الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشهيد عبد الله شاوي

أسامة هوادف

2023 / 10 / 6
سيرة ذاتية


الشهيد عبد الله شاوي بن محمد (1937 -_ 1960)
ولد عبد الله شاوي في 24 / 05 / 1937 ببلدة نقاوس ، في كنف والدين من صفوة أهلالمدينة أرومة ، ورخاء ، وهما الحاج محمد ، والسيدة خضراء مشيات بنت العدلاني بين عددمن الأخوة و الأخوات في زمن كانت فيه نقاوس قبلة لطلاب العلم ، ومقصدا للعلماء ، وموئلا للسياسيين من أحزاب الحركة الوطنية، ووجهة المشتغلة في مهن وحرف محلية توفرت بسبب الرواج التجاري، والإزدهار الفلاحي ، ففي هذه البيئة المتميزة رغم ليل الإستدمار الغاشم ، نشأ الصبي عبد الله ، وترعرع في أحضان طبيعة آسرة تميزت بجمال بساتينها ، وحدائقها الغناء التيتسقى بمياه نهري منبعي رأس العين التي أقيمت عليهما مجموعة من الطواحين المائية ، ففتح عينه على خيرات معصرة الزيت التقليدية التي يمتلكها والده ، والتي إستقطبت فلاحي بلدة نڨاوس  والمناطق المجاورة لها وكان للحاج محمد اليد البيضاء في التصدق بأغلب ما يغدقه عليه مردودها الوفير ، وفي مقتبل عمره أخذه والده إلى أقرب كتاب من المنزل ، وفيه حفظ ما تيسر من كتاب الله على يد مقرئي معروف بكفاءته ، وحزمه هو الشيخ الهاشمي رحمون ، وكان خلال تردده على الكتاب قد انتسب إلىمدرسة الأهالي القديمة ،  التي درس فيها إخوته الذين سبقوه إليها ، ووجهوا للدراسة في مؤسسات عديدة ،  وتخرجوا منها بشهادات عليا ، وفي مدرسة الأهالي استطاع أن يجتاز عقبة الإنتقال إلى السنة الأولى من التعليم العام الكلاسيكي بتفوق رغم العراقيل التي كانت تواجه أبناء الأهالي يومذاك.
وتدرج في الدراسة في مستوى أعلى آنذاك دون عناء ، ومع إنطلاق الشرارة الأولى للثورة بدأ ينتابه إحساس بضرورة فعل شئ لمساندتها ، وخاصة أنه تعرض في بداية 1958 إلى  إعتقال تعسفي بأقرب ثكنة من بيت العائلة وهي ثكنة( الساتيام تيريور) ، وذلك غداة محاولة اغتيال الطاغية الكابيتان شوماز  الفاشلة التي قام بها أحد الفدائيين، ومن هذه  الثكنة إقتيد إلى إحدى زنازن المكتب الثاني ببريكة،والذي مارس عليه فيه طغام الاحتلال أثناء عملية الاستنطاق أشد ألوان التعذيب لكن مساعيهم من أجل إستخلاص أي إعتراف باءت بالفشل الذريع فأخلي سبيله وعلى اثرها انضم إلى صفوف الثوار من أقرب مكان من مدينة سطيف  التي كان يقيم بها أحد أقاربه ، وهي منطقة بوقاعة مستجيبا لنداء الواجب الذي أملاه عليه ضميره ، وللنداء الطلابي بترك مقاعد الدراسة والإلتحاق بالمجاهدين ، وكان ذلك سنة1958م  بعد إتخاذ كل الترتيبات للعملية ، وكلف في الحين بمسؤولية وكيل سياسي بالقسم الثالث ، ثم رقي إلى رتبة مساعد القسم الثالث، وأضحى عضوا نشيطا بارزا بالقسم الذي تبوأ مسؤوليته فيما بعد ، ولعل الرسالة التي أرسلها بتاريخ 5 أوت 1959 م يشكر فيها أحد الأخوة المتضامنين مع الثورة ، وهو السيدعمار  يؤكد حنكته في التسيير السياسي ، والنضالي، والجهادي الذي يحفز الشعب للوقوف مع الثورة ، ومضمون الرسالة المترجمة عن الفرنسية كا لآتي: 
 _ الحمهورية الجزائرية (أي الحكومة المؤقتة يومئذ) جبهة وجيش التحرير الوطني الولاية الثالثة القيادة العامة        المنطقة الأولى الناحية الأولى القسمة الثانية
في 5أوت 1959
عزيزي المواطن السيد عمار.لقد تلقينا مساهمتكم المتمثلة في أدوية والمقدرة بحولي 50.000 ( فرنك) وبالمناسبة فإن جيشك المظفر للتحرير الوطني ، المكافح من أجل سيادتك وحريتك ، يحييك ، ويوجه لك أخلص تهانيه للروح الوطنية التي برهنت عليها في خدمة وطنك الغالي ، والحال أننا ملتزمون جميعا القيام بهذا الواجب إتجاه وطننا الرائع ، والمساهمة بكل الإمكانيات في سبيل تحريرهمن براثن الإستعمار ، وعليه لكم الشكر لهذه الخدمة المقدمة للشعب المكافح الذي يتوقى حياة حرة ، وكريمة من أجل سيادته ، وسعادته التي بدات بوادرها تبرز أخيرا، الله أكبر، المجد لجزائر الحرة والمستقلة كما أنكم موضوع ، ومحل الشكر نظرا للمساعدة التي تقدمونها لعائلات ضحايا الإضطهاد وكذا جنود (جيش التحرير) لكم تحية وطنية.
المسؤول السياسي للمدينة شاوي عبد الله (انتهت الرسالة) 
أستشهاده
لقد كان عبد الله مثالا للوطني المثالي ، والمجاهد المتفاني في تنفيذ المهمات الموكولة إليه دون تردد أو تأخير مهما كان حجم صعوباتها ، أوالمخاطر المحيطة بها ،وفي أواخر شهر جوان قام بمهمة مع مسؤول القسم بالناحية الرابعة رفقة أربعة مجاهدين قصد ربط الإتصال بين الناحيتين الأولى والرابعة بغية التنسيق المتين بينهما ، وبعد أن كللت المهمة بنجاح وأثناء عودته مع الرفاق في 30/06/1960 ، و على مشارف قرية طباخة التي تبعد عن مدينة بوقاعة بحوالي 7 كلم حاصرهم جيش العدو قرب مزارع شاسعة لغلال القمح،فوقع في حينه إشتباك بين الطرفين دام حوالي ساعتين من الزمن ، ولم تكن الإمكانيات اللوجستية متكافئة بين الطرفين ، حين نفدت ذخيرة المجاهدين ، فأدى ذلك إلى استشهاد أربعة من رفاق الجهاد وهم : إسماعيل عطوي ، وبرحال نعيمي ، وشريف مقلاتي ، والمسبل عبد الله غنية،أما خسائر العدو فقد تضاربت فيها الأقوال ما بين 10 إلى 15 قتيل ، وثلاثة جرحى إصاباتهم كانت بليغة ، أما المجاهد عبد الله شاوي فقد أصيب بجروح بالقدم ، مكنت أزلام العدو من إلقاء القبض عليه ، وحمله على ظهر حمار في إتجاه مدينة بوقاعة ، وفي طريقهم صادفوا المسبل عبد الله غنية  فسأله الضابط الفرنسي هل تعرف هذا  فسكت وفاضت عيونه بدموع فأجابه عبد الله شاوي بكل طمأنينة أجبه أنك تعرفني وأنني جندي جزائري وما أن سمع المسبل ذلك حتى انهمر في بكاء دون توقف من هول المشهد وعزة النفس وهو ما لم يتحمله ضابط الفرنسي فأطلق على المسبل عبد الله غنية النار فسقط في المكان شهيدا ،ثم التفت الى عبد الله شاوي وسأله أنت شاوي من الذي جاء بك الى هنا ؟ فأجابه عبدالله شاوي بكل اباء وعزة نفس منقطعة نظير " أنا شاوي جزائري والجزائر وطني وانت فرنسي من اتى بك إلى هنا وقام ببزق ضابط الفرنسي على وجه ، فأشتد غضب الضابطالفرنسي الذي يدعى " تيدي "8 وقام بأطلاق النار عليه فأرتقى إلى العلياء حين عرضت جثته الطاهرة في وسط المدينة أمام أعين و تحت تهديد ووعيد الضابط الفرنسي الطاغية ( تيدي) الذي اعتاد القيام بمثل هذه المشاهد الخسيسة إستئسادا على سكان البلدة وألقى كلمة جاء فيها " بعد وفاة عبد المجيد بن زين و عبد الله شاوي سيتم القضاء على باقي المجاهدين في هذه الناحية نهائيا " ، وهكذا حظى البطل المجاهد عبد الله شاوي بالشهادة مع مجموعة من رفاق السلاح  ورموز المجد والبطولة رحمهم الله ، وأسكنهم فسيح جنانه. 
 صدى أستشهاد الشهيد عبد الله شاوي في كتابات معاصريه
وفي مقال له بالمناسبة قال عن أستشهاده الكاتب سعد تاكليت في كتابه " جبل نافات " الصادر عن دار دحلب  بالجزائرسنة 2012 الصفحة 425 ،426   لقد أتصف أي ( الشهيد شاوي عبد الله ) بين الرفاق  بالحكمة وبعد النظر فنال من أجل ذلك تقدير الشعب ( أي سكان الجهة ) كما وصف جثمانه المسجى في ساحة قاعة الحفلات  أمام الناس الذين كان ينتابهم شعورعاطفي غريب  " نظرا لنصاعة بشرته البيضاء، ولحيته المرسلة بعناية فائقة  كأنه في سبات نوم عميق  لا توحي ملامحه بعلامات الموت إطلاقا" 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل