الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ستستئصل أسرائيل (حماس) أم أن ذلك لا يتوافق مع مصلحتها!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


هل ستستئصل أسرائيل (حماس) من غزة بشكل نهائي؟ أم أن ذلك لا يخدم مصالحها وأهدافها الاستراتيجية في جعل مشروع الدولة الفلسطينية غير ممكن!!؟؟
هذا سؤال مهم يجب أن نتدبر فيه!
فلا شك أن اسرائيل في موقف حرج جدًا!.. فهي طوال السنوات الماضية كانت - بخبث ودهاء كبير - تمتنع عن اجتثاث حماس من غزة بشكل كلي مع أنها قادرة لو أرادت ذلك!!، فهي أبقت على حماس لأن وجودها يساهم في هذا الانقسام الوطني والسياسي الفلسطيني الذي يخدم مصلحة وصورة اسرائيل!، لذا كانت تتعامل مع حماس بطريقة خبيثة ماكرة محسوبة بعناية! فكلما تجاوزت حماس ومقاتلوها الخطوط الحمراء تقوم بعمليات تحجيم وتقليم لإظافرها ومخالبها دون أن تفكر في القضاء عليها بشكل كلي في غزة!!، لأن وجود حماس على رأس غزة أمر مهم وضروري لإسرائيل سياسيًا!!، فهو يعزز هذا الانقسام الفلسطيني بين الضفة وغزة ، وهو الانقسام الذي تريد اسرائيل المحافظة عليه وتنميته وتأبيده!، بحيث يظهر الفلسطنيون دائمًا في الصورة أمام المجتمع الدولي على أنهم منقسمون وبالتالي عاجزين عن اقامة دولة واحدة!... وهي حجة لصالح اسرائيل للحيلولة دون تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة عاصمتها القدس الشرقية كما في قرارات الأمم المتحدة، لكن وجود حماس والجهاد وسيطرتهم على غزة يحول دون توحيد الفلسطينيين تحت قيادة وطنية واحدة (منظمة التحرير بقيادة عباس) تسير في اتجاه هذا المشروع الوطني ((اقامة الدولة الفلسطينية على أرض الضفة وغزة وعاصمتها القدس الشرقية))، فمع وجود حماس على رأس السلطة في غزة سيظل الفلسطينيون منقسمين سياسيًا ويظل حلم الدولة حسب مشروع الأمم المتحدة غير ممكن، لهذا اعتقد أن اسرائيل - وبالرغم كل هذا العداء لحماس - إلا أنها تفكر بطريقة خبيثة وبرغماتية جدًا لذا لا تريد استئصال حماس من غزة بل تريدها باقية في المشهد وقيادة غزة لكن بحجم لا يشكل خطرًا وجوديًا على اسرائيل.
أما الآن - وبعد هذه العملية الكبيرة والخطيرة - فاسرائيل في حرج شديد بين أمرين أحلاهما مر! هل تُبقي على حماس وقد أصبحت نمرًا يمكن أن يضربها ضربات موجعة ويلتهم بعض جديانها؟ أم تستأصلها وهو ما سيكون - سياسيًا - في صالح فريق عباس وسيؤدي إلى أن تكون غزة والضفة وحدة سياسية وأدارية واحدة تحت قيادة واحدة، مما يجعل مشروع دولة فلسطين كما في قرارات الأمم المتحدة قابلًا للتنفيذ بعد زوال سبب هذا الانقسام الفلسطيني العميق، أي وجود حماس كضرة سياسية منافسة لمجموعة عباس على قيادة نضال الشعب الفلسطيني ودولته المنشودة!؟
فماذا ستختار اسرائيل الآن؟ هل تقضي على حماس لصالح عباس فيكون مشروع الدولة الفلسطينية ممكنًا وهو ما لا تريده اسرائيل؟ أم تترك حماس فتشكل خطرًا عليها وعلى أمنها وهيبتها؟؟ أم ستهاجم غزة بشكل عنيف وشامل وغير مسبوق لتكسر ظهر حماس مما قد تنتج عنه كارثة انسانية ضخمة تشوّه سمعتها اقليميًا ودولياً مما يجعل أملها في التطبيع مع دول عربية جديدة أمرًا غير وارد خلال الزمن المنظور بسبب هذه المأساة الدموية التي خلقتها في غزة!؟... إنها ورطة تاريخية كبيرة وخطيرة تتخبط فيها اسرائيل بسبب هذه العملية الكبيرة والخطيرة غير المسبوقة بل وغير المتوقعة بحرفية عسكرية وسياسية اعترف بها حتى خصومها !!.. ما رأيكم؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها