الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: المبحث الخامس :: اهم المشتركات بين سيناريو ما يسمى بالبيرويسترويكا وسيناريو التضامن مع الجندر. : المطلب الثاني :: سيناريو البيرويسترويكا الغارباتشوفية.

نجم الدليمي

2023 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


في اذار - 1985، تسلم غورباتشوف مقاليد قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي والسلطة السوفيتية وفي ظروف غير طبيعية داخل المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي ومنها غياب اهم المنافسين لغارباشوف لقيادة الحزب والسلطة السوفيتية وهم رومانوف، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي مسؤول ليننيغراد والمشرف على المجمع الحربي الصناعي السوفيتي اذ رتبت له قضية مفبركة بهدف الاساءة له وكذلك لعضو المكتب السياسي شيبيركوفسكي رئيس جهاز امن الدولة السوفيتية ( كي.حي.بي) الذي كان في زيارة رسمية في الولايات المتحدة الأمريكية وعندما سمع بالاجتماع طلب من السفير السوفيتي في واشنطن بتهيئة طائرة خاصة للعودة الى موسكو، السفير(( اعتذر)) عن تنفيذ الطلب بحجة غياب الامكانية الا بعد 3 ايام...؟ اي بعد انتهاء اجتماع المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي. وفي هذا الاجتماع لعب اندريه غروميكو دوراً مهماً وكبيرا في دعم واسناد غورباتشوف لقيادة الحزب والسلطة السوفيتية؟ وبعد فترة قام غورباتشوف بتنحية غروميكو من جميع مناصبه السياسية في الحزب والسلطة السوفيتية اي تمت احالته على التقاعد؟.

ان غورباتشوف لم يطرح اي برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي للمناقشة لا في الحزب ولا في السلطة التنفيذية والتشريعية ولا للشعب السوفيتي ..، بل انه قام بطرح شعارات وهمية وكاذبة وخادعة ومشوهة للحقائق الموضوعية شعارات فضفاضة للغالبية العظمى من المواطنين السوفيت ومن اهم هذه الشعارات الفارغة هي (( الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتعددية والعلنية والتجديد والتطوير وديمقراطية اكثر -- اشتراكية اكثر فاعلية)) وغيرها من الخزعبلات الاخرى وكما قام غورباتشوف بتغييرات في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي، المكتب السياسي، اللجنة المركزية للحزب وكذلك شمل سكرتاري اللجان الحزبية في الجمهوريات والأقاليم والاقضية والنواحي وهذه التغيرات قد تمت تحت حجج واهية وغير صحيحة ومنها (( ان هؤلاء محافضون، بيروقراطيون، يرفضون ويعرقلون عملية التغيير اي البيرويسترويكا وغيرها من الخزعبلات الاخرى، في ظل صمت مطبق كصمت اهل الكهف من قبل دراويش سياسة الحزب قيادة، كادر، وفي ضل صمت مطبق كصمت اهل الكهف من قبل السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وكذلك من قبل جهاز امن الدولة السوفيتية، (كي.حي.بي) والاستخبارات العسكرية السوفيتية ( غرو)؟

ان ما قام به غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين... خلال المدة (1985-1991) بتغييرات كثيرة وكبيرة في الحزب والسلطة وبلغت نسبة التغيير ( الازاحة / الاطاحة) اكثر من 70 بالمئة شملت قيادات وكادر الحزب الشيوعي السوفيتي في عموم الاتحاد السوفيتي، في السلطة التنفيذية...، وتم احلال محلهم عناصر مؤيدة لنهجه الهدام وقسم منهم من عملاء النفوذ والطابور الخامس والليبراليون المتطرفون والاصلاحيون المتوحشون ومنهم ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين...، وبالتالي حصل غورباتشوف على سلطة مطلقة بالكامل واصبح ديكتاتور بامتياز، وهذا لم يمكن أن يتم لولا الدعم والاسناد من قبل واشنطن ولندن وباريس وبون...؟ انه مخادع وثرثار بامتياز، يقول شيئ، يفكر بشيء اخر وينفذ شيئ اخر تماماً وليس من باب الصدفة من وصفه بانه (( كومة من الغائط)) وفي نهاية حكمة اصبح متسول سياسي لجمع الدولارات لقاء محاضراته الصفراء والمشبوهة ضد الشيوعية...؟.

لقد طلب غورباتشوف من قيادات الاحزاب الشيوعية العالمية دعمه واسناده في تنفيذ مشروعه البيرويسترويكا التي مثلت مشروع الحكومة العالمية وحلفائها، وكانت الغالبية العظمى من الاحزاب الشيوعية العالمية قد ايدت وساندت غورباتشوف ومنها اغلب الاحزاب الشيوعية العربية وفي مقدمتها القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي ( عزيز محمد وفخري كريم...) وتم التثقيف والنشر في اعلام الحزب حول ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وكما نشطت هيئة تحرير مجلة النهج ( مجلة الاحزاب الشيوعية العربية) ورئيس تحريرها فخري كريم في دعم واسناد البيرويسترويكا الغارباتشوفية وقامت هيئة تحرير مجلة النهج بعقد ندوة (( علمية / تنظيرية)) وتحت عنوان (( بيروسترويكا عربية)) وشارك في هذه الندوة عدد من قياديين وكوادر الاحزاب الشيوعية وبعض من يدعي بالماركسية وقدم هؤلاء (( تنظيراتهم)) التي تخلوا من العلمية والموضوعية والمشوهة للنظرية الماركسية --اللينينية ( انظر مجلة النهج العدد الخاص، 23-24، السنة /1989) عام ناقوس خطر تفكيك الاتحاد السوفيتي. كاتب هذه السطور قدم بحثاً علمياً حول البيرويسترويكا وبروح نقدية وموضوعية من خلال المتابعة المستمرة وبحكم دراستي للدكتوراه في الاقتصاد السياسي وكان عنوان البحث المسلم(( كيف كان الموقف من البيرويسترويكا)) مدعم بالأدلة والحقائق الكارثية وتم تقديم البحث مباشرة من قبلي لعزيز محمد ، ونعرف يقيناً ان البحث قد تم رميه في سلة المهملات كالعادة...؟!.

سؤال مشروع؟ اين هؤلاء (( المنظرين من الشيوعيين واليساريين والماركسين)) الذين نظروا لنهج غورباتشوف وفريقه المرتد اليوم؟ هل تحليلاتهم كانت علمية،؟ نذكر بعض منها:: (( البيرويسترويكا اضائة جديدة لتطور الفكر الماركسي اللينيني)) ص،33، (( هي مواصلة وتجديد لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى... هي ثورة حقيقية فكرا وممارسة... هي ثورة ذات بعد عالمي)) ص،100-101، (( انها حلقة نوعية جديدة من حلقات التجديد الداخلي للماركسية -- اللينينية))، ص،60. انظر عدد مجلة النهج وسوف تجد كثيراً من (( التنظيرات اللاعلمية)). ((مبروك)) لمن قام بالندوة وشارك فيها. اين تنظيراتهم من الواقع بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي عام 1991؟ واين مجلة النهج ورئيس تحريرها اليوم؟ البعض منهم اصبح صديق، حليف للولايات المتحدة الأمريكية، والبعض الاخر تحول بقدرة قادر الى مليونير ملياردير وبالدولار الاميركي واصبحوا عملياً معادين للفكر الاشتراكي والشيوعي وللنظربة الماركسية اللينينية؟!.
نعتقد ، ان الغالبية العظمى من المشاركين في ندوة النهج قد نفذوا مهمة، مشروع حدد لهم وبعناية خاصة عام ناقوس خطر تفكيك الاتحاد السوفيتي 1989 وكما نعتقد ايضاً ان هؤلاء (( المنظرين)) لم يكونوا شيوعيين حقيقيين، بل كانوا اعضاء، قياديين في احزابهم ومثلهم مثل غورباتشوف، غورباتشوف الذي لم يكن يوماً شيوعيا حقيقياً، بل كان عضواً في الحزب قيادي في الحزب، بدليل قال (( ان هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية)) وكما اكد ايضاً (( لقد كنت العدو الخفي للشيوعية)).

في 17-3-1991 قرر غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين...، القيام باستفتاء شعبي ديمقراطي حول وجود او عدم وجود الاتحاد السوفيتي ( جوهر السؤال) ، ولكن غورباتشوف وفريقه لم ياخدوا بنتيجة الاستفتاء الشعبي وهذا تم بمباركة واشنطن ولندن وبون وباريس وتل أبيب...؟!.

ان من ميزة البيرويسترويكا الغارباتشوفية هي ان العامل الخارجي قد لعب دور مهماً وكبيرا في توجيه العامل الداخلي وهذه حقيقة موضوعية، بالرغم من ان النظرية الماركسية اللينينية تؤكد على اهمية ودور العامل الخارجي (( الله غالب)) هذه هي الحقيقة الموضوعية. ان من اخطر نتائج البيرويسترويكا على الصعيد المحلي هي :؛ تم تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية منجزات الاشتراكية، والأخطر من ذلك تم تخريب قطاع انتاج وسائل الانتاج واستمر هذا النهج الهدام والتخريبي في عموم الاتحاد السوفيتي وكذلك بعد عام 1991 ولغاية 2015 وخاصة في روسيا الاتحادية، اختفاء اكبر حزب شيوعي في العالم ضم نحو 20 مليون عضواً ناهيك عن الكمسمول الشيوعي والنقابات العمالية والفلاحين، وظهور اكثر من 40 حزباً شيوعيا في رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) وتم تخريب منظم للقطاعات الانتاجية الزراعة والصناعة... واضعاف وتخريب القوة العسكرية للاتحاد السوفيتي -- روسيا الاتحادية للمدة 1985-1991 وما بعد ذلك وخاصة فترة حكم الرئيس الروسي بوريس يلسين المخمور دائماً للمدة 1992-1999...، ظهور نظام البطاقة التموينية للمواطنين من اجل الحصول على اهم السلع الغذائية..، تنامي دور ومكانة اقتصاد الظل المافيوي والطفيلي في حكم غورباتشوف ويلسين وكانت مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي اكثر من 35 بالمئة، والأخطر من ذلك ان المواطنين السوفيت -- الروس قد فقدوا حقوقهم المشروعة دستورياً ومنها ضمان حق العمل للمواطن دستوريا وفقدان
مجانية التعليم والعلاج والسكن والضمان والرفاهية... واصبح من يملك المال يستطيع الحصول على الدراسة والعلاج والسكن...، وكما ظهرت ظاهرة غير موجودة في الاتحاد السوفيتي في الاشتراكية الا وهي ظاهرة ( المشردين) الذين فقدوا سكنهم ولاسباب عديدة وتم رميهم في الشارع.

لقد اشار يغور غايدار، رئيس وزراء روسيا الاتحادية للعام 1992فقط،ان الراسمالية هي الجنة للمواطنين والاشتراكية هي الجحيم للمواطنين؟ حقاً ذلك ولكن كيف؟ طبعاً ان النخبة الاوليغارشية المافيوية والطفيلية الحاكمة هي من استفادت من الراسمالية المتوحشة والطفيلية وليس الفقراء فالجنة للاوليغارشية بالدرجة الأولى وليس للفقراء فيما يخص الحياة والرفاهية...، ان من نتائج البيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991، هو اختفاء الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي اوربا الشرقية سابقاً والتي تم ضمها الى حلف الشياطين، حلف الناتو عبر غورباتشوف -- يلسين، ومن دون اي وثيقة رسمية توقع بين الطرفين وحتى بوش الأب وكول.. . لم يصدقوا ما قاله لهم غورباتشوف حول انضمام المانيا الديمقراطية الى المانيا الغربية؟ وكما فعل يلسين نفس الشيئ في عام 1996 عشية الانتخابات الرئاسية في روسيا الاتحادية، وحصوله على (( مساعدة)) مالية من اجل فوزه بالانتخابات الرئاسية وقدرها نحو 13 مليار دولار في حكم بيل كلينتون، اي تم بيع دول اوربا الشرقية وانظمامها للناتو بهذا السعر البخس، لان الرئيس الروسي بوريس يلسين المخمور دائماً قد اعطى الموافقة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بانضمام دول اوربا الشرقية تباعاً وكان الهدف من هذه المساعدة هي الانفاق على حملته الانتخابية الرئاسية وكذلك تسديد المرتبات للعاملين في السلطة، علماً ان يلسين قد انفق نحو 50 ترليون روبل في وقتها اي ما يعادل نحو 10 مليار دولار، في حين أن الدستور الروسي ينص على حق كل مرشح للرئاسة ان يحصل على 14 مليار روبل من الدولة ( يلسين انفق نحو 50 ترليون روبل...) وغينادي زوغانوف قد حصل على 11 مليار روبل فقط؟.بالرغم من الانفاق المالي الكبير من قبل يلسين الا انه لم يفوز بالانتخابات الرئاسية عملياً، الفائز الحقيقي هو غينيادي زوغانوف سكرتير عام الحزب الشيوعي الروسي ولكن زوغانوف لم يوضح موقفه بشكل كامل لماذا لم يتحرك ويعترض وهو الفائز الحقيقي بالانتخابات الرئاسية عام1996، احدى المبررات قالها انه لا يريد حرباً اهلية في روسيا الاتحادية....؟!

ومن نتائج البيرويسترويكا الغارباتشوفية هي بيع المانيا الديمقراطية وبثمن بخس جدا من قبل غورباتشوف وشيفيرنادزة وحصل الاول على لقب (( الابن الالماني الاصيل)) وشيفيرنادزة حصل على مكافئة مالية قدرها 330 الف مارك الماني لجهوده في توحيد الالمانيتين واقع الحال هي رشوة مالية قذرة بامتياز، وخلال فترة حكم غورباتشوف وفريقه ويلسين وفريقه عمت الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني في عموم الاتحاد السوفيتي ومنها ظهور تنظيمات قومية انفصالية تحمل طابعاً قوميا - شوفينيا كوروباغ انموذجا حيا وملموسا على ذلك وكذلك في اذربيجان وجمهوريات البلطيق وفي الشيشان في زمن يلسين..
ان الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي، ماهي الا احدى نتائج البيرويسترويكا في زمن غورباتشوف وكذلك في زمن بوريس يلسين الذي عمل سوية مع غورباتشوف وفريقه لتفكيك الاتحاد السوفيتي، وان الحرب الاميركية الاوكرانية ضد جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك وروسيا الاتحادية قد بدأت عملياً بعد الانقلاب الفاشي الاسود عام 2014 في اوكرانيا وكان ثمن هذا الانقلاب نحو 5 مليار دولار لشراء ذمم كبار المسؤولين في السلطة الاوكرانية، في النظام البنديري - النيونازي في كييف، وهي لا تزال مستمرة وتنذر بخطر على شعوب العالم كافة.

ان كل ما تم ذكره اعلاه وغيره يعد نتيجة لنهج غورباتشوف -- يلسين، وكما ساعد هذا النهج الخطير والهدام للمدة 1991--2006 في هيمنة القطب الواحد، القطب الاميركي عالمياً لهذه الفترة، وكما يمكن توضيح خطر نهج غورباتشوف وفريقه المرتد هو انهم فككوا دولتهم العظمى، الاتحاد السوفيتي ب5 ترليون دولار أمريكي وهذا ما قاله بوش الأب تحديداً في حين قام ببيع دول اوربا الشرقية للناتو وبثمن بخس جدا وهو 13 مليار دولار من اجل الفوز بالانتخابات الرئاسية في عام 1996؟!.

هذة هي بعض (( منجزات)) البيرويسترويكا الغارباتشوفية للمدة 1985-1991، وبهذه المناسبة نقدم (( التهنئة)) لبعض القيادات في بعض الاحزاب الشيوعية العربية التي ساعدت ودعمت... غورباتشوف الخائن والعميل الامبريالي. ان قيادة اي حزب شيوعي بشكل عام والاحزاب الشيوعية العربية ومنها القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي، اذا لم يدينوا نهج غورباتشوف وبشكل علني ومن خلال وثيقة تقيمية رسمية يتم اقراها من قبل مؤتمر الحزب الشيوعي، ومحاسبة وادانة من قام بذلك فهؤلاء القيادات الشيوعية اذا لم يقوموا بذلك فهم لا يختلفوا عن غورباتشوف وفريقه المرتد.
ان مصير خونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي... في مزبلة التاريخ وهذا هو المكان الطبيعي للخونة.
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك


.. إسرائيل -مستعدة- لتأجيل اجتياح رفح بحال التوصل -لاتفاق أسرى-




.. محمود عباس يطالب بوقف القتال وتزويد غزة بالمساعدات| #عاجل


.. ماكرون يدعو إلى نقاش حول الدفاع الأوروبي يشمل السلاح النووي




.. مسؤولون في الخارجية الأميركية يشككون في انتهاك إسرائيل للقان