الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


‏أبيض وأسود

خلود الحسناوي
اعلامية وشاعرة

(Khulood Sabri)

2023 / 10 / 6
الادب والفن


بعد أن احتسى قليلاً من قهوتهِ الساخنة ونفث دخان سيجارته في وجهها المندهش قال لها :
- هل حقا تشعرين بالإنتصار ؟ تأكدي إنه شعور مؤقت , عندها سترتدين الندم لأنه يليق بكِ ,
لكن عدوكِ الذي اخترتِ مقارعته , هو الذي لا يليقُ بكِ .
أما هي , فالحذر الذي كان يملي عليها ما تفعل في هذه اللحظة الحرجة , دعاها إلى التزام الصمت والاكتفاء بالنظر إليه بين فترة وأخرى ,
فهي تدركُ عواقب أن تتكلم معه حين يكون الغضب ثالثهما, لكن , الذي كان يشغلها حقا في هذه اللحظة هو التفكير بتلكَ التحفة القريبة منه , ربما سيكون مصيرها مثل إخواتها , وحين نظَرتْ إلى الطاولةِ التي أمامها , انبرى صوته أشبه بالصراخ ..
- هل تعرفين ماهو الشيء الذي أكرهه فيكِ في هذه اللحظة ؟
كانت تتمنى أن تتكلم وتخبره أنها تعرفه ,لطالما عرفته , لكنها أدركت أن الجمر المشتعل , الذي اتخذ من الرماد مخبأً له , سيكون كافياً لإضرام الحرائق في الغابات الخضراء , فاكتفتْ بنظرات الإستسلام , لعلها تستطيع بها أن تطفىء بوادر الحريق المرتقب .
- هل تعتقدين أن خسارتي لمعركة واحدة , أو رؤية جيشي وهو مهزوم أمامكِ هو ما يثيرُ قلقي ؟ لا ، لا تدعي حمقكِ يذهب بكِ بعيداً , لا تتسلقي غروركِ فتقعي في الهاوية , هل تعرفين أن قهقهتك هي أشد ما أكرهه فيك ِ, سأطفئ بريق النصر الذي يشع من عينيكِ , شعوركِ بأنكِ أفضل مني يثير سخريتي , رغم إنك تدركين أني أنا من يمنحكِ متعمداً هذا الشعور المؤقت , أنا من وافق على أن تختاري اللون الأبيض ، اللون الذي أتفاءَلُ به , هل تعرفين لماذا ؟ لغاية في نفسي , لغاية في نفسي , لا تصمتي هكذا, أيتها الجميلة , دعيني أسمعُ صوتكِ .
حينها فقط تَكلمتْ بصوتٍ يكتم نصف ضحكة :
- في المرة القادمة , سأختار اللون الأسود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل