الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب و الصهيونية : إلهاء الشعب بتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2023 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


انشغل جزء كبير من الشعب المغربي بإعلان الفيفا تنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2030 في كل من اسبانيا و البرتغال و المغرب ، وبذلك هيمن هذا الحدث عن أحاديث المغاربة في كل المقاهي و اللقاءات و على شبكة التواصل الإجتماعي ، وصار هذا الإعلان بالمغرب من بين الأولويات التي تشغل الفرد و الجماعة ، وكأن عقاريب ساعات هؤلاء المغاربة ستتوقف ، ويضربون عن الأكل و الشراب و العيش و الحياة في انتظار وصول سنة 2030، فتناسوا بسرعة البرق مخلفات و ضحايا الزلزال ، ومعانات الأسر المشردة ، و الجرائم التي أقترفها الديكتاتور محمد السادس و حكومته في رفضهم للتدخل الدولي لأنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض... فيما أن هذا الإعلان لم يلق مثل تلك الأهمية و الانشغال بكل من اسبانيا و البرتغال كما لقيه بالمغرب ، مع العلم أن الشعب المغربي لا يجد قوت يومه ، ولا يتوفر على دخل شهري لتسديد واجباته ، و متطلباته المعيشية ، ولا متطلباته الإنسانية ، إذ لا صحة ، و لا أمن ، و لا شغل ، و لا تعويض عن البطالة ، ولا تعليم جيد و لا تربية ، ولا حتى أخلاق ، ولا حقوق الإنسان ولا حرية ، و لا ديمقراطية ، ولا شيء مما يجعل المغربي إنسانا يخرجه من وضع العبودية و الاستعباد و الراعية ، إلى وضع المواطن الإنسان بالمقارنة بين وضع الإنسان بكل من اسبانيا و البرتغال .
إن الصهيونية المتحكمة في العالم تعرف كيف تحقق المزيد من أهدافها السياسية ، و مصالحها الاستراتيجية ، و أرباحها المالية عبر بوابة الرياضة و خاصة كرة القدم على حساب الإنسان المُغفل ، فالصهيونية المتحكمة في مؤسسة الفيفا هي التي تختار من سينظم كأس العالم ، بل هي التي تضع الخطة ليفوز الفريق الذي تختاره ليفوز بهذا الكأس ، وهي التي تختارمن سيحصل على الجائزة من اللاعبين و الحراس و الحكام ، فمؤسسة الفيفا أخطبوط تتحكم في المال ، و الحُكام ، و الإعلام ، و كل ما يحيط بذلك الحفل الكروي المغشوش و المزيف.رة القدم
و بالتالي فإن الفيفا المرتشية التي منحت حق تنطيم كأس العالم للمحمية الصهيونية الأمريكية قطر ، بالرغم من كون تاريخها لم يتجاوز نصف قرن من خروج هذه الراعية المحمية إلى الوجود من وضعية الخيام و الرحال إلى وضعية أطلق عليها إسم دولة ، حيث أن العالم و الدول المشاركة في كأس العالم لا تعرف أي شيء عن قطر و لا تعرف حتى أين توجد هذه المحمية الخليجية ، بل استطاعت أموال البيترودولار و الصهيونية المرتشية شراء الكثير من الظمائر و المنابر الإعلامية ، بل و شراء حتى الجمهور الحاضر و تسديد كل مصاريف تنقله و إقامته بقطر على أساس أن يروج عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، و محيطه العائلي و بين شعب بلاده على أن قطر دولة عظيمة في كل المجالات بما فيها مجال حقوق الإنسان ، وهو العرض الذي تم رفضه من بعض الهولنديين و تم بثه عبر القنوات الإعلامية الهولندية ، من هنا يتضح أن كل شيء مبني على التحريف و الرشوة و الزيف.
إن حصول قطر على حق تنطيم كأس العالم لكرة القدم كلفها الكثير من الأموال وتم حلبها كالبقرة ، كما كلفها شرفها حيث هرولت للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، وفتحت خطا إعلاميا بين الكيان الإسرائيلي للتسويق لأفكاره ورؤيته عبر قناة الجزيرة تحت ذريعة الرأي و الرأي الأخر.
إن نفس الصهيونية التي خططت لحصول محمية قطر على حق تنظيم كأس العالم الذي صدم الكثير من شعوب العالم بقرار الفيفا المتهور أنذاك ، هي نفس الصهيونية التي حشرت المغرب بين كل من إسبانيا و البرتغال بمببر واهي بإعتبار تنطيم كأس العالم لكرة القدم نسخة 2030 كأس القارتين أي القارة الأوروبية و القارة الإفريقية ، لأن الديكتاتورية الحاكمة في المغرب قد نفذت أوامر تلك الصهيونية في مجالات عديدة ، و على رأسها التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني ، و هو نفس ما سيحدث للمحمية الخليجية السعودية ، أي أن حصولها على حق تنطيم كأس العالم مستقبلا مرتبط أساسا بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ، وهذا ما سيحدث أجلا أم عاجلا.
لكن ما تجهله تلك الصهيونية المتحكمة في الشأن الرياضي العالمي و خاصة كرة القدم التي تذر أموالا طائلة على مسيري المنظمة المرتشية الفيفا ، أن تنظيم كأس العالم لسنة 2030 بالمغرب يعد من بين المستحيل ، خاصة و أن مستقبل المغرب مفروش على براميل من البارود قد تنفجر في أية لحظة ، أي أن تنظيم تلك الكأس مرتبط أساسا بمدى استمرارالاستقرار القمعي المفروض بالمغرب وصولا إلى ذلك التاريخ ، و مدى تحمل الشعب المغربي لوضعية العبودية ، و الاستعباد و الاستغلال إلى ذلك الحين ، أي توقع إنتفاضة الشعب المغربي لتحرير نفسه بنفسه ، و الحسم في مستقبله ، ناهيك على أن الوضع قد يتغير في كل لحظة ، فالحالة الصحية للديكتاتور محمد السادس متدهورة ، قد يفارق الحياة في أية لحظة قبل تاريخ 2030 إلى جانب غياب الإجماع بين أفراد العائلة الحاكمة على من سيتولى كرسي العرش فيما بينهم ، ناهيك عن سيناريو مبادرة الجيش لتولي الحكم و القضاء عن العصابة العلوية و فسادها الذي دمر المغرب و المغاربة ، و إعلان حالة الطواريء و إلغاء تنظيم كأس العالم لكرة القدم ، حيث ستتكفل كل من أسبانيا و البرتغال بحصة المغرب ، حينها ستتبخر أحلام المطبلين لقرارات الصهيونية و عملائها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو