاد وبكل السبل والوسائل المتاحة بتقويض الانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية المناهظة لنهج اميركا وحلفائها واحياناً يتم العمل على تغيير الانظمة (( الحليفة -- الصديقة)) للولايات المتحدة الأمريكية وخاصة تلك الدول الراغبة في التخلص من هيمنة ونفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما يحدث في بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ورابطة الدول المستقلة، وبنفس الوقت تقوم اميركا وحلفائها بصناعة ما يسمى بالمعارضة السياسية ويتم دعمها بالمال والسلاح والخبراء وشراء ذمم بعض المتنفذين في هذه الدول من اجل العمل سوية بتقويض هذا النظام او ذاك، فنزويلا، سوريا، ليبيا،ايران بيلاروسيا وغيرها من البلدان الاخرى.

2- ان الهدف الرئيس من صناعة هذه السيناريوهات هو تصريف جزء من ازمة نظامهم الامبريالي المازوم بنيويا ولو لفترة محدودة لان النظام الراسمالي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية عاش ولا يزال يعيش ازمات عامة، ازمات مالية، ازمات اقتصادية... وحتى ازمات اخلاقية، اميركا انموذجا حيا وملموسا على ذلك علماً ان النظام الراسمالي ومنذ نشؤه ولغاية الان اكثر من 250 ازمة وفشل هذا النظام في ايجاد الحلول الجذرية لا ازماته المختلفة لان الازمة تكمن في الأساس الاقتصادي والاجتماعي لهذا النظام وهي الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج ولكن استطاع هذا النظام الطفيلي من ان يتكيف مع ازماته الكثيرة والمتنوعة، ولكن نعتقد، لا مستقبل للراسمالية وفق المنظور والحتمية التاريخية، وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.

3- تهدف هذه السيناريوهات من حيث المبدأ تعزيز هيمنة القطب الواحد، القطب الاميركي وخاصة للفترة 1992--2007، من اجل الهيمنة والاستحواذ على ثروات شعوب العالم والعمل على تحويل دول الاطراف ورابطة الدول المستقلة... الى سوق لتصريف (( فائض)) الانتاج من اجل تعظيم الارباح الخيالية للشركات العابرة للحدود وبنفس الوقت تحويل هذه الدول الى بلدان مصدرة لمواد الخام الاولية وبأسعار رخيصة وهذا يصب لصالح الاوليغارشية الطفيلية في دول المركز والاطراف سوية. ولكن شعوب العالم اليوم وخاصة غالبية دول الاطراف ورابطة الدول المستقلة وجمهورية الصين الشعبية... نظام التعددية القطبية ولا مستقبل لنظام القطب الواحد.

4- العمل على تكريس التخلف والتبعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والايديولوجية ونشر الفوضى وعدم الاستقرار وتاجيج النزاعات القومية / الشوفينية في غالبية دول الاطراف ورابطة الدول المستقلة... وخاصة المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها. ان هذه السياسة تهدف إلى تدويخ والهاء الشعوب في امور ثانوية، يرافق ذلك يتم تعميق وتشويه بنية المجتمع والاقتصاد الوطني لصالح الاوليغارشية الطفيلية في هذه البلدان والتي تشابكت مصالحها المختلفة مع الاوليغارشية الطفيلية الحاكمة في دول المركز واصبحت الاوليغارشية الطفيلية في دول الاطراف اداة طيعة ومنفذة ومخربة لصالح الاوليغارشية الحاكمة في دول المركز وان الاوليغارشية سواء في دول المركز والاطراف هي طفيلية وعدوانية ولصوصية بدليل ان الاوليغارشية المافيوية المتنفذة في السلطة في دول الاطراف قامت وتقوم الان بتهريب ثروة شعوبها وتحويلها لدول المركز وهي تعمل لصالح الاقتصاد الراسمالي وبالضد من الاقتصاد الوطني في دول الاطراف ودول رابطة الدول المستقلة.... علماً ان المؤسسات الدولية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية تدرك وبشكل كامل حول حركة تهريب الاموال المسروقة التي تم قبولها في البنوك الغربية من دون السؤال عن مصدر هذه الاموال المسروقة.

5- العمل الجاد على نشر نمط وسلوك وقيم الغرب الامبريالي على غالبية شعوب العالم وبكل الوسائل المتاحة لديهم من خلال ضخ الاموال تأسيس ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني.... من اجل زرع القيم والنمط الاجتماعي الغربي على دول الاطراف وغيرها من الدول الاخرى الجندر والجندرية انموذجا حيا وملموسا على ذلك الان.

6-- ان جميع هذه السيناريوهات تعبر عن عمق الازمة العامة التي تواجه النظام الراسمالي العالمي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية، انها ازمة شملت كافة المجالات. ان هذه السيناريوهات السوداء وشيطنتها ماهي الا علاج( مخدر) مؤقت لهذا النظام الامبريالي العالمي لانه مصاب بأمراض خبيثة وهي نابعة من اساسه الاقتصادي وبدون القضاء على مصدر، منبع الازمات، اي بدون القضاء على الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج سوف لا ولن تنعم شعوب العالم بالأمن والأمان والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ان مستقبل البشرية هو بناء المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي الذي يحقق العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية للمواطنين مجتمع خالي من الحروب والاستغلال.

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بهجمات متبادلة.. تضرر مصفاة نفط روسية ومنشآت طاقة أوكرانية|


.. الأردن يجدد رفضه محاولات الزج به في الصراع بين إسرائيل وإيرا




.. كيف يعيش ربع سكان -الشرق الأوسط- تحت سيطرة المليشيات المسلحة


.. “قتل في بث مباشر-.. جريمة صادمة لطفل تُثير الجدل والخوف في م




.. تأجيل زيارة أردوغان إلى واشنطن.. ما الأسباب الفعلية لهذه الخ