الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوناتا

خالد خليل

2023 / 10 / 6
الادب والفن


في قلب قرية مضاءة بالقمر، سكنت سيرينا، وهي امرأة تحدت جوهر النوم. غنى اسمها مثل نداء صفارات الإنذار في الليل، وكانت جاذبيتها آسرة مثل السماوات، التي لا حدود لها، المزينة بالنجوم.

انتقلت من خلال الحياة بنسائم أثيرية، وخصلات منتصف الليل المتتالية مثل شلال من حجر السج، كل حبل يداعبه ضوء القمر المراوغ. كانت عيناها، عميقتان مثل برك الزمرد، تحملان أسرار الأبراج المنسية، وشفاهها، لون الورود المسحوقة، تهمس السوناتات التي تثير أرواح الشعراء.

مع هبوط الليل، أصبح وجود سيرينا تعويذة ساحرة، لحن جذب المعجبين من الظلال. لم يجرؤ الرجال، الذين وقعوا في فخ جاذبيتها، على الاستسلام لعالم الأحلام، لأنه في تلك الأحلام، لم يكونوا سوى أصداء شاحبة مقارنة بواقعها الحي.

تردد صدى ضحكتها، أقرب إلى أغنية العندليب، في الشوارع المرصوفة بالحصى، مما أدى إلى نسج الأحلام في نسيج الليل. فلمعت النجوم، التي أسرها إشراقها، بتألق جديد في سماء الليل.

كانت لمسة سيرينا عناق لطيف، واحتضانها، ودفء روحها ألف موقد. في وجودها، بدا أن الوقت نفسه قد توقف، وتم رسم العالم بألوان لا توجد إلا في عالم الأحلام.

ومع ذلك، كان في عالم الأحلام أن سيرينا كانت أكثر سحرا. في احتضان النوم الرقيق، ستظهر، ملهمة طيفية، أصابعها تتعقب الأبراج على جلد الحالم. مع كل نفس، بثت الحياة في أعمق تخيلاتهم، وأشعلت الرغبات التي اشتعلت مثل النار السماوية.

وهكذا، في القرية التي سكنت فيها سيرينا، أصبح النوم حبيبا بعيد المنال، لأنه لا يمكن لأي حلم أن ينافس سحر وجودها الحي. تخلى الرجال والنساء على حد سواء عن طيب خاطر عن عالم الأحلام للاستلقاء في إشراق وجودها المضيء.

لأن سيرينا لم تكن مجرد امرأة؛ كانت سوناتة حية تتنفس، آية من الجمال رقصت على نسيج الليل. في القرية التي استسلم فيها النوم لسحرها، ظل الليل شابا إلى الأبد، والنجوم مشرقة إلى الأبد، والحب، الأبدي والاستيقاظ، ازدهر مثل أكثر الأحلام سحرا.

وفي ذلك الليل، حينما تتوهج النجوم بألوان الحب، وتتعالى سوناتة حياتها بألحان الجمال، حدثت نهاية غير متوقعة. فجأةً وكأنما خرجت من روح الليل نفسها، تلاشت سيرينا في همسات الرياح الليلية.
لم تكن هناك آثار لها سوى ذكريات مضيئة في قلوب من أحبوها. غادرت كما ظهرت، كلحن موسيقي جميل ومؤثر، لكنه يتلاشى في النهاية. وبينما القرية تواصلت في سحرها والليل استمر شابًا، بدأ الناس يبحثون عن سيرينا في أحلامهم، ليجدوا أن جمالها قد ترك أثرًا أبديًا في قلوبهم، غيرهم للأبد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تزوج الممثلة التونسية يسرا الجديدى.. أمير طعيمة ينشر صورًا


.. آسر ياسين يروج لشخصيته في فيلم ولاد رزق




.. -أنا كويسة وربنا معايا-.. المخرجة منال الصيفي عن وفاة أشرف م


.. حوار من المسافة صفر | المخرجة والكاتبة المسرحيّة لينا خوري |




.. -عملت له مستشفى في البيت-.. المخرجة منال الصيفي تروي حكاية م