الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق / عديد التحالفات و الفارق سارمات. (7)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


7.ألإستراتيجية.. زبدة أم بنادق.

نورالدين علاك الأسفي.
[email protected]

واشنطن تقبض بخناق الناتو لدعم سياستها؛ و الأوربيون منها على خشية؛ و إن هادنوا واقعا لا قبل لهم به؛ و الجيوسياسي لا فكاك منه؛ يفصل في جهة التحكم أو الإنكار.
النخبة الروسية لم تكن بعيدة عما يحاك. دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، اعتبر أن المواجهة مع الغرب الجماعي أصبحت عالمية، و الحاصل بأوكرانيا جلي الصورة.
فالوقت حان في نظر مدفيديف لكي يدرك العالم الأنغلوساكسوني بعض الحقائق. المواجهة مع الغرب الجماعي أصبحت عالمية، حيث ستسجل سنتا 2022 إلى 2023 في التاريخ باعتبارهما المرحلة التي عرفت التحول الحضاري الأكبر، و العالم شهد فيهما ذروة الأزمة الوجودية للبشرية في القرن 21. "العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا". كانت نتيجتها المباشرة. يخوضها بلده مضطرا لحماية سيادته وسلامة أراضيها وأمن الملايين من مواطنيها.
لينتهي من واقع الحال ملخصا؛ إن "ما يحدث الآن في أوكرانيا ودونباس ليس مجرد "صراع إقليمي"، وإنما هو شيء مختلف تماما. إنها مواجهة كاملة بين الغرب الجماعي وبقية العالم، وهي نتاج للرفض التام لوجهات النظر حول "التطور اللاحق للبشرية".
ليستنتج مدفيديف أن "هناك سببان على الأقل (لنهاية العالم النووي المحتملة):
الأول في أن العالم في مواجهة أسوأ بكثير مما كانت عليه خلال أزمة الكاريبي، لأن "خصومنا قرروا حقا هزيمة أكبر قوة نووية: روسيا".
"السبب الثاني يعود لكون الأسلحة النووية قد تم استخدامها من قبل من؟ وأين؟ مما يعني أنه لا توجد محرمات!".
ثم يجمل منبها؛ فالنظر مكتنف من طرفيه بما يقتضي أنه "ليس عليك أن تكون صاحب رؤية لتدرك أن مرحلة المواجهة ستكون طويلة جدا. المواجهة ستستمر لعقود".
الحرب الروسية الأوكرانية سجال؛ ومعها تدور عجلة الرهان؛ و المنتظر من تبعاتها رهن التكهن؛ مما يجعل الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يسرعون اضطرارا؛ حملة تعزيز التأهب العسكري بعلة التهديد الخطير الذي شكله الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
و حتى مع ارتفاع الإنفاق الدفاعي الإجمالي لمنظمة حلف شمال الأطلسي، فإن بعض الدول الأعضاء في الحلف بدأت تتأخر في الوفاء بما تعترف به جميعها مسؤولية جماعية.
يشمل المتخلفون العديد من دول الناتو، وأغنى دول العالم-من بينها كندا وإيطاليا وإسبانيا. ويبلغ الناتج الاقتصادي لتلك البلدان الثلاثة وحدها ثلاثة أضعاف الناتج الاقتصادي لروسيا. ومع ذلك، لا يزال كل منها بعيدا عن تحقيق هدف الناتو المتمثل في إنفاق 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي سنويا على الدفاع .
هذا الهدف؛ سبق و أن وافقت على تحقيقه جميع دول الحلف منذ ما يقرب من عقد من الزمان. لكن الناتو يعتبر الآن أن مستوى الإنفاق هو الحد الأدنى لمعالجة المخاطر المتزايدة التي يواجهها.
إن عواقب تحمل عبء الإنفاق على الناتو أو الفشل في تحمله غدت لافتة كإشارات جيوسياسية. الرهان عليها لا يبقيها كثيرا قيد الدرس. الواقع يتجاوزها باستعدادات عملياتية؛ تسرع توزيعا جديدا للبيادق على رقعة المعمور. بحصر المعنى؛ سيبدأ الحلف يفكر في تموضعات قوى تسابق الزمن لحيازة مكانة لها على المشهد الجيوسياسي العالمي.
وبينما فلاديمير بوتين يحول الاقتصاد الروسي إلى حرب استنزاف تستمر لسنوات، يحتاج الغرب إلى إظهار أنه يحشد موارده الخاصة الأكثر أهمية من أجل صراع طويل الأجل. و إن كانت معظم البلدان تختار إنفاق المزيد على الزبدة وأقل على البنادق. إن التقصير لن يؤدي إلا إلى تشجيع رهان الكرملين على أن الوقت هو حليفه.
بعد نظر؛ ليس غريبا عمن يحمل كثير الطوارئ على التمني؛ لتيسير الغايات غلابا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الاتهامات المتبادلة والدعم الكامل.. خبايا العلاقة المعقد


.. الشيف عمر.. أشهر وأطيب الا?كلات والحلويات تركية شغل عمك أبو




.. هل ستنهي إسرائيل حربها في غزة.. وماذا تريد حماس؟


.. احتجاجات طلابية في أستراليا دعما للفلسطينيين




.. أصداء المظاهرات الطلابية المساندة لغزة في الإعلام • فرانس 24