الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا والحل الملكي اللامركزي الرشيد، وربما الوحيد!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


ليس من التخلف الحضاري او السياسي أن تكون على رأس الدولة (عائلة ملكية) راعية للدولة، فبعض الدول تحتاج لهذا من باب الضرورة السياسية، وهذا أمر موجود في عدة دول ديموقراطية متقدمة منها بريطانيا واسبانيا والسويد والدنمارك وبلجيكا والنرويج وكذلك اليابان التي على رأسها أمبراطور!... وليس معيار النجاح هو أن يكون نظام الحكم نظامًا ملكيًا أو جمهوريًا بل معيار النجاح يكمن في أداء الدولة وظائفها وتحقيق الاستقرار والازدهار، ولكن - يجب الانتباه - أن تحقيق الاستقرار كأساس للازدهار - يحتاج إلى أن يكون ((النظام السياسي والاداري)) ملائم لطبيعة الدولة، جغرافيًا وديموغرافيًا وثقافيًا، لكي تستقر وتستطيع أن تنمو بشكل طبيعي من خلال التعلم بالتجربة والخطأ، وكذلك بالاستفادة من تجارب الآخرين ومن اخطاء الماضي، وهو ما يحدث في الدول الملكية العربية بشكل هادي منذ استقلالها بينما الجمهوريات العربية ظلت - ولازالت - تتخبط كتخبط الذي يتخبطه الشيطان من المس، فهي ما إن تقوم حتى تسقط كالمصروع تتخبط وتصيح صياح الديك المذبوح!... لهذا لا نرى في هذا العالم العربي الكبير أي دولة جمهورية حقيقية بل بات الحكم الجمهوري إما غطاءً لحكم حاكم عسكري أو فردي أو عائلي أو قبلي عشائري أوطائفي بطريقة تشبه لجمهورية كوريا الوراثية أو سوريا أو جمهورية صدام حسين أو مبارك أو علي عبد الله صالح أو جماهيرية القذافي ..الخ ... فلا مكان لنظام جمهوري حقيقي أو ديموقراطي حقيقي كامل في العالم العربي خلال الزمن المنظور، فلا شعوبنا جاهزة لهذا النظام ولا حتى نخبنا غير الراشدة!، لذا يظل نموذج نظام الحكم الملكي البرلماني بما يشبه لما في المغرب - بدون الخصوصيات المغربية - هو أفضل الموجود و....الممكن!
ايها العقلاء!، ليبيا تحتاج اليوم لإنقاذها من السقوط في هاوية الرجوع لمكونيها التاريخيين وحل الدولتين ((برقة و طرابلس الغرب))(*) الى أمرين أساسيين كي يمكنها تستقر وتنهض وتنطلق للمستقبل؛ الأول نظام (ملكي برلماني)، والثاني (نظام حكم لا مركزي على مستوى الاقاليم الثلاث)!، وهذا هو الطريق!
---------------
(*) برقة وطرابلس الغرب كانتا - عند الاحتلال الايطالي عام 1911 - (قطرين عربيين) تحت الاحتلال التركي بولايتين عثمانيتين، فهكذا استلمتهما ايطاليا من تركيا وفق معاهدة (اوشي 1912) ثم بعد القضاء على حركة المقاومة الباسلة في برقة بقيادة (عمر المختار) عام 1931 قررت ايطاليا دمج القطريين البرقاوي والطرابلسي في دولة واحدة تحت إسم (ليبيا) واطلقت على سكانها صفة (الليبيين)!، فقبل الاحتلال الايطالي لم تكن هناك دولة واحدة أو حتى بلادًا واحدة اسمها (ليبيا) بل بلادين وقطرين هما (برقة وطرابلس الغرب) قبل الاسلام وبعد الاسلام، قبل الاحتلال التركي وبعده، قبل الاحتلال الايطالي وبعده .... ولا يزال - على ما يبدو - هذا ساري المفعول حتى اليوم فليبيا في حقيقتها (دولة مُركبة) من قطرين هما القطر البرقاوي وعاصمته مدينة بنغازي ، والقطر الطرابلسي وعاصمته مدينة طرابلس، ومن هنا ضرورة الحل (الملكي) و(اللامركزي) (الاتحادي أو الفيدرالي) لضمان وحدتها السياسية واستمرارها واستقرارها وازدهارها ، وإلا فإنني أخشى أن (التقسيم) آت لا محالة ! فالمسألة مسألة وقت لا غير!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا