الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصلف القاتل

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 10 / 6
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


نشرت الشهرية الفرنسية لومند ديبلوماتيك ، عدد أو كتوبر، تشرين أول الجاري مقالا تحت عنوان "الصلف الاوروبي في لمبدوزا " عن موضوع " النزوح نحوالشمال"على هامش الجدل الحاد الدائر فيما بين المسؤزلين في دول الإتحاد الأوروبي ،بعد وصول دفعة كبيرة من النازحين ( 8000 نازح ) بحرا إلى الجزيرة الإيطالية لمبدوزا .
يخلص الكاتب إلى نعت الصلف الأوروبي بالقاتل ، بعد أن قدم جردة بالعناصر الرئيسية التي تسم سياسة الدول الأوروبية في إفريقيا ، موحِِ ضمنيا بأنها لم تتبدل منذ أن كان الإستعمار مباشرة ، فهي ما تزال هادفة إلى " استخراح الثروات" . يشمل ذلك ، الإنسان ، و ما تنتجه الأرض من محاصيل ، بالإضافة إلى ما تبطنه من معادن و نفط و غاز . فعلى سبيل المثال يبحث الفرنسيون في هذه الفترة عن أطباء سينغاليين ، في حين أن الإيطاليين بحاجة إلى عمال بناء ،و إسبانيا تريد مياومين زراعيين ، أما ألمانيا فقد افتتحت في عدد من البلدان الإفريقية مكاتب لتوظيف تقنيين ذوي كفاءات عالية .
من البديهي أو لا يوجد فائض في هذه البلدان في اليد العاملة و في أصحاب المهن ، و لكن قدرةالدول الأوربية على المنافسة في الأسواق الإفريقية أقوى ، و إداراتها أكثر تنظيما و استقامة . ينبني عليه أن منافسة الدولة الأفريقية على أرضها ، هي غير شرعية، و لا نجازف بالكلام أنها هي أيضا " قاتلة ".هنا يحضرنا السؤال عما أبقى المستعمرون الجدد للأفارقة، بعد أن اشتروا الأطباء و المهندسين و اليد العاملة و المواد الاولية و الأرض الزراعية و أغتالوا النخب الوطنية و أشعلوا فيما بين بلدانهم حروب الحدود و الحروب الإثنية ، اما عن حروب " التحرير الوطني" الدموية فحدث و لا حرج . حيث صنعوا " أبطال الإستقلال" الذين تقلدوا و كالة المستعمر فأحسنوا الأمانة لأسيادهم ( أنظر فرانز فانون : المعذبون في الأرض )
و في سياق آخر ،إذا أخذنا بالحسبان أن دول المعسكر الغربي تتسابق فيما بينها أيضا على المغانم بطرق مباشرة او بواسطة جماعات الفقراء و الجهلة التي تشكلها و تقوم بتمويلها و تسليحها،فيمكننا القول أن هذه الدول تواصل في الحقيقة حروب الإفتراس منذ بدء الحملات الإستعمارية و إلى الآن . ينبني عليه أن الإنسان الإفريقي مجبر اليوم على النزوح إنقاذا لنفسه و لعائلته ، من الموت جوعا أو ضحية للعصابات المسلحة التي تأجر خدماتها بحسب العرض و الطلب .فهو لا يستطيع الدفاع عن نفسه بوجه جاره الذي جاء ليقتله و لا يقوى على مقاومة الطائرة المسيرة عن بعد بالحجر و العصا .
تحسن الإشارة في هذا الصدد إلى أن طوابير النازحين ليست مقتصرة على شعوب إفريقيا،فلقد شهدتها بالأمس بلدان الهند الصينية و ها هي حاليا تطول أكثر فأكثر في سورية و العراق. ليس من حاجة للتذكير بدور الولايات المتحدة و أسرائيل في التسبب بها ، مباشرة أو بواسطة " الجماعات الأسلامية".فمن الطبيعي أن ينزح المرء عن المكان الذي لا يستطيع البقاء فيه و أن يذهب إلى حيث تطعمه المنطمات الدولية ، بتمويل من المعسكر الغربي و بتواطؤ من الحكام في بلاد اللجوء . نعم أنهاصلافة قاتلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا الأميركية تهدّد ب«طرد» الطلاب الذين يحتلّون أ


.. دونالد ترامب يحمل نتنياهو مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023| #مراس




.. ما تداعيات ومآلات تدخل شرطة نيويورك لفض اعتصام الطلاب داخل ج


.. مظاهرة لأهالي المحتجزين أمام مقر وزارة الدفاع بتل أبيب للمطا




.. الرئيس الأمريكي جو بايدن: سنعمل مع مصر وقطر لضمان التنفيذ ال