الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم الأغا الحبشي !!

حسن مدبولى

2023 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كافور الإخشيدي الشهير بكافور الحبشى ( 905م – 968م) والذى يعتبر رابع حكام الدولة الإخشيدية،كان عبدا مخصيا من أصول( حبشية )، تم تحريره من الرق بأمر من سيده محمد بن طغج حاكم مصر وقتها، والذى أمر أيضا بعد ذلك بتدريبه تدريبا رفيعا لإستخدامه كأداة لقمع خلق الله من الغلابة المقهورين، وبعد إنتهاء مرحلة التدريب تم تعيين كافور هذا قائدا كبيرا في قوات محمد بن طغج، ومع تفانيه ومبالغته فى إظهار الولاء لسيده وتاج رأسه وولى نعمته ،تدرج كافور في الرتب وصعد حتى أعلى الدرجات بكل سهولة ويسر ، بل إنه إستطاع أن يصبح الذراع اليمنى للحاكم الضعيف محمد بن طغج ، وإستمر فى الصعود حتى صعد نجمه وإتسع نفوذه،و فى تلك الأثناء توفى الحاكم المصرى محمد بن طغج بشكل مفاجئ، فتجذرت هيمنة كافور عقب تلك الوفاة الغامضة،وإستطاع أن يستكمل سيطرته على دفة الأمور، وأن يدير مفاصل الدولة بنفسه، وذلك لإن ولى العهد أونوجور (محمود) بن محمد بن طغج كان لا يزال صبياً صغيرا جدا وقت وفاة والده، و بالتالى إتسعت دائرة كافور وإمتدت ،حيث دعا له الخطباء علي المنابر، وتجاهلوا الحاكم الشكلى صغيرالسن أونوجور، ثم تخلص كافور من ولى العهد وأعلن موته وهو لا يزال صبيا ،
فتولى أخيه الأصغر على بن طغج ولاية العهد، مع إستمرار سيطرة كافور على مقاليد السلطة،ثم مالبث أن أعلن كافور عن وفاة ولى العهد الجديد بعد مدة قصيرة أيضا،وقيل أن كافور الأخشيدى قد دس له السم وقتله كما قتل أخيه الأكبر أونوجور ؟ المهم إنه بعد خلو منصب ولى العهد وعدم وجود أشقاء لعلى وأونوجور ، أصبح كافور هو الحاكم الرسمى لمصر ، فعمل فورا على إستمالة الحاشية والقادة من النخبة و رجال الطبقة الحاكمة، ومعهم الأدباء ورجال الدين والجنود وغيرهم ،وأنعم عليهم جميعا بالعطايا الثمينة والمناصب الرفيعة، وكان ينتقى الجهلة وعديمى المواهب والخسيسين وأصحاب السوابق ، فيرفع من شأنهم ويمنحهم المزارع والمناصب والقصور الفخمة ؟
بينما إكتوت غالبية الشعب المصرى بنار الفقر والعوز والمرض ،خاصة بعد انحسار مياه النيل وانهيار زراعة القمح،وتفشى المجاعات ،وحدوث الزلازل والحرائق والحوادث الكارثية فى عهده ؟
وقد زار الشاعر أبو الطيب المتنبى مصر وهى تعيش هذه الأحوال محكومة بالعبد الحبشى حيث سخر من كم المتناقضات التى تضحك وتبكى فى ذات الوقت قائلا بيته الشهير :-
كم ذا بمصر من المضحكات !!
لكنه ضحك ،، كالبكاء،،
ثم أردف قائلا :-
أكلما إغتال عبد السوء سيده !
أو خانه، له فى مصر تمهيد !؟
صارالخصى إمام القابعين بها !!
فالحر مستعبد،والعبد معبود !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل