الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (4)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


4. موجات جيوسياسية عالية التردد.
.
هل توضحت الصورة؟ إلى الأمس كانت غفلا من الزخم. السياسات الخارجية للدول تقوم على واحدة من أربعة؛ ترعاها مرونة أو تصلبا يمليها ظرف جدل. فحواه: عدم الانحياز والحياد والعزلة والتحالف؛ حتمية مناورة تفرضها طبيعة المشهد الدولي؛ و تجاذبات عديد القوى المتنفذة برهانات سياسية متأرجحة.
الولايات المتحدة الأمريكية؛ و التجاذب القطبي إكراه؛ راهنت على عديد السياسات و الاستراتيجيات المتنوعة صونا لمصالحها الحيوية في العالم، كإنشاء أحلاف دولية على مختلف ضروبها؛ بالأخص؛ الأحلاف العسكرية مع الدول الموالية. لم يكن لها من بد بدورها القار في السياسة الخارجية الأمريكية؛ نهج لا يزال مستمرا. يفرضه مستجد الوضع الرخو على فوالق التضرس العالمي.
الحرب سجال بين روسيا و الغرب. اشتعلت ظرفا بالوكالة، على شاكلة غيرها من الصراعات النطاقية والنزاعات الإقليمية والحروب الصغيرة؛ و وفرت بديلا مؤجلا عن المواجهة الحادة بين القوى العظمى؛ فرهان اختلاف الأجندات بين القوى المختلفة في الأساليب والوسائل؛ لا يعدم الاتفاق في الأهداف والغايات.
ردع الأعداء مسوغ لدوافع التحالفات ونشوئها، و الخوف من التعرض للعدوان والسعي إلى درء خطره، مبرر رئيس لنهج الدولة سياسة التحالف. أمريكا ارتأت هذا؛ و بات لها ديدن و هي تحدد بالدقة بؤرة العداء المستفحلة و تعلن عنها صراحة بلا مواربة.
و للحفاظ على الوضع الراهن؛ واشنطن حينت إستراتيجيتها القومية. فتغيير النظام العالمي بالقوة العسكرية؛ هو في مسيس الحاجة لقدرة هجومية؛ تستلزم بالضرورة إنفاقًا دفاعيًا مشهودا .و في كل محاولة منها لملء الفراغ الذي بدأ يحصل. ستسارع أمريكا حثيثا إلى إثارة نعرة التحالفات و بث الروح فيها من جديد.
الولايات المتحدة و الغرب طرا؛ و ببال مأخوذ بكليته؛ يعمل جاهدا على تجنب فشل استراتيجي في أوكرانيا. أفقه لايعشمه بوضع يرسيه على مشهد جيوسياسي يرتاح له؛ و ما انفك يمور بجديده بغير حسم جلي.
التخبط بدا ظاهرا بغير ضابط، تصريحات رئيس مكتب الأمين العام لحلف الناتو تحولت إلى فضيحة؛ فهي تقضي بإتاحة الحلف فرصة درس إمكانية قبول أوكرانيا مع اعترافها بفقدان جزء من أراضيها. لما رأوا ردة فعل كييف متشنجة، تراجعوا. لكنهم لم يتمكنوا من إزالة الرواسب المريرة، و من أجل تصحيح الوضع، أجروا مقابلة مع جيمس ستافريديس، أدميرال متقاعد في البحرية الأمريكية؛ سبق و شغل منصب قائد القيادة العليا لحلف "الناتو" ليصرّح بما يرضي كييف. حتى لا يسيئوا إلى أولئك الذين "يقاتلون من أجل الديمقراطية والغرب بأسره".
مصالح الولايات المتحدة الأمنية أوسع بكثير من أوكرانيا، وليست متطابقة مع مصالح كييف. لذا تحوّل تركيزها واستعداداتها العسكرية إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
في قمة الناتو الأخيرة، لم تستطع الولايات المتحدة فرض رأيها ورغبتها في إقامة تحالفات بين الناتو وبعض الدول الآسيوية، إذ تفضل بعض دول من ذات الحلف ( بوجه خاص فرنسا وألمانيا) النأي بالنفس عن تحالفات مع دول منطقة بحر الصين الجنوبي، بحال الحرص على تفادي استفزاز بكين.
لكن دول الحلف؛ و هي تجد في عين الوقت لإقامة شراكات بين الناتو ودول بمنطقة؛ باتت تتمتع بأهمية إستراتيجية. و العالم بأسره وطنها قبلة لمحط أنظاره، يجعلها تستحضر أن هذا النطاق بغاية الحساسية؛ يكفيه تفردا أنه يلتقط موجات جيوسياسية صينيا عالية التردد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال