الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تحتل قارة دون أن تخسر جندياً

سيامند حسين إبراهيم

2023 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


(دراسة في الفكر الإجرامي التركي)

الانكليز والفرنسيون احتلوا نصف دول العالم وسيطروا عليها ونشروا اللغة الانكليزية لدرجة أنها أصبحت لغة رسمية في العالم، بينما لازالت السكك الحديدية والقصور من تلك الحقبة عامرة إلى اليوم، رغم كل ذلك لا تنسى الشعوب ما قامت به تلك الدول من مجازر بحق الشعوب التي احتلتها. في الجانب الاخر من مصاصي الدماء يبرز اسم التتار او الاتراك وهم قوم رُحل اتوا من اواسط اسيا وبراري منغوليا واجتاحوا العالم وارتكبوا في بغداد وحدها مجزرة قُتل فيها مليون شخص حيث كانت دماء البشر تنسال من مزاريب البيوت وتتجمع في سواقي الشوارع وتصل لنهر دجلة وهذا حسب المؤرخين العرب اللذين وصفوا تلك الحقبة بدقة وتفاصيل تشيب لها الولدان. "بعد عدة قرون من تلك الاحداث حيث سيطر العثمانيون احفاد التتار على العالم الإسلامي وبدأو بإدارته وفرض اخلاقهم وفلسفتهم القائمة على الترهيب وخوزقة الناس وفرض اللغة والثقافة الدموية التركية على باقي الشعوب باسم الاسلام"...
كل ما سبق هو سرد مختصر للتاريخ. الغريب في الأمر أن أحفاد التتار والعثمانيين أصبحوا فاتحين وأئمة ومجاهدين في عيون احفاد من تم ذبحهم وخوزقتهم في ساحات دمشق ولبنان وهذا هو السؤال المحير لماذا نسى العرب والمسلمون فظائع الاتراك واصبحوا يقدسونهم بينما لا ينسون تصرفات الانكليز والفرنسيين!!
يعود الأمر إلى دهاء وذكاء الاتراك في الناحية السلبية أو الشيطانية إليكم بعض النقاط التي توضح سبب عشق المخدوعين في الدول العربية والاسلامية للحكومة والدولة التركية.
بداية الاتراك يملكون دولة منذ ٧٠٠ عام وهذا جعل لديهم ارشيف مهول لكل شيء في المنطقة والعالم وهو يمدهم بتفاصيل دقيقة جداً لكل شيء سواء أكانت اسماء او تفاصيل أو دراسات. يوجد لدى الاتراك مجلس ماسوني سري يدير البلاد وما ملكت ايمانهم من اراضي وشعوب خانعة وحكومات متذللة لهم وهذا المجلس مسؤل عن كل شيء في تركيا من حكومات وحروب واوضاع معيشية وتحالفات وهو مسؤل عن رسم خط عام لهذه الدولة. وجود اقتصاد قوي متنوع ومكانها المتوسط بين عدة قارات ومساحتها الواسعة بالاضافة الى كثرة الاتراك المنتشرين في دول العالم جعلها تستغل كل هذا لفرض طلباتها الاستعمارية على الدول الكبرى في العالم..
هنا بدأت تركيا منذ عام الالفين بتغيير خطتها بدهاء شديد واجرت دراسة عميقة لكل دولة عربية بدأ من سوريا إلى لبنان والأردن ومصر ثم كافة بلاد العرب نتيجة الدراسة كانت ملخصة فيما يلي (الشعوب العربية تكره اسرائيل وامريكا وتحب كل من ينتقدهم ويحاربهم ولو بالكلام والتمثيل، الشعوب العربية تكره حكوماتها وتكره الغرب ولكن تحب العمار والتقدم الغربي، الشعوب العربية تحب القادة الاقوياء والمسيطرين على شعوبهم بعنف وقوة في حال لم يكونوا يحكموا دولتهم)
اختار اردوغان من بين كل الدول العربية النظام السوري كي يبث سمومه ويحتل العالم العربي فدخل من باب التمثيل والدراما باختيار مسلسين فيهما شخصيات جميلة مع لكنة سورية هادئة مع ابنية رائعة مع طبيعة خلابة مع بعض الصلاة والقرأن الذي يليه شرب الخمر على المائدة ولبس ملابس اوربية بحرية...
اجتاحت الدراما التركية العالم العربي الذي ذُهل من تركيا وانخدع بها لدرجة أن اسماء الاطفال في تلك الحقبة هي اسماء ممثلين أتراك وهذا بسبب فشل الدول القومية العربية في خلق فكر وثقافة وفلسفة وجوهر لشعوبها بل تحويل الرئيس إلى إله وهكذا أصبحت الشعوب تتمنى أن تحظى برئيس يحول بلادهم إلى تركيا آخرى تلا ذلك نشر مسلسل ماسوني دموي باسم وادي الذئاب يقدس فيه التتار ويمجدهم باسلوب الحزب النازي الالماني في ذلك المسلسل قام الاتراك بمحاربة اسرائيل وامريكا وقتل الالاف منهم!! الغريب أن المشاهدين اصبحوا يتخيلون ما يجري وكأنه حقيقة متناسين رفرفة العلم الاسرائيلي فوق تركيا منذ ٦٠ عام ربما لأننا شعوب مخدوعة بالاساس وتبحث عن كذبة لتصدقها.
هكذا تم تهيئة العالم العربي للفكر العثماني الجديد وهنا بدأ دور سوريا الفعلي في تحويل سوريا لممر تجاري عملاق يربط بين تركيا والعالم العربي وبدأ توريد وتصريف كل المواد الغذائية التركية في ارجاء العالم العربي لدرجة أنه انتشرت ملابس الاتراك للبنات من المحيط للخليج!!
مع بداية الربيع الخريفي العربي في ٢٠١١ وانقطاع طريق تركيا السوري مع العالم العربي أخرج اردوغان بل المجلس الماسوني التركي بطاقة (التطرف) الاخوان المسلمين حاليا، وهي بطاقة ذهبية رابحة في حالات الحروب وبدأ اردوغان بالبكاء على المنصات ورفع اربع اصابع كي ينتشر شعاره الذي رفعه ملايين المصريين والسوريين والاردنيين في اعتقاد منهم انه يشير الى الاسلام السياسي بينما كان يقصد هو بأنه سينثرهم كالمذراة في اوطانهم وفي الغربة. تخيل معي شخصاً يبكي لثواني ويكذب عدة كذبات في فترة يتبعه ملايين الناس لدرجة أنه عندما ينتقد اسرائيل كان المريدون يمدحون بابو بلال على حد تعبريهم وعندما يستقبل نتنياهو وجندي تركي يرفع العلم الاسرائيلي على صهوة حصان من احصنة الفاتحين على حد وصف المريدين يخرج هؤلاء ليقولوا طوبى لشعب يحكمه حاكم ذكي ومحب ويعرف مصلحة شعبه. هنا احتار علماء النفس في وصف هذه الحالة فوجدوا تفسيرها في بطون الكتب الدينية تحت عنوان النفاق وشرحها هو أن ترى الحق وتقول الباطل
وان تطلب لنفسك الحقوق وتحرمها على الناس وهذه هي بطانة من يتبع هؤلاء. لدرجة أنه الاردوغانية التتارية اصبحت فكراً ومنهجاً في حياة هؤلاء البشر اللذين حاربوا لسلطانهم في ارمينيا وليبيا واليمن وغيرها واصبحوا سيوفاً للباطل على رقاب الشعوب المستضعفة.
اخيراً يعجز الانسان السوي أمام الابداع الشيطاني للدولة التركية في تحويل ملايين البشر لمرتزقة بالمجان لديهم في بحر ١٥ عاماً فقط ووصولهم عسكرياً الى قلب افريقيا والعالم العربي وسيطرتهم على ممر زنغازور في كوردستان الحمراء وهتاف السوريين لهم كي يحتلوا شرق الفرات السوري ويقتلوا اخوتهم السوريين ويصفق العراقيون لقصف الاتراك لشنكال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال