الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


د يمقراطية ..تداول السلطة ام تقاسمها ..

مازن قاسم

2003 / 6 / 11
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                          
.                               
حينما يتحدثون  عن المجتمع في العراق ، سياسيون او انصاف سياسيون ، منتمون او لامنتمون ، محصنون او غير محصنون فانهم ينعتونه بانه فسيفساءي وذات تركيبة معقدة  ، وهم دون شك محقون في ذلك نسبة لزوايا النظرالتي ينطلقون منها .. وعلى نفس الوتر عزفت الادارة الامريكية، ليس لانها تملك نفس زوايا النظر  ،لان المجتمع الامريكي اكثر تعقيدا وفسيفساء اكثر بريقا ، بل لانها وجدت في ذلك التركيب الذي كان ينقص المعادلة لتزج في زحمة كل ذلك الغط والضوضاء بمفهومها عن الديمقراطية،التي تعتبر احد ركاءز نظامها الجديد و وعاءه، لكن المقصود من الديمقراطيةالتي من المفروض ان تكون هدية الامريكان ( للشعب العراقي ) ليست هي ديمقراطية الغرب او حتى ديمقراطية امريكا ،انها ديمقراطية تساق للمنطقة وحسب المقتضى الجديد لرسم معادلات القوى في العالم وليس المقصود منها ان يكون لجموع الجماهير تاثير على القرارات السياسية وليست حرية الاحزاب في تداول السلطة ، ان المقصود بها تقسيم  السلطة وتوزيعها وعلى غرار ماهو حاصل في كردستان العراق التي تسيطر عليه احزاب القومية الكردية حيث يقتسم هذه المنطقة حزبين يدينون بالولاء المطلق لامريكا ، وكل واحد من هذين الحزبين يسطر على مساحة منها ينشر فيها نفوذه ويضم تحت جناحه مجموعة من الاحزاب القومية الصغيرة التي تحتمي به وتردد خطابه ، وكلا الحزبين له برلمان يضم الغالبية العظمى من اعضاءه ولرءيس الحزب الذي هو ( السيد الرءيس ) السلطة المطلقة على كل شي ..حزبان ما يفرقهما اكثر بكثير مما يجمعهما ، كل منهما يدعي انه منقذ الكرد والمعبر الاوحد عن تطلعاتهم ، وفي الحقيقة ان الجماهير الكردية قد خسرت  وعانت الكثير بسبب حالت الاستحراب والتقاتل بينهما على مناطق النفوذ ،بعد ان سيطروا على المنطقة تحت مضلة امريكية،وقوض الكثير من نضالاتها وهمش الكثير من مطالبها.. قلق وترقب يشوب معظم انواع العلاقات بينهما ..ادى ذلك كله الى تعليق الاوضاع في تلك المنطقة لاكثر من عقد من الزمن ، ونزوح ماءت من الالاف من ابناءها الى الخارج.
ان نموذج كردستان العراق هو ما تسعى الادارة الامريكية لتعميمه في العراق ( ديمقراطية تقاسم السلطة وتوزيعها) والذي سيخلق دون شك اضطرابا كبيرا داخل المجتمع ويكون مغزاه وموءداه اضعاف قدرة البلد والجماهير على اتخاذ قرارات مستقلة عن الادارة الامريكية،نموذج لا يكلفها الكثير ،احزاب وحركات ،رجال دين ومشايخ تتكلم باسم القوميات والاديان العشاءر، تنمي روح العداء للاخر وتكسر كل اواصر الترابط بين ابناء المجتمع،تسعى.. و تساعدها على ذلك الادارة الامريكية.. الى تفكيك لحمة الجماهير الكادحة والمتطلعة الى التحرر والانعتاق..دعاية وضحك على الذقون .. باسم حرية هذه القومية او تلك ، هذا الدين او هذه الطاءفة او تلك العشيرة. والغاية من وراء ذلك تقسيم المجتمع الى طواءف وفءات تتقاسمها زعامات اذنابها في البنتاغون او الخارجية الامريكية وهذا ما سيودي بدوره الى سحب البساط من تحت اقدام الجماهير وجعلها كسيحة امام كل ما يجري حولها ،، مغيب دورها في تحديد ملامح مستقبلها ومصيرها وحياتها السياسية وحجبها عن ان تكون ذو دور فاعل وموءثر في الاحداث..
لان الساسة الامريكان يعون تماما قدرة الشعوب وفاعليتها فيما لو تمتعت بالقدر الكافي من الحرية والتعبير عن الرءي وهذا بالتحديد ما يخشوه وما ترتعد له فرائصهم ،فهم يسيطرون على الشعوب ويكبحون جماحها من خلال السيطرة التامة على الانظمة ،، وحينما تغيرت التركيبة الدولية القديمة وآلت الى شكل جديد وجب تغيير كل ما كان متعلق بها وما كان من نتائجها ،وانتفت معه الحاجة للدكتاتوريات لانها شكل للانظمة يتعارض مع مفاهيم ومخططات النظام العالمي الجديد ومسطلحاته ، يتعارض مع حقوق الانسان والديمقراطية والسوق الحرة وحرية رآس المال ،،وفي الوقت ذاته فان وجود ديمقراطية تمكن الجماهير من لعب دور ما في الحياة السياسية وتسهل من وصول احزاب وحركات تحررية ويسارية او شيوعية الى سدة الحكم لاتتوافق مع السياسات الامريكية ومخططاتها، واكثر ما تخشاه اداراتها وما يقض مضاجع ساستها . لذلك دفعت بهذا النموذج من الديمقراطية..دولة دينية وقومية تتقاسمها قومياتها وطوائفها لا دولة القانون والمواطنة، بل دولة الهوية القومية والدينية والعرقية والعشائرية،،يعرف فيها الانسان على هذا الاساس لا على اساس انسان يحمل هوية المواطنة...
هكذا تبد الديمقراطية المرجاة والمرجئة في العراق من وجهة نظر امريكية، وكذلك ايضا من وجهة نظر آولئك الذين يقفون بالطابور من قوميين الى اسلاميين الى شيوخ عشائر للاستلام حصصهم ورواتبهم من البيت الابيض ...ديمقراطية.. تكرس كل مخلفات التاريخ  وحشيته .. تنمي النوازع اللاانسانية لاتلغيها وتهمش الهوية الانسانية لاتوءكدها......... 
 
  








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد