الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك السويداء السلمي، والخَيارات الاقلّ خطورة !

نزار فجر بعريني

2023 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


" حراك السويداء السلمي،والخَيارات الأقلّ خطورة!
الجزء الاوّل:

إذا كان من الطبيعي-في ظل غياب آفاق قيام حل سياسي وطني و تفاقم ظروف النهب والتجويع التي تعيشها الغالبية الساحقة من السوريين تحت سيطرة جميع سلطات الأمر الواقع في المركز والأطراف، وفي منطق حقوق المواطنة التي يكفلها الدستور السوري نفسه – أن يُعبّر السوريون عن مواجعهم المعيشيّة والإنسانية ، ويطالبون بضرورة فرض حصول انتقال سياسي، ما يزال السبيل الوحيد للحفاظ على مقوّمات الدولة السورية، وذلك بأدوات ووسائل النضال السلمي، بعيدا عن مخاطر العسكرة والتدخّل الخارجي القاتلة ؛
وأن نأخذ بعين الاعتبار أنّ آليات " إسقاط النظام"، العنيفة أو السلمية، ليست في متناول السوريين في الظرفين الموضوعي والذاتي الراهنين ؛ حتّى لو أراد الشعب كلّه – رغم أنّ إمكانية وحدة إرادة السوريين غير قابلة للتحقق كما يبيّن عدم تحوّل الحراك السلمي في السويداء إلى حالة سورية وطنية شاملة، تُحيي ظروف ربيع ٢٠١١ الثورية ،وتؤكّد مخاطر استخدام العسكرة (١)؛
و أنّ هذا الأجنبي ،الذي نطالبه بفرض انتقال سياسي عبر تطبيق قرارات "الشرعية الدولية"،هو نفسه الذي يكيّف القانون الدولي وفقا لمصالح أطرافه القيادية التي انتهكت قوانين الشرعية الدولية عند تدخّلها العسكري المباشر في الصراع بين ٢٠١٤ ٢٠١٥، وعندما منعت خلال حروبها اللاحقة لتقاسم الجسد السوري تطبيق القرار ٢٢٥٤ وحصول انتقال سياسي ، تحت ذريعة أولوية " مكافحة الإرهاب "،وقد تركّزت جهودها السياسية والعسكرية على دفع الصراع على مآلات تكرّس أسباب تفشيل الدولة السورية، صانعة البيئة الأمثل لتحقيق مصالح أطرافها -وهي أبرز حقائق الصراع؛
وأنّ وجود حزمة المخاطر ،على صعيد الحراك الذاتية وعلى الصعيد الموضوعي العام ، لايمكن تجاهله في حسابات الربح والخسارة السياسية(٢)، ألا يصبح من واجب " المثقّف " السياسي ، المعني بالدفاع عن حراك السوريين ، والداعم لأهدافهم، أن يشير بالبنان لمكامن الخطر ، قبل أن تتحوّل إلى وقائع ، وما تخلقه من آلام وخيبات أمل ؟
على صعيد الوعي السياسي النخبوي، اعتقد أنّ المخاطر الأبرز على سلمية الحراك وبالتالي مصالح جمهوره الخاصة ، والمصالح الوطنية السورية، تكمن في طبيعة العلاقات الجدلية بين شعار الحراك السياسي الرئيسي- الانتقال السياسي، إسقاط النظام- و آليات تنفيذه - تطبيق القرار ٢٢٥٤.
كيف ؟
١ هل ينبغي أن تتجاهل نخب الحراك طبيعة الحجج التي يقدّمها شعار " إسقاط النظام "- وما يُسوّغ كبديل في " إدارة ذاتية " – لوسائل الدعاية الحكومة من أجل إقناع السوريين بالطابع الإنفصالي و ب"لا وطنية" الحراك، وبالتالي بلاشرعية " التضامن معه في نفس الطريقة والنهج، وبما يعزز آليات إبقاء السوريين في حالة سلبية تجاه الحراك ، ويعزله ...بخلاف ما تتمنى ، وتطالب نخبه !!؟؟ هذا أوّلا .في نفس السياق ، ألا يبرّر نجاح دعاية النظام في التغطية على ما قد يستخدمه من آليات لمواجهة الحراك ، وإجهاضه ؟ إذا كان تطييف حراك ٢٠١١ وعسكرته قد وفّر للنظام مشروعية مواجهته تحت يافطة محاربة الإرهاب، ألا يقدّم شعار " إسقاط النظام "وما يتضمّنه من بديل لسلطته ، و عبر الاستقواء بالخارج، غطاء "وطنيا" لسياسات وأدوات مواجهته ؟ فهل من الحكمة أن نطلق شعارا يبرّر استجرار العنف السلطوي " الدفاعي "، وما قد يتركه من ردّات فعل ، تدفع الحراك على مسارات العنف المسلح القاتلة؟
--------------------- ---- ----------------------
(١)- "إحياء ثورة ٢٠١١"، على الصعيد الوطني، بات أقرب إلى الأمنيات الطيّبة ، لأسباب قاهرة، لا ترتبط فقط بأمراض التهجير الخارجي،بل وأيضا وبعقبات وقوع السوريين في الداخل تحت نير احتلال مزدوج ،سلطات الأمر الواقع الميليشياوية- التي تتشابه في طبيعتها الاستبدادية وآليات نهبها و ارتهانها لقوى الاحتلال الخارجي - وجيوش قوى الاحتلال ؛ الذين تتناقض مصالحهم وسياساتهم مع أهداف السوريين الوطنية المشتركة، خاصة هدف " الانتقال السياسي ".
في تصريح منسوب للشيخ " مروان كيوان " على" قناة أورينت " ، يؤكّد أنّ" السويداء سحبت سيوفها ، ولن تتراجع قبل" إسقاط النظام"!!؟
(٢)- المخاطر لاتقتصر على توجيه التهم، التي تجد احيانا ما يبررها في سلوك ووعي النخب. إذا غضينا النظرعمّا قد تشكله خطط وسياسات النظام " لإجهاض" أهداف الحراك وأنشطته تحت ذريعة مواجهة " مؤامرة إنفصالية " ، وتواجد ميليشيات إيرانية ( داعشية)على تخوم المحافظة، وركّزنا على المخاطر الداخلية الذاتية، فهل يجب أن نتجاهل وجود أشكال مختلفة من التنظيمات " الميليشياوية" التي تطرح نفسها ك"حامية "، و"خط دفاع أوّل "عن الحراك والمحافظة ، وهي تمثّل بعض أشكال العسكرة . علاوة على ذلك، ثمّة مخاطر متعدّدة داخل " صف الحراك وقيادته تشكّل "علاقات" بعضها خارج الحدود مخاطر جمّة! يضع هذا المشهد الحراك أمام مخاطر التدّخلات الخارجية، التي قد تأخذ أكثر من مستوى ، ترتبط :
أ- بمرجعيات البعض اللبنانية .
ب- بمرجعيات دينية وتمويليّة " موجودة في" إسرائيل " !
ت-يرتبط بأجندات فرنسو أمريكية واضحة، عبر القوى التي بات لها تأثير واسع ( حزب اللواء )!
ث- بخيوط لبعض الأنظمة العربية، تستطيع تحريكها بوسائلها الخاصّة ، خاصّة النظام الأردني .
ج- بإمكانية تجيير هذا الحراك من قبل القوى الدولية المتصارعة على السيطرة في سوريا ، وخاصة في هذه المرحلة من التسوية السياسية الأمريكية، حيث تستخدم الولايات المتّحدة كلّ الأوراق ضد النظام من أجل فرض شروطها السياسية المرتبطة بتأهيل سلطة قسد، والمتناقضة مع حقوق ومصالح السوريين المشتركة.
يُضاف إلى ذلك، الواقع الجيوسياسي الذي تشكّله " سلطة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا"، وقد دعت بعض الأصوات في قيادة " الحراك " لاتخاذه نموذجا ، وتسعى قيادات قسد لدفع الحراك في السويداء بما يشرعن نموذجها، "وطنيا وديمقراطيا "!
لنتابع بعضا مما يقوله الأستاذ " جمال الشوفي" :
" إن الترويج لمشروع إدارة ذاتية في السويداء وتزيينه بأفكار اللامركزية الإدارية إنما يهدف لخلط الأزمان وحرق المراحل، ومن ثم يروج لإغلاق السويداء وعزلها عن محيطها الحيوي السوري ويفقدها نقطة قوتها العامة والوطنية في الضغط على سلطة النظام بوجوب إحداث التغيير السياسي العام لمصلحة الكل السوري.... ما يميز هذا الحدث قولها الصريح للانسلاخ عن سوريا وإقامة “حكم ذاتي” في المحافظة مستغلة حراكها الشعبي الواسع، مزيفة حقيقة انتفاضة السويداء ومطالبها الواضحة... 26-09-2023".
فهل تأتي وسائل التدّخل الأمريكية خارج هذا السياق ؟
-------------يُتبع ----------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز