الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(للعشق مرارة...للكلمات توهج)

رحاب حسين الصائغ

2006 / 11 / 13
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الشاعر يبحث عن مصار هذا الواقع في غير إتجاهه المعروفلهذا نجده هائماً بما حوله يكتب صوته في اللاشيء. الشاعر علي محمد اليوسف وقصائد مجموعته الاولى(توهج العشق-احتضار الكلمات) صدرت عام 2004/الموصل/شارع النجفي. إنها تحمل أسئلتها وعلامة استفهام واقفة حمم من الفراغ تريد رؤية واضحة لفكرة يراد لها التحرك.
ضحكة ما تتردد حتى تخفف وطأة الأشياء المشبوهة ليثبت الهدوء حتى ما بعد التوجس أكثر تحمساً للوطن أكثر رغبة لواقع أفضل. في تصديره منصهر داخل المرأة يعبر عن احساسه بالزمن يمثله بالحب(( مثلما لا يحيا الإنسان في الحب وحدهُ يقيناً لا يحيا من دونه)).
في قصائده نجده معاتباً نفسه وفي نفس الوقت مستغرباً كطفل يثبت على حائط الوقت من حوله وقائع لحدث لن يمر بهدوء ما دام الزمن لا يفهم معنى البرآءة عائداً للسنين الماضية متفحصاً الحائط الساكن الذي حمل شحوب المعاني فيزداد الألم قوة لأنه موجود والحائط أصبح جداراً يحمله على صدره. فيصف المكان والحياة من حوله بدون تفاعل حقيقي.فيهرع إلى ذاته والمستقبل المشوش لينظف غُبن واقع على زجاج النوافذ المطلة إلى البعيد لعله يخلق أروع معالم لهذا الصمت من حوله فينفذ إلى أعماق المرأة. يصفها بالحلم، السعادة، الطفولة، الوطن.
المتغير الوحيد المرأة، ليشذب الفكر ويعلق بأغصانها مجدداً عبق الحياة واشراقة
الشمس لعلى تخضر المفاهيم وتزدهر المعاني في النفوس في قصيدة ( ساهمة )
ساهمةً أراك في حزن محبب
ولقاء عينيك يسري بروحي
غيمة معلقة في سماء خيالي الاعزل
في فناء المجدول غصناً متدلياً
من شريان قلبي المتعب
لعينيك افترشت حلمي المسهد
انما يتصاعد حقل الأسئلة بكثافة. في معنى مسؤولية وجوده وهو يحاول حصد الامنيات وتحترق في جوفه كل الاشارات في قصيدة ( مملكة العشق)
يقضّ مضجعي بحر صاخب
معلقاً بفضاء سرمدي
بلا قرار
يعلم أن هناك جسد لم تتضح معالمه حتىفي نفسه، فيأخذه البكاء صبراً حتى لا تضيع معالم الاكتمال في جدول الحياة، وتجره الكلمات رافضاً البقاء بمكانه. لذا نسج فضاءاً لا يريد له التوقف من أجل أخطاء في الاعتقاد لا تؤجل في قصيدة(ضياع في عتمة النهار)
تركت على رمال هائجة
آثار أقدام زائلة
آمال بعيدة حالمة
ويكبر الغموض في ذهنه وجد الانسان ليحقق أحلامه! لماذا يصاحب القلق ويعيش معذباً؟. يجد التسلط والقوة تسحق الانسانية، شهوة حافية تغوص في بحر من الدم في قصيدة (قبل الأوان )
أميرة حبي الصغيرة
علمتني درساً في معنى الحقيقة
هنا ممسكاً بجيد التأمل وكلام آخر في أطراف الفراغ بدأ نزعه بنشوى لا تكون بعيدة عن همومه والمبهم من الكلام يكسره ويدعو لمنصة التفاهم معاً لوجود في ظل الاوهام، لماذا الرضى بالسجن وعدم فك القيود بدل الانسياق للسراب في قصيدة(حنان)

ليلي طويل وتساقط المطر
لينقر زجاج نافذتي بلحنه المضطرب
يوقظني من اغماضة تعبي
يرجع إلى عالم التوحد بين الرجل والمرأة ليترك الموضوع في عيون الانتظار المرتقب يمر من خلال الزجاج ويظل السعي ماضي في وجه السر المكتوم علناً في قصيدة (صهيل)
تجمدت عيوني لحظة النقاء
يعتصرني شوقي الظامئ
يتغرز في ثنايا هيامي
يستحم في الجسد صهيل خيالي
يعيش محنةً ليوم طال في وطن ضاع فيه الحق والباطل. وتصحر جلد القمر يظهور نقاط سوداء وسكن العظام دموع لا تجد لها منبع لأنهم زرعوا في حقول البلد النار وفي جداوله الحنظل وابتسانة خرساء وأشباه هياكل تتنقل بخوف لحظاتها العمياء في قصيدة (مرثية عائد)
اعوام من القلق المقطوع الجذور
المقطوع بألم الفراق وحسرة الندم
هي المأساة عينها تسكن جذور السائللا تخفف الريح ما تحمل من رطوبة العشق لهذا البلد وأصعب وأصعب قيمة يملكها هي الذكرى من أجل الأمل في قصيدة(خطاب) طيب موتي اليوم قبل غدي/أموت
الأعمار تصير كوابيس مزعجة حين يفكر الانسان بكرامته متسائلا عن هذه الاهتزازات فيصطاد من الموج التلاطم الجمالية ليهزأ من الاقدارفي قصيدة (إنتظار)
إني وضعت حداً لدوامة شقائنا الفارغ
وأحزانه الجوفاء الأزلية
إنها دوامة معنيّة بيومه المكتوم على أحزانه وقواعد حياته وهو مأخوذ بجمال التلامس بين المرأة وحب الأرض في قصيدة (مقتنيات)
مقتنياتك الجميلة فراشات محنطة
في "اليوم" ذكرياتك إحفظيها
في قبو من الحزن
والخوف
والحرمان إدفنيها
يحيط روحه الشاسعة ويصارع زوائد عمياء تمثل اتجاهات غير مشخصة، يريد أن يقول لا بد من الحرية والسبيل لها ولن نسكت مهما طال الزمن في قصيدة (تداعيات )
تتشرب دمي الراعف بألم السنين
فأنا أحببتك في كل شرائع الغرام
يتنفس رغم كل ما يحدث لحلمه الجميل لتحقيق غاياته المكبوتة لهذا نجده أحبها بكل شرائع الغرامليستطيع التحرك في قصيدة الوجه الآخر
ضفائرك تنسدل على ربوة الشمال
تنتشي فيها شقائق النعمان
يربط الجسد بالرأس والماء الذي يروي ارض الوطن من شماله لجنوبه يشبه ضفائرها بصوته المكتوم ونائحاً يريد فك هذا السكون لكنه يعلم الكل مثله فينساق إلى بث شجونه اليها متسائلاً بعد ان لا يجد غير الوهم والسراب فيعود في قصيدة ( إمرأة ملاك )
ميتاً بين الاحياء
حياً بين الاموات
في سفر المقابر
مساحات يراد غربلتها إن الاموات أحياء والقابر الجماعية تشهد وهو شاهد في هذا الفعل. وتحتوي مجموعته الشعرية صفحاتها الأخيرة على يوميات من ذاكرة النسيان، يذكر في مقدمة تلك القصائد التي على ما تبدو شبه مذكرات مهمة من تاريخ العراق يبدؤها ( الكلمة موقف وتوقف حياة في زمن اختلطت فيه المواقف وتمازجت الالوان وتيقى الكلمة أهم مفردات الحياة أولاً وأخيراً تأكيداً لإنسانية الانسان وتأصيل تاريخه وإثراء وجوده في قصيدة (شباط سد بخمة 1984) تذوب نفسي في ركام الثلج/ تندثر كل الجوانب
في مخيلة الشاعر علي محمد يرتسم البياض بروح الاستشهاد أو من سحقتهم أقدام الحرب بأسم الوطن وغلفت الحقيقة التي ابتكرها الطغاة، حاملاً جراحه النازف بلونه الأحمر فوق الثلج شاهداً لا يندثر في عمق المكان في قصيدة (12 شباط 1998)
وقفت أتأمل الايام .
الساقية الصغيرة جفّ فيها الماء .
أين طفولتي الزاهرة؟.
استوطن ألمي العميق في روحي.
كلمات من قصائد تشهد لوحدها سنيناً حفرت في صخرة التاريخ من نقاط الدم وما زال ندياً. في قصيدة (6 شباط 1994 يقول: أنصت للموسيقى بخشوع/ تسقط من عيني الدموع/ أضم أوجاعي. في قصيدة (8 شباط 1998يقول: متى تبدأ حياتنا. في قيصدة (10 شباط 1994 يقول قبل أن يولد في رحمه انتحر.
حجب كثيرة تمنع العيش بسلام وكلاً يبحث عن سيف وترس ليغرسه في الآخر ويغدق سيل الغضب في ابتكار معاني الالم، لتموت الاعشاب الناعمة دون استئذان وتنكشف صور الخداع فوق النهار المشمسوتمحي لحظات غارقة بالموت.. يتجرأ الشاعر بعد المعانات الكبيرة ويعلن عشقه الاول والاخير للعراق خاتماً مجموعته الشعرية بهذه القصيدة (عراق)
أطبع كفي نجمه بيضاء في سماء وطني
وشمساً أزلياً في تاريخ بلادي
يا شمس بلادي البهية
إطلعي لي نخلة عراقية
مباركة تتضوع نوراً من وهج قلبي
يا وطني... قلبي المكسور
يضيء عتمتة ليل الفقراء
وطني آية مباركة نزلت من السماء
لا نحتاج بعد لفك رموز الشاعر على محمد اليوسف فهو أقدر على اجراء هذه اللمحات المفتونة بسحر صاعد ولغة شعرية تحمل صفاء الذهن ولابحار في فهم الحالة وعلاقته بالابداع تؤكد وجود بصماته المتفردة لخلق الانتصار بأسلوبه المميز في حفظ قواميس الافكار شارباً مفاهيم التأسيس لخطه الشعري وتفرده في شأن اللغة ذاتها ولكل قوانين الفكر العراقي يحاكي فترة زمنية قضاها العراق في ظل الظلم ولا زال هناك غيوم نتمنى أن تنقشع وعبّر بكل تفاعله مع المفردة مستعيناً بالرمزية في قصائده من الشعر المعاصر.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يخرق نتنياهو خطوط بوتين الحمراء؟ صواريخ روسيا نحو الشرق


.. شائعة تحرش تشعل أزمة بين سوريين وأتراك | #منصات




.. نتنياهو يبحث عن وهم الانتصار.. احتلال غزة هل يكون الخيار؟ |


.. نقل مستشارة بشار الأسد لونا الشبل إلى المستشفى إثر حادث سير|




.. بعد شهور طويلة من القتال.. إسرائيل أمام مفترق طرق استراتيجي