الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة عن اليوم الأول من الحرب ..

أحمد فاروق عباس

2023 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ما حدث اليوم فى فلسطين شئ جديد ، ولم يحدث على طول تاريخ أهل فلسطين مع من يحتل أرضهم ..

فلأول مرة يقوم الفلسطينيون بأخذ المبادرة بأيديهم ، ويهجمون على إسرائيل ، ويقتلون عددا لا يستهان به من جنودها ورجالها ، ويأسرون عددا كبيرا منهم ، ويدخلون مستوطنات كثيرة ، ويحررون أرضا جديدة ..

وهو شئ مذهل في جرأته ، كما هو كبير في دلالته ..

مذهل في جرأة الفعل وسرعته، وبراعة تخطيطه ومفاجأته ..

وظنى ان إسرائيل مقبلة على حساب عسير لقادة جيشها وقادة مخابراتها وقادتها السياسيين على ما حدث صباح يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ ..
ولن أستبعد تكوين لجنة - كلجنة اجرانات بعد حرب أكتوبر العظيمة - تحقق وتحاكم ..

ولن أستبعد أن يكون مستقبل بنيامين نتانياهو أوشك على نهايته بعد ما حدث اليوم ..

ولى بعض الملاحظات عما حدث اليوم فى فلسطين ..

١ - أن ما حدث اليوم فى غزة شارك فيه كل التيارات السياسية والفصائل المقاتلة في غزة ، وإن كان الجهد الأكبر ينسب لكتائب عز الدين القسام فلأنها الأكثر تسليحا بحكم علاقاتها الإقليمية المعروفة ، وهو لا ينفى أن تيارات وطنية ويسارية وشباب غير مسيس شارك في ما حدث اليوم من عمل شجاع ، ومن جهد كبير ومقدر ..

٢ - أنه ليس من حق أحد أن يعطى نصائح لأهل فلسطين أو يفرض عليهم شيئا ..
فأهل فلسطين يقاتلون على أرضهم وليس على أرض أحد ، وهم من يقدمون الجهد والدم وليس غيرهم ، وهم من يتحملون الدمار الناتج عن رد إسرائيل المحتمل ، وبالتالى ليس من حق أحد أن يلوم من يقدم دمه لأجل أرضه ، ويتحمل الجوع وألام الحصار والدمار ..

٣ - أن ذلك ربما يعيد العقل لبعض العرب الذين يتلهفون على إقامة علاقات دافئة مع إسرائيل بدون مبرر معقول ، أو - كما جرى العرف طويلا - بدون ربط ذلك مع حدوث السلام الشامل بين العرب وإسرائيل ..

ان ظروف مصر والأردن مختلفة ..

فمصر تحملت الجزء الأكبر من تكاليف الصراع العربى الإسرائيلى ، ودخلت مع إسرائيل حروب في أعوام ١٩٤٨ ، ١٩٥٦ ، ١٩٦٧ ، حرب الاستنزاف ، ١٩٧٣ ، وانهزمت وانتصرت ، وبقى جزءا غاليا من أرضها محتلا ، وكان أن أرجعت ذلك الجزء بالسلم ..

وكذلك فعل الأردن ..
وكذلك دخلت سوريا في مفاوضات طويلة مع إسرائيل شملت عقد التسعينات كله ، ثم من ٢٠٠٧ إلى ٢٠٠٩ برعاية تركية ..

أى أن دول الطوق - مصر وسوريا والأردن ولبنان - فرضت عليها الظروف ما لم تفرضه على غيرها ، واجبرتها ظروف الصراع على سياسات ليس مضطرا سواهم أن يمشى فيها ..

٤ - هو أيضا درس قاس لإسرائيل ، نعم ربما يكون الفلسطينيون ضعفاء ، ولكن حتى الضعيف لديه أسلحته الموجعة ، ونعم ليس هناك الآن - وليس فى الأفق - ما يهدد إسرائيل بصورة جدية ، ولكن ذلك لن يستمر إلى ما لانهاية ، ولن يستمر طويلا دون رد ، فحقوق الشعوب لن تنسى رغم الضعف ، وحقوقها لن تضيع رغم أى خسائر ..

وقد بقيت جنوب أفريقيا محتلة لمدة ثلاثة قرون ، وفى النهاية رجعت البلد لأصحابها ..
وبقيت بريطانيا في الهند قرنين من الزمان ، وفى نهاية الأمر تركت الهند ..
واحتلت فرنسا الجزائر لمدة ١٣٢ سنة ، وكان تعدها جزء من فرنسا جنوب المتوسط ، وفى النهاية تركت فرنسا الجزائر ..

فطول مدة الاحتلال أو قوة المحتل ليست دليلا على شئ ، فالدنيا تدور ، وما يبدو اليوم فى رسوخ الجبال سيضعف غدا ، وربما يتبخر وتسرى عليه قوانين الزمن ، كما فعلت مع امبراطوريات عظيمة قديما وقوى عظمى حديثا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة