الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض حقائق حرب ما يسمى بغلاف غزة

خالد بطراوي

2023 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كما إنهمار المطر الشديد، إنهمرت الحقائق المتعلقة بحرب ما يسمى بغلاف غزة التي بدأت في السابع من تشرين الأول "أكتوبر" لعام 2023 وما زالت مستمرة حتى الان لدرجة أنه لا يمكن حصرها.
أولى هذه الحقائق، وأهمها، أن دولة الإحتلال وللمرة الأولى منذ تاريخ إغتصابها للأرض الفلسطينية تخوص حربا دفاعية وليست هجومية وعلى أرض الغير، وإنما في عمق كيانها الغاصب، الأمر الذي تسبب لها أولا بعنصر المفاجأة والصدمة والتشتت وثانيا عدم القدرة على السيطرة على الموقف بالسرعة التي كانت متوقعة من جيش يعتبر نفسه من أعتى الجيوش في المنطقة.
وثاني هذه الحقائق له علاقة بالفشل الذريع لما يسمى بالمنظومة الأمنية الإستخباراتية الإسرائيلية التي لم تتمكن من إستقراء الخارطة السياسية والعسكرية وبلورة خطة لمواجهتها في حال حدوثها.
وثالث هذه الحقائق هو الخزي والعار الذي تجللت به قوى الأمن الصهيونية وأولها جيش الإحتلال وثانيها أجهزة المخابرات والإستخبارات ومن ضمنها " الشاباك" على نحو إنهارت معه مقولة " الجيش الذي لا يقهر" ولم يعد بالإمكان حتى التغني بهذه المقولة والوقوف على أمجادها بالنسبة للكيان الغاصب.
ورابع هذه الحقائق يتعلق بهشاشة نسيج المجتمع الصهيوني الغاصب وعدم وجود روح الإنتماء القومي لدى أفراده وخوفهم الشديد وهلعهم لدرجة أنهم الذين يمتشقون السلاح على مدار الساعة ويسيرون به في الطرقات وهم حتى خارج الخدمة العسكرية وباللباس المدني بل وحتى في المنتجعات السياحية والمسابح، شاهدهم العالم برمته وهم يلقون بالسلاح أو غير قادرون البته على إستخدامه بل ويبكون ويولولون.
وخامس هذه الحقائق يتعلق بأنه من الان فصاعدا لن يعود أي من المستعمرين الى مستعمرات ما يسمى بغلاف غزة، فقد ثبت لهم أنهم لا يستطيعون حماية أنفسهم عندما يعجز كيانهم الغاصب وجيشه وكافة تشكيلاتة الامنية على حمايتهم.
أما سادس هذه الحقائق فيرتبط بعجز الماكنة الإعلامية الصهيونية عن حجب الحقيقة حيث تم توثيق كل ما حصل بالصوت والصورة وإنتشر فورا على كافة وسائل التواصل الإجتماعي.
وسابع هذه الحقائق أن دول العالم قاطبة وأجهزتها الإستخبارية تقف الان عاجزة عن فهم ما الذي جرى ولا تستطيع أن تفعل شيئا وخاصة تلك الدول التي تحمي وتحتمي أيضا بدولة الكيان الغاصب.
وثامن هذه الحقائق، انه وحتى لحظة كتابة هذه المقالة، فإن الكيان الغاصب ومن يقف خلفه لا يدرون أبدا ما الذي يتوجب عليهم فعله لإعادة الإتزان لكيانهم ولانفسهم ولمن يلجأون للتوسط، فكل الوسطاء المحتمل توسطهم لا تقبلهم فصائل المقاومة وبالتالي فليس أمامهم إلا التوجه نحو إيران مثلا التي لن تقبل حتى التواصل معهم أو التواصل المباشر مع فصائل المقامة ذاتها التي إنتصرت عليهم.
وتاسع هذه الحقائق يتعلق بفشل التكنولوجيا الحربية الصهيونية في كل ما يتعلق بما حدث بل وإنهيارها، فلا السياج الكهربائي ولا كاميرات المراقبة ولا أجهزة الإنذار ولا منظومة القبة الحديدية قد تمكنت من التصدي للهجوم ما ساعد وسرّع في إلحاق الهزيمة المجللة بالعار للكيان الغاصب.
وعاشر هذه الحقائق عند الكيان الغاصب يتعلق بأن الكيان قادر على التعامل مع حالات هجوم فردية هنا أو هناك، لكنه يقف مشلولا ومترددا أمام هجوم كبير متعدد المقاتلين، من البر والبحر والجو وهو على جبهة واحدة، فكيف بالله عليكم لو كان على كافة الجبهات؟
أما الحقائق التي تتعلق بالجانب الفلسطيني فهي أيضا كثيرة، لكن أولى أبرز هذه الحقاق يعيدنا الى مقولة الزعيم المصري الراحل المناضل جمال عبد الناصر التي تقول " ما أخذ بالقوة .... لا يسترد إلا بالقوة"، فقد أثبتت هذه العملية صحة هذه المقولة امام فشل مقولات " الحل السلمي" أو غيرها.
وثاني هذه الحقائق أيضا يتعلق بخيار المقاومة وبقدرة التحرك النوعي الشامل على شل القدرات الدفاعية للكيان الغاصب، وبهذه اللحمة الشعبية الفلسطينية ونهوض المارد الفلسطيني والإستعداد العقائدي للتضحية، ولا بد لنا جميعا ودون إستثناء إلا أن نرفع القبعة لكل يد تقاوم.
وثالث هذه الحقائق هو الوعي الكبير والادراك ان هذه العملية ما هي إلا "بروفة" لما سيأتي بعد، وأن هدف هذه العملية هو محدود للغاية وقد بدأ بالتحقق مع مجموعة متفرعة من الأهداف، لكن الكل الفلسطيني يعي أن الظروف الموضوعية والذاتية لم تنضج بعد لتحرير التراب الوطني الفلسطيني.
ورابع هذه الحقائق يتعلق بالوعي الكامل أن ما بعد هذه العملية لن يكون كما كان عليه الحال قبلها، فسوف يأتي الكيان الغاصب صاغرا ليلبي الشروط المرحلية أو على الأقل غالبيتها للمقاومة الفلسطينية.
وخامس هذه الحقائق يتعلق برسالة هامة للعالم بأجمعه أن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية هي خط أحمر وأن السيادة عليها هي للعرب والفلسطينيين، فلا مجال هنا للمزاح في هذا الموضوع.
وسادس هذه الحقائق، ولشديد الأسف، هو فشل اليسار المدوي وعلى إمتداد السنوات الماضية وبدرجات متفاوته من هذا الفصيل الى ذاك في أن يكون فاعلا ميدانيا في هذه العملية.
وسابع هذه الحقائق يتعلق بأن العملية سوف تحدث حالة إنعطاف مصيري يتعلق بالقضية الفلسطينية وذلك بتغيير "قوانين اللعبة" ولاعبيها الرئيسيين، حيث سيتم التفاوض شبه المباشر مع قادة هذه العملية وسينتعش خيار المقاومة.
أما ثامن هذه الحقائق فسوف برتبط بقدرة الجانب الفلسطيني الان على التفاوض بشروط أفضل للإفراج عن كافة الجثامين المحتجزة في مقابر الإحتلال و/او ثلاجاته ولإجراء عملية تبادل أسرى ربما تؤدي الى "تبييض" السجون الإسرائيلية بالكامل أو على الأقل الجزء الاكبر منها، مع توفير ضمانات لعدم إعادة إعتقال الأسرى أو إبعادهم أو إغتيالهم، وغيرها من الشروط المتعلقة بالأسرى وقد يكون الحصول على ضمانات بإلغاء الإعتقال الإداري أحدها رغم الوعي الكامل بأن كل ما قد يقدمه الإحتلال من وعودات لن يكون مأمون الجانب على نحو دائم.
تاسع هذه الحقائق يتعلق برسالة واضحة بأهمية نبذ الخلافات وإعادة اللحمة بين الضفة والقطاع ونبذ الخلافات العائلية وتوجيه كل الطاقات نحو العدو المشترك بغية إنهاء الإحتلال.
عاشر هذه الحقائق يتعلق بصواب مقولة " ما بيحرث الأرض إلا عجولها" و " ما بجيب الرطل إلا الرطلين" و " ما ببقى في الوادى ... إلا حجارة". ونحن ... حجارة البلد.
ولا أريد الخوض هنا في الحقائق على الساحة العربية والإقليمية والدولية، فربما يصار الى الحديث بصددها لاحقا، لكن أبسط هذه الحقائق يتعلق برسالة هذه العملية الواضحة لكل المطبعين، وإستشعارا لحجم وقوف الشعوب العربية مع الشعب العربي الفلسطيني وضد التطبيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث