الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبجديات تحليل النص الأدبي

صبري فوزي أبوحسين

2023 / 10 / 8
الادب والفن


ابجديات في تحليل النص الأدبي
-------------
من أبجديات التعامل مع النصوص الأدبية أن يتعرف الطالب على الطريقة المثلى لقراءة النص الأدبي وتذوقه وتحليله ونقده. ولكل متعامل مع النص الأدبي منهاجه وطريقته، ونحاول هنا الوقوف مع بعض التجارب، والخلوص إلى منهج علمي عملي مناسب لطالب المرحلة الجامعية. لاسيما وقد دب الضعف، إن لم يكن العقم، في هذا المجال الحيوي، على النحو الذي نراه في طريقة تعامل الطالب الجامعي مع النصوص الأدبية، بل والطالب في مرحلة الدراسات العليا، فهو بين قارئ سطحي للنصوص أو هارب من مواجهة النصوص عجزًا لعدم امتلاكه أدوات التحليل وتقنيات التذوق والنقد، ومن ثم فإن عرض هذا المنهج العملي بطريق منطقية واضحة يعد خطوة أولى في علاج هذا القصور العلمي والتعليمي النتشر في أجيال الألفية الثانية.

مفهوم تحليل النص الأدبي:
--------------
يقصد بعملية تحليل النص الأدبي: هو بيان أجزاء النص ووظيفة كل جزء فيه، وهو الشرح أو التفسير والعمل على جعل النص واضحًا جليًا، وترد الكلمة في سياق تفسير النص. وهي طريقة من طرق النقد الأدبي في تناول النصوص تتضمن الدراسة الوثيقة التفصيلية والتحليل والبيان التفسيري؛ ومن هذا المنطلق يُركز على اللغة والأسلوب والعلاقات المتبادلة بين الأجزاء والكل، لكي يصبح معنى النص ورمزيته واضحين، قدر المستطاع( ).
الهدف من تحليل النص الأدبي:
-------------------------
إن الهدف من دراسة "النص الأدبي" هو الوقوف على إبداعات الأديب -شاعرًا أو كاتبًا- في نصه، وما تجلى فيه من جماليات، تبدو في دقة التعبير وروعة التصوير، وحسن التركيب، وجمال الموسيقا، كما تبدو فيما تحويه الألفاظ والتراكيب والصور من تجارب صادقة، وعواطف جياشة، ومعانٍ نبيلة، وأفكار جليلة، جعلت القارئ ينفعل بها ويتأثر، مثلما انفعل بها الأديب -من قبل- وتأثر، انفعالًا وتأثرًا يجعلانه مشدودًا إلى ما في النص من سمات فنية ترقى بالأدب، ومن قيم موضوعية تسمو بالإنسان إلى مراقي التقدم والكمال( ).
وهناك مبادئ ومراحل يتدرج فيها الطالب؛ كي يقوم بعملية تحليل النصوص، ومن هذه المبادئ: فهم النص، وتحديد موقع النص وجوه العام، وتحديد الفكرة والموضوع، والوقوف على الصور الفنية والعاطفية، والفوائد المستقاه التربوية.
إن تحليل النصوص الأدبية نمط من أنماط النقد الأدبي الذي يحتاج إلى دربة ومران، وذوق وحساسية خاصة، ونزوع مركوز في النفس بالإضافة إلى سعة في الثقافة، وفيض في المعرفة، إلى جانب حدة في النظر، وعمق في الإدراك، وانفعال لما يفصح عنه النص، وإلمام خاص بفنون اللغة وآدابها، والأساليب وخصائصها والأجناس الأدبية وقواعدها الكلية، ووسائل النظر فيها.
نحاول في هذا المنهج العملي لتحليل النصوص أن نقضي على المزاجية والتنويع والتجزئة والتفتيت للنص الأدبي من خلال دراسة سطحية تقوم على شرح الأبيات ومفرداتها وإعطاء أحكام أقرب ما تكون لقرارات حكم المحكمة الأهلية، من استعمال كلمات: الخيال، والأسلوب، والأفكار الجزئية، وقصد الشاعر…وغير ذلك من معالم القراءة السلبية التي مورست علينا ولا زالت؛ مما جعل نظرة الكثير للأدب نظرة سطحية وهذا أمر جد خطير؛ إذ يؤكد لنا خبراء العلاقات الدولية "أن سوء الإدراك وسوء الفهم يهدد بنسف فهم العالم، ويؤدي إلى اضطرابه وخلخلته نتيجة سوء الفهم وسوء التفسير، ونحن نملك خبرة مباشرة في سوء التفسير، فلو لم يكن هناك شيء يشبه سوء التفسير، فكيف يمكن لأي منا أن يتبع خارطة طريق على نحو غير صحيح أو أن يقود سيارة في الطريق المعاكس بشارع ذي اتجاه واحد"( ).

إن قراءة النص قراءة منهجية يعني أن يصبح القارئ قادراً على فهم دواخل النصوص لأن عملية القراءة الإبداعية لا تكمن في وجود نص مبدع والكاتب المبدع فقط بل لا بد من وجود القارئ المبدع وهو الركن الثالث من العملية الإبداعية، ونعني بذلك الكاتب والنص والقارئ الذي لا بد له من أن يمتلك منهج القراءة الإبداعية حتى يصبح جزءاً مهماً في العملية الإبداعية.
وفي ذلك تقول يمنى العيد في كتابها في معرفة النص: "كيف يصير القارئ كل قارئ ناقداً لما يقرأ؟ وكيف يصبح القارئ قادراً على كشف دواخل النصوص؟، ثم تقول أن تصير القراءة نقداً معناه، أن لا يبقى القراء على هامش ما يقرأون معناه أن يكون للقارئ حضور في الثقافة، ثقافة المجتمع الذي يعيش( )".
والدراسة المنهجية هي الدراسة التي تتلخص في الاعتماد على النص الذي نريد أن نجعل منه مجالاً للدراسة والتحليل، وذلك من خلال دراسة المستويات اللغوية والدلالية وتوظيفها خدمة للنص.
"فالباحث يجب أن يعطي الاعتبار الكامل للنص، لأن النص هو الأساس وهو المقصود في مجال الدراسة، وهذه الملاحظة كثيراً ما غابت عن أذهان بعض الباحثين، حيث يوظفون النص في أغراض لا علاقة لها بالنص كإبداع وممارسة لغوية لها استقلالها وتميزها الخاصان( )".....
وقد تعددت مناهج التحليل والنقد وتنوعت، ولكن الناقد الحصيف هو الذي يختار منهجًا تكامليًّا يلم بأهم المرتكزات في كل منهج؛ فضلًا عن، أن بعض النصوص تستدعي منهجًا بعينه؛ لأنه أقرب إلى طبيعتها.
ويمكن إجمال خطوات هذا المنهج العملي في تحليل النص الأدبي في أربع مراحل، هي:
مرحلة تاريخ النص الأدبي
مرحلة قراءة النص الأدبي
مرحلة تذوق النص الأدبي
مرحلة نقد النص الأدبي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??