الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدق بن جوريون : هذا صراع وجود لاصراع حدود !!!

محمد القصبي

2023 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


أخدود هائل يشطر بين الموقف الرسمي لبعض الحكومات العربية ...ورجل الشارع في كافة أرجاء الجغرافية العربية.. ففي الوقت الذي تلتحم فيه الشعوب العربية بمشاعرها الفياضة مع المناضلين الفلسطينيين في مواجهتهم الشرسة للاحتلال الإسرائيلي..
ثمة عواصم عربية كما يبدو من بياناتها الرسمية تلوذ بحياد العاجز المثير للدهشة ..للسخط..حين تدعو الطرفين .. الغاصب والمغتصب.. للتهدئة والبحث عن سبل لوقف إطلاق النار..
وما يثير سخط رجل الشارع العربي أن من بين تلك العواصم التي تلوذ بسياسة الإمساك بالمسطرة من منتصفها..لاتعاني مثلا من أزمات اقتصادية مثلا تمترس الطريق أمام اتخاذ موقف حازم وحاسم من الصلف الإسرائيلي..
.بل كما نرى ..ترفل شعوبها بحياة في ظل شعار مليار دولار لكل مواطن..!!
والمثير للدهشة أن هذه العواصم العربيةالتي التزمت بالحياد تجاه أحداث غزة الاسرائيلية..سبق وأن انزلقت في مغامرات عسكرية في الإقليم خلال السنوات الماضية ..!!
وهاهي إزاء قضية العرب المركزية تلوذ بحياد العاجز !!!
في المقابل نجد الرئيس الأمريكي بايدن يعلن صراحة أن تأييد امريكا لإسرائيل ثابت كالصخر..!!
مذكرا العالم بأن بلاده كانت أول من اعترف بالدولة العبرية وعقب ١١ دقيقة من " ميلادها" !!


لكن ..في النهاية هذا الموقف الرسمي السلبي والعاجز من بعض عواصمنا ليس هو ما يخط مسار الصراع العربي الإسرائيلي..بل مايحدد مسار هذا الصراع.. هذا الذي ورد على لسان بن جوريون رئيس الوزراء الإسرائيلي في خمسينيات القرن الماضي..حين قال :
أن مابين العرب واسرائيل صراع وجود..لاحدود..!!
فإن كان الأمر كذلك...فكيف سينتهي هذا الصراع..؟
سينتهي حتما بزوال إسرائيل!!!
فرغم التقدم الاسرائيلي الهائل في كافة المجالات الاقتصادية والعسكرية والعلمية وغيرها إلا أنها في النهاية لاتملك مقومات الدولة الراسخة والتي تمكنها من البقاء.. وقد شبهها الكاتب الإسرائيلي أورولي اوزولي في كتابه ( هل تبقى إسرائيل حتى عام ٢٠٤٨ ؟) بمملكة بيت المقدس الصليبية والتي رغم قوتها وعنفوانها إلا أنها لم تكمل القرنين " ١٠٩٩ / ١٢٩١ م" ..وهذا ماألح عليه المخرج يارون كفتوري في فيلمه الوثائقي "خارج الغابة.".والذي تنبأ بزوال إسرائيل قبل عام ٢٠٤٨..
قد لايكون الأمر هكذا..لكن القراءة الواعية للواقع الإسرائيلي داخليا واقليميا.. وكما فعل الكاتب اليهودي دوراتي عبر كتابه " إسرائيل.. قرن لاحق" تنتهي إلى أن إسرائيل لن يكتب لها البقاء أكثر من قرن أو قرنين..
لأنها ببساطة لاتملك مقومات البقاء على النقيض من العالم العربي..ومن هذه المقومات مثلا العامل الديموغرافي...فاسرائيل رغم مرور ٧٥ عاما على ميلادها الشيطاني ..لايزيد عدد سكانها عن تسعة ملايين..يتوهون وسط الطوفان العربي ..
فإن كان أحد أسباب الميلاد الشيطاني للدولة الصهيونية ..العون الذي تلقته من الدول الاستعمارية لتكون قبضتها للحفاظ على مصالحها في المنطقة. .كما بدا في كتاب الدولة اليهودية لتيودور هرتزل ..
.....
وكما بدا في التوصيات غير المعلنة لمؤتمر كامبل ١٩٠٧ الذي اكتظ بمئات السياسيين والاقتصاديين والعسكريين من الدول الاستعمارية بهدف
البحث عن إجابة للسؤال الذي يؤرقهم: أي مناطق العالم الأكثر تهديدا للمصالح الغربية؟
وكانت الإجابة الشرق الأوسط والعالم العربي بشكل عام..

وأظن ان من دهاليز هذا المؤتمر طفحت فكرة
زراعة كيان معاد في المنطقة يمترس الطريق أمام شعوبها حتى تظل في صراعاتها وتخلفها..وبالتالي لاتمثل خطرا على المصالح الغربية ..
وكما نلحظ يحظى هذا الكيان الذي زرع في المنطقة على حساب تاريخ وتراث وجغرافية الشعب ..وحتى اليوم بتأييد ودعم لم تحظ به أية دولة عبر التاريخ المعاصر..
لكن هذا ليس مدعاة ليأس رجل الشارع العربي أيا كان موقف حكومته الرسمي..
فخارطة الكوكب مثلما تعرضت للعديد من التغيرات الجذرية عبر التاريخ..حيث تختفي قوى كبرى وتظهر غيرها..فتلك القوى التي يبدو دعمها لإسرائيل كالصخر الثابت..يوما ما..بعد قرن..قرنين ستذبل وتتلاشى ..
وهذا ما يدركه رجل الشاعر العربي ربما بفطرته..
أنه صراع وجود لاصراع حدود..وعليه أن يظل مقاوما لهذا الكيان الذي فرض على المنطقة فرضا..

....
بعض مما يحدث في الشارع العربي..
.......
منذ عدة سنوات أوقف سائح سيارة أجرة في أحد شوارع القاهرة لتقله إلى منطقة الأهرامات..
عبر الطريق ومن خلال حديث سائق السيارة مع السائح..اكتشف انه اسرائيلي ..أوقف السيارة وطلب منه النزول..وأمام اصرار السائق غادر الإسرائيلي السيارة!!!
.....

سلوى البرغوثي صاحبة مقهى في مدينة العقبة الأردنية..حين اكتشفت ان بعضا من زبائن المقهي اسرائيليون ..
طلبت مغادرتهم المقهى

...ابلغوا الشرطة الأردنية..حاولت الشرطة إثناء مديرة مقهى لتغيير موقفها لكنها رفضت تماما...
وقالت بشكل حازم: هذا المكان محرم على هؤلاء..
فإن كان مايبدو في الظاهر من رد سلوى البرغوثي أن المكان الذي تعنيه المقهى..فالمعني الحقيقي الذي يفيض من دواخلها ..من دواخل سائق التاكسي المصري..من دواخل كل مواطن عربي بسيط..
ان هؤلاء الاسرائيليون محرم عليهم كل شبر في الجغرافية العربية..
....
خبر لن يكون الأخير:
شرطي مصري يطلق النار على سائحين اسرائيليين في الإسكندرية ..فيسقطان قتيلين ..!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحق حق والباطل باطل
سهيل منصور السائح ( 2023 / 10 / 9 - 12:11 )
كل الجماهير العربية ترجوا النصر للمقاومة لتحير فلسطين وقيام دولة موحدة ديموقراطية لجميع الاثنيات والديانات او دولتان متجاورتان ذات صلات محترمة الا ان قتل سواح يهود لا ذنب لهم هو ذنب يوجب محاكمة الجاني واذا كان الشرطي يعتبر اليهود السواح مجرمين فالواجب عليه توجيه العقاب الى حكامه الذين اعترفوا باسرآئيل وسمحوا لشعبها بالسياحىة في مصر. هل تسمح الدول العربية بقتل رجال المنظمات الجهادية ان كانوا سباحا في البلدان الاستعمارية بدون ذنب؟؟؟.
لا تنه عن خلق وتاتي مثله *** عار عليك اذا اتبت عظيم.


2 - سياسة الكره لن تجد حلا لقضيية فلسطين
د. لبيب سلطان ( 2023 / 10 / 9 - 16:08 )
السيد الكاتب
صدام قتل مليونا واسد مليونا وداعش مليونا وميليشيات تسيطر على حياة الناس في العراق وسوريا ولبنان وغزة واليمن ..لو كتب لحماس ان تسيطر على كافة تراب فلسطين ( 20 الف كلم مربع وهي اصغر من محافظة عراقية واحدة) ورمى اليهود بالبحر هل سيجد الشعب الفلسطيني نفسه افضل وضعا من العراقي او اللبناني ..
التجييش القومي والعنصري هو سلاح التخلف ولبسط الديكتاتوريات القومية والفكر السلفي على شعوبنا العربية..قضية فلسطين ليست قضية حماس والاخوانجية واية الله ..هؤلاء قضيتهم السيطرة على شعوبنا ..انظر لاسباب كيف تمكنت اسرائيل من بناء دولة متقدمة من الشتات ..انها قضية بناء وتحضر واحترام المواطن وتطوير اقتصاد ..والشعب الفلسطيني هو الاحوج اليها لبناء دولته لتتعايش مع دولة اليهود ( 70 بالمئة منهم علمانيون ولايؤمنون بالتوراة ) ..فهو ليس بحاجة لا لحماس ولا لجهاد ولا للسلفية ولا للقومجية ..انه بحاجة لبناء كيان دولته فوق ارضه على اسس متحضرة ..وهي ايضا مشكلة باقي شعوبنا العربية التي كلى ضحكا على ذقونها من السلفيات القومجية والدينية والميليشياوية ..فلسطين قضية تحرر شعب من السلفية وليست قضية شعارات وعواطف


3 - صراع وطني بدلا من صراع وجودي
حميد فكري ( 2023 / 10 / 9 - 19:21 )
أعتقد أنه من بين أسباب إنسداد كل أفق أمام الصراع (العربي الإسرائلي) هو جعل هذا الصراع ،صراع وجود وليس صراع وطني تحرري .لأن معنى الأول ،هو التفكير والعمل على نفي الطرف الآخر بالمطلق (
رمي اليهود في البحر عند العرب مقابل الترانسفير عند الصهاينة) .بينما يعني الثاني ،تحرير أرض فلسطين ،من إستعمار ،أي من الخضوع لتبعية وهيمنة واستبداد الآخر ،في أفق بناء دولة فلسطين حرة مستقلة . أو بناء دولة موحدة ديموقراطية شعبية ،يتعايش ويتساوى فيها الكل ،يهود ومسلمين ومسيحيين.
طبعا ،قد تبدو هذه الحلول صعبة وبعيدة التحقق ،بيد أنها ، على الأقل، تبقى واقعية ، مقارنة مع فكرة الصراع الوجودي .

اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف