الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوفان الاقصى صورة من صور الحق الفلسطيني

حزب اليسار الشيوعي العراقي

2023 / 10 / 10
القضية الفلسطينية



إنَّ الرّدَ الصارمَ الذي يُحققُ الانتصارَ لا يمكن أنْ يكونَ قراراً آنيا وغاضباً، ها هو القرارُ الفلسطينيُ "طوفانُ الأقصى" الذي أجمعتْ عليه الفصائلُ الفلسطينيةُ كلُّها، ودرستهُ وعرفتْ نتائجَهُ وانتصارَهُ، يكشفُ حقائقَ هائلةً ومختلفةً ويحققُ هدفَهُ. إنّ الشعبَ الفلسطينيَ يخوضُ معركتَهُ التحرريَّةَ على أرضِهِ ويعطيَ العالمَ مثالاً عنْ نضالِهِ وإرادتِهِ، ويُفهمُ العالمَ الإمبرياليَّ الذي طالَما سَكَتَ عنْ حقَّهِ في أرضِه، وصمتَ على عدوانِ الكيانِ الصهيوني المتكرّرِ، وغضَّ الطرفَ عن عدوانِهِ على غزَّةَ وجنينَ والقدسَ، وأغفلَ عدوانَهُ على لبنانَ وسورّيا، إنهم جميعاً متَّهَمون بخيانَةِ الإنسانيّةِ، وحقوقِ الشعوبِ بمنْ فيهم الأممَ المتَّحدة.
إنَّ "طوفانَ الأقصى" الذي قادتْهُ المقاومةُ الفلسطينيّةُ بجميعِ فصائِلِها، التي اتحدتْ وتكاتفتْ بصرفِ النَّظرِ عنْ انتماءاتِها الفكريّةِ، هو خطوةٌ كبيرةٌ ونافذةٌ في عمليّةِ بدءَ التحريرِ، وهي أيضاً صورةٌ منْ صورِ الرّدِ على العدوانِ الإمبرياليِ الغربيِ الصهيونيِ، بلْ هو القرارُ الذي تفاعلَ مع كُلِّ لحظةٍ من لحظاتِ تأريخِنا المعاصرِ الذي نزفَ فيه أبناؤنا دمائَهم من دونِ ذنبٍ، ومن دونِ أنْ يعتدوا على الآخرين، أو يشنَّوا حرباً على مراكزِ الإمبرياليةِ الباغيةِ عبرَ البحارِ. إنَّ الرغبةَ في الحريّةِ ونيلِ الحقوقِ هو الهَّمُ الانسانيِ الأسمى والوحيدِ الذي يعتملُ في جَنباتِ أبناءِ شعبِنا الفلسطينيَ وأبناءِ شعوبِ هذا الوطنِ المحاصرِ والمستلبِ من قِبَلِ الحلفِ الصهيو رجعي أمريكي. وهو الهَّمُ الوطنيُ الكبيرُ الذي طالما استفزَّهُ كلُّ عدوانٍ يقومُ بهِ العدوُ الصهيوني ومِنْ وراءِهِ الإمبريالية العالميَّةِ، والعداءِ الأمريكيِ المستحكمِ لأحرارِ العربِ والمنطقةِ.
كشفَ طوفانُ الأقصى أوراقَ الجميعِ، وفضحَ ما كانوا يخفونَهُ. إنَّ قوّةَ المقاومةِ وصلابَةَ إرادتِها وضعتْ العدوَ الصهيونيَ والإمبرياليَّةَ العالميَّةَ في حيرةٍ، وفضحتْ هشاشتَهُم مجتمعين، وكشفتْ عملائَهُم ووكلائَهُم، من أقطابِ الرَّجعيَّةِ العربيةِ التي ناهضتْ الأحرارَ دائماً وحاربتْهُم وضحّتْ بالحقوقِ العربيَّةِ التي يتقدَّمُها حقُّ الشعبِ الفلسطيني في كاملِ ترابهِ الوطني.
لقد كانتْ الرجعيَّةُ العربيةُ التي مثلتها ضِعَةُ ساسةِ العربِ، رؤساءِ وملوك وأمراء، هي اليدُ التي تضربُ بها الإمبرياليَّةُ الأمريكيَّةُ الأحرارَ في بلدانِنا، ولطالَما التزمتْ هذه الرجعيَّةُ الصمتَ وضحّتْ بحقوقِنا على طولِ الساحةِ وعرضِها، وعاماً بعد عامٍ، وهي الصورةُ الواقعيَّةُ للحلفِ المدنَّسِ ضدَّ الأحرارِ منْ أبناءِ شعوبِنا. الحلفُ الذي أنشأتْهُ معَ الأعداءِ الصهيو- أمريكيين، وكرَّستْهُ حلفاً للعدوانِ ضدّ شعوبِ المنطقةِ كلِّها، والممتدَّةِ من ليبيا إلى سوريا إلى اليمن إلى العراق.
وتمادتْ الرجعيَّةُ العربيَّةُ وهي تكيلُ المديحَ للعدوِ الصهيوني، وتتهافتْ على التطبيعِ مَعَهُ، وتحدَّثتْ في تطبيعِها علناً بوقاحَةٍ وصَلَفٍ بالضّدِ منْ إرادةِ شعوبِنا، إرضاءً لرغبةِ الإمبرياليَّةِ الأمريكيَّةِ. وهي اليومَ لمْ تتوانَ عنْ التخابرِ معَ الأعداءِ لوقفِ لهيبِ النصرِ الذي أحرزَتْهُ المقاومةُ بذرائعٍ لمْ تتفوَّهْ بمثلِها عندَما كانَ شعبُنا في غزَّةَ يتعرَّضُ للقتلِ وتُدمَّرُ الجرّافات والقنابلُ منازلَهُ.
انكشفت أوراقُ الجميع وفُضِح ما كانوا يخفونَهُ. إنَّ قوَّةَ المقاومةِ وصلابَةَ إرادتِها وضعتْ العدوَّ الصهيوني والإمبرياليَّةَ العالميَّةَ والرجعيَّةَ في حيرةٍ، وأثبتتْ أنَّ الرجعيَّةَ التي أصبحتْ رأسَ الفتنِ في المنطقةِ بعدَ أنْ تسيَّدتْ المشهدَ العربيَّ وصارتْ تتحدَّث بإسمِ العربِ وتسوسَ المؤامراتِ ضدّنا، قد بانتْ عورتُها بقوةِ الإرادةِ الفلسطينيَّة المدافعَةِ عنْ الأرضِ. فلمْ تجدَ الرجعيَّةُ بيدِها إلّا المحاولاتِ البائسةِ لإطفاءِ نارِ الثورةِ بالحديثِ عنْ "وقفِ التصعيد" وعن ما يسمّونَهُ بوضاعَةٍ "حلّ الدولتين"، وتساويَ بينَ القاتلِ والقتيلِ، وإلباسِ الحقِ بالباطل. لقد أصبحَ قادة الخيانة، في مصر والأردن والمغرب والسعودية والإمارات وقطر وبلدان الخليج التابعة الأخرى، الأداة التي تحاولُ الصهيونيَّةُ والإمبرياليَّةُ الأمريكيَّةُ وقفَ عنفوانِ الثورةِ واندفاعِها القاهرِ المدروسِ.
واليومَ ونحنُ نشهدُ "طوفانَ الاقصى"، هذهِ المعركةُ التي يسجلُها تأريخُ العالمِ، من حقّنا أنْ نقولَ إنَّها الصورةُ الحقيقيَّةُ لقوَّةِ الإرادةِ الحرَّةِ ورجاحةِ التخطيطِ، والقدرةِ على تنظيمِ الصفوفِ والاستعدادِ لمواجهةِ حقيقيةِ تُثبتْ صدقَ وسلامةَ القضيَّةَ التي يقاتلُ في سبيلِها شعبُنا الفلسطيني المقاومُ، ودليلٌ لا يرقى إليهِ الشكُّ عن قوَّةِ الحقِّ. ولقد أثبتَ رصُّ الصفوفِ الفلسطينيةِ المقاومةِ، والتفافِ الفصائلَ المقاومةُ بكلِّ عناوينِها وقواها المناضلةِ، هشاشةِ الجيشِ الذي طالما تغنَّوا بقوتِهِ وأشاعوا أحاديثَ باطلةً عن قوّتِهِ التي لا تُقهر.
ولنْ يُفاجئَ أحدٌ، أنَّ الغربَ الإمبرياليَّ أعلنَ موقفَهُ المساندُ للعدوِّ المعتدي الغاصبِ، واصطفَ إلى جانبِهِ بلا تردّد، وشمّرَ عن ذراعيْهِ لتقديمِ الدعمِ والمساعدةِ العسكريَّةِ والمدنيَّةِ للعدوِّ الصهيوني، بينما قادةُ العربِ وساستُهُ أمراءَ وملوكاً ورؤساءَ الذين يحكمونَ البلادَ من البحرِ إلى البحرِ، صمتوا عنْ حقِّ الشعبِ الفلسطيني وتخلّوا عن نصرتِهِ، في ردِّه الشجاعِ والمشروعِ في الهبَّةِ المشرِّفةِ هذه، وهو يستعيدُ بعضَ الكرامةِ لشعوبِنا المقهورةِ جميعاً.
المجدُ للمقاومةِ الفلسطينية بجميعِ فصائلِها وهي تلقِّنُ الأعداءَ درساً، وتُثبتُ للعربِ جميعاً أنَّ الحقوقَ لا تأتيَ بالتوسلِ والصمتِ والاستكانةِ على الَضيمِ.
عاشتْ فلسطين حرّةً أبيَّةً، عاشَ الشعبُ الفلسطيني المقاومُ البطلُ، وعاشَ النضالُ الفلسطيني حتى تحريرِ كاملِ الترابِ الفلسطيني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تفو عليكم وعلى شيوعيتكم الاسلامية الفاشيه ياحثالة
المتابع- ( 2023 / 10 / 10 - 15:34 )
داعش يامؤيدي قتل الانسان -ان حماس وجهاد هم داعش الفلسطيني المجرم والقتلى اليهود هم اخوتنا يهود العراق ومصر وليبيا وتونس والمغرب و و و الذين هجروا بالقوة الغاشمه فنظموا لانفسهم ولكل من كان على ارض اسرائيل-فلسطين دولة دمقراطية تقدمية متطورة لم ترض العنصريين الفاشست الاسلاميين والعربجيه لانها خطر على الانظمة العربجية الاسلامجيه-الا تستحون ايها الجهلة تاءييدكم للقتلة الفاشست -عاشت اسرائيل الدمقراطية المسالمه الحامية لنفسها ضد عدوانية الفشست من بعض الفلسطينيين وضد الرجعية العربيه وانظمتها الاستبدادية الدكتاتورية المتخلفه القاتله لشعوبنا في الشرق الاوسط-ايها العميان الا ترون ان دولة عصابات الاجرام الايرانية هي ممولة ومحرضة عصابات داعش الفلسطينيه-كل التاءييد لابناء شعوبنا العربية يهود اسرائيل


2 - سقط القناع عن القناع
حميد فكري ( 2023 / 10 / 10 - 20:00 )
سقط القناع عن القناع ،وانكشفت المواقف الوطنية واللاوطنية ،ليس على مستوى الحكام الرجعيين ،بل على مستوى النخب المثقفة التي يدعي بعضهم الديموقراطية وحقوق الإنسان ،وأخص بالذكر بعض الليبراليين التافهين المتصهينين.
من يدعي الإنتصار لحقوق الإنسان،فاليعلم أن حق الشعوب المضطهدة في الدفاع عن نفسها هو أحد أهم هذه الحقوق ،بل هو محورها .
القوى التقدمية ،لها موقف واضح من التنظيمات الإسلامية ،ولا تحتاج لمن يعلمها ،أو يذكرها به.
إنها قوى رجعية متخلفة .
لكن القضية الأولى الأن هي الإصطفاف على أرضية النضال الوطني، وكل من يحمل البندقية ضد العدو المحتل ،يستحق التأييد.
التأييد لحماس والجهاد وحزب الله ،في العمل الوطني /المقاومة، لا يعني بأي حال أننا نساند أيديولوجيتها وأفكارها السياسية .



3 - الكيان الصهيوني هو أسوأ من ربيبته داعش بمليار مرة
حسين علوان حسين ( 2023 / 10 / 11 - 07:43 )
الأستاذ الفاضل حميد فكري المحترم
داعش هي صناعةأمريكية صهيونية باعتراف سادة أسياد الذبابة الجرباء ت-1. هذا ما أقر به اوباما وهيلاري كلنتن، وكان جرحاهم يعالجون مجانا في مشافي الكيان الصهيوني باعتراف ساسته المبيدين للشعب العربي. حكم ملالي ايران هو الآخر قائم بالتنسيق مع الامبريالية الامريكية الفاشية الشمولية المبيدة للشعوب. راجع خطاب الخنزير جورج بوش الابن في الأمم المتحدة الذي ردد فيه كالببغاء أوامر الملالي لنصرته على التدمير القادم للعراق بكون العراق هو الذي بدأ الحرب على ايران (لتغرف ايران مليارات التعويضات) وان العراق هو الذي ضرب حلبجة بالكيمياوي (ايران هي التي فامت بذلك) وأن أمريكا تعتبر اتفاقية الجزائر بين صدام والشاه نافذة المفعول. البارحة ردد بايدن كالببغاء - مثل سابقه بوش - الخطاب الذي كتبه له نتنياهو حول عمله كل شيء للدفاع عن حق الكيان الصهيوني الأبدي في ابادة العرب في كل مكان -عدد من اباده الغرب لعيون ناكحيهم الصهاينة منذ عام 1917 لليوم يزيد على ستين مليون عربي وتهجير مائة مليون عربي. مثلما أن الذبابة أعلاه تردد أكاذيب أسيادها الصهاينة الجبناء المبيدين للشعوب في ت-1.
كل الحب


4 - السيد حسين علوان حسين
حميد فكري ( 2023 / 10 / 11 - 16:58 )
صاحب التعليق 1 ،يدعي التحضر والتنوير ،وهو يسب مثلما يفعل رجل الشارع الأمي البلطجي الذي لم يتعلم ألفباء الأدب والإختلاف في الرأي .والمهزلة أنه ينعث حماس وأخواتها بالإرهاب ،مع أنه لا يختلف عنهم في إرهابه لخصومه.
تلك هي قمة السكيزوفرينيا.
كيف تنتظر من هذا الصنف ،أن يكون قدوة لغيره من الناس ،وهو الذي بحتاجة الى دروس في التربية ،قبل أن يكون بحتاجة لدروس في السياسة .

اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟