الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على بعد خطوات راقصة

أحمد زكارنه

2006 / 11 / 13
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ثمة أسباب عديدة لانقضاض الفيتو الأمريكي على أي مشروع قرار يدين إسرائيل جراء مسلسل جرائمها المتواصل العرض ضد البشرية في الأراضي الفلسطينية، أهمها أنها تعد الحليف الأكبر واليد الطويلة في المشرق العربي للإدارات الأمريكية المتعاقبة.. وحتى لا نغوص عميقا في تفاصيل هذا التحالف التي يدركها الجميع من المشرق إلى المغرب.. أرى أننا لم نتعلم شيئا من مأساتنا المعاشة منذ أكثر من خمسة عقود متتالية، فكلما أرتكب جيش الاحتلال مجزرة جديدة توجهنا راكضين وراء مشروع قرار أممي لم ولن يتخذ ولا حتى ب"المزمار البلدي" كما يقولون.. ومع ذلك نعيد الكَرة ونطالب أنظمة تتخذ من قانون القوة وليس قوة القانون دستورا للغابة المسماة " الكرة الأرضية" وكأننا ننتظر مولودا شرعياً من حمل كاذب أو من أنثى لم تخدش بكارتها بعد.. ربما لتبرئة الذمة أمام أنفسنا وشعوبنا وحتى لا نرهق أنفسنا مشقة البحث عن نوافذ أخرى مشرعة لغد أفضل.
هناك على سبيل المثال لا الحصر افتتح بالأمس القريب مهرجان القصبة السينمائي الدولي في رام الله، والذي ربما يراه البعض منا " رجس من عمل الشيطان" فيما يراه آخرون من كبار كتابنا ينحصر ما بين " تزجية الفراغ – وثقافة الترفيه" كما أشار كاتبنا القدير الأستاذ "حسن البطل" في أطراف نهار الأحد 12/11/2006 قائلا " ما الذي تعانيه " ثقافة الترفيه" في بلادنا.. غير تأثيرات الإضراب الأمني؟ وغير طغيان " ثقافة" تزجية الفراغ؟".. فبالرغم من اتفاقي مع أستاذنا الكبير حول تخلفنا السينمائي الذي أشار إليه في مقاله، إلا أنني أقرأ هكذا نشاطات ثقافية أعمق كثيرا من كونها " تزجية فراغ أو ثقافة ترفيه إلى حد اعتبار السينما بشكل خاص والثقافة بشكل عام أداة سياسية لم تستغل آفاقها بعد، فالفن بكافة أشكاله لا يمكن حصاره أو اعتقاله لا عبر حواجز ولا جدران,, وإنما للفن أجنحة إن حلقت في السماء عاليا لا يمكن إسقاطها.. فالسينما كما تشير كافة الدراسات من أكثر الثقافات رواجا على مستوى العالم، وهو ما يدفعني للقول إننا بحاجة ماسة لمواجهة رعب القوة الغاشمة بإبداع الحركة الدائمة، وعليه نحن أحوج ما نكون للسان نحاكي به شعوب العالم وليس أنظمتها العرجاء.. نحاكيها بشيء أبلغ من قرار أممي أو نشرة فضائية تعرض صور شهدائنا أو تعد عدد جرحانا.. شيء تفهم الشعوب لغته كما يفهم الرضيع نظرات أمه.
لعلنا بنوتة موسيقية أو منحوتة فنية أو قصيدة شعرية وربما بقصة درامية أو لوحة راقصة قد نوصل رسالة المعاناة الفلسطينية إلى جميع شعوب العالم عوضا عن مناشدة أنظمتها ببعض كلمات أو شعارات جوفاء لا تحرك ساكنا.
مهرجان القصبة السينمائي الدولي " الجسر الواصل بين مهرجانات فلسطين الأمس واليوم " وبما يحمل من سينما الثورة الفلسطينية بإمكانياتها شبه المعدومة، يمثل نقطة ضوء هامة جدير بأصحاب القرار الفلسطيني أن يلتفتوا إليها دون استحياء لدراسة ما يمكن أن تقدمه الثقافة بكل أشكالها الفنية لخدمة قضيتنا المركزية، بل ولاتخاذها كرافد أساسي من روافد العمل الوطني لفك طلاسم الرسائل الفلسطينية المغيبة عمدا عن الشعوب، فعلى بعد خطوات راقصة كما قالت المخرجة اللبنانية " جوسلين صعب" يمكن أن يسمع ويشاهد العالم مأساتنا كما يمكن للوحة فنية راقصة أن تقرئ العالم رسالتنا الإنسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية