الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....18

محمد الحنفي

2023 / 10 / 8
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إهداء إلى:

القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.

الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.

المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟

محمد الحنفي

أليس التطلع في خدمة الاستغلال المادي والمعنوي؟

إن التطلع، يبقى تطلعا، والطموح، يبقى طموحا، والتطلع، الذي لا يسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية، التي ترفع شأن المتطلع، إلى مستوى الأثرياء الكبار. وهو، بذلك، لا يمارس الصراع الطبقي، بقدر ما يمارس العمالة الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وممارسة العمالة الطبقية، للطبقات الثرية، لا يمكن اعتباره إلا وضع المتطلع، في خدمة الاستغلال المادي، والمعنوي، خاصة، وأن ما يهم المتطلع، هو الحرص، على أن تكون ممارسته، جملة، وتفصيلا، ساعية إلى تحقيق التطلعات الطبقية، التي تسيطر على فكره، ووجدانه، مما يجعل ممارسته، لا تخرج عن انتهاء مختلف الفرص، من أجل تكديس الثروات، سواء كانت بطرق مشروعة، أو غير مشروعة، كالنهب، والارتشاء، وحيازة ممتلكات الغير، سواء كان مقبولا، أو غير مقبول، مشروعا، أو غير مشروع، حتى، وإن تعلق الأمر بالاتجار في الممنوعات، التي تجلب الكثير من الثروات، مع إرشاء رجال السلطة، من أجل إغماض أعينهم عنه، حتى يتحول إلى ثري كبير، يصنف إلى جانب الأثرياء الكبار، الذين يتفاوتون في قيمة الثراء، سواء كانوا بورجوازيين، أو إقطاعيين، أو أي شيء آخر، من الصفات التي تضاف، عادة، إلى الأثرياء الكبار، الذين أصبحت ثرواتهم، تعد بالملايير، إن لم تكن بعشرات الملايير، بل بمئات الملايير، التي كان مصدرها، في معظم الأحيان، غير مشروع، خاصة، وأن المشروعية في تكديس الثروات، أصبحت عملة نادرة. والعملة النادرة، غالبا ما تكون مفتقدة من السوق، والسوق المغربية، غالبا، ما تفتقد فيها المشروعية؛ لأن المعنيين بالحرص على المشروعية، لم نجدهم بعد. وما وجدنا، سوى الثروات، بطرق غير مشروعة.

فلماذا يعتبر التطلع مدعاة لتكديس الثروات الهائلة؟

ولماذا يرتبط التطلع، كصفة، بالبورجوازية الصغرى؟

وهل يمكن أن يعتبر الطموح تطلعا؟

وما هو الفرق بين التطلع، والطموح، على جميع المستويات؟

ولماذا نعتبر أن التطلع، لا يمكن أن يحقق أهدافه، إلا بالممارسة غير المشروعة؟

ولماذا نجد، أن الطموح، لا يقبل التورط بالقيام بالممارسة غير المشروعة؟

وهل يسعى المتطلعون، إلى خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

ولماذا، لا يجد الطامحون ذواتهم، إلا في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين؟

وهل الشخصية الحكيمة، تجمع بين التطلع، والطموح؟

ولماذا نعتبر: أن التطلعات الطبقية، مرض عضال، يلتصق بطبيعة البورجوازية الصغرى؟

ولماذا نعتبر: أن الطموح، لا يلتصق إلا بالشخصية السليمة، من كل أمراض التطلعات الطبقية؟

وفي مستهل الأجوبة على هذه الأسئلة، نرى:

أن التطلع، يجعل المريض به، يلهث وراء الثروات، التي يعمل على جمعها، وتكديسها، حتى تتحول إلى الملايين، ثم عشرات الملايين، ثم مئات الملايين، وصولا إلى الملايير، ثم عشرات الملايير، التي يتم تكديسها إما في الصناديق، أو في الحسابات البنكية، أو تحويلها إلى عقارات، أو ممتلكات عقارية، في مختلف المدن المغربية، التي ترتفع فيها، قيمة العقار، بسرعة فائقة، بين عشية، وضحاها. فما بالنا بين شهر، وآخر، وبين سنة، وأخرى، وبين عقد، وآخر، وإقامة متاجر كبرى، وعصرية، يقصدها الآلاف، كل يوم، من أجل التسوق، سعيا إلى الظهور بمظهر الثراء الفاحش، بالإضافة إلى اقتناء العقارات، في مختلف البوادي، من أجل أن يجمع، في شخصه، بين كونه بورجوازيا، وإقطاعيا، في نفس الوقت.

وإذا اكتفى باقتناء العقارات، في المدن المغربية، أو في البوادي المغربية، فإنه يتحول إلى بورجوازي صرف، أو إلى إقطاعي صرف. وإذا جمع بينهما، فهو بورجوازي / إقطاعي. وهو، من هنا، يصير، إما بورجوازيا، وإما إقطاعيا، وإما بورجوازيا / إقطاعيا.

وقد يكتفي بارتباطه بالعقلية البورجوازية الصغرى، أو بالفكر البورجوازي الصغير، الذي لا يكون إلا مريضا بالتطلعات الطبقية، التي يحرص على أن يكون ساعيا، باستمرار، إلى العمل على تحقيق تلك التطلعات الطبقية، وبالسرعة الفائقة، حتى يصير معتبرا، من كبار الأثرياء، ويحرص هو، كذلك، على أن يصير مالكا للعقارات الثمينة، إما في المدن، وإما في البوادي، وإما في المدن، والبوادي على السواء، ليصير، بذلك، بورجوازيا، أو إقطاعيا، أو بورجوازيا إقطاعيا، في نفس الوقت، وإما تاجرا كبيرا، أو تاجرا / مزارعا كبيرا، وإما مربيا للمواشي، فقط.

والبورجوازي الصغير، الذي يسعى إلى تحقيق التطلعات الطبقية، لا يهمه الكيف، بقدر ما يهمه مراكمة الثروات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، فإن كانت، هذه الثروات، تأتي من النهب، مارس النهب، عن طريق المسؤوليات، التي يمارسها؛ لأن النهب، قد يعد بالملايين، وقد يعد بالملايير، خاصة، وأن من يسند إليه الأمر بالصرف، قد يكون بعيدا عن المراقبة، كما حصل مع عدد من الناهبين الكبار، الذين صاروا يتصرفون في الملايير، من منطلق مسؤولياتهم السلطوية، أو الجماعية، أو البرلمانية، أو الحكومية. وإن كانت تلك الثروات، تجمع عن طريق الارتشاء، الذي قد يكون، كذلك، بالملايين، وقد يكون بالملايير، كذلك، من منطلق التواجد في المسؤولية الكبرى، التي تمكنه من ذلك، سواء تعلق الأمر بالمسؤولية المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية. وإما عن طريق المسؤولية الجماعية، التي تمكن صاحبها، من تلقي الرشاوى بالملايين، أو بالملايير، سواء كانت المسؤولية الجماعية: محلية، أو إقليمية، أو جهوية، أو عن طريق المسؤولية البرلمانية، التي يستغل فيها البورجوازي الصغير، مسؤوليته البرلمانية، ليتدخل لصالح فلان، أو علان، مقابل تلقي رشاوى هائلة، تتناسب مع طبيعة موضوع التدخل، لذى هذه الجهة، أو تلك، والتي قد تكون بالملايين، أو بالملايير.

وإذا كانت التطلعات الطبقية تتحقق، عن طريق الاتجار في الممنوعات، قام البورجوازي الصغير، بالاتجار في الممنوعات، من منطلق، أن هذا النوع من التجارة، يجلب الأموال الطائلة، التي تتحقق عن طريقها التطلعات الطبقية، وبالسرعة الفائقة. وهذا النوع من التجارة، الذي قد يعد رأسماله بعشرات الملايير، غالبا، ما يلجأ المشتغلون به، إلى تبييض الثروات، غير المشروعة، عندما تتحول إلى عقار حضاري، أو قروي.

ولا يمكن، أبدا، أن يعتبر الطموح تطلعا، لأن الطموح شيء، والتطلع شيء آخر، ولا وجود لما يجمع بينهما، خاصة، وأن الطموح: سعي إلى تحقيق ما هو مشترك بين الناس جميعا، عن طريق النقابة، أو الجمعيات، على اختلافها، أو الأحزاب السياسية، وخاصة، منها الأحزاب اليسارية، المقتنعة بالاشتراكية العلمية، التي تسعى إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف كبرى، لتغيير الواقع، الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، على خلاف التطلع، الذي لا يسعى إلا إلى تحقيق التطلعات الطبقية، عن طريق النهب من الثروة الشعبية، وعن طريق الارتشاء، وعن طريق السعي إلى التمتع بامتيازات الريع المخزني، وعن طريق الاتجار في الممنوعات، وعن طريق التهريب من، وإلى المغرب، بطرق غير مشروعة، الأمر الذي يترتب عنه: حاجة المتطلع، إلى تبييض الأموال الطائلة، التي تتجمع لديه، حتى تصير تلك الأموال مشروعة. ومشروعية الأموال، لا تتم، إلا باقتناء العقارات الحضرية، أو القروية، أو هما معا، ما دامت قيمتها، ترتفع، مع مرور السنين.

ولذلك، نعتبر أن الطموح، لا يكون إلا جماعيا، وأن التطلع، لا يكون إلا فرديا.

والفرق بين الطموح، والتطلع:

أولا: على المستوى الاقتصادي، نجد أن الطموح، يسعى إلى أن يكون الاقتصاد وطنيا متحررا، وأن يخضع الدخل، إلى التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، على أن يكون الاقتصاد في خدمة الوطن، وفي خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح.

والاقتصاد، قد يكون رأسماليا وطنيا، وقد يكون رأسماليا تبعيا: بورجوازيا، أو إقطاعيا، أو تحالف بورجوازي إقطاعي متخلف، وقد يكون متعدد التشكيلات الاقتصادية، والاجتماعية، وقد يكون اشتراكيا. أما التطلع، فلا يكون إلا في خدمة الفرد.

ثانيا: على المستوى الاجتماعي، نجد أن الطموح، يحرص على الاهتمام بالتعليم، الذي يراه تعليما وطنيا شعبيا، يصير في خدمة الوطن، وفي خدمة الشعب، وفي خدمة الكادحين، من خلال الحرص على تعليم أبنائهم، وبناتهم، الذين لا يتوقفون عن الاستمرار في التعليم، إلى الحصول على أعلى الشهادات، وفي التخصص الذي يريدون، إلا إذا توقفوا عن الاستمرار في التعليم، وبإرادتهم، كما يهتم الطموح بالشأن الصحي، فيحرص على أن يكون العلاج مجانا، وأن تكون مختلف الحاجيات الطبية، متوفرة في جميع المستشفيات، وفي المراكز الصحية، مع ضرورة مراقبة الأثمنة، المعمول بها، في القطاع الخاص، حتى لا يتضرر المواطنون، المتعاملون مع القطاع الخاص.

وبالنسبة للتطلع، فإنه لا يهتم لا بالتعليم، ولا بالصحة، إلا إذا كنا في خدمة تحقيق التطلعات الطبقية، للبورجوازية الصغرى، التي تستغل التعليم، كما تستغل الصحة، لجعل البورجوازية الصغرى، تحقق تطلعاتها الطبقية، التي ترفع شأنها، إلى مستوى الأثرياء الكبار، على المستوى الوطني، وعلى المستوى العالمي.

والطموح، إلى جانب جعل التعليم، والصحة، في خدمة أبناء الشعب المغربي، وفي خدمة الكادحين، وفي خدمة الماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب الكادح، مع الحرص على مجانيتهما، فإنه يحرص على أن نسبة التشغيل، في المجتمع المغربي، متناسبة، مع الزيادة في عدد السكان، سواء تعلق الأمر بالقطاع العام، أو بالقطاع الخاص.

ثالثا: على المستوى الثقافي، نجد أن الطموح، يسعى إلى إقامة ثقافة التواصل، والتآلف، والمحبة، والأخوة، والإنسانية، والعدل، وغير ذلك، مما يجعل الناس، يتواصلون مع بعضهم البعض، ومع تواصلهم، تسود المحبة، والاحترام المتبادل، فيما بينهم، إلى درجة: أن التوزيع العادل، للثروات المادية، والمعنوية، يصير مقبولا. وتكريسه للمحبة، والاحترام المتبادلين، والعمل على إيجاد مجتمع التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كنتيجة للطموح السائد في المجتمع، وعلى خلاف الطموح، نجد أن التطلع، يسعى إلى توظيف العلاقات الاجتماعية: التعليمية، والصحية، في خدمة تحقيق التطلعات الطبقية، كما يسعى إلى جعل الوسائل التثقيفية، وسيلة إلى نشر ثقافة التضليل، التي يستفيد منها الحكم، وتستفيد منها البورجوازية، والإقطاع. وهو ما يخدم مصلحة المتطلعين، المنتجين للثقافات المضللة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وللجماهير الشعبية الكادحة، وللشعب المغربي الكادح، الذي ينعدم أمامه أي شكل من أشكال الطموح.

رابعا: وعلى المستوى السياسي، نجد أن الطموح، يسعى إلى أن تسود سياسة الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، سعيا إلى تسييد الديمقراطية، فيما بينهم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، أملا في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

وهذا الطموح السياسي، يقتضي المساهمة الفعالة للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن الجماهير الشعبية الكادحة، الحرص على تحقيق الأهداف، التي ترفع الشأن السياسي، في المجتمع المغربي، وفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، حتى يصل المجتمع، بسياسة التحرير، وبسياسة الديمقراطية، وبسياسة الاشتراكية.

وعلى خلاف الطموح، نجد أن التطلع، لا يتجاوز أن تكون الممارسة السياسية، في خدمة المصالح الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية للمتطلعين، الذين يستغلون السياسة، كما يستغلون الاقتصاد، وكما يستغلون الاجتماع، وكما يستغلون الثقافة، لخدمة تحقيق تطلعاتهم الطبقية، فكأن الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، ما وجد إلا لخدمة تحقيق التطلعات الطبقية، للبورجوازية الصغرى، التي رأينا: أنها تركب جميع المراكب المشروعة، وغير المشروعة، من أجل تحقيق التطلعات الطبقية.

ونحن نعتبر: أن التطلع، لا يمكن أن يحقق أهدافه، إلا بالممارسة غير المشروعة؛ لأن الممارسة المشروعة، قد لا تجعل قد لا تجعل المتطلع، يحقق تطلعاته الطبقية، نظرا لكون العديد من الناس، يقوم بالممارسة المشروعة، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مما يجعل المتطلع، لا يتجاوز تحقيق الأهداف المرجوة، مما يجعله، يلجأ إلى الممارسة غير المشروعة، كالنهب، والارتشاء، والحصول على امتيازات الريع، والتهريب، من، وإلى المغرب، والاتجار في الممنوعات، الأمر الذي يجعله من كبار الأثرياء، الذين يتهافتون على العقار، من أجل تبييض الأموال، التي اكتسبوها، بطرق غير مشروعة، الأمر الذي يقتضي طرح السؤال:

هل تخضع جميع المسؤوليات، وجميع الممارسات، لتتبع، ومراقبة الدولة؟

أم أن سياسة الدولة، قائمة على أساس: إطلاق الحبل على الغارب؟

فنحن نعرف، أن سياسة الدولة، لا تهتم إلا بمصلحة البورجوازية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، وفي خدمة تحقيق التطلعات الطبقية، التي تعتبر وسيلة لتجديد الطبقات المتهالكة، عن طريق إعادة إنتاج تلك الطبقات، حتى لا تنقرض الطبقات العليا، من المجتمع، والتي، غالبا، ما تكون مالكة لوسائل الإنتاج.

كما تعتبر، أن الطموح، لا يقبل التورط في القيام بالممارسة غير المشروعة؛ لأن كل ذلك، يتناقض مع فكر الطموح، ومع ممارسة الطامحين، الذين يعملون على تحقيق العمل المشترك، بين جميع أفراد المجتمع، مهما كانوا، وكيفما كانوا، وخاصة، إذا كان هذا العمل المشترك، يتمثل في التحرير، وفي الديمقراطية، وفي العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل، للثروة المادية، والمعنوية، لجعل الطموح ساريا على الجميع، مهما كان، وكيفما كان.

وبالنسبة إلى التطلع، فإنه لا يقبل، أبدا، بتسييد العمل المشترك، بين الناس جميعا، وخاصة، إذا تعلق الأمر بالتحرير، وبالديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية؛ لأن المتطلعين، لا يستطيعون تحقيق تطلعاتهم الطبقية، إلا في إطار العبودية، والاستبداد، والاستغلال. وإلا في ظل سيادة الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

والمتطلعون، لا يسعون إلى خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لأنهم، إذا وضعوا أنفسهم، في خدمة مصالح هؤلاء، سوف يمتنعون عن النهب، والارتشاء، وعن الاتجار في الممنوعات، وعن التهريب، وعن الحصول على امتيازات الريع المخزني، وغير ذلك، من الممارسات، التي تساهم، بشكل كبير، في تحقيق التطلعات الطبقية.

والمتطلعون، من طبيعتهم، أنهم يحرصون على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، التي لا يمكن أن تمارس إلا في إطار الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، الذي يتناسب مع سيادة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.

وعندما يتعلق الأمر بالطامحين، الذين يسعون إلى تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية، مما يخدم مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والطامحون، يجدون هويتهم، في خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لأن خدمة من هذا النوع، لا تتم إلا في إطار مجتمع متحرر، وديمقراطي، واشتراكي، وللوصول إلى تحقيق هذا المجتمع، لا بد من محاربة الفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق استئصاله من المجتمع، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، حتى يصير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والإداري، والجماعي، خاليا من الفساد، مهما كان، وكيفما كان.

والمتطلعون، لا يسعون، أبدا، إلى محاربة كل أشكال الفساد؛ لأنها تخدم تحقيق تطلعاتهم الطبقية، خاصة، وأنهم لا ينتعشون، إلا في إطار سيادة الفساد، الذي لا يحاربونه، أبدا، مادام يعتبر مجالا لتحقيق التطلعات الطبقية.

وأي شخص، كيفما كان نوعه، لا يمكن أن تجتمع فيه صفة الطموح، وصفة التطلع. فإما أن يتصف بالطموح، وإما أن يتصف بالتطلع، إلا إذا كان يمارس النفاق، فينتمي إلى الإطارات اليسارية، التي تقتنع بالاشتراكية العلمية، بضرورة التحلي بصفة الطموح، في إطار التنظيم: محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، وفي إطار التنظيم، فإنه لا يمارس إلا التطلع؛ لأنه لا يكون إلا مهووسا بتحقيق التطلعات الطبقية، كما يحصل في بعض النقابات، التي تتخذ سلما لتحقيق التطلعات الطبقية، على مستوى العلاقة، مع الذين يعانون من المشاكل الإدارية، على مستوى المديريات الإقليمية، وعلى مستوى الأكاديميات، وعلى مستوى الوزارة، الأمر الذي يشير إلى النقابة، والعمل النقابي، وإلى النقابيين، بالخصوص، الذين تتسخ سمعتهم. وممارسة مستغلي النقابة، والعمل النقابي، من أجل تحقيق التطلعات الطبقية، التي تنقل المتطلعين إلى مصاف الأثرياء الكبار.

والشخصية السليمة، من مرض التطلع الطبقي، لا تتصف إلا بالطموح، الذي يجعلها تسعى إلى تحقيق العمل المشترك بين الناس جميعا، يستفيد الجميع من تتويج التحقيق: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا؛ لأن العمل على تحقيق العمل المشترك، يكون مصحوبا بالفساد الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والإداري، والجماعي، والانتخابي، حتى يخلو المجال من الفساد، والتطلع، ويتنفس المواطنون الصعداء، بسبب اختفاء كل أنواع الفساد، وتصير الإدارة، إدارة، والمواطنون، مواطنين، والمعاملة المحترمة، معاملة محترمة.

ومجال خال من الفساد، لا يمكن أن ينتج إلا شخصيات سليمة، من أمراض التطلعات الطبقية، التي يصير بها المجتمع خاليا، من الذين يحملون شخصيات غير سليمة.

وتعتبر التطلعات الطبقية، مرضا عضالا، يلتصق بشخصيات البورجوازية الصغرى، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تعتبر مجالات، تهتم بانتشار أمراض البورجوازية الصغرى التطلعية، التي تسعى إلى تحقيق تطلعاتها الطبقية، ليصبح جميع أفراد المجتمع، مرضى بالتطلعات الطبقية، فينصرفون عن التفكير في الذات، وفي الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي لا تهتم بالأوضاع العامة، لا بالعمال، ولا بباقي الأجراء، ولا بسائر الكادحين، ولا بالجماهير الشعبية الكادحة. وقد كان المفروض، أن يحمل العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وعيهم بالذات، وبالأوضاع المختلفة، وبالعمل على تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، كطبقة اجتماعية مقهورة، يمارس عليها الاستغلال المادي، والمعنوي، بالإضافة إلى ضرورة امتلاك الوعي الطبقي، الذي يمتلكه العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، رغبة في النضال، تحت قيادة حزب الطبقة العاملة، أو الحزب الثوري، من أجل تحقيق الأهداف الكبرى، المتمثلة في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، لضمان التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، وتبرز فيه، من مختلف الميادين، تطلعات البورجوازية الصغرى.

وفي المقابل، نجد أننا نعتبر الطموح، لا يتصف إلا بالشخصية السليمة، من كل أمراض التطلعات الطبقية؛ لأن الطامح يتجنب الاتصاف بأمراض التطلعات الطبقية، التي لا يمكن أن تكون مواكبة للمجتمع، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لأن الطامح، يتجنب ما أمكن، أن يقف وراء إيذاء المجتمع، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهو ما يترتب عنه: العمل على جعل المجتمع، برمته، خاليا من أمراض البورجوازية الصغرى، ليسود فيه الحق، والقانون، في المسلكية الفردية، والجماعية، ولتسود الطمأنينة في المجتمع. إلا أن البورجوازية الصغرى، من خلال حرصها على إفساد المجتمع، آناء الليل، وأطراف النهار، من أجل إنضاج الشروط، التي تساعد على تحقيق تطلعاتها الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، التي تتحقق، في ظل الفساد السائد، وأمام أعين السلطات المختلفة، من منطلق أنه: بدون سيادة الفساد، لا يمكن للبورجوازية الصغرى، تحقيق تطلعاتها الطبقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام