الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (5)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


5. الغرب الجماعي.. المصالح بالحال تخبر.

واشنطن جادة في سعيها لاحتواء الصين، فمن يا ترى سيثنيها عن عزمها؟
طوق من التحالفات الأمنية والعسكرية عملت على نسجه في منطقة محيط الصين، وسعت إلى تأجيج الصراعات بين بيكين وباقي دول المنطقة.
في البدء كان تحالف أوكوس؛ ضم كلاً من أستراليا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، زودت بموجبه واشنطن أستراليا بغواصات نووية متطورة. و ضربت بصفقة فرنسا حليفتها جانبا. على الرغم من سابق اتفاق عقدته باريس مع أستراليا لتزويدها بغواصات على الشاكلة، و النتيجة تراجع تجارة السلاح الفرنسية و بالاطراد خنق الاقتصاد الفرنسي المربك بإنهاك؛ فاقمته الحرب في أوكرانيا.
أما تحالف كواد الرباعي فقد عقدته الولايات المتحدة مع كل من الهند واليابان وأستراليا، ليكون نواة لتحالف أوسع هدفه مواجهة الصين بالذات حصرا، وسعت لتفعيل علاقتها مع اليابان، التي وضعت إستراتيجية عسكرية جديدة هدفها المعلن مواجهة التهديدات الصينية في المنطقة.
بالرقص على اللحن الأميركي المتنافر الأبواق، طوكيو عينها على تحقيق مصالحها، و تبسط المروحة لإنعاش التهوية؛ لا تشترك صميما في نفس الطموح السياسي مع الولايات المتحدة. بالكاد تحالف بمعيار رفع اللوم.
فقبل أسبوع واحد فقط من قمة كامب ديفيد، يتورط البلدان في خلاف حول صيد الحيتان. وبينما يضغط الممثلون التجاريون الأميركيون على اليابان لقبول اللغة المناهضة لصيد الحيتان في الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، المسؤولون اليابانيون ردوا بالإشارة إلى أن طوكيو قد تنسحب من الصفقة التجارية. مؤشر عدم الثقة مهزوز؛ و لعنة الجغرافيا ترعاه بلا كلل.
الشيء عينه يسري على كوريا الجنوبية. إن التسوية السلمية لقضية شبه الجزيرة الكورية، وليس الحاجة إلى احتواء الصين، هي ما تهتم به حكومة كوريا الجنوبية. و القمة الثلاثية سترفع مستوى القلق لدى جمهورية كوريا الشمالية، وتؤجج التوترات بآثار ضارة بشبه الجزيرة الكورية، تجعل بيونغ يانغ لا يساورها شك في المضي قدماً على درب طموحها النووي.
القمة انتهت بمخرجات هجينة، فرضتها تطورات كبيرة يشهدها العالم عموماً، و ضيق أفق مصالحها، يشي بمحدودية أجندتها؛ التي ليس في مكنها التستر على عجز متصدع في التحالف الجديد.
ببحر الصين الجنوبي تحديدا. لكل دولة من الدول الثلاث أولوياتها، لكنها تتقاطع طرا في اعتبار كلاً من الصين وكوريا الشمالية عدوين لها، التعاون والتنسيق والعمل على إضعافهما سار بلا هوادة. و لن يطول به أمد سريانه.
و هو المسار ألذي يتذبذب رأسا عابر للعقود؛ الولايات المتحدة ما انفكت تراجعه؛ و وضعت له إستراتيجية "احتواء الصين" هدفاً معلناً لها، عملت على تنفيذه، و اليوم الوضع معها يزداد زخما. ترعاه مناورات مفتوحة من الطرفين.
الحرب الأوكرانية زادت المخاوف الأميركية والغربية من الصين؛ بل إنها تؤيد موسكو وفقاً للرؤية الغربية. الصين من جهتها عملت، وبكل الوسائل، على عدم الانحياز إلى أي طرف من طرفي الحرب، في محاولة منها لتغليب مبدأ المفاوضات والعودة إلى السلام كوسيلة لحل الخلافات الدولية.
بالرغم تصنيف العالم للحرب الروسية الأوكرانية بأنها حرب محدودة بين دولتين هما روسيا وأوكرانيا، وأنها ليست حربًا عالمية، ولكن بمرور الوقت، اعتقد الجميع أنها حرب بين حدين ظنا، فغدت عالمية التأثير يقينا. و شرعت تجر خلفها التحالفات الجديدة في العالم، بعد لأي؛ لاح تحالف روسيا والصين، أعلن عن نفسه بلا مواربة.
مظهر الصين في بداية النزاع بدا محايدا للجميع، و بانصرام الأيام، وبدء تطبيق عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا، ووضع سقف لسعر برميل النفط الروسي، بدأ هذا التقارب الصيني إلى روسيا يرفع عنه اللحاف درءا للخنق، الصين رفضت الالتزام بتحديد سقف التسعير، وأعلنت صراحة، عدم التزامها بذلك، تلك كانت البداية، فالصين من أكثر الدول المستوردة للنفط في العالم، و في شديد الاحتياج للنفط الروسي، و تخفيض دول الأوبك لإنتاج النفط عمال.
الصين شغالة على مبادرة الحزام والطريق، العابر لمعظم الأراضي الروسية، صانته بكين بتعهد التقارب مع روسيا حتى لا تفقد انتعاش اقتصادها. و هذا ضد رغبة الولايات المتحدة ودول حلف الناتو التي تعمل كلها جاهدة على إيقاف مبادرتها الواعدة.
الثابت لزوما؛ أوكرانيا شغلت رعاتها ظرفا؛ ثم سرعان ما وضعتهم على المحك. فكل من لحقته الحرب خبر المآل. و الحال؛ كل مطلق يصدق بوجود الماهية. و لا يوجب بطلانه على تقرير صحتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح