الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة معقدة

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2023 / 10 / 7
سيرة ذاتية


كان معه ستون الف جنيه ، جنيه ينطح جنيه ، لم يكن فى حاجة لهم ، كانت كل طلباته مجابه ، وكان هذا رصيد معاشه المتراكم .

كان يطلب من شخص ما ان يصرف له مئتان او مائة جنيه ، ويقوم بتوزيعهم على اولاد ابنائه وخصوصا من امتنع عن الصرف عليه ، وايدته الاحوال ان ليس معه ما يصرفه ، وهذا لحكمة يعلمها القدر .

كنت احسد الرجل على رصيده الهائل هذا ستون الف جنيه وتزيد ولا تنقص ، لم يكن معى شروى نقير وكانت الامور تمشى بصعوبة بالغة ، اعلمها انا وهم ربما لا يعلمونها او يستعمون عنها .

وعندما كنت اشكو ، تنبرى كلمة ياخى قول الحمد لله ، من الكبير ومن الصغير ، وهكذا لم يكن هناك مفر من الصمت .

كان الرجل الكبير يشك فى نزاهتى ، ولهذا لم يكن يكلفنى بسحب رصيد له من ماله هذا ، ولا اعلم سبب شكه هذا، وربما كان فيه مصيبا الى حد كبير ، واذا كان مصيبا فلم شكه هذا ؟ اعتقد انه ارجعه الى يقينه القديم بعدم حمدى لله ، وانه معى من المال ما يكفى ويزيد ولكنى انكر .

كنت اتمنى ان يسدى لى معروفا فى يوما ما ، ويقول هاك الخمسة الاف هذه او العشرة الاف جنيه هذه خذهم لك ، ابدا لم يفعلها ، وعندما انتقل الى جوار ربه تشاركنا جميعا فى الستون الف جنيه من يحتاج ومن لا يحتاج .

كنت امل ان يؤل لى هذا الرصيد او حتى نصفه ، وان يجعلنى فى بحبوحة صغيرة من العيش ولكن لم يحدث .

ورغم اننى قررت صراحة وبوضوح ان اشرح حالى بشكل راق ، الا ان هذا لم يغنى من الامر شيئا واستمر الشح رغم البذل والكرم مع الاخرين ، بل واشتعلت الحرب ضدى شراء بخسا وبيعا تطفيش ، حتى لا اركن الى اليسر ببيع نصيبى فى ميراثى ، وهو الامل الذى كان يراودنى .

ولكن شاءت الاقدار التى لا راد لقضائها ان يفتح الله عليا من اوسع ابوابه وان اتمكن من العيش بسهولة ويسر وان انهى امرا جللا كنت بصدده دون ان ابيع ميراثى . الذى وقفوا امامه انجازه صفا واحدا .

ان حال الاقربين معى وخصوصا موقف الرجل الكبير الذى هو ابى
جعلنى اكثر درامتيكية فى تصرفى مع اولادى، واسعى جاهدا للوقوف بجوارهم ، رغم ان ظاهر حالهم يقول انهم ربما ليسوا فى حاجة لما ابذله لهم من ان لاخر ، ولكنه التاريخ البعيد القريب يجعلنى افعل ذلك .

من يومين فقط سمعت فيديو صغير، يتكلم ن تفاهة الحياة والخطأ ااكبر ان نحملها ومتاعبها على كاهلنا وهو مصيب لا شك .

ولكن ماذا نفعل اذا كانت هذه الحياة القصيرة الطويلة ، مليئة بما ينغصها ويبدد سكونها ، وكيف يمكن ان يكون الانسان هادئا ساكنا لا تثيره افعال الحب والكره والطمع والحسد ، الا اذا كان قد قُد من صخر .

ياه على الايام هل تشعر بكره لهذا الرجل الكبير الذى هو اباك ؟ فى اعتقادى لا ، ولكن يحيرنى الامر تماما ، كيف كان له ان يتصور ما تصوره ، وهو لم يرى شىء باد يوحى بالثراء او الغنى .

ولكن الاغرب ان هذا التصور الغبى، مازال معششا فى قلوبهم ، او هم يستمرأونه ويعتبرونه اعتقاده نعمة، حتى يتصرفوا بوقاحة وبلا تأنيب ضمير .

والغريب ان يخيب ظنهم فى وقتى المناسب، وهذا من ستر المولى ، ترى هل ياتى يوما فتصفوا وتصفح ، ام لا يأتى ؟

ان حكيى رفع عن كاهلى عبئا ثقيلا ولكنه لم يحل لى اللغز ، وهكذ تبدوا الحياة بسيطة ومعقدة فى ان واحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|