الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الأقصى والرد الإنتقامي الإسرائيلي

حميد حبيب المالكي

2023 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


قبل أن يلوم البعض التنظيمات في غزة على عمليتها ضد اسرائيل، للعلم المسبق بإساليب اسرائيل الإجرامية الانتقامية من المدنيين، لننطلق من سؤال: هل خفض التنظيمات في غزة للتصعيد خلال الفترة الماضية قابلته اسرائيل بتخفيض؟ بالتأكيد لا، حيث كانت تفعل مايحلو لها وتختار الزمان والمكان لتضرب، والانتهاكات تواصلت بل حصل تمادي من الجانب الاسرائيلي وأركنوا الى كون الفلسطينيين
ربما تعبوا أو وهنوا وأصاغوا.
لكن الشعوب المظلومة لا تهدأ ولا تستكين وتنبعث فيها روح الثورة والمواجهة من جمرة صغيرة لتستحيل تنيناً من نار.. انتفاضة حجارة.. أو طوفان أقصى.
هذه العملية تحقق عدة جوانب رغم عواقبها الهائلة على الشعب في غزة، ولكن لا انتصار بلا تضحيات، ومن أكثر من الفلسطينيين جَلَداً وتقديماً للتضحيات.
فهي أولاً تحفظ الكرامة، وجذوة الحرية في دماء الشعب.
وفجرت الفقاعة المتضخمة لتفضح ضعف الجانب الاسرائيلي الذي يعمل إعلامياً على إبراز نفسه القوة العسكرية والأمنية والتكنلوجية التي لاتقهر.
فقهرها شبان فلسطينيون بإمكانيات بسيطة وأساليب مبتكرة ولكنهم معززون بالقضية المشروعة.
وتثقل كفة ميزان الرعب الفلسطيني المتوقّع - مستقبلاً- فترفع معها عيار الردع المتبادل والذي كان مائلاً بشدة لحساب إسرائيل، التي استفادت أيما استفادة من الربيع العربي وتغيير التحالفات القديمة على الساحة الاقليمية، وضعف الدول العربية المركزية والمؤثرة في القضية الفلسطينية، ومن التسابق نحو التطبيع معها ليبقى الفلسطينيون في الساحة وحدهم دون عون أو حماية أو تعضيد من الأشقاء العرب.
على إن الرد الإسرائيلي الآني هو الانتقام الوحشي الاجرامي من المدنيين والذي يسقط أكذوبة الديمقراطية والليبرالية والإنسانية العالمية التي يتبجّح بها الغرب فهذه المفاهيم يستخدمونها عندما تقتضي مصلحتهم فقط أما ماعداه فهم صم عمي عما يحدث ولنا في غزة مثلاً.
لكن الدول الغربية وإن أيدت إسرائيل أو سكتت عن ردّها الإنتقامي الإجرامي، فهي تدرك أن طوفان الأقصى كان رد فعل على انتهاكات متتالية لإسرائيل وعلى تضييق وخنق لغزة فلم يعد لهم سبيل سوى الانفجار.
عموماً يحتمل أن تقوم اسرائيل باغتيالات لأعلى هرم السلطة في غزة وهو ماكان محظوراً ضمنياً لاعتبارات يطول شرحها.
اسرائيل تخشى تصعيداً انتقامياً كبيراً من طرفها قد يؤدي الى فتح جبهات أخرى غير قادرة أو غير مستعدة لها، لذلك ستكون خطواتها محسوبة وإن كانت مترنحة وتحاول القيام برد سريع عنيف على غزة تعتقد أن فيه رد اعتبار لكرامتها التي تمرغت بالأرض على أيدي شبان التنظيمات الفلسطينية بأمكانياتهم البسيطة ولكن بعزيمتهم الراسخة رسوخ الجبال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تعلق كل المبادلات التجارية مع إسرائيل وتل أبيب تتهم أر


.. ماكرون يجدد استعداد فرنسا لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا




.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين: جامعة -سيانس بو- تغلق ليوم الجمعة


.. وول ستريت جورنال: مصير محادثات وقف الحرب في غزة بيدي السنوار




.. ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة