الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة الزمن ، بين النسبية والموضوعية ، بين نيوتن واينشتاين

حسين عجيب

2023 / 10 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


الورطة _ القسم الثالث
( مشكلة الزمن ، بين الموضوعية والنسبية ، وبين نيوتن واينشتاين )

تتمثل المشكلة الأولى التي تعترض القارئ _ ة بجهل المشكلة ، موضوع الحوار المفتوح :
الزمن ، طبيعته ، واتجاهه ، وسرعة حركته أو تغيره ، وخاصة العلاقة بين الحياة والزمن ، أيضا العلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل .
في هذا الفصل ، سوف أناقش مشكلة ماهية الزمن وطبيعته ، بين الموضوعية والنسبية بشكل رئيسي .
وهي مسؤولية مشتركة بين الفلسفة والعلم ، حيث يتجنبها عادة الفلاسفة والعلماء والأدباء وغيرهم من الكتاب :
هل الزمن نسبي أم موضوعي ؟
أم توجد حالة ثالثة بالفعل ؟
هذا هو الاختلاف الجذري بين موقفي نيوتن واينشتاين :
كتن نيوتن يعتبر أن الزمن موضوعي ، ولا يختلف بين مكان وآخر ولا بين فرد وآخر .
على نقيضه موقف اينشتاين ، المعروف ، ويعتبر أن الزمن نسبي ويختلف بدلالة المرقب والمكان والسرعة والكتلة وغيرها .
....
لو كان حل المشكلة سهلا ، وحقيقيا ، لكان الجميع يعرفون ذلك الحل .
لكن لا أحد يعرف الحل الصحيح ، المنطقي والتجريبي ، إلى اليوم .
ويستبدل ذلك كله ، بالرطانة والحذلقة اللغوية ، لأن الكاتب _ة يجهل الحل الذي يحاول شرحه .
....
هذه المشكلة الثقافية ، مشتركة بين الفلسفة والعلم ، ويتكرر نفس الحل ( المهزلة من حيث الرطانة والثرثرة المتكررة ) بشكل متشابه إلى درجة تقارب التطابق ، في أي كتابة جديدة عن الزمن وبلا استثناء .
يتم القفز عن المشكلة بخفة ، وبحالة غموض وتعمية قصديين ، وبحسب معرفتي لا توجد كتابة في العربية ( مقالات أو نصوص أو كتب ) تناقش هذه المشكلة المزدوجة :
1 _ مشكلة طبيعة الزمن 2 _ الغموض المتعمد في الكتابة عن الزمن .
....
عرض مختصر للموقف الثقافي العالمي ، الحالي ، من المشكلة وهو نسخة رديئة عن موقف اينشتاين الحقيقي ( المتكامل ) من مشكلة الزمن ، والعلاقة بين الحاضر والماضي والمستقبل بشكل خاص .
يعتبر الموقف الثقافي العالمي ، السائد ، أن نظرية أينشتاين ( النسبية الخاصة والعامة ) تتضمن موقف نيوتن وتكمله ، ولا توجد مشكلة !
أقترح على القارئ _ة سؤال أحد معارفه من المثقفين _ ات أو الأكاديميين ، والمتخصصين منهن _م بالفلسفة او الفيزياء خاصة ، عن طبيعة الزمن بين النسبية والموضوعية :
الجواب الجاهز ، الزمن نسبي وقد اثبت اينشتاين ذلك .
هذا جهل ثقافي عالمي بالمشكلة ، ولا يقتصر على العربية وحدها .
واكتفي بذكر ثلاثة مراجع ، كتب ، موضوعها الزمن :
الزمن ، تأليف روديغر سافرانسكي
ترجمة عصام سليمان .
والثاني :
مفهوم الزمن بين برغسون وأينشتاين .
مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في الفلسفة
اعداد سعيدي عبد الفتاح .
والثالث :
المفهوم الحديث للمكان والزمان
تأليف ب . س . ديفيز
ترجمة د السيد عطا
توجد الكثير من المرجع غيرها ، تاريخ موجز للزمن ، كمثال كتاب ستيفن هوكينغ الشهير ، وقد ناقشته عبر عدة نصوص منشورة سابقا .
2
عرضت المشكلة في نصوص عديدة ، ومنشورة ، على الحوار المتمدن :
تفسير اينشتاين لتجربة مورلي وميكلسون الشهيرة ، سنة 1887 .
وخلاصتها : سرعة الضوء أو الأشعة الكونية تبقى ثابتة ، بصرف النظر عن طرق قياسها ، سواء في اتجاه حركة دوران الأرض أو عكسها ، وسواء أكان المراقب في موقف ثابت أم متحرك ، في طائرة أو قطار وغيرها تبقى نتيجة القياس ثابتة ، وهي سرعة الضوء المعروفة .
التجربة صدمت الثقافة العالمية كلها ، وانتهت التفسيرات المتنوعة والمتعددة إلى قبول تفسير اينشتاين ( وتبنيه من قبل العلم والفلسفة لاحقا ) ، حيث يعتبر أن الزمن نسبي ، وسرعته تختلف بين مراقب وآخر .
وفكرة اينشتاين بالمختصر ، تقوم على اعتبار أن الدقيقة أو الساعة تتمدد إلى ما لانهاية أو تتقلص إلى الصفر ، في السرعة التي تقارب سرعة الضوء . يعتبر أينشتاين أن سرعة الضوء مطلقة ، وهذا معروف .
....
المشكلة في تفسير اينشتاين ، المعمول به إلى اليوم ...2023 ، أنه يقفز فوق المشكلة الأصلية : طبيعة الزمن وماهيته ، بين الفكرة والطاقة ؟!
بكلمات أخرى ، تفسير اينشتاين يمثل " قفزة طيش " ، حتى ولو كان صحيحا ( هذا الأمر معلق في عهدة المستقبل والأجيال القادمة ) أن الزمن نوع من الطاقة ، له وجده الموضوعي والمستقل عن الثقافة والحياة . النتيجة ولو كانت صحيحة تجريبيا ، لا تغير من طبيعة ذلك التفسير غير المنطقي وغير العلمي . ( يشبه الأمر حل مسألة بطريقة غلط ، والوصول إلى جواب صحيح بالصدفة أو غيرها . يبقى الحل خطأ ، على الرغم من النتيجة الصحيحة ) .
المشكلة التي يقفز عنها أينشتاين ، ومعه الموقف الثقافي العالمي السائد إلى اليوم تتمثل في طبيعة الزمن وماهيته ؟
هل الزمن فكرة أم طاقة ؟
في مثل هذه المسألة الواضحة والبسيطة ، لا يوجد احتمال ثالث .
على قول فلاسفة المنطق ، هذه القضية تمثل مشكلة الثالث المرفوع ، أو الحد الثالث الممتنع .
ومن أمثلتها ثنائية الحياة والموت ، أو النجاح والرسوب ، وغيرها .
ببساطة وخفة تقفز النظرية النسبية ، ومعها الثقافة العالمية ، عن المشكلة ؟!
وتعتبر ضمنا ، أن الزمن نوع من الطاقة ، لكن بشكل موارب ومبهم .
من البديهي أن الفكرة ، لا يمكن أن تتمدد أو تتقلص !
والسؤال المفتوح : كيف يتقبل العلماء والفلاسفة أكثر ، هذا التناقض المنطقي والمكشوف في موقف الثقافة العالمية من مشكلة الزمن ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال