الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة غزة(انتصار أم أزمة)

سامي الاخرس

2023 / 10 / 8
القضية الفلسطينية


معركة غزة (انتصار أم أزمة)
سؤال عريض يتطلب التريث والتروي في البحث في تفاصيله، أو تحليل مجريات السابع من أكتوبر 2023، وما ستؤول إليه الأحداث المتسارعة التي واكبت معركة طوفان الأقصى التي شنتها كتائب عز الدين القسام، والمقاومة الفلسطينية صبيحة أمس برًا وبحرًا وجوًا، ليقف العالم أمام مشهد غير مسبوق من الفعل الميداني المحكم، والمخطط جيدًا، والمدروس وفق العقيدة الثابتة بالمواجهة التي خالفت كل التوقعات من حيث التالي:
أولًا: أن المقاومة الفلسطينية هي من باغتت العدو في مغتصباته وميدانه، ولم تنتظر كما عهد هو وكل الخبراء بأن كل معركة تكون رد فعل على ضربات العدو، بل كانت تلك المرة هي الفعل.
ثانيًا: الخيارات التكتيكية التي ارتكزت عليها المقاومة الفلسطينية في هجومها الشامل الذي فاق نتائجه وأحداثه كل التوقعات، ولم يتوقف عند أي نتيجة كانت منتظرة لمثل تلك العملية.
ثالثًا: الحسابات السياسية التي انطلقت منها تلك العملية وتوقيتها الزمني، وميدانها المكاني بعيدًا عن تخوم غزة، وكأنها إعادة لرسم خريطة فلسطين أو الدولة الفلسطينية المنتظرة.
رابعًا: كم التساؤلات التي يجب الإجابة عليها، والمصاغة من قبل من خطط ونفذ للعملية.
المعركة:
الحديث عن تفاصيل المعركة درب من الخيال بما سارت به وفق قواعد الإشتباك الفعلية المتعارف عليها، واليقين بأن ما حدث بسيناريوهاته الفعلية، تجاوز توقعات المخطط ونسبة النجاح والنتائج التي أدت لها، وهنا لابد من الإجابة على عشرات الأسئلة الملحة.
- كيف سيواجه الكيان الصهيوني وحكومته هذه النتائج، وخاصة الإنكسار لمنظومته وصورته العسكرية والسياسية والإستخباراتيه أمام العالم؟
-كيف سيتعامل مع أعداد الأسرى الصهاينة الكبير جدًا، وما هي السيناريوهات التي سيلجأ إليها في ظل هذا الواقع المعقد المتشابك بكل تفاصيله ومركباته؟
- ما هي المعطيات التي سيستند إليها في مواجهة فصائل المقاومة الفلسطينية الثابتة والمتمركزة في قطاع غزة؟
- ما هي المواقف الدولية والإقليمية التي يمكن أن تتبلور إن أرتكب نتنياهو حماقة كبرى بمهاجمة غزة برًا وحاول احتلالها، وملاحقة أهلها وسكانها؟
الأحداث
في عام 1982 قامت حكومة الكيان بشن حرب طويلة وقاسية ضد م ت ف في لبنان، ارتكبت خلالها مذابح لا زال العالم أمام مشاهدها، ودفع أثمان غالية، إلا أن خياراته السياسية كانت ابعاد فصائل المقاومة الفلسطينية، وقوات م ت ف عبر عملية (إصبع الجليل) عن لبنان، وقد نجح في ذلك ورحلت القوات الفلسطينية من لبنان إلى الساحات العربية، في ظل واقع مأساوي ترجمت تجلياته إلى اتفاق إعلان مبادئ عبر أوسلو عام 1993، ولكن ما يحدث الأن مغاير لما حدث عام 1982 فالمقاومة الفلسطينية لا تعتبر تحت ضغوط دولة مضيفة، ولا تعتبر لاجئ عابر يقيم في مخيمات بائسة، فهو اليوم في وطنه، وفي أرضه ووسط شعبه، منهم وإليهم، يتنفس به ويتنفسون به، وكل بيت فلسطيني يوجد به مقاتل أو مناضل ممن عبروا الأرض المحتلة صبيحة السابع من أكتوبر 2023، فاقتلاع أي مناضل يعني أقتلاع أسرته وبيته، ومسقط رأسه، وهذا لن يحدث إلا بحالة واحدة هي قتل كل شعب غزة الذي يصر على عدم مغادرة دياره ووطنه مهما كان الثمن، فماذا ستفعل دولة الكيان أمام هذا السيناريو المعقد؟
العملية سياسيًا.
لا يوجد عملية عسكرية دون رؤية سياسية، ودون ظهير سياسي يكون هدفها الأساسي، ومركز فعلها، والعقل المخطط والمنفذ يكون مسنود برؤية سياسية حتمية، لا حرب دائمة، في مفهوم الإرتكاز الإستراتيجي، حتى دولة الكيان لن تكون بمعزل عن رؤية سياسية واضحة ومخطط لها وفق قواعد الإشتباك السياسي.
وهذه العملية العبقرية المباغته التي شنتها المقاومة، وما ترتب عليها من نتائج لابد وأن يكون لها نتائج سياسية، فما هي تلك النتائج؟
من المتوقع خلال أيام قادمة أن تتضح معالم المعركة، وتتضح الرؤية السياسية التي انطلقت منها، وهي في المآل النهائي ستكون حلًا سياسيًا، لا مفر منه ولكن على ماذا سيعتمد هذا الحل في ظل وجود مرتكزات رئيسية في النظام السياسي الفلسطيني ممثلًا بالسلطة الفلسطينية كجسد سياسي قائم وموجود بتشكيلاته الرسمية وهيئاته الإدارية، وقوى فلسطينية مؤثرة مثل الجهاد الإسلامي، بقوته وتجهيزاته العسكرية، وحركة فتح بثقلها ووجودها السياسي والشعبي في النظام السياسي الفلسطيني، وقوى اليسار الجبهتان الشعبية والديمقراطية، وهل ما يطرح سياسيًا يحقق الطموحات الفلسطينية، والأهداف الفلسطينية؟ وهل ستوافق دولة الكيان الصهيونية على حلول سياسية تنهي الصراع الفلسطيني – الصهيوني، وتمنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة؟
كل المؤشرات تؤكد تعقيد الإجابة عن تلك التساؤلات، وعدم وضوح الصورة والمشهد المركب المعقد، ويقين بأن ما قبل المعركة ليس كما بعدها، ولا يمكن العودة بأي حال من الأحوال لما كانت عليه الأحداث.
الخواتيم:
عشرات الأسئلة التي يمكن طرحها على هامش المعركة، وخاصة لماذا استفردت حركة حماس بالمعركة لوحدها، وفاجأت كل القوى الشريكة لها وعلى وجه التحديد حركة الجهاد الإسلامي، وماذا كانت ستحقق نتائج لو تم إشراك السرايا في مخطط المعركة بمهام مختلفة ونوعية مع كتائب القسام؟
هي الدلالات تؤكد أن هناك مخطط لم تتضح معالمه بعد يعتمد على رؤية سياسية تنفرد بها حركة حماس، ولا تريد شركة سياسية مع أحد في واقع ما بعد المعركة.
ولكن نبقى ننتظر ما تسفر عنه الأحداث بدون أي اجتهادات تحليلية بما أن مقاتلينا ومقاومينا لا زالت أجسادهم تنزف عزًا وكرامه وتضحية على أرض المعركة، ولا زالت غزة تنتظر لحظات المواجهة والحسم في معركة غير معلومة الملامح بعد.
في النهاية اليوم نكتب بأقلامنا ونحن أحياء وسط غزة، وفي مخيماتنا ومدننا وقرانا، وربما بالغد نكتب بدمائنا وارواحنا ولكن أيضًا في مخيماتنا ومدننا وقرانا وأحيائنا ومنازلنا التي لن نبرحها إلا جثامين تشيع لمثوانا الأخير.
د. سامي محمد الأخرس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الف تحية لشهداء الحرية والتحرير!!
سهيل منصور السائح ( 2023 / 10 / 8 - 16:40 )
نعم في كل بيت من بيوت غزة مناضل ولا يمكن اقتلاعهم والشكر موصول والف تحية لابناء اسماعيل هنية الذين كانوا في مقدمة المناضلين ولانعرف هل استشهد منهم احد ام لا. نتمنى لهم السلامة .؟؟؟؟؟!!!!
لو قال سيد غضا بعثت بملة *** من عند ربي قال بعضهم نعم.


2 - على أساس أبناء قادة الصهاينة
سعفان نخله ( 2023 / 10 / 8 - 21:39 )
مو في أوروبا وأمريكا
شباب قادة فصائل المقاومة استشهد منهم العشرات طوال سنوات الحصار الجائر والعدوان وحرب الصهاينة على الشعب الفلسطيني البطل


3 - الرجاء نشر تعليقي والرد عليه-داعش وختمنئي خطرخطيرع
المتابع- ( 2023 / 10 / 8 - 23:05 )
خطر خطير على العالم-وحان الوقت بعد ان ضحكت الرجعية العربيه والفاشية الاسلامجية علينا لاكثر من 100سنه-العنصرية العربجية المجرمه والفاشية الاسلامجية فرغت بلداننا من سكانها الاصليين-انظروا الى العراق الذي فقد اروع مواطنيه من اليهود في ال75سنه الاخيره وفي ال50سنة الاخيره بداء هروب اصليينا المسيحيين نتيجة للمد الفاشي الاسلامجي واضطهاد المسيحيين وحتى الصابئة المندائيين -لقد خسر العراق خيرة ابنائه وكوادره بسبب العنصرية الفاشية العربجية والاسلامجية وكذالك الامر حصل مع جميع البلدان العربيه علينا ان نراجع انفسنا وان نتخلى عن العنصرية العربجية الاسلامجية ونعيد النظر في موقفنا من اسرائيل رمز الدمقراطية والتقدم في منطقتنا والعالم -كفايه تضحك علينا الرجعيات العربجية الاسلامجية -ارجو الرد بعد استخدام العقل والضمير في مواقفنا الانتحاريه حتى الان-تحياتي

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة