الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ح 20 / رواية ( تمزقات . . في ارض موحلة بالأكاذيب ) - عملي الروائي قبل الاخير ، 2021 - رواية غير منشورة

أمين أحمد ثابت

2023 / 10 / 6
الادب والفن


***

تمضي سنوات وأخر . . كأن ما نتذكره كان امسا . . لا يخرج عن مدى الذاكرة القريبة القصيرة ؛ سوء لم يتغير في مضمون حقيقته شيء – ما يزداد سوءا هو جزء من ذلك الأصل . . السيء – حرب اقتتال ولا حرب ، من يوم تسليم صنعاء وانتهاء الدولة ، ساعة حرب او اكثر هنا او هناك من العاصمة . . وبقية اليمن دون حرب ، هروب الرئيس التوافقي المؤقت الى عدن ، جعلت اللاحرب في صنعاء وحرب في تعز وعدن ، هروب الرئيس واعوان دولته التابعين الى السعودية ودخول التحالف الخليجي في خط معركة المواجهة . . اسقطت عدن ، تعز وصنعاء كدائرة الحرب ؛ اخراج المدن الثلاث الى اللاحرب وإدخال بقية المدن حالة حرب ، أخرجت المدن الى اللاحرب . . لإدخال الضواحي والقرى دوائر الحرب ، أخرجت الى اللاحرب واستبدلت حربا في الفيافي والجبال إلى ما نهاية ، حرب آنية تبقي اطراف القتال مقتسمين بتشارك وجودي عسكري على كل جزء من الخارطة ، المناطق المحررة تحت قبضة الشرعية غير محررة إلا في جهات منها والأخرى تحت يد الطرف الثاني او الثالث ، مقطعة الطرق والروابط بين المناطق او داخل المنطقة الواحدة ، يمني يقتل لكونه تابع او محسوب على طرف من الأطراف الثلاثة – يرحلون موتى ويجند غيرهم ، لا اثرا لنواح الأمهات واختلال افراد اسر الموتى - حياة معاناة سجين او مشرد من ذل ومهانة وجوع وامراض وانتهاء للحقوق . . لليمني هنا أو هناك أو هناك تحت قبضة الثلاثي الوكيل للخارج بشعار الوطنية والدفاع عن الشعب وقيمه وحريته – كل يعيش حرب اللاحرب – حالة جديدة وغربية عن تاريخ الحروب البشرية برمتها – يحتار عقل انسان العالم المتفرج في فهمها ، إنها ليست حربا ببشاعتها كتلك الابادية والمدمرة . . في سوريا وليبيا مثلا ؛ وليست لا حربا . . بمعنى سلام واستقرار ، . . إلا انها اهون من مفهوم الحرب ، فعدد القتلى والدمار لا يذكر مقارنة بغيرها الفعلية – إنه فهما سطحيا ساذجا ، فسوريا او ليبيا او أي بلد تجري فيه حرب شاملة . . رغم كل المخلفات البشعة للحرب من الضحايا والدمار والخوف وتلاشي معنى الحياة ، تخرج بعد انتهاء الحرب - رغم الإرث السلبي الثقيل الذي يحمله هذا البلد بإنسانه المجتمعي يجد طريقا آمنا لإعادة الحياة بشكل افضل عن ذي قبل – رغم إرث المعاناة المخلفة عن الحرب – بينما حالتنا في حرب اللاحرب ، يظل الدمار والنهب وفقدان انسان المجتمع لإنسانيته مستمرا إلى ما لا نهاية ، أكان العيش خلال طوق هذه الحالة . . يستنفع امراؤها وتجارها وزبانيتهم كل شيء ، ومجبر انسان المجتمع بعيشه الخانع المهين ، تحت ذريعة هناك من يدافع ويضحي من اجله وكرامته في جبهات القتال ، وعند انتهاء هذه حالة حرب اللاحرب بتفاوض بين قادة اطراف تفجير واستمرارية هذه الحالة المستعصية واتباعهم يجازون بصك تمليك شرعي دولي ووطني لمجزءات ديموغرافية بثرواتها الطبيعية . . يفعلون بها ما يريدون ، وعلى الانسان المجتمعي عندها الهتف بأسمائهم والخنوع لمشيئتهم بأقذر ما مارسوه خلال حالة حرب اللاحرب – كمنقذين وقادة تغيير – وكل كلام او قول او كتابه او سلوك مغاير لذلك ، هو غير وطني وضد الوطن . . بل وضد العقل ، تحت ذريعة بانتهاء الحرب على الجميع التضامن والعمل كيد واحدة لإعادة اعمار الوطن وردم جراحه والامه وبناء المستقبل . . بالقيادة الموجودة المنقذة . . التي انهت الحرب تفضيلا للسلام ومشاركة التوافق لقيادة مركبة الرحلة الى بر الأمان .


إحدى عشرة سنة من تخطيطية عيش المجتمع لعبة – واقع حقيقي وليس افتراضي – بتمهيد العوامل المساعدة لظهور الهبة الشعبية لإسقاط النظام مسلمة لقوى الدين السياسي – توهيما بالثورة لأنها قامت بإرادة شعبية ؛ ثمانية أعوام ؛ الفان وتسعمائة يوم . . تقل او تزيد قليلا منذ بدء تحويل لشكل اللعبة إلى مسمى الحوار السلمي الوطني بتعديل تداركي لقاعدة اللعب القائمة على التوافق الشراكي – أي تعديلا للشعبية الممتطاة بالإسلامية السياسية – التي عممت ظاهريا وهما بالمدنية لحل الخلافات ، التي ينغلق المسار فيها لتفتح في مسار تحويلي ثالث . . بطريق سري ومنطق مخالف للتاريخ السياسي وطريقا لم يكن ظاهرا قبلا ولا يذهب العقل إليه حتى تخمينا – الحرب تاليا -ممهدا قبله لتعديل ثالث في مجرى اللعبة بقاعدة جديدة لثباثة لاعبين رئيسيين – يحتوي داخل كل واحد منهما ذات المعبرات الشعبية الرئيسية لتاريخ الصراع السياسي الممثلة بالأحزاب . . من القرن العشرين حتى فبراير2011م. ، هو ما سبب أن يجد كل طرف منقسم من المجتمع يعتقد ايمانيا بوطنية هذا الطرف ومصداقيته وأن يكون قاعدة شعبية له في صراعه مع الطرفين الاخرين – يخرج في اللعبة طرف الشرعية والطرف الحوثي المفرخ من العدم كموازي رئيسي ، ثم بعد فترة زمنية محددة من سريان اللعبة . . يحين وقتها ظهور لاعب الطرف الثالث . . النابت واقعا من العدم كموازي رئيسي للأخيرين – يبدو أن الطور الثالث للعبة . . إما أنه صمم بما يجعل اللعبة مفتوحة الى مالا نهاية – كاستثمار مفتوح فيه الربحية بشكل دائما ، أو أن من صممها بخبث الغرق في طورها الأخير الثالث – حرب اللاحرب - ولم يجد لها خاتمة محددة يضعها تمثل انتهاء اللعبة ، فتركها على تخمينات اللاعبين او وقوع احدهم في خطأ قاتل او نصف قاتل او وفق نسب الاخطاء المرتكبة بين اللاعبين الثلاثة الرئيسيين او الى جانب تغير الظروف التي يمارس اللاعبون لعبتهم اثناءها . . تتحدد نهاية اللعبة كنوع من الاكتفاء ، بينما يمكن العودة إليها مجددا بنفس القاعدة ولكن بتعديل شكلي لعدد اللاعبين الرئيسيين او مسمياتهم ومشخصاتهم – اليوم ادركت الحقيقة التي كانت غائبة عني ووصلت اليها بعد عذاب مضني من التفكير لمدة ثمانية أعوام ؛ يبدو انها ستظل غائبة عن اذهان الاخرين - المشغولة دوما في تبعية تفكيرها لما يستجد آنيا في الواقع وما يظهر عليه من مجسدات ومشخصات منتجه وفق ذلك الواقع المستجد – أن هذا البلد وكل مجسم انسان او جماعة او فئة او تجمع كبير يوجد داخله لن يعود كمجتمع الى حقيقته الطبيعية - أكانت الماضية منذ اول انفصاله عن مسار حركة التاريخ لإنسان المجتمعات الاخرى ووسمه بالجمود في إعادته لإنتاج ذاته القديمة حتى فبراير2011م. ، او عودته للحقيقة البشرية بعودته الى مجرى المسار الطبيعي للتطور التغير ؛ أي لا عودة لزمن دولة اليمن الواحد بعد الوحدة او زمن دولتي الشمال والجنوب أو اماني قدوم زمن الدولة المؤسسية الضامنة الفيدرالية او ذات النظام البرلماني ، كما ولن يعود وجود طبيعي لفترات استقرار وفترات صراع وحرب تتبعها فترة استقرار سلمي - انتهى كل ذلك ، فالأرض والانسان والحياة بكل ما يحملونه من قيم ومصادر وآمال وعذابات اصبحوا محكومين بتصميم لعبة الطور الثالث الذي نعيش فيه مؤرجحين في مساره دون قيمة او دور لنا او هدف ، فالثلاثية السابقة المربوطين بها عضويا ليست سوى العالم بما يحتويه . . كموجودات داخل مصمم اللعبة وغير داخلة في نظامية اللعبة ، تلك المحددة بقاعدة سريان اللعبة ونوعية اللاعبين الأساسيين ودراما مجرى اللعبة وتعديل الظروف المحيطة والامداد والخطأ ، ما يعني كتب قدر جديد لنا – انسانا ، حياة وارض – الوجود وفق لعبة مفروضة واقعا كحقيقة . . تعيد تشكيلنا بمشيئة خارج اصلنا او حقيقتنا الطبيعية ولكن وفق ما يخرج به مجرى سريان اللعبة ومتغير مرتكزاتها الأساسية ، وأين توقف اكتفاء بما وصلت اليه النتائج او الاستمرار اللانهائي لمسارها . . مع استبدال نوعية اللاعبين المختارين والظروف – لسنا منهم ولا نختارهم ولا نفرض الظروف تلك وفق ارادتنا . . .











***

تتقلب الأحوال من سوء الى اسوأ – من اصل ذات السوء – عند كل محيط بك . . ومن تصل إليك اخبارهم ؛ ومن كنت تلتقي بهم بأعوامك الاخيرة أو تصادف منهم . . ومن يهاتفونك نادرا من صنعاء او مدينة او قرية في مدينة بعيدة ، وقد تقع على متابعة لك على صفحة شخصية من صفحاتك على النت – لا يدخلون آملين التحادث معك ؛ فقد عهدوك عند تواجدك على متصفح خاص بك . . تدخله لإفراغ ما داخلك كتابة ، منشور تلو الآخر . . تلو الاخر . . ولم تعر انتباها للتواصل ، ما يهمك اخراج ما يطرق رأسك بضجيج . . لتفتح له سبيل الخروج . . لترتاح نفسك من ضغوطه الملحة دون توقف عليها ؛ يكتفون أن يقرؤا ما كتبته ، كما لو انهم التقوا بك وسمعوا مناقشتك . . بعد غياب سنوات طويلة من انقطاع اللقاء – كعادتك لا تشبعك مفردات عزة النفس . . بالحمد لله . . بخير و . . الامور ماشية ، ولا تغرك سطور كتابة منهم الناقدة او المحللة او الناصحة أو القيمية المحملة بالعبر أو الاشارة إليها ضمنيا – بطبيعتك التي لا تعرفها عن نفسك فقط . . بل وكل من عرفك . . حتى عبر لقاءين في مجلس من المجالس او اماكن التقاء الاصدقاء والمثقفين . . تذهب دائما الى ما وراء ظاهر الحديث او الموضوع المطروق للنقاش الذي يطوف حوله الاخرين لقول كل مشارك منهم ما عنده من تصور – انك تكتشف وراء الكلام حدة الشعور بالقهر والنقمة الخانقة المحبوسة لعدم إظهار المرء بؤس حياته واسرته ، لكي لا يراه غيره . . بكاء ، ووراء منشوراتهم حالة من الهروب من اخراج ما في دواخلهم ، من جانب تغطية امام الاخرين عن حقيقة حاله ، مستضعفا . . عديم الحيلة . . وانه ما زال هو نفسه الذي عرف به . . بل اكثر ، لم تؤثر فيه ظروف القبح المقيتة ، التي لم تترك فردا إلا واذلته ؛ من جانب آخر ، تصديق ذاته فيما تستطره تأكيدا له انه اقوى من كل كوارث الحياة وعبثية الواقع ؛ اللتين تؤثران فيه كغيره و . . لكنها لا تقوى على كسر نفسه وعقله – ما لم يقرأه هو نفسه في كتابته نوعا من الهروب عن مواجهة الحقيقة لحياة وواقع مسيطران كليا عن وجوده - كغيره – مكبلا ؛ محبطا ؛ مدمرا . . ولا هدف يعيش من اجله ؛ ووضعا لا قيمة له لكل الناس ؛ لا منطق لكل ما يجري ؛ مجتمع بعشرات ملايين . . لا علاقة لهم ولا يعنيهم من قريب أو بعيد ما يجري ؛ يعني قلة من اجل انفسهم . . ليذهب البلد والناس الى الجحيم ؛ ليجدا نفسيهما مرفوعان شعارا وتقولا وخطابا تذرعي لفعلهم الأحمق . . من اجلهما – هروبا . . إذا ما أرخى لدماغه أن يخرج فكره على ما يؤرقه وتصوراته طبيعيا . . سيكتشف أن ما في داخله اشد غلا وغضبا و . . ادراك للقبح المعاش اكثر مما يعتقده هو نفسه قبل الكتابة – إنه محرك الخوف المسيطر المخفي داخل كل واحد منا ، إن اخرجه سيجلب له اذى اشد مما يعانيه اصلا ؛ سيكون مستهدفا ، و يعرف نفسه إذا ما نهج ذلك الاخير ، . . نعم سيذوق نشوة الانفعال لتفريغ مما يثقل على نفسه . . ويجعله في حياة منغصة . . لا تتوقف حتى للحظات من كل يوم . . ولكنها متعة آنية – يعرف خفايا نفسه جيدا – تزول سريعا ليجد احساسا اكثر غم خانق يقبض على روحه مقارنة بما كان عليه قبلا ؛ ويكون مكسوا بتخوفات رصده عدوا من ابواق الطرف الآخر . . .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي