الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الاقصى: وانا نوردُ الرايات بيضاً!

محمد حمد

2023 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ونُصْدرهُنّ حُمرا قد روينا


سنحتاج إلى وقت طويل حتى نستوعب بشكل أعمق ما نراه امام اعيننا، واعين العالم اجمع. وسنحتا ج كذلك إلى وقت مماثل كي نقوم بعملية "غسل دماغ" وتحديث لذاكرتنا المتعبة والمتخمة بصور الانكسارات والهزائم والخيبات المتتالية. سنحتاج إلى "هزّة" من نوع ما لكي ندرك هل نحن في حلم ام لا؟ وما نراه من "طوفان الاقصى" المباغت والمثير للاعجاب يجري فعلا في "ارض" العدو ام في فلم سينمائي؟ لا ابدا. لا فلم ولا بطيخ. . أنه طوفان المقاومة الفلسطينية، الذي أصاب كيان اسرائيل بمقتل. وجعلها تصرخ وتولول وتلطم طلبا للمساعدة من حامي حماها الامريكي البشع. الذي قرر على الفور ارسال حاملة طائرات ومساعدات عسكرية عاجلة. وهو أمر يحدث لأول مرة منذ سنين.
ولأول مرة في حياتنا ومنذ سنين ايضا تدخل الى ذاكرتنا الجمعية صور وفيدوهات لمضامين ومعاني تختلف كثيرا عمّا تعوّدنا على رؤيته عادة بعيون دامعة وقلوب كسيرة وآهات مخنوقة. لقد تعودنا على رؤية جنود الاحتلال الاسرائيلي وهم يطاردون فتيان الحجارة الفلسطينيين ويطلقون عليهم الرصاص المطاطي ويعاملونهم باشد انواع المعاملة عنفا وقسوة تحت انظار عالم ميت الضمير، اعمى البصر. او يجرجرون شابا أعزلا لم تعجبهم نظراته الحاقدة عليهم. أو يسقطون على الأرض شيخا كبيرا كان مارا من هناك بالصدفة. أما هدم البيوت والقرى وتجريف المزارع الفلسطينية فقد أصبح "هواية" مفضّلة لدى جنود الاحتلال ومستوطني "شعب الله المختار". فكل ما هو فلسطيني، البشر والشجر والحجر، وحتى الحيوان، بالنسبة لهم ارهابي. او لديه، في عقله الباطن، وإن كان عمره سنة، نوايا ارهابية ضد الكيان الصهيوني.
واليوم، بعد أن تلاطمت امواج "طوفان الأقصى" على كل شبر من "أرض" اسرائيل غير المباركة، جعلتهم لا يفقهون من امرهم شيئا. ولا ينفع المجرم نتنياهو أن يقول "سآوي إلى جبل (امريكي) يعصمني من الماء". ولو أرسلوا له أضعاف أضعاف ما يطلب وما يحتاج. فلن يستطيع أن يمسح عن جبينه وصمة العار الكبرى التي ستلاحقه إلى الابد، حيا او ميتا. والتي تبعثر فيها جيشه العرمرم بين قتيل وجريح وأسير ومفقود. هزيمة وعار لم يتوقعه كيان بني صهيون حتى في خيالهم.
اليوم، يرون بامّ اعينهم نتيجة ما اقترفوا من جرائم بشعة بحق الشعب الفلسطيني على مدى عقود.
اليوم، وهو يوم سيدخل التاريخ من اوسع الابواب. وسوف يكتب باللون الاحمر في "روزنامات" جميع شعوب العالم. اليوم، ولأول مرة نرى تطبيقا مقنعا وحقيقيا على أرض الواقع، للآية القرآنية التي تقول"كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله". وباسلحة معظمها محلية الصنع، ولكنها في غاية الفعالية والدقة. تحدّت وبنجاح مبهر أحدث وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
اليوم ولاول مرة منذ عدّة سنين. نرى جنود العدو يسحبون من دباباتهم ويجرجرون في الشوارع والساحات مصابين بالذهول والرعب من هول المفاجأة. بلا أسلحة أو بدلات عسكرية. كما نرى صور ضباط كبار وقادة عسكريين بين اعداد القتلى والجرحى والأسرى الذين اقتيدوا كالبهائم إلى داخل قطاع غزة.
اليوم، لم يبق للمجرم نتنياهو، الذي تمرّغ أنفه بوحل اسوء وابشع هزيمة في تاريخه السياسي، لم يبق أمامه شيء يفعله سوى قصف منازل المدنيين وألابراج السكنية والمساجد (لقد تمّ تدمير سبعة مساجد حتى هذه اللحظة) ليوحي لشعبه المضلٌل بانه حقق انتصارا وانجازا كبيرا دفاعا عنه.
وكما تفعل امريكا في حروبها العدوانية الهمجية ضد الشعوب الاخرى، يقوم ن جوتنياهو، المهزوم والمهان في عقر داره، بقصف كل شيء في قطاع غزضة ليرفع من معنويات جيشه الذي عجز عن حماية نفسه وحماية قادته الكبار.
اليوم، وهو يوم يشبه ليلة القدر "خير من الف شهر". اكتسح "طوفان الاقصى" كل شيء اسرائيلي على طريقه. دبابات وعجلات عسكرية وجنود وضباط كبار ومستوطنين: مغانم حرب المفاجآت التي شنّتها حركة حماس:
بشبّانٍ يرون القتل مجدا - وشيبٍ في الحروبِ مجرّبينا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة