الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان محمد بن سلمان ضرورة للدولة والمجتمع السعودي؟؟!!..... (ج3 والأخير): أعترف بأنني قد خُدْعِت وأخطأت؟!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2023 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


كنت أتمنى أن اختتم مقالي في (جزئه الثلث والأخير) هذا، بصورة إيجابية عن الأمير محمد بن سلمان وعن مملكته القادمة، خصوصاً بعد أن تناقلت الأنباء اخبار عن اتفاقه مع الصين على (شراء سلاح ومصانع سلاح كاملة من الصين) وتقليص العلاقة مع الأمريكيين إلى الحدود الدنيا للعلاقات بين الدول، حتى أن فضائية BBC البريطانية قد نقلت خبراً عن "الواشنطن بوست" بتاريخ 2023-6-9 تقول فيه: أن (بن سلمان) "يهدد بفرض عقوبات على المصالح الأمريكية" في السعودية والمنطقة، وكذلك أعجبت بصلحه مع إيران بوساطة صينية، وبخطواته الجريئة بدخول "منظمة البريكس" ومنظمات كثيرة أخرى منافسة إن لم تكن معادية للغرب وللولايات المتحدة بالخصوص!
وكنت أتمنى أن اتكلم بإيجابية أيضاً .. عــــــن ما انجزه بن سلمان في عدة قضايا كادت أن تشعل الشرق الأوسط بنيرانها وتحوله إلى رماد.. وهي قضايا يأتي في طليعتها:
 وأولها : إنهاء أو تقليص الصراع مع إيران واحلال التنافس العلمي والتكنلوجي والاقتصادي محله بين الطرفين ، وبناء شرق أوسط مزدهر، نتمنى أن لا يكون الكيان الصهيوني من ضمنه!
 وثانيها : إنهاء مرحلة استخدام المتطرفين الدينيين الوهابيين وغيرهم، في الصراع الإقليمي بين إيران والسعودية، لغرض تحقيق اهداف سياسية وتفوق إقليمي، مما جعل المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً ملتهباً ومضرجاً بالدماء دائماً، ومما شجع على هذا الاعتقاد عندي هو تنصل (محمد بن سلمان) من أولئك المتطرفين الدينيين الوهابيين وتحجيمهم ومحاولته قطع الصلة بهم، أو أنه وضعهم على (مصطبة الاحتياط) لاستخدامهم عند الحاجة والضرورة القصوى!
 ثالثها: الحرب في اليمن :
لقد كانت حرب اليمن مأساة إنسانية بكل معنى الكلمة، استخدمها الطرفان ـ السعودي والإيراني ـ في صراعهما الإقليمي، ودفع اليمنيون (فاتورتها) غالياً جداً: مئات الألوف من الضحايا وملاين المصابين من اليمنيين، وتعميم الجوع الفاقة والفقر بينهم، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية لليمن وتهجير الملاين من شعبها داخلياً وخارجياً...الخ
وكان من المفروض أن تكون قضية اليمن على رأس الأولويات في التفاهمات السعودية الإيرانية لضرورتها الانسانية القصوى، لكنها بدلاً من ذلك وضعت في الثلاجة وفي حالة "اللاحرب واللاسلم"، وإذ لم تعالج هذه القضية جدياً فإنها ستنفجر قريباً، وبأسرع مما يتصوره الجميع!!
 رابعها: القضية الفلسطينية: باعتبارها (القضية العربية المركزية) لكل العرب، ودور السعودية فيها يجب أن يكون مركزياً أيضاً، باعتبار أن السعودية اليوم تمثل القيادة العليا للنظام الرسمي العربي، الذي تسير على منواله جميع أو معظم الأنظمة العربية الأخرى!!
****
كنت أتمنى أن أكتب عن كل هذا بإيجابية وعن دور محمد بن سلمان فيها.. لكني اكتشفت فجأة أنني قد خدعت بمحمد بن سلمان وبخطواته السابقة، وقد اكتشفت كل هذا بعد زيارة وزيري السياحة والاتصالات "الاسرائيليان" للسعودية وعاصمتها الرياض علناً وعلى رؤوس الأشهاد، وأن عملية "التطبيع" كانت ماشية على قدم وساق بين النظام السعودي والصهاينة منذ سنين، فوصلت في النهاية إلى محطتها الأخيرة المبتغاة، وهي "الــتــطــبــيــع" الكامل مع الصهاينة، وأن محمد بن سلمان كأسلافه لا تهمه فلسطين ـ التي تخوض في هذه اللحظات التي أكتب فيها معركة حياة أو موت ـ ولا المسجد الأقصى ـ الذي تنتهك حرمته كل يوم في هذه الأيام ـ وتحت ظلال مباحثات التطبيع السعودي الصهيوني العلني!
ولأنني إنسان عروبي ومؤمن بقضية فلسطين وعدالتها إيماناً مطلقاً، واعتبرها هي المقياس الذي تقاس به وطنية الإنسان وعروبته وأمميته وإنسانيته واسلاميته ومسيحيته، وحتى يهوديته ـ منظمة "ناطوري كارتا" اليهودية مثلاً ـ المعادية لــ "إسرائيل" ومناصرة لفلسطين مثلاً، كما اعتبر القضية الفلسطينية هي البوصلة الهادية لي في كل مواقفي وكتاباتي السياسية والفكرية، ومواقفي من الاشخاص والاحزاب والمنظمات والأنظمة السياسية المختلفة.....إلخ لكل هذا اعترف بأنني قد أخطأت خطأً فادحاً بكتابتي عن (محمد بن سلمان) وبانه لا يختلف عن أبيه واعمامه وجده الملك عبد العزيز في نهجه السياسي وفي التوجه نحو الغرب، وأنه كأسلافه يتخذ الولايات المتحدة مناراً وقبلة وأماً حانية، وأنه لم يكن له موقف معين من الولايات المتحدة ـ رغم الاهانات الموجعة التي وجهها ترامب لأبيه ولمملكته القرسطوية ـ إنما هو كالعروس الصغيرة التي تتدلل على زوجها الأمريكي العجوز، وكل ما في الأمر في علاقاته مع الولايات المتحدة، أنه كان يريد أن يحسن شروط التحالف معها، ويرتفع بها إلى مستوى العلاقات بين أعضاء (حلف الناتو) أو على الأقل أن يجعلها بمستوى التحالف الأمريكي مع اليابان وكوريا الجنوبية ودول أسيوية أخرى، وأن أميركا هي التي ترفض علاقة من هذا النوع مع السعودية!!

وعليه فإنني أعترف بأنني قد أخطأت في كثير مما كتبته عن محمد بن سلمان وعن مملكته العتيدة، في الاجزاء الثلاث من هذا المقال واعتذر عنها جميعها!
لكنني والحمد لله، لم أكتب أو أقول عنه كما قال ـ أحد الأمميين ـ "إنه أمير ثوري وتقدمي" ، ولم اعتبره "عروبياً" كما اعتبره البعض من العروبيين، ولم اعتقد كما اعتقد البعض الآخر بأنه ومملكته "يمثلون قيادة القومية العربية في هذه المرحلة"!
كل ما في الأمر إنني ظننت بأنه يمثل صوتاً (استقلالياً) لبلاده عكس اسلافه الهالكين، المتعلقين بأذيال الغرب والولايات المتحدة ًدائماً .. لكن خاب ظنــــــــــــي وأخطأت التقدير والتقييم لهذا الملك الصغير!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة