الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر: حول الانتخابات الرئاسية 2023

النداء الاشتراكي - مصر

2023 / 10 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ننشر هنا بيان رفاقنا في “النداء الاشتراكي” في مصر حول الانتخابات الرئاسية المقبلة. ونتفق معهم حول إن البديل عن النظام الديكتاتوري الحالي هو ببناء القيادة الثورية التي تعبر عن مصالح الطبقة العاملة والكادحين، والاستعداد للمد الثوري القادم.

تُقبل الجماهير المصرية على انتخابات رئاسية بعد حوالي شهرين من الآن، أيام 10 و11 و12 ديسمبر المقبل. تحدث الانتخابات الحالية في ظل وضع مختلف تمامًا عن انتخابات 2018، وفي ظل ظروف أصعب بما لا يقاس. وهو ما يظهر في الشحن العالي للأجواء السياسية من كل الأطراف، السلطة الديكتاتورية والمعارضة.


تجري تلك الانتخابات في ظل أزمة اقتصادية حادة أطاحت بمستويات معيشة الجماهير بعنف للأسفل، بلغ معدل التضخم للمواد الغذائية 71.9%، هذا في ظل ارتفاعات مهولة في أسعار كل المنتجات والخدمات، والانهيار المتواصل للعملة وقدرتها الشرائية. أصبحت متطلبات الحياة المادية ومحاولة تلبيتها كابوسًا يؤرق قطاعات واسعة من الجماهير. تزداد الحياة صعوبة يومًا بعد يوم، بلا وجود أفق لنهاية هذا الانهيار.

كل هذا أنتج مزيجًا من الغضب والمرارة في نفوس الجماهير، خصوصًا في ظل إدراكهم للمستقبل المزري الذي ينتظرهم بعد الانتخابات الرئاسية القادمة. وهو ما لا يحاول الديكتاتور إخفائه، حيث طل علينا في مؤتمره الأخير يقول لنا إن الأوطان تُبنى بالجوع، وهي الدعاية التي استقبلتها الجماهير بالاستهجان والغضب.

إن عمق وحدة الأزمة الاقتصادية الحالية غيرت المعادلة بشدة، ودفعت قطاعات وشرائح واسعة لمعارضة السلطة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. إن الانتخابات الحالية مختلفة عن انتخابات 2018، قبل أي شيء، من حيث مقدار الشرعية والمصداقية التي تحظى بها الديكتاتورية العسكرية، والديكتاتور بشكل خاص.

إن النظام يفتقر إلى أي قاعدة دعم حقيقية في المجتمع، ومشاهد المُفقرين الذين تم جمعهم حول مقرات الشهر العقاري وإجبار موظفي الدولة والقطاع العام على عمل توكيلات للسيسي خير دليل على ذلك. النظام يدرك ذلك، وهو ما يدفعه لمحاولة التحكم في الانتخابات بقبضة من حديد، ولكن هذا لن تتقبله الجماهير بصدر رحب كما الماضي بعد الآن، والمظاهرات التي اندلعت في مرسى مطروح يوم 2 أكتوبر دليل واضح على مزاج الجماهير المشتعل وغضبها تجاه السلطة الحالية، والديكتاتور بشكل مباشر.

وفي هذا السياق، بدأت الجماهير، بدء بالشباب، البحث عن بديل، وإن كان بكثير من التشوش. وهو ما ظهر في حملة أحمد الطنطاوي، حيث يتحول بالتدريج ليصبح نقطة مرجعية لمعارضة الديكتاتورية العسكرية بالنسبة لشرائح عريضة من الجماهير والشباب، ويزداد شعبية يومًا بعد يوم.

كل هذا علامة على وجود رغبة حقيقية وصادقة في تغيير الوضع الحالي، وهو ما يحاول أكثر القطاعات حركية وشجاعة التعبير عنه من خلال أحمد الطنطاوي. والنظام يدرك خطورة ذلك الوضع، لهذا يمارس كل أنواع الانتهاكات في حق داعمي أحمد الطنطاوي، بدء بمنعهم من عمل التوكيلات الرئاسية ووصلاً لاعتقالهم، مرورًا بضربهم في الشوارع ومقرات الشهر العقاري. ومن غير المرجح أن يتم السماح لأحمد الطنطاوي بأن يصبح مرشحًا رسميًا في الانتخابات القادمة.

رغم حالة الحراك السياسي التي مثلها أحمد الطنطاوي بتكتيكاته السياسية الذكية والشجاعة، ونتائجها التي لم نشهد مثلها منذ سنوات، من حيث اهتمام الجماهير بالانتخابات ومحاولة قطاعات من الشباب النضال على الجبهة السياسية، إلا إننا نرى إن الأحداث ستُثبت إن الطريق الوحيد لإسقاط الدكتاتورية العسكرية الحاكمة ليس هو طريق الانتخابات وإنما طريق الثورة، الطريق الذي يحاول أحمد الطنطاوي تفاديه بحد قوله، في ظل محاولة إبراز نفسه كممثل جيد للطبقة السائدة.

ما تحتاجه الطبقة العاملة والجماهير ليس بديلاً إنتخابيًا يتبع نفس السياسات الاقتصادية التي يتبعها النظام الحالي، بديل يمثل صمام أمان للنظام بالتضحية برأسه. الأزمة ليست في كفاءة النظام، كما يدعي أحمد الطنطاوي، وإنما في دفاع النظام عن مصالح الرأسماليين والأثرياء وتحميل ثقل الأزمة على أكتاف العمال والمُفقرين، هذا هو جوهر الأزمة الذي ينتج الفقر والبؤس والقمع والمعاناة والمظالم.

البديل المطلوب ليس إصلاحيًا يمينيًا محافظًا يغازل الطبقة السائدة بأن كل شيء سوف يسير كما هو في حالة فوزه في الانتخابات، وإنه لا يهدف لإجراء تعديلات اجتماعية جوهرية في النظام، وإنه قادم لتطبيق دستور 2014 الذي أهدرته وعدلته قهرًا السلطة الحالية. هذا النهج هو نهج التضحية برأس النظام الذي أصبح عبئًا عليه بشكل متزايد.

إننا نرى إن المطلوب هو العمل على تكوين بديلاً ثوريًا حقيقيًا يعبر عن مصالح الطبقة العاملة والأغلبية الكادحة في مواجهة النظام الحالي.

تلك الحالة السياسية حول أحمد الطنطاوي سوف تخبو رويدًا رويدًا بعد الانتخابات. ما يجمع هؤلاء الشباب هو كره النظام الحالي وليس أي أساس سياسي أو فكري، وبالتالي سوف يتعرضون لضغط الأحداث، سوف يقع قطاع منهم في الإحباط، وبعضهم سوف يكمل مسيرته العبثية في محاولة إيجاد طريق “التغيير السلمي الديمقراطي الآمن”، وقطاعًا آخر سوف يسير في اتجاه استخلاص الاستنتاجات الثورية والصحيحة. بالتالي هي مدرسة مهمة يجب أن تمر بها الجماهير والشباب، ونحن نسير معهم يدًا بيد، مدرسة سوف يتعلم طليعة الشباب منها: إن الثورة هي الحل. وإلى هؤلاء الأخيرين ومن مثلهم نوجه حديثنا بشكل خاص ومباشر.

الانتخابات القادمة ليست نهاية المطاف، بل على العكس، هي بداية انحدار النظام الحالي نحو الهاوية. سوف يواجه النظام بعد تمريره للانتخابات وضع جد صعب، وبرميل بارود يمكن أن ينفجر في أي لحظة. وهو ما يجب أن يستعد له كل الثوريين والثوريات، ستكون السنوات القادمة مصيرية بالنسبة لسيرورة الثورة في مصر. هذا ما نعمل من أجله في “النداء الاشتراكي”، وندعو كل الثوريين والثوريات للالتحاق بنا في إنجاز تلك المهمة الملحة، مهمة تكوين منظمة ماركسية ثورية حقيقية.

الحرية للمعتقلين السياسيين!

تسقط الديكتاتورية العسكرية الحاكمة!

تسقط الرأسمالية!

من أجل بناء منظمة ماركسية ثورية!

من أجل حكومة عمالية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟